عنوان الموضوع : أثر القرآن الكريم في الأمن النفسي
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

أثر القرآن الكريم في الأمن النفسي








بسم الله الرحمن الرحيم

** أثر القرآن الكريم في الأمن النفسي **

قال الله تعالى :{ الذين آمنوا و لم يلبسوا ايمانهم بظلم أولئك لهم الأمن و هم مهتدون } . (الأنعام -82 )
الحياة كنوز و نفائس . . أعظمها الإيمان بالله . . . و طريقها منارة القرآن الكريم
فالإيمان اشعاعه أمان . . .
و الأمان يبعث الأمل . . .
و الأمل يثمر السكينة . . .
و السكينة نبع للسعادة . . .
و السعادة حصادها أمن و هدوء نفسي . .
فلا سعادة انسان بلا سكينة نفس ، و لا سكينة نفس بلا اطمئنان القلب .
مما لا شك فيه أن كلاّ منا يبحث عن السعادة و يسعى اليها ، فهي أمل كل انسان و منشود كل بشر و التي بها يتحقق له الأمن النفسي .
و السعادة التي نعنيها هي السعادة الروحية الكاملة التي تبعث الأمل و الرضا ، و تثمر السكينة و الإطمئنان ، و تحقق الأمن النفسي و الروحي للإنسان فيحيا سعيداّ هانئاّ آمناّ مطمئناّ .
و ليس الأمن النفسي بالمطلب الهين فبواعث القلق و الخوف و الضيق و دواعي التردد و الإرتياب و الشك تصاحب الإنسان منذ أن يولد و حتى يواريه التراب .
و لقد كانت قاعدة الإسلام التي يقوم عليها كل بنائه هي حماية الإنسان من الخوف و الفزع و الإضطراب و كل ما يحد حريته و انسانيته و الحرص على حقوقه المشروعة في الأمن و السكينة و الطمئنينة و ليس هذا بالمطلب الهين ، فكيف يحقق الإسلام للمسلمين الأمن و السكينة و الطمئنينة .
ان الإسلام يقيم صرحه الشامخ على عقيدة أن الإيمان مصدر الأمان ، اذن فالإقبال على طريق الله هو الموصل الى السكينة و الطمئنينة و الأمن ، و لذلك فان الإيمان الحق هو السير في طريق الله للوصول الى حب الله و الفوز بقربه تعالى .
و لكن كيف نصل الى هذا الإيمان الحقيقي لكي تتحقق السعادة و السكينة و الطمئنينة التي ينشدها و يسعى اليها الإنسان لينعم بالأمن النفسي .
اننا نستطيع أن نصل الى هذا الإيمان بنور الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم، و نور الله هنا هو القرآن الكريم الذي نستدل به على الطريق السليم و نأخذ منه دستور حياتنا . . و ننعم بنوره الذي ينير القلب و الوجدان و النفس و الروح و العقل جميعا .أليس ذلك طريقا واضحا و وحيدا لنصل الى نعمة الأمن النفسي ؟
لقد عُني القرآن الكريم بالنفس الإنسانية عناية شاملة . . عناية تمنح الإنسان معرفة صحيحة عن النفس وقاية و علاجا دون أن ينال ذلك من وحدة الكيان الإنساني ، و هذا وجه الإعجاز و الروعة في عناية القرآن الكريم بالنفس الإنسانية ، و ترجع هذه العناية الى أن الإنسان هو المقصود بالهداية و الإرشاد و التوجيه و الإصلاح .
فلقد أوضح لنا القرآن الكريم في الكثير من آياته الكريمة أهمية الإيمان للإنسان و ما يحدثه هذا الإيمان من بث الشعور بالأمن و الطمئنينة في كيان الإنسان و ثمرات هذا الإيمان هو تحقيق سكينة النفس و أمنها و طمأنينتها .
و الإنسان المؤمن يسير في طريق الله آمنا مطمئنا ، لأن ايمانه الصادق يمده دائما بالأمل و الرجاء في عون الله و رعايته و حمايته ، و هو يشعر على الدوام بأن الله عز و جل معه في كل لحظة ، و نجد أن هذا الإنسان المؤمن يتمسك بكتاب الله لاجئا اليه دائما ، فهو بالنسبة اليه خير مرشد لمدى اثر القرىن الكريم في تحقيق افستقرار النفسي له .
فمهما قابله من مشاكل وواجهه من محن فان كتاب الله و كلماته المشرقة بانوار الهدى كفيلة بأن تزيل ما في نفسه من وساوس ، و ما في جسده من آلام و أوجاع ، و يتبدل خوفه الى أمن و سلام ، و شقاؤه الى سعادة و هناء كما يتبدل الظلام الذي كان يراه الى نور يشرق على النفس ، و يشرح الصدر ، و يبهج الوجدان . . فهل هناك نعمة أكبر من هذه النعمة التي تدل على حب الله و حنانه الكبير و عطائه الكريم لعبده المؤمن .
