عنوان الموضوع : المرحلة 2 لمسابقة افضل تقرير -للسياحة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

المرحلة 2 لمسابقة افضل تقرير







بمناسبة تعيين ولاية تلمسان كعاصمة للثقافة الاسلامية بالجزائر ، جاءتنا مجموعة من السياح الاجانب من جنسيات مختلفة و كنت انا دليلهم السياحي بحكم اني بنت تلمسان و اعرف خبايا هذه المدينة الاستثنائية .

البداية كانت بمطار "مصالي الحاج" بزناتة ، بعد الانتهاء من الاجراءات الامنية صعد الجميع للحافلة و هنا كان أول لقاء لي معهم و كانت الساعة تشير ل 9 مساءا بالتوقيت المحلي .



انا : مساء الخير .. اهلا و سهلا بكم عندنا بالجزائر و بالضبط بمدينة تلمسان ، سأرافقكم طيلة رحلتكم و سأطلعكم على غالبية معالمها ان شاء الله و سيكون ذلك وفق برنامج .. اتمنى لكم قضاء أوقات ممتعة برفقتنا .
الان نحن متجهين إلى فندق " الزيانيين" و الذي سيكون في قلب المدينة و ذو خمسة نجوم . و لعلكم الان تتساءلون عن علاقة اسمه بتلمسان و ما مدلوله ؟

فردد الجميع : نعم و ابدوا رغبة في معرفة التفاصيل .

أنا : تلمسان كانت عاصمة للزيانيين منذ مجيء الاتراك و امتداد الامبراطورية العثمانية أي منذ 1518 و لكن هذا لا يعني ان الزيانيين هم أول من سكن المدينة بل أسسها الرومان سنة 222 بعد الميلاد و ظلّت تحت سلطتهم إلى ان فتحها المسلمون في 680 ثم تعاقبت عليها الحضارات الرستمية و الفاطمية و المرابطية ثم الامبراطورية التاشفينية ، دون ان ننسى الاستعمار الفرنسي الذي اغتصب تلمسان بعد مقاومة شديدة في بداية اربعينيات القرن 19.
تلك كانت نبدة مختصرة عن ماضي تلمسان و خلال رحتلنا ستستوقفنا مشاهد اخرى تعود بنا للماضي و بالتالي كلما سنحت الفرصة سنتكلم عن هذا الماضي المجيد لانه جزء لا يتجزء من كيان تلمسان.

الساعة تشير للساعة 11 مساء . اجتمع الجميع ببهو الفندق و تم توزيع البرنامج و التعليمات التي يجب الانضباط بها...و بعد اخذ وجبة العشاء دخل الجميع لغرفهم للارتياح من تعب السفر فيوم الغد حافل .



بدأنا يومنا باكرا و كانت وجهتنا الاولى قصر المشور ..عند دخونا القصر أول ما جذب انظار المجموعة هو المنجانة العجيبة فسألتني احدى عناصر الوفد :

يا لها من ساعة عجيبة .. هل هذه مجرد اضافة على القصر أم انها كانت موجودة أصلا ؟

أنا : هذه الالة وجدت بقصر المشور منذ 1359 م عندما اخترعها علي بن فحام التلمساني ..و هي عبارة عن ساعة وظيفتها الاعلان عن الساعات المنقضية.

ثم دخلنا إلى وسط فناء القصر اين تتربع بركة و نافورة لم يتوانى زائر من التقاط صور تذكارية بجانبها و كنت أحدثهم بين الفينة و الاخرى على تاريخ هذا المبنى العريق ..



ثم اصطحبتهم الى متحف القصر و الذي يحتوي مجموعة معتبرة من التحفات و معرض للاواني و الزرابي المصنوعة باليد.
احد السيّاح : هل هذه الاشياء من التراث المحلي أم أنها من التراث الوطني ؟

أنا : اممم .. كل مدينة عندها تراثها الخاص و حرفها الاصلية ... و بالتالي الاشياء المعروضة هنا كلها مصنوعة بأيادي تلمسانية و لازالت لحد الان تباع في الاسواق أي انه لا يزال هناك من ينتقي هذه الاشياء بالرغم من قدمها .

