عنوان الموضوع : تفريغ حلقات برنامج حتي يغيروا ما بأنفسهم لعمرو خالد من الشريعة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

تفريغ حلقات برنامج حتي يغيروا ما بأنفسهم لعمرو خالد



حـلـقـة ـآ‘لإحـسـان ...



الحمد لله نحمده ونستهديه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له ونصلى ونسلم على الحبيب المصطفى سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

قبل أن نبدأ حديثنا عن التغيير أود أن أصف منظرا رأيته .. رأيت حى الشعلة فى بغداد يشتعل ناراً .. ومستودع للأغذية منفجر وآلاف القتلى والجرحى .... ولكنِّى هذه المرة لم أبك على ذلك هذه المرة بكيت بغــــــداداً ..... بغداد اسم له رنين محبب إلى قلوبنا ... عاصمة الخلافة الإسلامية لمئات السنين .... قلعة الأسود وكعبة المجد والصمود كما تَغَنَّى بها الشعراء ... بغداد التى وصفها المستشرقون بقولهم : نشهد أننا لم نجد على الأرض مكانا كان أصحاب الأديان أحرارا فى ممارسة شعائرهم كما حدث فى بغداد.
وبهذه المناسبة أيضا أريدأن أوضح أن قانون الله سبحانه وتعالى فى التغيير لا يتعلق بالمسلمين ... فالآية تقول إن الله لا يغير ما بقوم .... فأى قوم اتخذوا أسباب التغيير الإيجابى فى السلوك يمنحهم الله قيادة البشرية ... والتغيير ليس زِرّاً يَتِم الضغط عليه فتتغير الصفة ... بل هى عملية صعبة . إعادة صناعة الإنسان تحتاج إلى جهد ... وبناء على الأفكاربالعمل فى كل المجالات ... التغيير صناعة صعبة ولكنها ليست مستحيلة ..... ودليلنا أمة عاشت قروناً ترعى الغنم وتحولت بعد 25 سنة فقط إلى أمة ترعى الأمم. هؤلاء هم صحابة رسول الله.

نتفق اليوم أن هناك خلق مهم جدا ينقصنا ويعطلنا : الإحسان أى الإتقان

للأسف أصبح كل أدائنا للأعمال تحت بند : أى كلام ... أى أداء .... شئ يؤدى الغرض والسلام. كل شئ . مذاكرة الطالب , صناعة الصانع , تدريس المدرس , كل مجالاتنا لا تحمل طابع الجودة والإتقان بل الاستعجال والتسيب والفهلوة مع أن الإتقان سُنَّة حياة المسلمين ,قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه . الغرب أخذ هذا الشعار مبدأ ولذلك سادوا وتقدموا لأن القيادة مرتبطة بالقوانين .... فهيا بنا نتخلق بالإحسان , نتخلق بالإتقان
إذا صنعنا أى شئ يجب علينا إتقانه ... لا يُعْقَل أن يحتاج العمل فعليا إلى مائة شخص فنضطر إلى تعيين مائتان لأن المائة لن يؤدوا كما ينبغى . إن الأمة تترهل .... هل يعقل أن يكون متوسط ساعات العمل اليومية الفعلية فى الغرب من 8 إلى 10 ساعات وأن يكون متوسط ساعات العمل الفعلية اليومية فى الأمة العربية على أحسن الدراسات من 12 إلى 13 دقيقة والبعض هبط بها إلى 5 دقائق . قوانين الله ثابتة إذا أردنا العزة والسيادة لا بد لنا من الإتقان.

يقول تعالى : {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى}...سورة النحل...الآية 90
الإحسان هو الصفة الثانية المطلوبة بعد العدل
ويقول أيضا : {إن الله يحب المحسنين}....سورة البقرة... الآية 195

ويقول جل و علا : {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا}...سورة الكهف...الآية 30

ويقول : {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا ترهق وجوههم قتر ولا ذلة}...سورة يونس...الآية 26
وجب علينا الإتقان والإحسان فى كل مناحى الحياة ..... أتدرون أين سوء الأداء وقلة الإحسان ؟ فى طالب يذاكر شيئاً ليحصل به على نتيجة ... مع مدرس لا يشرح كما ينبغى ... فى سلعة زراعية أو صناعية صنعناها لتعيش أياماً ثم تتحطم ... هناك دول بعينها تشتهر بصناعات معينة ولا ينافسها فيها أحد وهناك دول أخرى تحتكر صناعة وإتقان مجموعات من الصناعات .. ونحن أين منتجنا العربى؟؟؟؟ ما الذى نستطيع أن نرفع راية الفخار به ونقول هذه صناعة لا يقدر عليها سوانا ؟؟؟؟ لا يوجد. إذا قرأنا صنع فى .... دولة غربية فنحن نشترى المنتج دون تفكير مع ثقة كاملة فى جودته أما إذا كان صنع فى بلد عربى فنحن نقلبه وننظر للسعر ونفكر كم سيدوم عمره!

قابلنى صديق قائلا : الحمد لله إن الغرب يتفوق تكنولوجيا كل يوم حتى نأخذ نحن هذا الإنجاز جاهزا نستعمله ونتفرغ للعبادة !!!!!!
لم أصدق أنه جاد .... أي عبادة تلك وأنت عبادتك أن تتفوق على الجميع فى كل المجالات ....يجب إتقان كل شئ بداية من السلام إلى قمة الأداء العملى ....
أستطيع أن أُسَلِّم بكلمة واحدة السلام عليكم ..أو أزيدها أجعلها السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وأضيف إليها مصافحة قوية باليد ثم ابتسامة واسعة على الوجه ونظرة محبة من العين ,,,, أرأيتم مراحل الإتقان؟؟؟؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله كتب الإحسان على كل شئ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته .
أتدرون لماذا اختار رسول الله هذا المثال حين طلب منا الإحسان فى العمل ؟؟ هل لفت نظركم أنه يطلب مِنّا الإتقان فى لحظة إنهاء حياة ... إذا أراد شخص أن يذبح شاة أو دجاجة فعلام الإتقان وهى ستصبح ميتة فى ثوان ؟؟؟ لا بل حتى الإتقان مطلوباًفى هذه اللحظة لأن الإتقان خلق مسلم ... ولقد أعطانا الرسول وسائل الإتقان : حد الشفرة أي جعل نصلها مسنونا حادا ..وإراحة وضع الذبيحة .... إذن فالإتقان له وسائل يجب اللجوء إليها ولا يصلح معه الفهلوة ...
من أجمل معانى الإتقان والإحسان ,الإحسان فى العبادة ...وأحسن كما أحسن الله إليك .
اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك .

