عنوان الموضوع : صرخة مدوية بعد ثلاث دقائق - للحمل و الولادة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
صرخة مدوية بعد ثلاث دقائق
قصة منقولة لأنني اتأثرت فيها كتير لأني عشتها اكتر من 10 مرات واخرها
كانت اليوم .......
صرخة سوف أطلقها مدوية بعد دقائق ثلاث ، أي في الثانية عشر و النصف تماما ، عندما يرتسم على وجه آلة اختبار الحمل المنزلية الخطان الأحمران المتوازيان ليعلنا بلونهما الحاد الخبر قبل أن أعلنه ، سوف يأتي زوجي الغارق في أوراقه من مكتبه راكضا يسأل عما بي فأخبره ، لا لن أخبره أنا سأترك الآلة تخبره ، سوف أرفعها أمام عيونه المتلهفة و أخبره و أقول له : ها أن الحلم أخيرا تحقق ، برد لهفتك التي تتعمد إخفاءها عني حتى لا تجرح أمومتي المسجونة ، أعلنها صريحة انك سعيد و انك كنت تنتظر معي تحقق الحلم و إن أخفيت ذلك و أنكرته ، سوف أخبرك أيها الزوج الحنون أني كنت اعرف ، و أنني ما أخفيت الأمر لقسوة في قلبي ، و إنما إشفاقا على كلينا من أمل دأبه التبدد ، و حلم يأبى أن يتحقق ، نعم كنت أعرف ، عرفت بخبر حملي منذ ما يقرب الستين يوما أو يزيد ، عندما ظهرت أولى علامات الحمل عندي ، أخفيت الأمر ، و قلت ربما هو أمر عارض و سينتهي بعد يوم أو أيام ، لكن الأعراض أخذت تتوالى و تتوالى معها دقات قلبي المنتظر ، بدأت أشعر بثقل خفيف في حركتي و تعمدت دوما أن أرجعه إلى تغير الفصول و إرهاق العمل ، و عندما انتابني الصداع الرهيب أوهمتك إنني تعاطيت حبوبا مسكنة ، لكنني لم افعل ، فالحبوب المسكنة كما عرفت خطر على الجنين ، امتنعت تماما عن حمل الأشياء الثقيلة ، حتى حقيبة العمل خففت وزنها قليلا حتى يسهل على امرأة مثلي تحمل للمرة الأولى أن تحملها ، لا تعتقد يا زوجي الحبيب أن إخفاء الأمر كان سهلا ، لقد راودتني نفسي كثيرا أن أخبرك و تراجعت كثيرا عن تنفيذ هذا الخاطر ، لن أعلمك و لن اعلم أحدا من العالمين حتى يرتسم الخطان الأحمران أمامي الآن …
ها هي الآلة الصغيرة تنفض عن نفسها غفوتها المملة و تبدأ في تجميع لون أحمر في أفق نافذتها الوحيدة ، حركة صغيرة سلحفائية تقتحم كل مجال رؤيتي و تستأثر بتعاريج عقلي المشحون ، لو فقط تسرعين أيتها الآلة العزيزة ، لو فقط ترسمين الخطوط المرجوة دون إبطاء ، لا بأس بدقيقة انتظار أخرى ، فما أطول ما انتظرت ، و ما أمر ما تجرعت ، و هل هناك ما هو أمر من الصبر …؟
العلبة السوداء ، هذه العلبة الكئيبة التي تشبه التابوت الصغير ، تشهد على مر صبري بما تحويه من آلات اختبار منزلية و معملية تحمل خطا أحمر واحدا يعلن فشلا ، دائما فشل ، خطا واحدا يتجمع كل مرة من عصارة صبري و يرسم نفسه أمامي خطا فوق أحلامي ، و جدارا أمام أمومتي …
اليوم سينتهي كل هذا ، اليوم سوف أفرغ العلبة من شواهد الفشل و أبطنها بالمخمل الأبيض و أضع الاختبار الجديد الذي يحمل الخطين الأحمرين فيها ، خطان تحت أحلامي و ليس فوقها ، يؤكدان للعالم أن الأمومة اختراع يبدأ بحلم ، يعقبه صبر ، و ينتهي بطفل ..
أنا لا يعنيني إن كان مولودي الأول ذكرا أو أنثى ، المهم أن يأتي فقط ، المهم أن يأتي …
منذ شهر اعتدت على الاستلقاء على فراشي آخر الليل و قد هدأ طنين الكون من حولي إلا من صوت رتيب يخرج من تنفس زوجي النائم بجواري ، أمد يدي بهدوء أتحسس بطني ، اكتم أنفاسي حتى أصل إلى المكان الذي يقبع فيه جنيني ، أضع يدي عليه و أسمع بها دقات قلبه ، لقد رأيت صورا عديدة للأجنة في بطون الأمهات على شاشة التلفاز و في المجلات الملونة و أعرف أن في أحشائي الآن جنينا يحمل رأسا كبيرا و ملامح جسدية هلامية التكوين ، شفافة تظهر قلبا نابضا لونه أحمر ، كلون الخطوط التي انتظر ، اكتم أنفاسي لئلا تختلط بصوت أنفاسه ، أريد أن اسمع دقات قلبه وحدها ، و اسمعها ، و يطير قلبي فرحا ، و اضحك على نفسي حين تعتريني بعض الشفقة على هذا المسجون داخلي ، و أتتساءل متعجبة ، كيف يحتمل هذا الصغير رقاده الطويل داخل أحشائي في مساحة محدودة جدا ؟!!