سائح اخر : و ماذا بالنسبة لهاته الازياء المعروضة ؟

أنا : هذه هي الازياء التقليدية عندنا ... اسمحولي بان أعرفكم على اسماءها هذه تسمى بالقبطية و هذه الشقة و هذا البرنوس و هذه القشابية و التي لا يزال رجال تلمسان يلبسونها في المناسبات كلاعياد مثلا.

السائح : هل صحيح ان سكان تلمسان اشتهروا منذ القدم بالاهتمام بالمظهر و الـتأنق إلى درجة المبالغة ؟

أنا : فعلا ، فالتلمسانيون يلبسون الملابس الفاخرة كلها من الحرير و الديباج و القطن و الصوف الرفيع و لعلكم لاحظتم ذلك قبل وصولنا إلى هنا .. فالناس هنا يهتمون كثيرا بالمظهر.
قاطعني احدهم : لاحظت ايضا ان البنات عندكم فائقات الجمال .. ما ان تمر عليك فتاة حتى ينسيك جمالها جمال التلمسانية التي سبقتها .

ضحك الجميع من هذه الملاحظة

اجبته قائلة : واضح انك تتمتع بملاحظة قوية اذ انك اكتشفت ذلك في ظرف قصير.. نعم صحيح التلمسانيات هم اجمل بنات الجزائر .. و اختلاط الدم التركي بالبربري سبب في ذلك اذ ان الاصول الاولى لاهل تلمسان هي تركية لهذا جمالهن يختلف عن جمال الاخريات من مختلف انحاء الجزائر
و في وصف التلمسانية يقولون :" الزين و الدين و طاعة الوالدين " .و بالتالي فانك اذا ظفرت بتلمسانية للزواج فهذا يعني انك محظوظ جدا .
و لكن بالمقابل ، الزواج منها لن يكلفك اقل من 50 مليون سنتيم منها ما بين 10 و 15 مليون مهرا و الباقي عبارة عن مجوهرات و جهاز العروس .. و يرجع كل هذا لجمالها و عفتها و أصلها الشريف ايضا.



وجهتنا الثانية كانت المنصورة و التي استغرقنا للوصول اليها حوالي ربع ساعة فقط ، خلال ذلك لقنت السياح مجموعة من المفردات التلمسانية بطلب منهم .

السياح : انسة نيسو ، يا ليت تعلمينا مفردات تلمسانية قد تفيدنا خلال رحلتنا .

أنا :حاضر.. عندما نذهب إلى السوق سنترك لكم وقتا لاقتناء ما اردتم من الحاجيات اذا اردتم السؤال على السعر مثلا فقولوا : بشحال هذا / هذه ... ؟ و اذا لم تسمعوا ما قيل لكم قولوا : اسم ؟؟ أي ماذا ...

وصلنا إلى المنصورة
أنا : هذه هي أطلال المنصورة و المتمثلة في الجدار الخارجي و المأذنة فقط و هي مشيدة بالطوب المدكوك.

احد السياح : اذا كان كل هذا مجرد بقايا فكيف كانت المنصورة قديما ؟ !

أنا : المنصورة كانت عبارة عن جامع عظيم اجمع المتجولون و الرحالون انهم لم يروا له ثانيا و له 100 متر طولا و 60 متر عرضا و احتوى هذا الجامع على اربعة عشر بابا و قد امر بتشيده السلطان المريني ابو يعقوب .

سائح اخر : و لكن هل يعقل ان يزول كل هذا لوحده و لا يبقى منه سوى الاطلال خاصة و انها شيدت بالطوب ؟

أنا :
لا طبعا ، لم تندثر المنصورة لوحدها بل هدمها سكان تلمسان بعد انسحاب الجيوش المرينية من ارضهم و لم يتركوا سوى هذا الجزء لان المسلمين هم من اشتغلوا في بناءه فلم يمسّه التلمسانيون و هدموا الجزء الذي بناه المسيحيون فقط .



الساعة تشير إلى حوالي 12 صباحا .. هممنا بالرجوع الي الفندق لاخذ وجبة الفطور، و بعدها توجهنا إلى كلية الطب التي وجهت لنا دعوة قصد التعريف بالجامعة .
اجتمعنا في قاعة المحاضرات التي كانت شاسعة جدا و مهيأة بطريقة رائعة و كان على المنصة رئيس الجامعة و مجموعة من اعضاء الادارة.