نشكو من أن صَلاتُنَا لا طعم لها فهل أتقنّا خطواتها وأركانها وقراءتها ؟؟؟ حتى الجدال ..أي عراك الكلام فى ديننا يجب أن يتم بإحسان :
بسم الله الرحمن الرحيم :{وجادلهم بالتى هى أحسن}...سورة النحل....الآية 125

حتى الطلاق :
بسم الله الرحمن الرحيم : {الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان}...سورة البقرة...الآية229
انظروا إلى الكريم بن الأكرمين سيدنا يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام حين احتاج الملك إلى تفسير الرؤيا لم يمتنع ... لم يضع شرط الإفراج عنه أولا ... مع أن تفسيره كان خطة اقتصادية ... زيادة إنتاج ثم ترشيد استهلاك ..
لم يطالب بالتحقق من براءته أولا.. لم يقايض على تحرره وللعلم كانوا مشركين .. لم يذكر القرآن أنهم أسلموا أو آمنوا فما الذى دفع سيدنا يوسف لكل هذه المساعدة ؟؟؟؟ إنه الإحسان .... هل كان الكريم سيترك الأمة كلها تقع فى مأزق المجاعة والفقر انتقاما لنفسه ... هذا ليس خلقنا ... ليس ما أمرنا الله به .
إن الإتقان صفة من صفات الكمال ... والكمال هو جوهر طموحاتنا ....أن نَبْلُغ رِضَى الله سبحانه وتعالى وهو الكمال المطلق بمحاولة إكمال واستكمال كل نقص وعيب حولنا فلا نترك عملا أو أداء إلا تممناه على أكمل وجه حتى يليق بالتقديم إلى رب العباد ... وإلا لا نلومنَّ إلا أنفسنا إذا ساد غيرنا علينا وأذاقنا ذُلّ التبعية فإن السيادة لصاحب الكمال وليست أبدا لمدعيى الأداء وسؤ الإنجاز اللهم نجنا من ذلك


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


بسم الله الرحمن الرحيم نحمدك ربى ونستهديك ونستغفرك ونعوذ بك من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا .. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له ونصلى ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
قبل أن نبدأ فى الحديث عمّا يجب أن نغيره اليوم نستطرد استطرادة صغيرة فى معنى العزة ... فالعزة لو لم نتعامل بها على حقيقة معناها أصبحنا شخصاً من اثنين إما متهور أو مغرور ... فالعزة مع الناس يلزمها الحكمة والرحمة .. المهم ألا نقبل بالإهانة أبدا تنازلا لأى سبب كان ونتفق من اليوم أن نتوب .. تعالوا نتوب ..... لماذا نفتح موضوع التوبة و قد تحدثنا فيه سابقا كثيرا ...؟؟؟ لأن الحالة التى نحن عليها يا جماعة تحتاج توبة .. توبة صادقة ... إذا صدق خوفنا على حالنا وحال الأمة يجب أن نتوب
. ما يحدث لنا هو بسبب ذنوبنا ... ربما لو نظر الله إلينا هذه الليلة ووجدنا تائبين ؟ ربما يرفع مقته وغضبه عن الأمة ... كلنا مخطئ ... وليس منا أحد يَدَّعِى أنه بلا ذنوب ... ولكن منا من يتمادى فى الخطأ ومنا من يتوقف ويتوب ... تعالوا نعتبر هذه الليلة , ليلة العودة إلى الله ..فإذا نظر الله إلينا ووجد الأمة كلها قد رفعت يديها إلى السماء تتضرع من أعماق قلبها : تبت يا رب ... تبت يا رب ... تُرى كيف سيكون صباح الغد ... كيف سيأتينا عفو الله عنا ؟
إن كل هذه الفتنة والعذاب من الممكن أن تكون بسبب واحد منا يذنب ذنبا ولو صغيرا ويصر عليه .. والناس من حوله لا تُحَرِّك ساكنا لتنصحه ... تعالوا نتوب من تقصيرنا فى الدعوة إلى الله ... تعالوا نتوب من تقصيرنا فى الإيجابية تجاه ذنوب الأفراد ومعاصيها .. تعالوا نتوب عن أى صورة سيئة تسببنا بها فى رفض الناس للدعوة ... شاب متدين وملتزم ولكنه فاشل دراسيا .... رجل يدعو الناس لله بعنف وبشدة مُنَفِّرة ...وغيرهم كثير .

إن أى ذنب مهما كان صغيرا مادام تصر عليه فهو كبير جدا : قال تعالى وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم.

وقال جل وعلا :{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ً}...سورة الزمر...آية53

وقال أيضا :{ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }....سورة البقرة...آية 222

واسمع قوله تعالى : { أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم{

إن الله يحثنا على التوبة .. بابه مفتوح دائما .. وبتوبتنا عن الذنوب سَنُحْقِن إن شاء الله دم إخواننا الذى يُرَاق فى كل مكان .. هل نستطيع أن نستشعر سويا هذا المعنى الكبير؟؟ ولقد قَسّم الله العباد نوعين : نوع تائب والآخر ظالم .. يقول تبارك و نعالى : { وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظالمون}...سورة الحجرات...آية 11

قل لي بالله عليك لماذا لا تتوب ؟ هل أنت فى غنى عن رحمة الله ؟ هل لا تحتاج لعطاء من الله؟ هل أنت بلا ذنوب؟؟؟ لماذا لاتتوب ؟؟؟ لماذا لا تتوب عن الصغيرة التى تصر عليها ؟ لماذا لا تتوب عن عدم شكرك الكافى لنعم الله عليك ... تَدَّعِى أنّك رجل طيب وتدعى أنكِ امرأة على خلق ..نعم أنتما كذلك ..ولكن مشكلتكما أعمق وأكبر مما تتصوران .. إنكما غافلان عن نظر الله إليكما ... هذه الغفلة وحدها ذنب كبير .. أنت وهى غافلان عن رضا الله قال الله لجيل الصحابة أفضل الأجيال المؤمنة على الأرض : { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } ...سورة النور...آية 31
عليه الصلاة والسلام كان يستغفر فى اليوم أكثر من مائة مرة وهو المعصوم .. كان الصحابة يعدون له فى كل مجلس ما يقرب من سبعين استغفار ..الرسول الكامل المعصوم يتوب ويستغفر وأنت لا ترى لنفسك ولا فى نفسك ما يستحق التوبة؟؟؟؟

