عنوان الموضوع : رواية السجين يهرب -روايات رائعة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
رواية السجين يهرب
رواية السجين يهرب .. لـ خالد بن سليمان الجبرين …
اتخذ في هذه الرواية ” شاب فقير ”
جعل منه سردا رئيسا لكلمات مشرقة في حياته!
رواية ( السجين يهرب ) كُتبت بروح نقيّة، ولغة رقيقة جذابة.
وبعينٍ تنظر ما وراء النفس البشرية، وعبر خيالٍ سلس رائع،
يضع اليد على الجرح، ليصل إلى خفايا حياتية لم تشرق بعد!
تدرجت الرواية ،تدرج ساحر شفيف.. لنتأمل مقطع هنا :
“ العذاب ..الضيق .. الأماني العراض التي افترسها الفشل..”
“ كان دائما ينظر إلى نفسه في المرآة..عيناه الحالمتين وفمه الجميل على حالهما
أما كفيه فقد غسلت النعمة خشونتهما ، فكانا على شيء من الليونة.. أما جسده فما زال
على قوته ومتانته.. وتضرج وجهه بحمرة النعيم.. وكان يقضي أكثر يومه فائق الحيوية والبشر..
مسرفا في شرب الخمر والنبيذ.
امتلك السعادة التي ينشدها..وتحقق له النعيم الذي يطلبه ..وصدقت ظنونه
حين وضعت الثروة حداُ لشائه المستديم.. وقرر في نفسه أنَ الحياة ابتسمت له بعد
طول عبوس..وأنّ بدره قد اكتمل نموه.. ”
الرواية .. تندرج تحت 14 فصلآ .„ ومكونة من 96 صفحة „,
الرواية من نشر دار القاسم …
الطبعة الأولى كانت عام 1423 هـ .
تابعوني لنتشارك ونعيش معا هذه الأحداث
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
الفصل الأول:
"الممرة" قرية صغيرة ذات بيوت صغيرة متلاصقة وسخة تقع في قعر العراق في الشمال بعيداً عن بغداد مسيرة يومين للماشي على قدميه0في أحد دروب الممرة الضيقة يسمع وقع أقدام متعثرة غير منتظمة الوقت ليلاً وبسبب من ضوء القمر الشحيح إنطرح على الأرض ظلال شخص يمشي مترنحاً وعندما لفه الدرب إلى باحة مغلقة على جنباتها عدة أبواب مغلقة تبينت هيئته واضحة تحت شحوب القمر شاب في السابعة والعشرين بثياب بالية وطاقية فقدت لونها الأصلي متوسط القامة متين العضلات حزين الملامح،بعينين نصف مغمضتين كان سكراناً إلى درجة متوسطة ثقيل الخطى يغطي زوايا فمه المليح زبد من اللعاب
وقف الشاب أمام أحد الأبواب المغلقة وطرق كان البيت يدل على مستوى ساكينه بيت صغير لصياد فقير بعد فترة فتح الباب وأطلًت منه وجه امرأة مُسنًة،تمسك خمارها على وجهها،فلما عرفت في الشاب ولدها الوحيد ترت خمارها يسقط عن وجهها وهتفت في حزن وألم:
- أنت سكران ياولدي؟!
أجابها الشاب بصبر نافذ:
- أريد أن أنام
وقبل أن يدفع الباب للدخول أغلقته بسرعة فصاح الشاب:
- أفتحي ياأماه أنا لاأقوى على الوقوف!
ومن وراء الباب أجابته:
- سيرتك السيئة ياولدي سترديك وسيطردك أبوك من البيت
- أفتحي الباب،ولم يعلم أبي أنه نائم
- لن أدعك تدخل حتى أخبره
- لا تخبريه بشيء إن علم بحالي فسيطردني إلى الأبد لقد هددني بذلك
- لقد أقسم عليً بان أوقظه حال وصولك
- الويل لي!