ان كتاب الله يوجه الإنسان الى الطريق السليم ، و يرشده الى السلوك السوي الذي يجب ان يقتدى به . . يرسم له طريق الحياة التي يحياها فيسعد في دنياه و يطمئن على آخرته .
انه يرشده الى تحقيق الأمن النفسي و السعادة الروحية التي لا تقابلها اي سعادة أخرى و لو ملك كنوز الدنيا و ما فيها .
انه يحقق له السكينة و الإطمئنان ، فلا يجعله يخشى شيئا في هذه الحياة ، فهو يعلم أنه لا يمكن أن يصيبه شر ، أو أذى الا بمشيئة الله تعالى ، كما يعلم أن رزقه بيد الله وأنه سبحانه و تعالى قد قسم الأرزاق بين الناس و قدّرها ، كما انه لا يخاف الموت بل انه حقيقة واقعة لا بد منها ، كما انه يعلم أنه ضيف في هذه الدنيا مهما طال عمره أو قصر ، فهو بلا شك سينتقل الى العالم الآخر ، و هو يعمل في هذه الدنيا على هذا الأساس ، كما أنه لا يخاف مصائب الدهر و يؤمن ايمانا قويا بأن الله يبتليه دائما في الخير و الشر ، و لولا لطف الله سبحانه لهلك هلاكا شديدا .
انه يجيب الإنسان على كل ما يفكر فيه ، فهو يمنحه الإجابة الشافية و المعرفة الوافية ، لكل أمر من أمور دينه و دنياه و آخرته .
انّ كتاب الله يحقق للإنسان السعادة لأنه يسير في طريقه لا يخشى شيئا الا الله ، صابرا حامدا شاكرا ذاكرا لله على الدّوام ، شاعرا بنعمة الله عليه . . يحس بآثار حنانه و دلائل حبه . . فكل هذا يبث في نفسه طاقة روحية هائلة تصقله و تهذبه و تقومه و تجعله يشعر بالسعادة و الهناء ، و بأنه قوي بالله . . سعيد بحب الله ، فينعم الله عز و جل عليه بالنور و الحنان ن و يفيض عليه بالأمن و الأمان ، فيمنحه السكينة النفسية ، و الطمئنينة القلبية .
مما سبق يتضح لنا أن للقرآن الكريم أثر عظيم في تحقيق الأمن النفسي ، و لن تتحقق السعادة الحقيقية للإنسان الا في شعوره بالأمن و الأمان ، و لن يحس بالأمن الا بنور الله الذي أنار به سبحانه الأرض كلها ، و أضاء به الوجود كله . . بدايته و نهايته ، و هذا النور هو القرآن الكريم .
و يؤكد لنا القرآن الكريم بأنه لن يتحقق للإنسان الطمئنينة والأمان الا بذكره لله عز و جل .. قال تعالى :{ الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب } .( الرعد -28 )
اذن علينا ان نتمسك بكتاب الله و نقتدي به ، و نتدبر في آياته البيّنات ، و نتأمل في كلماته التي لا تنفذ أبدا . . قال تعالى :{ قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربّي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي و لو جئنا بمثله مدادا } .(الكهف -109 ) حتى نتحلى بالإيمان الكبير في هذه الرحلة الروحية مع آيات الله فنتزود بما جاء به القرآن الكريم من خلق عظيم ، و أدب حميد ، و سلوك فريد ، و معرفة شاملة بحقيقة النفس الإنسانية كما أرادها الله عز و جل أن تكون ، و نرتقي حيث الحب و الخير و الصفاء و النورانية ، فننعم بالسلام الروحي الممدود ، و الإطمئنان القلبي المشهود ، و الأمن النفسي المنشود .

م\ن

مع خالص تحياتي


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================




__________________________________________________ __________



__________________________________________________ __________



__________________________________________________ __________

أخواتي :
الداعيه لحب الله و رسوله
نور عيني 111
بسمة على خد ملاك
شكرا لكن على ردودكن الطيبة ، تسلم الأيادي


__________________________________________________ __________

أختي البسكرية
Narnor
لا أعرف كيف أحول الردود الى هذا الموضوع
شكرا لكن على ردودكن الطيبة
تسلم الأيادي