والله يفرح بالتوبة ويضرب النبى مثلاً لذلك قصة ذات معنى كبير فيقول إن رجلاً كان مسافرا فى الصحراء ومعه دابته عليها طعامه وشرابه ولكنها أفلتت منه وهربت ولم يلحق بها .. فأيقن الرجل بالهلاك حتى إنه حفر لنفسه قبرا ونام فيه حتى إذا أدركته الوفاة كان مكرما مدفونا وبينما هو كذلك إذا براحلته تقف عند رأسه وعليها ما عليها .. فيفرح الرجل بالنجاة ويقوم ليشكر الله سبحانه وتعالى ومن شدة تأثره وانفعاله يخطئ فيقول اللهم أنت عبدى وأنا ربك .. من شدة الفرح فالله سبحانه وتعالى أكثر فرحا بالعبد التائب من هذا الرجل ....
ولماذا يفرح الله بتوبتنا كل هذا الفرح ونحن لا نقدم ولا نؤخر بتوبتنا أو بمعاصينا فى ملكه سبحانه شيئا ؟؟ لأنه هو الكريم الرحيم الغفور التواب ... لأن الله يحب أن يعطينا ويتجلى علينا نحن العباد بصفات الجمال والرحمة منه
إن الله يعرض علينا التوبة والمغفرة يوميا ... إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل ..تخيل الله جل وعلا هو الذى يدعونا للتوبة .. وأنت تقف بعيداً .. اسأل نفسك لماذا لا أريد أن أتوب عن صحبة البنات ؟ لماذا لا أريد أن أتوب عن هذا التصرف لأننى اعتدته ؟؟؟ لماذا لاتَكُف عن هذا الموقع الذى اعتدت ارتياده ؟؟ لماذا لا تبتعد عن هذا المال الذى فيه شبهه ؟؟؟

يُحْكَى أنه كان هناك ملك عنده مجموعة من العبيد يكرمهم ويحسن إليهم ويكلفهم ببعض التكاليف .. فجاء عدو الملك إلى أحدهم وقال له إن هذا الملك يتعبك بهذه التكاليف وإحسانه إليك ضعيف ..تعالى معى لن أكلفك شيئا وستحيا فى نعيم دائم ... وبالفعل هرب العبد مع عدو الملك بل وعادى الملك علنا .... وبعد فترة اكتشف كذب العدو ..فلا هو حصل على السعادة التى كان يرجوها ولا الراحة وظهر الوجه القبيح للعدو وعاد العبد يَجُرُّ قدميه إلى باب الملك وهو لا يدرى أيقبله أم يطرده بعد كل هذه الإساءة ... فقابله الملك بالترحاب

يقول تعالى : "من تقرب منى شبرا تقربت منه ذراعا ومن أتانى يمشى أتيته هرولة " .".يا ابن آدم إنك ما دعوتنى ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بتراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بترابها مغفرة"

إذا أردتم أن تتأكدوا أن معصية عبد واحد قد تؤذى أمة بأكملها فاسمعوا معى قصة سيدنا موسى وبنى إسرائيل .
انقطع المطر لفترة حتى شكى بنو إسرائيل من العطش فرفع سيدنا موسى يديه إلى السماء طالبا من الله السقيا ... وتضرع سيدنا موسى ولكن الله لم يستجب .. فتعجب النبى الكريم قائلا يارب عودتنى الإجابة فقال تعالى : بينكم عبد يعصانى من 40سنة فبشؤم معصيته منعتم المطر من السماء أخرجوه من بينكم حتى ينزل المطر .. فإلتفت سيدنا موسى إلى قومه مناديا أن بينكم رجلاً يعصى الله من 40 سنة ولن تمطر السماء حتى يخرج من بيننا ... والرجل بينهم يعرف نفسه وانتظر أن يخرج غيره فلم يحدث ... فجلس وحده يتضرع إلى الله .. يارب إننى لو خرجت افتضح وسط أهلى ولوبقيت بينهم ماتوا من العطش يارب استرنى وأنا سأتوب إليك من هذه اللحظة أنا تبت يا رب عن المعاصى فاسترنى يا رب .... فنزل المطر غزيرا ..غزيرا .. فرفع سيدنا موسى يده مرة أخرى قائلا يارب هذا المطر ولم يخرج أحد فقال تعالى نزل المطر بتوبة عبدى الذى كان يعصانى ... فقال سيدنا موسى : دلنى عليه يا رب ...فقال تعالى سترته وهو يعصانى أفأفضحه بعد أن تاب ..
أرأيتم معصية رجل كادت تهلك أمة .... إن الله يحب توبتنا .. يحب أنين المذنب وهو يطلب العفو والمغفرة ..

حين عصى آدم ظل يجرى فى الجنة فسأله الله تعالى أفرارا منى يا آدم قال بل حياء منك يا الله .. إن الله من صفاته الرحمة والمغفرة والجود والكرم فلو خُلِقْنا معصومين فكيف تتجلى صفاته هذه فى الخلق ..

أتدرون أي يوم هو أحلى يوم فى العمر كله ؟ يوم أن يتوب الله علينا ... حين تاب الله على كعب بن مالك قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبشر يا كعب بخير يوم طلع عليك منذ ولدتك أمك ..
ننوى التوبة جميعا هذه الليلة وسيكرمنا الله بالنصر والمعونة إن شاء الله


__________________________________________________ __________

بسم الله الرحمن الرحيم نحمدك ربى ونستهديك ونستغفرك ونعوذ بك من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا ونصلى ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

كثير من إخوتنا ماتوا فى العراق وفلسطين ... ونرى كل يوم فى نشرات الأخبار صور ولقطات للمصابين والقتلى ..وبالأمس فى أحد المستشفيات العراقية صبى لا يتجاوز العشر سنين جسمه كله موضوع فى جبيرة كبيرة يسألوه عما جرى فقال : لست أذكر ماالذى حدث وكل ما أستطيع تذكره أن صاحبى محمد استشهد !!!!

سرت فى جسدى قشعريرة فى هذه اللحظة .. لماذا تطلق عليهم الجرائد والتليفزيون: القتلى .... وأين الشهداء ..... ؟؟
إن كل أمة تعتز بالعظماء من أبنائها ...فتُخَلِّد ذكراهم وتقيم بأسمائهم الميادين والأعياد .. فمن هم عظمائنا ؟؟ الشهداء !!!
ولذلك فنحن اليوم معا حتى نغير نظرتنا للشهادة ونحيى فى نفوسنا الفخر بالشهادة وبالشهداء .

لقد أصبحنا نتعامل مع الشهادة والشهداء بصورة غريبة ... إذا قلت لأم نتمنى أن يكون ابنك شهيداً صرخت من فورها أعوذ بالله !! ومن ينظر إلى شهيد محمول على الأعناق يقول مسكين !! يا حرام !!! ماذا حدث ؟؟ هل الشهيد مسكين ..؟؟. هل الشهادة شئ مزعج ؟؟
تأثرت من مقولة امرأة عراقية تحيا فى مصر . قالت لى : قل للناس لا تنزعج لمرأى الدماء والإصابات فهذا دليل حياة الأمة !!