كان يتكلم بلسان ثقيل وزال عنه شيء من غبش السكر عندما سمع وقع أقدام والده يتجه نحو الباب وتوقع حدوث أسوأ الأشياء فظل واقفاً مستسلماً لما سيحدث إنه يخشى هذا الكهل فقد هدده مراراً0وفتح الباب لتخرج منه عصا غليظة، وتهوي على رأسه فيسقط مرعوبا متألماَ00وجلس على الأرض يتحسس رأسه ورفع عينيه فصدم بمرأى والده الذي خلت ملامحه من أي بشائر التسامح كان لحيته البيضاء المستطيلة ترتجف بإرتجاف فكه الأسفل وفي عينيه نظرات الغضب والحسرة ونهره الشيخ بغلظة:
- لماذا جئت؟
أجاب وهو يتحسس الكرة الصغيرة التي نبتت في رأسه:
- أريد أن أنام
- ليس عندي مكان لك بعد اليوم!
فسأل الشاب في لهفة:
- وأين أذهب؟!
- إلى أي أرض تعجبك
- أعف عني يا أبتاه وأعدك أني
- أصمت00 لقد سئمت وعودك الكاذبة عليك الآن أن تتدبر شئونك
وقال الشاب بخجل:
- دعني أنام هذه الليلة فقط!
وقالت أم الشاب التي كانت تقف خلف زوجها:
- دعه ينام هذه الليلة ياعبد المغيث ويرحل في الصباح؟
- رد الكهل بحزم:
- لن يتعدى هذه العتبة اعطني صرة ثيابه
وبعين دامعة ناولته المرأة صرة كانت في يدها فأخذها وقذف بها في وجه ولده الوحيد وهتف محنقاً:
- هذه ثيابك ياغياث لست ولدي ولست والداً لك !
وتناول الشاب الصرة وقام من على الأرض،وهم بأن يلقي بنفسه على والده ويقبل قدميه رجاء عفوه،لكن ما فعله الشيخ قطع عليه آماله، فقد قبض ثوبه من جهة صدره وهزًه بعنف وكأنه طفل وصاح في وجهه:
- إسمع إذا رأيتك في هذا المكان مرة أخرى سأهشم رأسك ثم طرحه على الأرض ودخل مغلقاً الباب وراءه
لفترة جمد الشاب في مكانه ثم تحرك بتراخ لم يدر إلى أين سيذهب، فهام على وجهه مدة حتى صار في ظاهر القرية ثم وجد نفسه يسير جنوباً بمحاذاة نهر دجلة متجهاً إلى بغداد كان يلزمه مسيرة يومين ليصل إلى عاصمة الخلافة لكنه مشا متباطئاً بغير حرص على الوصول كان يجر رجليه جراً!
__________________________________________________ __________
سانزل الفصل الثاني غدا باذن الله فانتظروني
__________________________________________________ __________
الفصل الثاني
العذاب الضيق الأماني العراض التي أفترسها الفشل كل ذلك إنحرف بمسيرته00وأهلك القناعة بداخله،وأوقد في نفسه رغبة مسعورة لتحقيق ما يريد!!
تأمل حاله المزرية
بطالة طاغية فقرٌ مقدع أبوه الصياد كهلٌ متعبٌ حطمته الأيام،ونهشه الفقر والحاجة المستديمة للمال،فأصبح يذكر الموت أكثر من ذكره ملذات الحياة
لكنه مع ذلك زاهدٌ عفيفٌ،لم يسأل أحداً يوماً فلساً واحداً0وعمل مع والده في صباه كثيراً أصبح حواتاً ماهراً يصيد السمك بحربة الصيد مع أي جزء يشاء،ثم عمل حمَّالاًثم مزارعاً ثم حرفياً
لكنه ولد بنفس طموحه إلى المجد والجاه إلى الصيت الذائع،وتراكم في نفسه إعتقاد راسخ بأن مشكلته وسعادته في المال فسعى للبحث عن الثراء بوحشية!
