عنوان الموضوع : فقه النصيحة .. فتوى شرعية للشيخ صادق بن محمد البيض - الشريعة الاسلامية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
فقه النصيحة .. فتوى شرعية للشيخ صادق بن محمد البيض
[SIZE=4][COLOR=#800080]
فقه النصيحة .. فتوى شرعية للشيخ صادق بن محمد البيضاني
[RIGHT]سئل الشيخ صادق بن محمد البيضاني السؤال التالي:
بارك الله فيك يا شيخ : متى تكون النصيحة سرية ومتى تكون جهرية .. أفيدونا مأجورين ؟
فأجاب بقوله:
أعجبني بيتُ شعر قال فيه المتنبي :
ووضع الندى في موضعِ السيف بالعلى مضرٌ كوضع السيفِ في موضعِ الندى
بمعنى استعمال الشدة في الموضع الذي لا يناسبه سوى اللين مضرٌ كما هو مضر استعمال اللين في موضع الشدة, فللشدة ما يناسبها وللين ما يناسبه وإلا كانت النصيحة غير مجدية .
وكثيرًا ما نرى بعض الناس إذا نصح جهر بنصيحته بنية إنكار المنكر مع أن واقع الأمر يحتاج إلى الإسرار بالنظر إلى فقه الحال, فتنقلب نصيحته سلبًا لا إيجابًا وبعضهم قد يفرط ويجعل نصيحته كلها سرًا وهذا خطأ آخر.
إذًا : لابد للمسلم الناصح أن يتفطن لفقه الدعوة وأن يتتبع سيرة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ليعرف متى تكون النصيحة جهرًا ومتى تكون سرًا .
وعلى العموم السرية في النصيحة أنفع في مواضع عدة :
مثلًا رأيت رجلًا يشرب الخمر أو لا يصلي فعليك أن تتحسس أخبار هذا الشخص ما مقدار فجوره وما هو واقعه وأخلاقه بين الناس, وتحاول أن تزوره في الله, وإذا وجدت مجالًا للشفاعة شفعت له وإذا كانت لديك هدية بعد أن تتعرف عليه أهديتها له ثم تتلطف حتى تتقرب إليه بالأخلاق الحسنة ثم باشره بالنصيحة باللغة والطريقة التي يفهمها, وعليك أن تذكر له فضل الله عز وجل وما أعده للصالحين وتقول له : كل ابن آدم خطاء, ولكن ينبغي تصحيح هذه الأخطاء بمنظور شرعي .
فإذا تدرجت معه وأحسنت إليه في المعاملة استملكت قلبه وسيأخذ بنصيحتك إن شاء الله ولو من باب الاستحياء, وقد جاء في تاريخ الأندلس أن الدين أول ما وصلهم ودخلوا فيه كان بسبب أخلاق التجار المسلمين وحسن معاملتهم مع النصارى فلما حسنت الأخلاق قال النصارى في بلاد الأندلس هذا هو الدين الحق فدخلوا في دين الله أفواجًا .
لذا لا بد للناصح أن يتفطن لأمور عدة :
الأول : اختيار الجو المناسب للنصيحة فلا ينصح رجلًا مشغول الفكر والبال لأن مثله لا يتقبل.
لذا أخرج البخاري في صحيحه عن ابن عباس – رضي الله عنهما- قال : حَدِّث الناسَ كل جمعة مرة, فإن أبيت فمرتين, فإن أكثرت فثلاث مرار, ولا تمل الناس هذا القرآن ولا ألفينك([1]) تأتي القوم وهم في حديث من حديثهم فتقص عليهم فتقطع عليهم حديثهم فتملهم, ولكن أنصت, فإذا أمروك فحدثهم وهم يشتهونه فانظر السجع([2]) من الدعاء فاجتنبه فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك يعني لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب([3]).
الثاني : حسن المخاطبة .
ومن هنا جاء الخطاب الإلهي الذي يعلمنا حسن الخطاب والمخاطبة فقال الله لنبيه عليه الصلاة والسلام : " قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ([4]) أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى([5]) ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا"([6])
يا سبحان الله كلمات موجزات بأسلوب بياني بديع هذه هي دعوة الإسلام كلمات تجعل المنصوح يفكر فيها لأنها صدرت من ناصح مشفق أدرك واقع المنصوح وزمان نصيحته بأسلوب مؤدب ورصين حتى دخل في قلب المنصوح – الله أكبر .