إن الخوف من الموت أصبح حاجزاً دون نصر الأمة . الموت والشهادة كلمات نهابها ولا نتمناها ..كلنا لانريد سماعها تتردد فى محيطنا القريب.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم توشك الأمم أن تتداعى عليكم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها- أرأيتم صورة تصف أحوالنا أبلغ من ذلك , فعلا هذا حال المسلمين فى 2003 وكأنهم طبق شهى من الثريد وكل آكل يريد أن يلتهم نصيبه بسرعة ولذة - قالوا أمن قلة يا رسول الله قال : بل أنتم يومئذ كثير ولكن غثاء كغثاء السيل – نعم إننا مليار مسلم , ألف مليون ولكن !!!- ولينزعن الله الهيبة من قلوبكم وليقذفن فيها الوهن .قالوا وما الوهن قال: حب الدنيا وكراهية الموت يقول مالك بن نبى هناك شعوب قابلة للاستعمار وشعوب غير قابلة .. أهل فلسطين وأهل العراق شعوب غير قابلة للاستعمار..

لماذا نخشى الشهادة ؟الموت ؟؟
قال تعالى {إنك ميت وإنهم ميتون}....سورة الزمر....آية 30 إن الموت يسرى على الجميع فاختر ميتة كريمة . الأمة التى لا تجيد صناعة الموت لا توهب لها حياة كريمة .. إن العزة والكرامة لاتوهب على أطباق من ذهب .. إنها ليست هدية ولا هبة .. إن الكرامة والعزة تُنْتَزَعُ انْتِزَاعا ... الجزائر قدمت مليون شهيد لتقتلع حريتها .... مصر .. فلسطين مازالت تقدم حتى تنالها ... ومن هنا تصبح كرامة الشهيد غالية ..

أتدرون لماذا سُمِّى شهيدا ؟؟ لماذا ليس قتيل الإسلام مثلا أو أى اسم آخر ... لأن الشهادة هى أن تشهد أن لا إله إلا الله وهو يشهدها ولكن بروحه ودمه وليس فقط بلسانه !
وهو سيكون شاهدا علينا يوم القيامة : لقد قدمت نفسى فداء للإسلام فماذا فعلتم بعدى ؟ إن دماء شهدائنا لها فى أعناقنا حق .

لاأحد يتمنى أن يعود للدنيا بعد أن يموت إلا الشهيد ليتذوق طعم الشهادة مرة أخرى.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذى نفسي بيده لوددت أن أغزو فى سبيل الله فأُقْتَل ثم أغزو فأُقْتَل ثم أغزو فأُقْتَل ثم أغزو فأُقْتَل

يجب أن نفتخر بشهدائنا فطالما هناك شهيد ففى أمتنا حياة !!!! يقول صلى الله عليه و سلم : مَا مِنْ كُلْم يُكْلَم فى سبيل الله – أى جرح – إلا جاء يوم القيامة لونه لون الدم و ريحه ريح المسك ...

للشهيد عند الله 6 خصال :
1- يُغْفَر له عند أول دفعة دم كل ذنوبه
2- يُأمَّن من عذاب القبر وفتنته
3- يُأمن من فزع يوم القيامة
4- يلبس تاج الوقار
5- يشفع فى 70 من أهله
6- يزوج ب 72 من الحور العين

إننا فخورين بشهدائنا ,أعزة بهم , إن الموت قادم وآت والله سبحانه يتخذ من الناس شهداء .. هذا اختيار ربانى .. فالشهادة هبة غالية من رب العباد بالانتقاء ..
قال سيدنا خالد بن الوليد وهو على فراش الموت : والله ما فى جسدى موضع شبر إلا وفيه طعنة رمح أو ضربة سيف وهاأنا ذا أموت على سريرى كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء .

تعالوا بنا نستعرض موكب الشهداء لنراهم عن قرب : أول شهيدة فى الإسلام امرأة .. نعم امرأة عجوز فى الستين من عمرها , سمية , أم عمار بن ياسر .. حاول أبو جهل أن يثنيها عن إسلامها بكل الوسائل وهى تأبى حتى اشتد غيظه وضربها بالحربة فى مَوْضِع عفتها وظلت على هذا الحال يومان وكانت أول من حَلَّقت روحها من المسلمين إلى رياض الجنة.

نجد فى الموكب عبد الله بن حرام .. له من البنات 9 وولد هو جابر ..فلما كانت أُحُد اختلف هو وجابر أيهما يذهب ليقاتل وأيهما يبقى مع البنات فاقترعا فكانت القرعة من نصيب عبد الله فقال لولده والله لولم تكن الجنة لآثرتك بها.واستشهد فى أحد و مَثَّل المشركون بجثته حتى إن الصحابة أرادوا إبعاد جابر حتى لا يراه على هذا الحال ولكن الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم قال لهم : دعوه ينظر إلى أبيه .. يا بنى ابكيه أولا تبكيه ..لاتزال الملائكة تظله بأجنحتها .أبشر يا جابر ماكلم الله أحداً إلا من وراء حجاب ولكن كلم أباك كفاحا – أى مباشرة- وقال يا عبدى تَمَنَّ على وفيه نزل قول الله تبارك وتعالى : { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }...سورة آل عمران...آية 169

وشهيد آخر فى الموكب لا نعرف اسمه حين ذهب إليه الصحابة بنصيبه من الغنائم قال والله ما عَلَى هذا بايعت رسول الله بل بايعته على أن أقاتل فياتينى سهم ها هنا وأشار إلى موضع فى عنقه فاستشهد ..فلما كان اليوم التالى وجدوه وقد أصابه حيث أشار. فى الموكب أيضا سعد بن الربيع ..ظل يجاهد فى أحد حتى سقط .. فلما انتهت المعركة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انظروا إلى أين سعد بن الربيع .. فلما جاؤوه قالوا له إن رسول الله يقرئك السلام فقال أَحَىٌُّ هو –لأنه سرت إشاعة عن وفاة الرسول – قالوا نعم قال هييييه _ بمعنى الحمد لله – أَقْرِئ رسول الله مِنِّى السلام وقل له سعد يقول جزاك الله عنا خيرا فإنى وجدت ما وعد ربي حقا والله لاعذر لكم إن خلصوا إلى رسول الله وفيكم عين تطرف.

فى الموكب امرأة وابنها فى فتح العراق ... كان هناك سعد بن أبى وقاص وقد طلب من المسلمين أن يمدوه بالمال ..فجائته امرأة فقيرة فقالت : ياسعد والله لا أملك شيئا فإنى فقيرة لاأملك إلا ضفيرتى فاجعلها لجاما لفرسك حتى أكون شاركت فى نصر الله .. وأثناء المعركة جاءه غلام فقال إنى أريد أن أجاهد معك فطلب منه سعد أن يعودفقال الفتى : مالك أنت إنما البيعة بينى وبين الله يقول سعد فأذهلنى وأثناء المعركة جاءنى الفتى يقول رأيت فى منامى وكأنى أمشى فى قصر فى موكب .. والله إنها الشهادة فأقرئ أمى منى السلام فقال سعد وكيف أعرفها قال إنها صاحبة الضفيرة !!!!!!