مارس التجارة ففشل،ونفد كل ما معه من نقود جرَّب القمار فلازمته الخسارة الدائمة ثم عمد إلى موهبته الأصلية الشعر استعار جبة وعمامة عريضة ودخل على الولاة وكبار القادة،ونظم القصائد في المديح والتملق،فلم يظفر إلا بالقليل،فترك الشعر وعاد إلى القمار فخسر من جديد وأرهقته الديون وتراكم عليه البؤس وقادته الأحزان إلى الخمرة وإقداح النبيذ
ومع الأيام القاسية إنحرف تفكيره فظن أنه خُلق حقوداً شريراَ فصار لصاً يسطو على المنازل وشُكي إلى والده،فأمسكه الكهل وربطه إلى جذع نخلة في صحن الدار وجلده حتى بال على نفسه وخر مغشياً عليه
وعاد إلى السرقة من جديد فقبض عليه وسجن وجلد في سجن الوالي ببغداد،وكادت يده أن تقطع ذات مرة!وهدده والده بالبراءة منه ثم طرده أخيراً
بات يمشي حتى منتصف الليل وأدركه التعب فجلس متكئاً على صرة ثيابه، ثم أستلقى على رمل ناعم وبقي يهذي بكلام غير مفهوم،ثم غط في نوم عميق
نام طويلاً في مكانه ذاك حتى أيقضته شمس الضحى الساخنة،فقام وتمطى ونفض ثيابه والعرق يغطي جسمه المتين،وغمس وجهه في مياه دجلة،وأروى عطشه ، ثم أستلقى من جديد تحت ظل شجرة،وعاود النوم حتى أنحسر عنه الظل فتحول إلى موضع الظل،ونام ولم يستيقظ إلا منتصف العصر!
استيقظ والجوع والعطش يستبدان به فقام وواصل مسيره بعدما شرب من دجلة الكثير
وصل إلى إحدى القرى الواقعه على النهر، وتجول في بعض طرقها وطلب من بعض أصحاب الحوانيت إقراضه شيئاً من الطعام،فلم يعطه أحدٌ شيئاً، فمنظره الكئيب، وشعره المشعث ونظراته القاسية لم تكن تبعث على الطمأنينة، وألح في المسألة على أحدهم فنهره وطرده فخرج غاضباً وتمنى لو يحرق القرية على من فيها
ومضى مبتعداً عن القرية متوكئاً على غصن عريض0وصادف أحد الصيادين راكباَ حماره، ومعه سلة فيها سمك فسأله عن بغداد فأخبره أنها على مسيرة نهار كامل من هنا تأمل غياث بن عبد المغيث الرجل وحماره بنظرات شرسة أثارت ريبة الصياد، وقبل ان ينخس حماره ليبتعد أهوى غياث بهراوته على مؤخرة رأسه فسقط عن ظهر الحمار مغشياً عليه وبهدوء بحث غياث في ثيابه وسلب ما معه من المال وركب الحمار ومضى
عندما حل المساء توقف على الشاطئ كانت الغيوم قد حجبت ضوء القمر،فعم الظلام الدامي أرجاء المكان وأشعل نارا وشوى بعض ما في السلة من السمك وجلس يأكل بشهية مفتوحة حتى شبع وعاد إلى نشاطه ، وتمنى في هذه اللحظة قدحاً من النبيذ يذهب به عن الدنيا
كان قد بقي على بغداد مسافة ليست بالقصيرة، ومع أنه كان نشطاً إلا أنه أثر أن يكمل مسيرته في الصباح
لم يذهب إلى بغداد إلا مرتين في حياته الأولى وهو صبي في صحبة والده والثانية عندما حُمل مكبلاً وجلد هناك لقيامه بالسرقة كم هالته المدينة الكبيرة العامرة التي تعج بمئات الآلاف من البشر من جميع الأنحاء في بغداد يسهل التخفي،وتكثر الأوكار الأمنه،والأرزاق والجواري وأطيب الخمور وهناك سيجد من يعاضده في أعمال الليل وغزوات المنازل!
