عنوان الموضوع : العلاج النفسي في القرآن الكريم -اسلاميات
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

العلاج النفسي في القرآن الكريم



العلاج النفسي في القرآن الكريم

إن التقدم الحضاري في كل جانب من جوانب الحياة في العالم خطا خطوات واسعة، فخلص الإنسان من كثير مما كان يعانيه من الإرهاق البدني والتعب والنصب.. ولكن هذا العلم لم يتمكن إلى يوم الناس هذا من أن يخلص الإنسان مما يعانيه من (التيه) و (الضياع) و (الشقاء) والأمراض النفسية التي كثر صرعاها، وازدادت زيادة مذهلة – وبخاصة في قرننا العشرين – ولقد فتش الناس عن الدواء الناجع الذي يستأصل الداء أو يقلل من صرعاه على أقل تقدير فلم يجدوه، على الرغم من التقدم الحضاري الذي ضرب إطنابه في كل جانب من جوانب الحياة.

وهذا البحث المتواضع يتحدث في (العلاج النفسي في القرآن الكريم) الذي غفل عنه الكثير من الباحثين والعلماء النفسيين. وقد اتجه بعض من علماء الطب الحديث إلى الاهتمام به، بعد أن أخفق الطب الحديث ووقف عاجزاً أمام ذلك الداء العضال الذي باتت تشكو من ويلاته مجتمعات كثيرة هنا وهناك، وبخاصة المجتمعات التي ضربت بسهم وافر في التقدم الحضاري المادي.



للقرآن الكريم قوة روحية تؤثر تأثيراً كبيراً في النفس الإنسانية. ولا عجب فإنه كلام الله الذي استطاع في فترة وجيزة من الزمن إن يغير طبائع الناس وسلوكهم وطريقة تفكيرهم. وقد نص الله –عز وجل– على أنه شفاء ورحمة وهدى للمؤمنين وانه يهدي للتي هي أقوم. قال تعالى:

(وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاّ خَسَارًا) سورة الإسراء /82.

(يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) سورة يونس /57.

(إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) سورة الإسراء /9.


وهذه الآيات الكريمات تحدد أثر القرآن في نفوس الناس: فهو لمن آمن به هداية تهديه إلى الصراط المستقيم، فتتخلص نفسه من الحقد والغل، والحسد والأثرة، والاعوجاج في السلوك… وهكذا يصح البدن إذا صحت النفس. وصحة النفس تكون في صفائها ونقائها، فيكون القرآن شفاءاً للنفس ورحمة لها ونعمة عليها.

لقد كانت الجهود التي بذلت في الدراسات النفسية كثيرة كثيرة. وظهرت أساليب مختلفة في العلاج النفسي.. بيد أن هذه الدراسات لم تحقق النجاح المرجو في القضاء على الأمراض النفسية، بل إن هذه الأمراض يزداد صرعاها يوماً بعد يوم، كما أن الدراسات – أيضاً – لم تحقق نجاحاً كبيراً في الوقاية من تلك الأمراض النفسية: (فقد بينت بعض الدراسات أن معدلات الشفاء بين المرضى النفسيين الذين يعالجون بطريقة التحليل النفسي تتراوح بين 60% و64% وهي معدلات غير مرضية إذا أخذنا في اعتبارنا أن معدلات المرضى النفسيين الذين يتخلصون من أمراضهم من غير أن يتلقوا أي علاج نفسي تتراوح بين 44% و66%. أضف إلى ذلك أن بعض المرضى كانت تسوء حالتهم بعد العلاج النفسي. وفي دراسة أخرى تبين أن المرضى النفسيين من المجموعة الضابطة التي لم يتلق أفرادها أي علاج نفسي قد أظهروا تحسناً مساوياً للتحسن الذي أظهره المرضى الذين عولجوا نفسياً. كما بينت الدراسة – أيضاً – أن بعض هؤلاءالمرضى الذين عولجوا قد ازدادت حالتهم سوءاً)

(من العجيب أن الأمراض العقلية أكبر عدداً من جميع الأمراض الأخرى مجتمعة.
لقد أخفق علماء النفس في معالجة تلك الأمراض التي انتشرت في المجتمعات الغربية انتشارا واسعاً، وأخذت بتلابيبه وضيقت عليه الخناق. ولكن ما سبب ذلك الإخفاق؟
الإيمان أولاً

يجيب عن ذلك الدكتور (بول أرنست أدولف) الأستاذ المساعد وعضو جمعية الجراحين الأمريكيين فيقول:

(إن كثيراً من المشتغلين بالعلاج النفسي قد ينجحون في تقصي أسباب الاضطراب النفسي الذي يسبب المرض، ولكنهم يخفقون في معالجة الاضطرابات، لأنهم لا يلجأون في علاجها إلى بث الإيمان بالله في نفوس هؤلاء المرضى).