ولكن تبقى كلمة .. إننا لن نموت جميعا شهداء ولكن نستطيع أن نموت ولنا نية الشهادة . من تمنى الشهادة بصدق بَلَّغه الله منازل الشهداء ولو مات على فراشه من مات ولم يغز ولم تحدثه نفسه بالغزو مات على شعبة من نفاق


__________________________________________________ __________

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لو سألتكم ما هو أغلى ما تملك فماذا سيكون رَدُّك ؟ المال ؟ الأولاد ؟ الجمال ؟ العلم ؟ الصحة ؟ كل هذه أشياء غالية ولكنَّها ليست الأغلى .. أغلى ما نملك بعد إسلامنا .... الوقت !!!

طبعاً الكلمة لا تترك أي أثر في نفوسنا ... لأنَّنا لم نعتد أن نهتم بالوقت .... مع أنَّ الله سبحانه وتعالى يُقْسِم بالوقت والزمن ... والله لا يقسم إلا بما هو غالى وله قيمة : والعصر .... والضحى والليل إذا سجى ,,,, والفجر وليال عشر ..... والليل إذا يغشى .

إن الأمة التي لا تَشْعُر بأهمية الوقت أمة لا تستطيع أن تنهض على قدميها ... انظروا إلى شعائر الإسلام ..كلها مرتبطة بوقت ... الصلوات الخمس تتحدد مواقيتها بالوقت ... رمضان فترة من الزمن يحددها وقت ميلاد الهلال في أوله وآخره .... الحج عرفة والوقوف بعرفات له وقت معلوم ..... وكل الشعائر الأخرى حتى زكاة المال يجب أن يحول عليها الحول ..أي العام
كان بيني وبين أجنبي موعد فتأخرت عليه قليلاً في الوصول فحين لقاني ابتدرني سائلاً : هل أنت مسلم ؟ قلت نعم قال هل تصلى ؟ قلت نعم .. هل حججت .؟ فأدركت ما يعنى وشعرت بحرج شديد ... وكأنَّه يتهمني في ديني لأني لم أقدر قيمة الوقت وألتزم بموعدي . إنَّ إقامة الحُجَّة على ابن آدم يوم القيامة مرتبطة بالوقت

بسم الله الرحمن الرحيم :{أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير}...سورة فاطر...آية 37

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لاتزولا قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع . عن عمره فيما أفناه ... عن شبابه فيما أبلاه – نعم الشباب جزء من العمر لكن وقت الشباب بالذات له حساب آخر – في اليوم الفلاني فيما أضعت وقتك ؟ في مجلة خارجة أو تافهة تقلب صفحاتها ... في اللف والدوران تقود سيارتك في الطرقات بغير هدى لقرب آذان الفجر .. هل هذه هي أمة محمد خير أمة أخرجت للنَّاس ... سنحاسب على كل دقيقة ... بل على كل نفس .. كل شهيق يتبعه زفير وكأنَّه يوضع في صندوق أو خزنة صغيرة ثم تأتى يوم القيامة بكل خزائنك ... تفتح أمام عينيك واحدة تلو الأخرى .... وتعالوا نتخيل : الأولى فارغة ... الثانية أيضا والثالثة والرابعة وما تلاها حتى المائة هذه فيها حضور لدرس ثم صلاة جماعة .. ثم فراغ وتوافه ... ثم ... إنَّ هذا ما سيحدث يا شباب .

إنّّني أحاول أن أبذل مجهود لأجعلكم تؤمنوا وتصدقوا أنَّ للوقت قيمة عظيمة مع أن هذا المعنى مستقر تماما في عقول أهل الغرب ولذلك يسبقوننا .... ونقول في المثل الوقت من ذهب ...لا والله الوقت أغلى من الذهب ... فالذهب يُبَاع ويُشْترى أما الوقت فإذا ذهب لا يعود .....إذا ضاع وقتك ضاع عمرك ..

يقول الحسن البصري إنَّ كُلَّ شمس تُشْرق تقول يا ابن آدم أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني فإنَّك لن تراني إلى يوم القيامة

حذار أن تنزل إلى قبرك فلا تجد معك رصيداً من عمل ... يقول ابن القيم إنَّ كُلَّ نَفَس تَنَفَّسْته وكُلَّ عرق أخرجته في غير طاعة الله سيخرج يوم القيامة في حسرة وندامة .... هذه قضية إيمانية

من علامات غضب الله ومقته للعبد تَضْيِع الوقت ومِنْ علامات مَحَبّة الله للعبد أن يجعل شواغله أكثر من وقته ..وطبعا نتحدث عن الشواغل المفيدة فيها نية خدمة دين الله والأمة . كلمة : أصلى لا أجد ما أفعل ... كلمة قاتلة .. فبداية المعصية فراغ ... امرأة العزيز راودت يوسف لإحساسها الشديد بالفراغ ... والنسوة في المدينة .. أكثر ما نخافه على البنات الفراغ ...

شباب ينام فترات طويلة ..ولا يجرؤ على إيقاظه أحد ... بنات تظل بالساعات تضبط ماكياج ... نساء كل يوم لها 3 أو 4 ساعات تسوق ولف في المحلات .... أو جلسات نميمة في الأندية .. أو مكالمات بعد منتصف الليل ..ونتصور أنَّنا سننتصر .... هيهات
إنّّك لا تضيع نفسك فقط إنك تضيع أمة ..... تُسِئ إلى والديك حتى إذا أفقت كانا قد فارقا الدنيا فتندم أنَّك لم تَبِرَّهُما أحياء .... رأيت عجوزاً يدخل المسجد ويدخل حوله مجموعة من الشباب فإذا به يبكى .... فسألته ما الذي يبكيك يا سيدي ؟ قال إنَّني لم أعرف طريق المسجد والصلاة إلا منذ فترة قليلة وأرى الشباب حولي فأبكي أن أضعت عمري ولم أتعرَّف إلى الصلاة من قبل ... إنَّ ما يحدث لنا نتيجة طبيعية لأمة ضاعت وأضاعت وقتها .. نريد أن نوقظ أكبر عدد ممكن من الغافلين لأنَّ الوقت لم يعد ملكنا ... لو ظللنا على هذه الغفلة ستزداد المصائب ...وسَنُسْأَلُ عن كل شخص كان من الممكن إيقاظه لو لم نتكاسل .....إنَّ إضاعة الوقت جريمة واسمع معي كيف يصفونها .... بقتل الوقت !!! نعم هي جريمة وكأنَّنا أمة تتنفس بربع رئة ... ولذلك جاءنا الأجنبي النشيط واستفاد من خَيْراتنا وأحسن استغلالها .