ظل مستسلماً لخواطره حتى إجتذب سمعه أنين خافت!! تلفت حوله فلم يرَ شيئاً فعزى ذلك إلى توهمه لكن الصوت عاد ثانية، وتتبعه غياث كان أنيناً لرجل موجوع أو مصاب أرخى سمعه مرة ثالثة ليجد الصوت منبعث من خلف كثيب صغير قريب منه فقام وذهب إلى الكثيب ليجد رجلاً في نحو الخامسة والأربعين ملطخاً بالدماء، وفي كتفه جرح بدم يابس
كان واضحاً أنه تعرض لعراك شديد فثيابه ممزقة ورأسه حاسر مشعث الشعر وكان يمسك بطنه بإحدى يديه0
ولإنقاذه حمله غياث بين يديه وأنزله إلى جانب النهر ورش وجهه بالماء وجعل يضرب خديه بخشونة حتى أستفاق0
وفتح الرجل عينيه وأدارهما في غياث ثم في الليل برعب وريبة وسأل بوجل:
- أين أنا؟وأين الجمل؟!
فأجاب غياث:
- أنت هنا على شاطئ النهر
- والجمل؟!
- لم أرَ جملاً هنا!
ثم قال يطمئنه:
-لا بأس عليك، جرحك بسيط وسيندمل سريعاً
ولم يعلق الرجل بغير الأنين فظهرت خشونة غياث وقال في ضجر:
- أنت تئن كالثكالى كأنك
ولم يكمل عبارته لأن الرجل أبعد يده عن بطنه فبان تحتها جرح غائر طويل بطول الكف!! فصاح غياث:
- ويحك يارجل أنت تحتاج إلى طبيب!!
__________________________________________________ __________
فقال الرجل يائساً:
- أنا أحتاج إلى كفن
وسأله غياث بما يشبه الزعيق:
-من أنت؟ ومن أين جئت؟!
فقال بيأسه الأول:
-سأخبرك بما تريد لكن أرفعني قليلاً عن الأرض
واستجاب له غياث رافعاً ظهره عن الأرض فأدار الرجل عينيه المرعوبتين،ومسح بهما أرجاء المكان، وقال وهو يشير بيده التي ليست على الحرح إلى جهة من البر:
-هناك ستجد الجمل هناك لقد رأيته يذهب من هذه الناحية عندما سقطت من على ظهره
وذهب غياث إلى حيث أشار الرجلُ الجريحُ ليبحث عن جمله تجول قليلاً في الفلاة المظُلمة وهم بالرجوع وهو يشتم الرجل:
-قتله الله لم تنته مصيبتي حتى أبلى به!!
لكنه وجد الجمل ملتفاً بالظلام باركاً على الأرض يجتر ماأكله في النهار هدر الجمل عندما رآه، فأقتاده غياث إلى الرجل الذي أخذه الأعياء فنام
قذف غياث إلى النار ببعض الحطب فأرتفع اللهب متراقصاً مضيئاً المكان تأمل غياث الرجل وبدا له أنه يعرفه وحاول أن يتذكر كان دقيق الملامح مهزولاً على جانب صدغه الأيسر أثر جرح قديم،منعه بعض شعر اللحية من الظهور وعندما تذكره هزًّ رأسه!
وبهدوء وحذر تحسس ثيابه وجيوبه، فلم يجد غير بضعة دراهم، فسلبها ووضعها في جيبه وراعه أن جسد الرجل كان يفور بالحرارة!
وأحس الرجل به فاستيقظ وتكلم وهو يلهث:
-هل جئت؟
-نعم وقد وجدت جملك
-إذاً أنظر هناك ستجد قارباً كبيراً أنزل به أحمال الجمل ولنصعد إليه ونعبر إلى الضفة الأخرى من النهر، فهناك بقايا نخل وبيت صغير مهجور هيا بسرعة
-لماذا لا نبيت الليلة هنا، ونمضي إلى البيت في الصباح؟!
-لا لابد أن نكون هناك حالاً
-تبدو مستعجلاً هل هناك شيء؟!