>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


بعد حديث مطوّل من طرف رئيس الجامعة و عرض لمختلف مرافق الكلية على شاشة كبيرة طلب من الحضور طرح ايه اسئلة تراودهم
و قد استجاب عدد كبير من السياح لذلك و امطروه بالاسئلة...

سائح : ما هي التخصصات التي تقدمها الجامعة ؟

رئيس الجامعة : تملك الجامعة ثلاثة اقسام اكاديمية : قسم الطب و جراحة الاسنان و الصيدلة و تسلم شهادات التخرج في الاقسام الثلاثة
كما توفر التدريب للدراسات العليا في التخصصات الثلاثة التي ذكرتها
و تدير بالتعاون مع كليات العلوم و التكنولوجيا تخصص الفيزياء الطبية و الصيدلة الصناعية

سائح اخر : هل توفر الجامعة نشاطات البحث العلمي ؟

الرئيس : طبعا، و قد انشأنا مؤخرا علاقات مع جامعات اجنبية لدعم ذلك

السائح : هل تستقبلون طلاب اجانب بالجامعة .. ؟

الرئيس : نعم ، فنحن نستقبل كل سنة حوالي 10 طلاب اغلبهم من جنسية افريقية مبعوثين وفق منحة دراسية و هناك ايضا عدد من الطلبة السوريين و الفلسطينين الذين جاءوا إلى هنا باختبارهم كلّ و اسبابه

ثم اخذونا في جولة في الجامعة و تحذثنا إلى بعض الطلاب ..بقينا هناك إلى غاية الساعة 17 مساءا

ثم رجعنا الي الفندق و طلبت منهم ان يحضروا انفسهم و يلبسوا اجمل ثيابهم و لكني لم اذكر السبب بل تركته مفاجأة

و في حدود الساعة 18 مساءا كان الجميع جاهز , اخبرتهم باننا سنزور هضبة لالة ستي و لكن بواسطة التليفيريك لربح الوقت اذ ان ذلك لا يستغرق سوى 10 دقائق على الاكثر و حتى يتسنى لهم رؤية تلمسان كاملة.

انقسمنا إلى مجموعات و صعدت انا مع المجموعة الاولى . و كانت معنا فتاة في 18 من عمرها ما ان بدأنا في الارتفاع بالتليفيريك حتى اصابتها حالة من الدوار و الغثيان .... انها ممن يخشون الارتفاعات..لحسن الحظ ان امها كانت برفقتها و قامت بتهدأتها .



خلال صعودنا ابدى الجميع اعجابهم بالمدينة و نظافتها إلى ان وصلنا على ارتفاع من الحي الشعبي " بودغن" و الذي يتميز بمساكن قديمة و بعضها قصديرية تشوه جانبا مهمّا من المدينة.
فسألني احدهم : اممم هذا الحي لا يمت باي صلة للمدينة ، من يرى هذا الحي قبل ان يرى تلمسان لن تكون لديه أي رغبة في زيارة هذه المدينة.

فاجبته : نعم هذا اسوء حي هنا بتلمسان .. ربما تقاعست السلطات المحلية على اجراء ما يلزم لمحو هذه الصورة البشعة و التي لن تجد غيرها في تلمسان . و السبب هو وجود عشرات العائلات هناك و لم توفر لهم مساكن بعد و لكن ستتولى السلطات الامر في العاجل القريب.

وصلنا إلى الهضبة .. كان الهواء هناك ينعش الصدر و الشمس أوشكت على المغيب.. الكل اجمع انه افضل مكان زرناه بتلمسان لحد الان.

في البداية ذهبنا إلى برج المراقبة به منظار و تركت الجميع يستعملونه لرؤية تلمسان كاملة و الاراضي المجاورة لها فقال لي احدهم :
لم اكن اتصور ونحن ندخل تلمسان من مطارها، "زناتة مصالي الحاج" أن الصحراء القاحلة التي تحيط بالمطار ليست أكثر من لوحة طبيعية طارئة على عاصمة بني زيان، وأن الأصل في تلمسان أنها روضة من رياض الجزائر، فما إن سارت بنا الحافلة بضعة كيلومترات حتى جعلتنا أشجار الزيتون المصطفة على حافتي الطريق نعيد النظر في نظرتنا "الصحراوية" التي ارتسمت في أذهاننا ونحن بالمطار



ثم اخذتم للحديقة و تركت لهم المجال للتجول في انحاءها بينما ذهبت انا الي كافتيريا لشرب كوب عصير .
فمنهم من اكتفى بالجلوس على العشب و منهم من استمتع بالارجوحة و منهم من اصطحب زوجته في رحلة على متن قارب في البحيرة.. كنت أراقب كل هذا و انا في قمة الغبطة و السّرور عندما ارى السعادة في عيونهم و هم في بلدي.. فاشعر بالفخر كوني انتمي اليه.