اسمعوا معي كيف بلغت هذه الأمة في يوم من الأيام قمة العالم ..: يقول المحاسبي : والله لو الوقت يُشْتَرى بالمال لأنفقت كل أموالى أشتري بها أوقات غير خاسر لخدمة المسلمين .قالوا فَمِمَّن تشتريها ؟ قال من الفارغين .......

إن الجادين المجدين توقفوا لأنَّه لم يعد أحد يفهم .... الكُتَّاب توقفوا عن الكتابة لأنَّه لم يعد هناك مَنْ يقرأ ... جاء رجل لابن الجوزي يقول له : قف أدردش معك قليلا فقال: أوقف الشمس إذن !!!!!!
هناك شباب يجلس ليأكل 3 و4 ساعات ...
سامحوا انفعالي ولكن الوقت فعلا بيننا قيمة مهدرة ...
أسامة بن زيد قاد جيشاً وعمره 16 سنة ... محمد الفاتح دخل أعصى المدن , القسطنطينية , وله من العمر 23 سنة .... سيدنا سعد ين معاذ أسلم وعنده 30 سنة واستشهد وعمره 37 سنة و قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم مات سعد فاهتز لموته عرش الرحمن ونزل 70الف ملك لتشيعه .. سبع سنوات فقط من الإسلام جعلت لسعد كل هذه المكانة بالتأكيد استغلها كلها ولم يضيع منها لحظة في غير خدمة دين الله
إنَّ قيمة العمر ليست أعواماً ... هناك أشخاص تُعمَّر طويلا فإذا ماتت مُسِحَت مِنْ سجلات الحياة كأن لم تكن ...وهناك أناس أعمارهم قصيرة ولكن أعمالهم كبيرة ويذكرهم التاريخ مئات ومئات السنين .....

يقول عمر بن الخطاب : متى أنام ..إذا نمت بالليل أضعت حق ربي وإذا نمت بالنهار أضعت حق الرعية ..
انظر لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : بادروا بالأعمال , هل تنتظرون إلا مرضا مفسدا أو موتا مُجْهِزاَ أو هِرماَ مفندا أو الدجال شر غائب أو الساعة فالساعة أدهى وأمر

إن وقتك هو عمرك فلا تبع عمرك رخيصا وتشترى متعة بلا قيمة بأفدح ثمن ..... وتظل تسدد بالعذاب قيمة ما أنفقت من وقتك في سوق التيه والفراغ.


__________________________________________________ __________

حـلـقـة ـآ‘لأخـوٍة وٍ سـلامـة ـآ‘لـصـدرٍ



بسم الله الرحمن الرحيم و صلاة و سلاما على أشرف الخلق المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله و صحبه إلى يوم الدين.
يَمِنُّ الله على الأمة بالنصر والعطاء إن شاء الله إذا غَيَّرنا ما بأنفسنا .... واليوم تجمعنا المأساة ونجد أنفسنا جميعا فى مركب واحد ... ولكن هل تخيلنا بعد أن تنتهى الحرب ..ياترى كيف ستكون حالة صدور المسلمين فى بعض البلاد تجاه إخوتهم فى بلاد أخرى؟؟؟؟؟ هل سيظل الحب يجمعنا أم سنجد أن بعض الصدور "شايلة" أى قد أوغرت؟ ومن أجل ذلك كان هدفنا اليوم أن نتعلم الأخوة وسلامة الصدر ..
أنا بالفعل خائف من هذا الأثر .... وأنا أتكلم عن الشعوب.. عنى وعنك ..... من فترة ليست بالقليلة كنا نجد على إخوتنا فى فلسطين .... كانت هناك مقولة مشهورة نشرها الأعداء بيننا – يستاهلوا ما جرى ليهم لقد باعوا فلسطين , مع أنهم ذُبِحُوا ذَبْحَاً ... وطُرِدوا طردا و تكاتفت كل الدنيا عليهم ...ولقد استمسكنا بهذه المقولة لأنها كانت تُخَدِّر الضمائر وتُشْعِرُنا بعدم التقصير ..... ثم تعرفنا عليهم بعد سنوات من عذابهم, تعرفنا على رجالهم ونسائهم وأطفالهم وأبطالهم ... فأفقنا على حقيقتهم ..فأحببناهم وأصبحنا حضنا واحدا مرة أخرى ... ولكن بعد أن مرت السنون عليهم وهم يقتلون وحدهم.

ترى بعد هذه الحرب سيجد بعض الناس على أخرين ...ترى هل سنجد فى صدورنا على أهل الكويت ؟؟ ترى كيف سيكون حال شعوبنا المسلمة ؟؟ فى غل و حقد؟ أم أن الصدور ستكون سليمة والنفوس متآخية متصافية؟ نحن أمة واحدة يا سادة .... يجب أن يحب بعضنا البعض .. أحيانا ننسى بين أمتنا العربية أهل المغرب العربى .. ننسى أنهم من العرب في زحمة الحياة مع أن كل الإستطلاعات والمشاركات يأتى أغلبها من هناك من الجزائر بالذات..
سأحكى لكم قصص عن معنى الأخوة حتى نزرعها فى أنفسنا . ولن أبدأ برسول الله صلى الله عليه وسلم بل سأبدأ بأبعد من ذلك بسيدنا موسى عليه السلام .. لأن بني إسرائيل لهم مع الأُخُوة وقفات خطيرة. أرسل الله إلى سيدنا موسى واختاره نبيا إلى بنى إسرائيل .. فهل تتصوروا إجابة فى التاريخ تحمل كل هذا الحب للأخ أكثر من إجابة سيدنا موسى ؟
بسم الله الرحمن الرحيم : {واجعل لى وزيرا من أهلى هارون أخى ,أشدد به أزرى,وأشركه فى أمرى ,كى نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا}...سورة طه....الآية35،34،33،32،31،30،29
وجود أخى معى يارب سيعيننى أكثر على الذكر والشكر .. فأجابه الله إلى طلبه فقال تعالى :{قد أوتيت سؤلك يا موسى }..سورة طه...الآية 36
{ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا}....سورة مريم....الآية 53
وتأتى قصة أخرى تحمل من المعانى مفردات كثيرة يجب أن ننتبه إليها ..
ذهب سيدنا موسى للقاء ربه و ترك هارون مع القوم .. ولكن بنو إسرائيل كفروا وأشركوا وعبدوا عجلا من ذهب ... وسيدنا هارون بينهم أمامه اختيار من إثنين .. إما أن يقاتل من أشرك بمن آمن فيحارب القوم بعضهم بعضا ويبيدوا بعضهم البعض .. أو أن ينتظر موسى لعل لديه مخرج يحافظ به على الأمة .... فلما جاء سيدنا موسى إلى قومه رأى بئس ما يفعلون فاتجه رأسا إلى أخيه يجذبه و يهزه بعنف ويعاتبه .....
فقال سيدنا هارون :{قال يبنؤم لا تأخذ بلحيتى ولا برأسى إني خشيت أن تقول فرقت بين بنى إسرائيل ولم ترقب قولى}...سورة طه...الآية 94 .
الهذا الحد وحدة الأمة مهمة والسكوت عن ذنب كبير أفضل من فت عضدها ؟؟