-ستعرف فيما بعد هيا بسرعة
بسهولة وجد غياث القارب ووجده قديماً متهالكاً فحمل الرجل إليه وأبقاه مستلقياً على ظهره في قاع القارب، ويده لا تفارق بطنه،وقد عاد إليه الأنين
وعمد إلى أحمال الجمل فوجدها خرجين متوسطين معلقين على جانبي الجمل وكانا ثقيلين محكمي الإغلاق والربط
حملهما إلى القارب ولم ينسَ صرة ثيابه وحل قيود الجمل والحمار وترك لهما الحرية وبدأ يجدف مجتازاً النهر الهادر لكي يصل إلي الجهة الغربية
ظل يجدف حتى صاح الرجل فجأة:
- الماء!! الماء سيغمر القارب؟!
كانا في منتصف النهر، وبحث غياث في القارب فلم يجد مصدر الماء بسبب الظلام فجعل يتحسس بطن القارب بيديه حتى وجده فصاح بغضب:
-إنه مثقوب!كيف لم تخبرني أنه مثقوب؟!
-لم أكن أعلم وإلا لما تركتك تبحر به ربما حطمه الجمل! لم يفهم غياث شيئاً وظل يجدف بإنفعال في سباق مع المياه المتدفقة التي أبطئت بسرعة القارب، فترك غياث المجاديف، وجعل ينزح المياه من القارب بدلو وجده
ومع الوقت عجز عن السيطرة على الماء فجلس يستريح ويدلك زنديه القويين
فهتف به الرجل ملهوفاً:
-لاتتوقف أنا لا أستطيع النهوض وستغرقني المياه وأنا مستلقٍ قبل أن يغوص القارب!
فقال غياث في برم:
-قبحك الله وماذا أصنع بك؟ كل ماأستطيع فعله أن أخفف من حمل القارب حتى يسحل التجديف
وقذف بالصناديق والشباك والحبال إلى جوف النهر وتناول احد الخرجين بسرعه وقذف به إلى الماء ومد يده إلى الثاني فصاح به الرجل الجريح:
-لا إنه الذهب !!؟
كانت صيحته منكره جعلت شعر غياث يقف!
وضم الرجل الخرج الثاني إلى صدره كأنما يريد حمايته وخاطب غياث بغضب وأسى:
-لماذا قذفت به ياأحمق؟!فقال غياث بدهشة:
-أنت لم تخبرني أنه ذهب لقد ظننته من سائر المتاع!
وعاد ينزح المياه من القارب بالدلو في صراع مع النهر ثم يجدف وهو ينقل بصره مابين قعر القارب، وصفحة النهر الداكنة المخيفة ثم حانت منه إلتفاته إلى الرجل فوجده يذرف دموعاً غزاراً كان الشعور بالعجز والخسارة قد غلبه ثم سمعه غياث يهذي:
-طعنت وقاتلت من أجله وهانذا أخسر نصفه عذبك الله ياعدي كما عذبتني!
بصعوبة وصلوا إلى الضفة الأخرى من النهر، وحمل غياث الرجل إلى حيث يوجد النخيل والبيت وكان النخيل قليلاً متقارباً وخاوياً وبداخله قامت حجرتان متداعيتان من الطين وأمامهما عريش صغير من جريد النخل
وضع غياث الرجل على الأرض لكنه صاح:
-بالداخل بداخل الغرفة فلا طاقة لي بالبرد!
كان الجو معتدلاً لكن الحمى كانت تفترس الرجل فحمله غياث إلى الداخل وهو متشبث بالخرج المتبقي وأنزله في الحجرة المظلمة وهو يئن ويهتف لاهثاً:
-نار أوقد ناراً الجليد يكاد يقتلني أنا محموم!
ثم غاب عن رشده، وعاد إلى الهذيان وإلى شتيمة عدي وأشخاص أخرين حنظلة بكرة بن مرة زليط
وسقط الخرج من يده محدثاً صوتاً أثار فضول غياث الذي قام وجمع بعض الحطب وأشعل ناراً أضائت أركان الحجرة ثم عمد إلى الخرج فتناوله وفتحه ليطلق صيحة مكتومة عندما وجده يكاد يفيض بالذهب الخالص!
__________________________________________________ __________
ارجوا أن تراسلوني على الخاص لتعطوني انطباعكن على الأحداث
ولىبما ايضا توقعات للأحداث القادمة