ثم أعود فاتهم نفسي بالجنون ، فهذه حكمة الخالق ، رباط خفي من أسمى أنواع العواطف يخلقه الله رويدا رويدا داخل أحشائي ، رباط لا انفصام له ابد الدهر يستمر في التجدل تسعة أشهر ليخرج بعدها الوليد مربوطا حتى اعمق أعماقه بأمه …
ما زالت الأله تستجمع قوتها و تستقبل ساكنة الصخب القادم ، لقد بدأ الخط الأول في الظهور ، مازال لونه باهتا بعض الشيء لكنه سيتحول إلى الدكنة بينما يستجمع الخط الثاني شتاته القهري و يشد نفسه من عتمة عشرة أعوام من الانتظار ليسجل بصمته الأخير و يعلن رسميا بدء أمومتي ..
آه أيها الابن الحبيب ، كم انتظرتك ، و كم تناوبت الصبر مع الليالي الطوال ، أنت صغير جدا لتعرف كم أن الصبر مر ، و الانتظار صعب …
أيها الصغير القادم الذي أخبئ له أجمل المشاعر و أحلاها ، أيها الصغير الغالي الذي أعددت له أرجوحة من أوردتي و فراشا في حبة القلب ، هل تعلم كم طبيبا راجعت ، و حجم دموع سكبت ، و كمية أدوية تجرعت ، هل شعرت بأمك في الليالي تلبس ثوب الصلاة و تتوجه إلى خالقها تدعوه ذرية صالحة تقر بها عينها ، هل سمعت نحيبي و أنا أدعوك لتأتي فتنير ظلمة أمومتي الموحشة ، هل شاهدتني يوما أعض وسادتي كيلا يسمع أبوك نشيجي فيسخر من حنيني إليك و يدعي لا مبالاته …؟
والدك أيضا يحبك أيها القادم من رحم الغيب ، اعرف انه ينتظرك و يتمناك ، أرى لهفته في كل طفل يقبله ، و أراها حين يجلس بجوار مثل هذه الألة في انتظار قرارها في كل شهر ، و اسمعها في تنهده حين يفرض الخط الواحد نفسه على الألة و يأبى الآخر أن يجيء ، إنه أيضا يحبك ، انه أيضا ينتظرك ، و لسوف نتصارع على حبك و ستحبنا كلينا أليس كذلك ؟
هيا أيتها الألة انطقي ، ارسمي الخط الثاني ، أنا أكيدة أنه هناك ، أنا أكيدة أنه قادم ، ما بال الوقت يستحيل دهرا ، هيا أعلني الخبر الأكيد الذي انتظر …
- ماذا تفعلين ؟
- طاهر ؟ لماذا جئت ؟ كنت سأدعوك بعد لحظات لتشهد الإعلان الذي لطالما انتظرناه ..
- ما هذا ؟ فحص حمل مجددا .. ألم أحذرك من استخدامه ؟
- و لكن هذه المرة …
قاطعني و هجم على الألة الصماء ثائرا ، حملها بغضب و طوح بها في أقصى الشارع
صحت :
- لا .. لا تفعل .. لقد أوشك الخط الثاني على الظهور ، لماذا فعلت ، لماذا ؟
أجهشت بالبكاء ، مال علي ، احتضنني و قال :
- حين يريد الله ، سيجيء الطفل …
كنت ابكي على كتفه بينما الساعة تدق دقتها الواحدة ..
دائما واحدة …
تمت
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
يعطيك العافيه
__________________________________________________ __________
كل شوي بقرء ... القصة وكل مرة ... ببكي اكتر واكتر
والله ... كأنها بتحكي عني .. بس الفرق عدد سنوات الزواج ....
__________________________________________________ __________
قصة معبره جدا جدا
وكانك تتكلمين عني عن معاناة وهم الحمل الشهري
تنزل الدوره وانا بعدني عند نفسي حامل
وانتظارات التحاليل هذة وحدها تكفي اااااااااااه ياقلبي
اطول ثلاث دقائق تمر علي
واخر مره كان تحليل دم ربع ساعه حسيتها روحي بتطلع
شكرا لك للقصه المعبره والله يرزقنا بالدريه الصالحة قادر ياكريم
__________________________________________________ __________
الله يرزقك ياساره وكل وحده تتمنى الحمل
تقبلي مروري
__________________________________________________ __________
اه من هالقصة
كل شهر اعيش 3 ايام عصيبة جدا من حياتي و هي الايام التي تسبق الدورة
ولما تنزل انصدم و ابقى ساعتين او ثلاث لا اقدر على الحراك او الكلام
ثم ينتهي الامر و على امل الانتظار للشهر القادم