أما سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فله موقف يحتاج إلى دراسة ... حين اشتدت به الأزمة فى مكة بدأ يسافر يعرض نفسه على القبائل ولكنه لم يذهب إلى المدينة ,, لماذا ؟؟ لأن فى المدينة قبيلتين كبيرتين الأوس والخزرج عاشتا أخوة طويلة حتى نزل اليهود فى المدينة واستوطنوها وكالعادة كيف تسود شرذمة قليلة وسط قبائل وعشائر ؟؟؟ طبعا نحن نعرف : بالوقيعة . دَسَّ اليهود بين الإخوة فاشتعل الخصام والمعارك ولذلك لم يفكر الرسول صلى اله عليه وسلم أن يسافر إليهم .. فحيث الشحناء لا يكون إسلام. إلى أن جاء أحد مواسم الحج ووجد صلى الله عليه وسلم ستة نفر جالسين فعرض عليهم الإسلام فآمنوا فسألهم من أين ؟؟ قالوا من الخزرج.. وفى العام التالى جاءوا ومعهم آخرين 12 رجلا منهم 9 من الخزرج وثلاثة من الأوس .... هنا أدرك الرسول أن الأخوة ستعود لا محالة فأرسل مصعب سفيرا وعادوا إليه فى العام التالى 73 رجلاً وأمرأتين من القبيلتين ..وتمت الهجرة واختفت المشاكل وعادت الأخوة .. بل وأكثر, حلت المؤاخاة بين المهاجرين الأنصار.. وقد حاول اليهود الوقيعة كالعادة ولكن هذه المرة لم يفلحوا فقد كانت آيات الله تتلى عليهم وكلها دعوة للتوحد والتآخى والاجتماع.

{واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا}....سورة آل عمران....الآية 103

{إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم}...سورة الحجرات....الآية 10

{والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل فى قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم}....سورة الحشر...الآية 10

يقول تعالى فى حديث قدسى : حول العرش يوم القيامة منابر من نور ينادى الله يوم القيامة أين المتحابون بجلالى اليوم أظلهم فى ظلى يوم لا ظل إلا ظلى كلمة اليوم ياسادة أريد بها الخيرللأمة .. يجب أن يحب بعضنا البعض ... يجب أن نزيل الغل من الصدور لأن أهدافنا وواجباتنا كبيرة ... إن الأرض لنا . فما بالكم بالبلد الواحد !!!!
يقول لنا الرسول صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة ليحث المسلمين على المحبة والتآخى: وجبت محبتى للمتحابين فى , ووجبت محبتى للمتباذلين فى , ووجبت محبتى للمتناصرين فى ووجبت محبتى للمتجالسين فى . يا الله وجبت المحبة أى أصبحت واجب على رب العزة أن يحبك إذا أنت أحببت أخاك ؟ ما أجمل ذلك وما أسهله أوثق عرى الإيمان الحب فى الله والبغض فى الله إذا التقى المؤمنان فسلم أحدهم على الآخر تتساقط عنهم الذنوب كما يتساقط ورق الشجر فى الشتاء.

واسمعوا معى هذه القصة التى تكررت بين المهاجرين والأنصار ... سعد بن الربيع وعبد الرحمن بن عوف , رجلان من بلدين مختلفين لم يلتقيا من قبل ولا يعرف أحدهما الآخر .. ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بينهما .. فجاء سعد إلى عبد الرحمن بنصف ماله و ملابسه وقَسَُُّم بيته بينهما.... ما هذه العظمة ؟؟ الفرق أنهم كانوا يسمعون الآيات فتكون واجبة التنفيذ ... إنما المؤمنون إخوة ... سمعاً وطاعة فى غزوة بدر يأسر أحد الأنصار شقيق مصعب بن عمير وكان يحكم وثاقه فلما مر بهم مصعب خفف من حدة القيد محبة له وإكراما له فى أخيه … فماذا قال مصعب : اشدد عليه فإن له أُمّا غنية ستعطيك أموالا كثيرة ….!!!!! أخوة الدين أعلى من أخوة الدم إذا كان أحد الإخوة كافراً هل نشعر بذلك الآن … ؟ هل دم إخوتنا فى العراق يحرمنا النوم لأننا أخوة بحق … هل البيوت التى تنهدم والأطفال التى تداس تحرق قلوبنا وأكبادنا لأن المصاب فى بيتى لأنه فى بيت أخى.. ؟؟

يوم أحد والمسلمون يدفنون الشهداء كل إثنين معا من كثرة العدد وشدة التعب … يأمر النبى فجأة بالتوقف عن الدفن والبحث عن رجلين : عمرو بن الجموح و عبد الله بن حرام…. لماذا يا رسول الله ؟ إدفناهما سويا فلقد كانا متحابين فى الدنيا !!!! أرأيتم عظمة الحب فى الله … وليس معنى هذا أننا كبشر لن نختلف بل سنختلف وسيحدث بيننا أخطاء ولكن سلامة الصدر هى الهدف..

اختلف أبوذر الغفارى وبلال بن رباح وهما من هما… فقال له أبوذر ياابن السوداء فشكاه بلال للرسول صلى الله عليه وسلم فسأله : أعيرته بأمه ؟؟ إنك امرؤ فيك جاهلية. المعايرة بالأمهات ذنب كبير ونرى الشباب اليوم إذا لعبوا الكرة سبوا الأمهات , اللهم احفظنا. فذهب أبوذر لبلال ووضع خده على التراب وقال أقسمت عليك أن تضع قدمك على خدى حتى أزيل خطئى ….. سنخطئ ونختلف ولكن سنعود أحباب ..
حين جاءت الفتنة الكبرى وقف الزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله فى مقابلة على بن أبى طالب .. وذَكَّر على رضى الله عنه الزبير بمقولة الرسول إليهما : ستقاتله وأنت له ظالم فصاح الزبير والله كنت قد نسيتها وتعانقا ولكن اليهود قتلوه لتظل الفتنة مشتعلة ..
ويموت طلحة ويضمه سيدنا على بن أبى طالب إلى صدره ويبكى ويقول ليتنى مت قبل هذا بعشرين سنة أسأل الله أن أكون أنا وأنت فى الجنة يا طلحة لم يسمى سيدنا على بن أبى طالب الجيش الذى يقاتله بالأعداء بل كان يقول هم إخواننا بغوا علينا .