ولعل اتجاه علماء النفس نحو تبني نظرة الدين في علاج الأمراض النفسية أو الوقاية منها قد ازداد يوماً بعد يوم بسبب ذلك. فإن الإيمان الصحيح بالله يمد الإنسان بقوة عظيمة وطاقة روحية هائلة، تجعله يقف بقوة وحزم أمام ما يلاقيه من مشقات الحياة، وتجنبه – في الوقت نفسه – ذلك القلق الذي صار سمة من سمات هذا العصر.

يقول المحلل النفسي كارل يونج:
(استشارني في خلال الأعوام الثلاثين الماضية أناس من مختلف شعوب العالم المتحضرة، وعالجت مئات كثيرة من المرضى.. فلم أجد واحداً من مرضاي الذين كانوا في المنتصف الثاني من عمرهم – أي جاوزوا سن الخامسة والثلاثين – من لم تكن مشكلته في أساسها: هي افتقاره إلى وجهة نظر دينية في الحياة. وأستطيع أن أقول: إن كل واحد منهم قد وقع فريسة المرض، لأنه فقد ذلك الشيء الذي تمنحه الأديان القائمة في كل عصر لإتباعها، وإنه لم يتم شفاء أحد منهم حقيقة إلا بعد أن استعاد نظرته الدينية في الحياة).

ويقول المحلل النفسي أ.أ.بريل :
(إن المرء المتدين حقاً لا يعاني قط مرضاً نفسياً).

وذكر عالم النفس الأمريكي (هنري لينك) في كتابه (العودة إلى الإيمان): أنه وجد نتيجة خبرته الطويلة في تطبيق الاختبارات النفسية على العمل في عملية الاختبار المهني والتوجيه المهني، ان الأشخاص المتدينين والذين يترددون على دور العبادة يتمتعون بشخصية أقوى وأفضل ممن لا دين لهم، أو لا يقومون بأية عبادة.
يتبع>>>>>>>>>>>>>>>


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


ويقول الدكتور (بول أرنست أدولف):

(لقد أيقنت أن العلاج الحقيقي لا بد أن يشمل الروح والجسم معاً في وقت واحد، وأدركت أن من واجبي أن أطبق معلوماتي الطبية والجراحية إلى جانب إيماني بالله وعلمي به. ولقد أقمت تلك الناحيتين على أساس قويم. بهذه الطريقة وحدها استطعت أن أقدم لمرضاي العلاج الكامل الذي يحتاجون إليه. ولقد وجدت بعد تدبر عميق أن معلوماتي الطبية وعقيدتي في الله هما الأساس الذي ينبغي أن تقوم عليه الفلسفة الطبية الحديثة… ولقد وجدت في أثناء ممارستي للطب أن تسـلحي بالنواحي الروحية إلى جانب إلمامي بالمادة العلمية يمكناني من معالجة جميع الأمراض علاجاً يتسم بالبركة الحقيقية. أما إذا أبعد الإنسان ربه عن هذا المحيط، فإن محاولاته لا تكون إلا نصف العلاج، بل قد لا تبلغ هذا القدر)

ونشرت جريدة (الجمهورية) القاهرية تحت عنوان (العلماء يلجأون إلى الدين لعلاج مرضى الأمراض العقلية) قالت:
(لقد بدأت التجربة في مستشفى بولاية نيويورك وهو مستشفى خاص بمرتكبي الجرائم من المصابين بالأمراض العقلية. بدأت التجربة بإدخال الدين كوسيلة جديدة للعلاج بجانب الصدمات الكهربائية لخلايا المخ، والعقاقير المسكنة والمهدئة للأعصاب. وكانت النتيجة رائعة.. إن أولئك الذين تعذر شفاؤهم.. بل فقدوا الأمل فيه، انتقلوا من عالم المجانين إلى عالم العقلاء.. أولئك الذين ارتكبوا أفظع الجرائم وهم مسلوبو الإرادة باتوا يسيطرون على إرادتهم وتفكيرهم وتصرفهم، ويذرفون الدمع ندماً، وكلهم أمل في رحمة الله ومغفرته).
ويقول الدكتور (الكسيس كاريل):