و فجأة جاءتني احدى الفتيات تسألني : ما هي المفاجأة التي كلمتينا عليها في الفندق..هل هي مأدبة عشاء مثلا ؟ !!!

اجبت ضاحكة : تخمينك قريب من الصواب ثم قمت من مكاني و دعوت الجميع : يا جماعة الليلة نحو مدعوون لحفلة بالفندق …

سعد الجميع بالخبر و صاحوا : ويييييي يا للخبر !!!

أنا : و لكن ما سألتوني أي فندق و أي نوع من الحفلات

ردد الجميع : اه صح ، أي فندق اذن ؟

أنا : السهرة اليوم.... بالفندق المقابل !!!

صاح الجميع : هناك .... فندق renaissance ؟؟!!

الفندق يبهر كل من راه من الخارج فما ادراك كيف سيكون من الداخل .

على الساعة 9 مساءا دخلنا الفندق و الكل مغتبط بهذه المفاجأة .. استقبلنا بمأدبة عشاء
ثم وجهنا إلى قاعة الحفلات اين وجدنا مجموعة من الناس و على المنصة مجموعة من مشاهير الطرب الاندلسي و الحوزي و الشعبي. و الراي ايضا انطرب بمسمعها الجميع و رقص معظهم على انغامها..
بعد الانتهاء من الحفلة تم توزيع مجموعة من الهدايا الرمزية على الحضور و غادرنا المكان في وقت متأخر من الليل... نحو الفندق طبعا .



و في الصباح الباكر ، اجتمع الوفد بقاعة الاستقبال بعد ان ربطوا امتعتهم للعودة الى ديارهم .
لاحظت أمرا لم البث ان سألت احد السياح لأتأكد :
لا أعرف ما انت كنت محقة أم لا و لكنّي المس نوعا من الحزن فيكم ، لماذا ؟؟

فأجابني :
والله صحيح ..فعند زيارتي تلمسان للمرة الاولى اصبت بما يمكن وصفه بالانبهار حتى و ان كنت قد زرت قبلها واشنطن و طوكيو وسيدني ..و لكن عاصمة الزيانيين ببساطتها تشد العقول و القلوب . في خلدي عدة أفكار و رغبة واحدة ملّخصها اني أرغب في العودة الى زيارتها للمرة الثانية و الثالثة و..الالف !

تدخل سائح اخر و قال : التلمسانيون إجمالا قوم لا يمكنك الا أن تحترمهم، وعندما تتحدث إليهم تشعر بأنك تتحدث الى قوم يدركون جيدا أنهم أبناء منطقة ينطق كل شبر فيها بالتاريخ والحضارة·
وليس من قبيل المبالغة القول بأنه في تلمسان لا يحتاج التلمسانيون إلى الحديث عن تاريخ مدينتهم، وإنما حضارتها هي من يتحدث·

بعد فترة من الزمن .. حان وقت الوداع ، وزّعت عليهم بطاقات بها رقم هاتفي و ايميلي الشخصي لمراسلتي. فيوم واحد برفقتهم كان كفيلا بأن اعتاد عليهم جميعا ، و ما ادهشني هو بكاء احدى الفتيات و معانقتي قبل المغادرة ، كان موقف مؤثر جعلني أبكي أنا ايضا .



تلك كانت قصتي مع الوفد السياحي ، اتمنى انها تلقى استحسانكم .. و ان أكون قد وفقت في سرد تفاصيلها بما يرضي اذواقكم.



__________________________________________________ __________

ابدعتي عزيزتي
يقيم بـ5نجوم
بالتوفيق


__________________________________________________ __________



طرح موفق
الله يعطيك العافية
امنياتي بالتوفيق




__________________________________________________ __________

رووووووووووعة
مشاركة مميزة جدااااااااااااااا
بالتوووووفيق حبيتي
واحلي تقييم لعيوونك
شوشو


__________________________________________________ __________

طرح جميل يعطيك العافية
موفقه انشاالله
تقيمي