في خاطري تدور قصة مناسبة أرى أن من المصلحة أن أسوقها بطولها لنأخذ الأسلوب الحسن في النصيحة:
ذكر الطبري في" تاريخه" وابن هشام في "السيرة" : أن أسعد بن زرارة خرج بمصعب بن عمير يريد به دار بني عبد الأشهل ودار بني ظفر .
وكان سعد بن معاذ بن النعمان ابن خالة أسعد فدخل به حائطًا([7]) من حوائط بني ظفر على بئر يقال لها: بئر مرق فجلسا في الحائط, واجتمع إليهما رجال ممن أسلم, وسعد بن معاذ, وأسيد بن حضير يومئذ سيدا قومهما من بني عبد الأشهل وكلاهما مشرك على دين قومه .
فلما سمعا به قال : سعد بن معاذ لأسيد بن حضير لا أبالك انطلق إلى هذين الرجلين اللذين قد أتيا دارنا ليسفها ضعفاءنا فازجرهما وانههما أن يأتيا دارنا فإنه لولا أن أسعد بن زرارة مني حيث قد علمت كفيتك ذلك هو ابن خالتي ولا أجد عليه مقدما فأخذ أسيد بن حضير حربته ثم أقبل إليهما .
فلما رآه أسعد بن زرارة .
قال: لمصعب هذا سيد قومه قد جاءك فاصدق الله فيه .
قال مصعب : إن يجلس أكلمه .
قال : فوقف عليهما مُتَشَتِّمَاً.
فقال : ما جاء بكما إلينا تسفهان ضعفاءنا اعتزلانا إن كانت لكما في أنفسكما حاجة .
فقال له مصعب : أو تجلس فتسمع, فإن رضيت أمرًا قبلته, وإن كرهته كف عنك ما تكره .
قال : أنصفت ثم ركز حربته, وجلس إليهما فكلمه مصعب بالإسلام, وقرأ عليه القرآن .
فقالا فيما يذكر عنهما : والله لعرفنا في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم في إشراقه وتسهله .
ثم قال : ما أحسن هذا, وأجمله !!
كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين ؟
قالا له : تغتسل فتطهر ثوبيك, ثم تشهد شهادة الحق ثم تصلي ركعتين .
قال : فقام فاغتسل, وطهر ثوبيه وشهد شهادة الحق, ثم قام فركع ركعتين .
ثم قال لهما : إن ورائي رجلًا إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه, وسأرسله إليكما الآن سعد بن معاذ - أي هو سعد بن معاذ سيد الأنصار-، ثم أخذ حربته, وانصرف إلى سعد وقومه, وهم جلوس في ناديهم فلما نظر إليه سعد بن معاذ مقبلًا .
قال : أحلف بالله لقد جاءكم أسيد بن حضير بغير الوجه الذي ذهب به من عندكم, فلما وقف على النادي قال له سعد : ما فعلت ؟
قال : كلمت الرجلين فوالله ما رأيت بهما بأسًا, وقد نهيتهما, فقالا :نفعل ما أحببت .
وقد حُدِّثتُ أن بني حارثة قد خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه, وذلك أنهم عرفوا أنه ابن خالتك ليحقروك .
قال : فقام سعد مغضبًا مبادرًا, تخوفًا للذي ذُكِرَ له من بني حارثة, فأخذ الحربة من يده, ثم قال : والله ما أراك أغنيت شيئًا, ثم خرج إليهما .
فلما رآهما سعد مطمئنين عرف أن أسيدًا إنما أراد أن يسمع منهما, فوقف عليهما مُتَشَتِّمًَا .
ثم قال لأسعد بن زرارة : يا أبا أمامة لولا ما بيني وبينك من القرابة ما رمت هذا مني تغشانا في دارنا بما نكره - وقد قال أسعد : لمصعب أي مصعب جاءك والله سيد من وراءه من قومه إن يتبعك لم يخالف عليك منهم اثنان- .
فقال له مصعب : أو تقعد فتسمع, فإن رضيت أمرًا, ورغبت فيه قبلته, وإن كرهته عزلنا عنك ما تكره .
قال سعد : أنصفت, ثم ركز الحربة, وعرض عليه الإسلام وقرأ عليه القرآن .
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
جعله الله في ميزان حسناتك موضوع فعلا يستحق القراءة
__________________________________________________ __________
بارك الله فيك حبيبتي
طرح موفق
يزين بالنجوم
__________________________________________________ __________
جزاكِ الله خيـر
وبارك فيكِ ...
__________________________________________________ __________
ربي يجززاكك بآلجنةة
سسلمت انااملك
__________________________________________________ __________
جزاكيــ الله خيراا