(لعل الصلاة هي أعظم طاقة مولدة للنشاط عرفت إلى يومنا هذا. وقد رأيت – بوصفي طبيباً – كثيراً من المرضى فشلت العقاقير في علاجهم، فلما رفع الطب يديه عجزاً وتسليماً تدخلت الصلاة فأبرأتهم من عللهم).
ويقول:

(إن الصلاة كمعدن (الراديوم) مصدر للإشعاع، ومولد ذاتي للنشاط، وبالصلاة يسعى الناس إلى استزادة نشاطهم المحدود، حين يخاطبون القوة التي لا يفنى نشاطها).

ويقول الدكتور يوسف القرضاوي:

(إن في فطرة الإنسان فراغاً لا يملؤه علم، ولا ثقافة ولا فلسفة، إنما يملؤه الإيمان بالله –جلَّ وعلا-. وستظل الفطرة الإنسانية تحس بالتوتر والجوع والظمأ، حتى تجد الله، وتؤمن به وتتوجه إليه).

ولم يكن علماء النفس والمحللون النفسيون والأطباء والعلماء هم الذين توصلوا إلى هذه الحقيقة وحدهم، بل نجد عدداً ليس بالقليل من المفكرين الغربيين المعاصرين ذهبوا هذا المذهب.
: (إن الأزمة التي يعاني منها الأوربيون في العصر الحديث، إنما ترجع فيأساسها إلى الفقر الروحي، وأن العلاج الوحيد لهذا التمزق الذي يعانون منه هو الرجوع إلى الدين).

وننظر في الإسلام، فنرى أن الإيمان بالله الذي يملأ قلب المسلم منذ الصغر يكسبه مناعة من الإصابة بالأمراض النفسية: فلا يكون بحاجة إلى هذا أو ذلك من العلاج النفسي.

والقرآن الكريم يشير بكل صراحة إلى أن الإيمان الصحيح بالله يبعث (الأمن) و (الطمأنينة) و (السكون) في نفس المؤمن، يقول الله – عز وجل- :

(الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) سورة الأنعام /82.

(الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) سورة الرعد /28.

(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ) سورة الفتح /4.

واطمئنان النفس مصدره الإيمان بالله واليوم الأخر. وليس المراد به استسلام النفس أو استكانتها، أو هربها من الحياة، وإنما المراد به: الرضى بما يقع – بعد أن يأخذ بالأسباب

وهكذا يشعر المؤمن بالسعادة الحقيقية إذا كان قلبه عامراً بالإيمان الخالص من الشوائب الذي لا يكدره مكدر. يقول العلامة (ابن قيم الجوزية) رحمه الله:

(في القلب شَعَثٌ لا يلمه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله، وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار إليه، وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضى بأمره ونهيه وقضائه، ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه، وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته والإنابة إليه، ودوام ذكره وصدق الإخلاص له، ولو أعطي الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبداً)
.


__________________________________________________ __________

سبحان الله ،
فالــأيمان هؤ الطمئنينه بحد ذاتهــأ
وألشفأء الذي ينزل بالصدؤر ،
وخير دليل آيات القران الكريم ،
وفقك الله حبيبتئ ،
ما اجمله منّ طرح ، جزيت كل ألخير عليه ،
أنتظر جديدك ..

.

.

.
تقيمي


__________________________________________________ __________

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الياقوتة البيضاء
سبحان الله ،
فالــأيمان هؤ الطمئنينه بحد ذاتهــأ
وألشفأء الذي ينزل بالصدؤر ،
وخير دليل آيات القران الكريم ،
وفقك الله حبيبتئ ،
ما اجمله منّ طرح ، جزيت كل ألخير عليه ،
أنتظر جديدك ..

.

.

.
تقيمي

شكرا غاليتي على مرورك العطر بارك الله فيك


__________________________________________________ __________



__________________________________________________ __________

بارك الله فيك عزيزتي
موضوع رااائع
وجزاك الله كل خير لما قدمتِ
وجعله في ميزان حسناتك وصالح اعمالك ...