أخاف يا سادة أن يأكل بعضنا بعضا بعد الحرب على العراق .. فلنختلف ولكن نحتفظ بالحب بيننا .
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين ويوم الخميس فيقول الله سبحانه وتعالى اغفروا لكل من لا يشرك بى شيئا إلا المتخاصمين أمهلوهم حتى يصطلحا ..

خرج الرسول إلى الصحابة ليخبرهم بموعد ليلة القدر تحديدا فوجد اثنين منهم يتشاحنان فنسى اليوم وظل الأمر مفتوحاً فى العشر الآواخر….
فلننس الغل حتى يكرمنا الله بالنصر والمعونة انظروا إلى هذه القصة الجميلة : يأتى عبدان يوم القيامة بين يدى الله فيقول أحدهما يا رب خذ لى مظلمتى من أخى . فيقول سبحانه : اعطه مظلمته . فلا يجد ما يعطيه فيقول الأول : خذ من سيئاتى واطرحها عليه . فيقول الله له ألك فى خير من ذلك ..إرفع رأسك . فيرى قصرا رائعا مبهرا فيسأل لمن هذا القصر فيقول الله : لمن يملك الثمن .. فيسأل العبد ومن يملك الثمن؟ فيقول له رب العزة : أنت . فيسأل : كيف ؟ فيقول رب العزة بعفوك عن أخيك .. فيقول الرجل : عفوت ..عفوت .. فيقول تعالى : خذ بيد أخيك وادخلا الجنة
العفو والمحبة وسلامة الصدر والأخوة أبواب للعزة والرقى … مر الصحابة من خلالها … لأن بمرورنا منها وجبت لنا محبة الخالق وإذا أحبنا الخالق كنا أولياءه .. وإذا أصبحنا أولياءه فقد أذن سبحانه كل من عادانا بالحرب
هيا ننزع الأحقاد ويحب بعضنا بعضا


__________________________________________________ __________

حـلـقـة ـآ‘لـثـبـات عـلـي ـآ‘لـحـق ...






بسم الله الرحمن الرحيم ..نحمدك ربى ونستهديك و نستغفرك و نعوذ بك من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلن تجد له وليا مرشدا


.. الاستطلاع الثانى كانت نتيجته 66% من المشاركين وعددهم 15806 مازالوا يدعون بكل همة و30% فَتُرَ دعائهم ولكنهم مازالوا يدعون و4% كفوا عن الدعاء .....
هذه النتيجة تجعلنا نقفز إلى موضوع تغييير اليوم وهو الثبات ....
ترى بعد 15 يوم من الحرب هل الهمة مازالت كما هى ؟؟ هل مازالت المشاعر ساخنة أم فَتُرَت حرارتها و بردت ؟ إن الحرب ما زالت كما هى .. و الشهداء يزداد عددهم والجرحى أيضا ..
هذه مشكلة كبيرة جدا ..نتحمس بشدة لفترة قليلة ثم تهبط حرارة الحماس إلى التجمد ... أَمَا زِلْتُم تذكرون فلسطين ؟؟ لقد برد الحماس ونسيناها .... والعراق بعد 15 يوم حرب هدأت شرتنا تجاهه ... هذه مشكلة عامة ... فى قضايا الأمة نتحمس فى البداية بشدة ثم يسير كل منا فى طريق كأن شيئا لم يكن ... حتى فى العبادة يبدأ الشاب فى التدين فيصلى كل فرض على وقته وبعد فترة كما نقول : ترجع ريمة لعادتها القديمة و تتعجب حين تسمع رجلا يتحدث عن نفسه قائلا لقد كنت أصلى حتى الفجر فى المسجد ...ثم ماذا حدث ؟؟؟ برد حماسه .
أعداء الإسلام عرفوا فى تكويننا النفسى هذه الحقيقة فأصبحوا يستعملوها لتحقيق أغراضهم ... حل القضايا على البارد .... يجب أن تطول مدة أى مشكلة لأننا سننساها بعد فترة .
ما الذي يجعلنا ننسى و نبرد ... الجرى وراء لقمة العيش ... العيال ... هذه صفة طبيعية فى النفس البشرية و لكنها عندنا زائدة عن الحد الطبيعى ... نحتاج لأشخاص تحتفظ بسخونة الأحداث فتثبت على موقف الحق ..
لقد كان الصحابة يمثلوا فقط 1% من أهل الجزيرة العربية ولكنهم كانوا أهل ثبات فنشروا الحق .

الثبات ثلاثة مواضيع :
الموضع الأول : الثبات على الحق عموما.
ولكن يجب أن نفهم أن الثبات ليس معناه الجمود ولكن هناك مرونة وهناك توازنات يجب أن تُراعى ... ولكن فى الحقائق الواضحة لا تحتمل الجدال ... نثبت عليها .. مثلا قضية الرشوة مهما قدموا لك من مبررات أو اجتمعت المصلحة كلها عليك ,, هذه قصة منتهية. هل تذكرون الفتاة الأميريكية التى ثبتت فى وجه الجرافة الإسرائيلية ..إنها ليست مسلمة فلماذا ثبتت ؟؟ لإن هذا موقف حق .... إبادة و هدم المنازل ظلم و استبدادا ...
لم ترض عن اغتصاب الحق ... فماتت وأصبحت حجة على المسلمين الذين لا يثبتوا
...

سنحكى 3 حكايات و 3 مواقف ثبات يتحاكى بها التاريخ :
على عهد الإمام أحمد بن حنبل حدثت فتنة تسبب فيها بعض الفلاسفة الذين تأولوا على القرآن فانتظر العامة رأيه ورفض الإمام بن حنبل المقولة , و تسبب موقفه هذا فى دخوله السجن .. وفى السجن كان الإمام يقول : أنا لا أخاف فتنة السجن فما هو وبيتى إلا واحد .. ولا أخاف فتنة القتل فإنما هى الشهادة ..إنما أخاف فتنة السوط ... و فى يوم أخذوا الإمام ليجلدوه فظهر على وجهه الخوف و الجزع وفى أثناء خروجه إلى الساحة لَمَحَ ذلك فى وجهه لِصٌ شهير اسمه أبو هيثم الطيار فقال له : يا إمام لقد ضُرِبْتُ 18000 سوطاً بالتفاريق – أى على امتداد عمرى – وأنا على الباطل فَثَبَتُّ وأنت على الحق يا إمام فاثبت لإن عشت عشت حميدا و إن مِتَّ مِتَّ شهيدا.... و قد ظل الإمام بن حنبل يدعو للطيار كل ليلة بعد ذلك اللهم اغفر له ... فلما سأله ابنه يا أبتى إنه سارق قال و لكنه ثَبَّتَنِى .
يقول الجلاد :لقد ضربت ابن حنبل ضربا لو كان فِيلاً لهددته . و فى كل مرة أقول السوط القادم سيخرج من فمه من شدة هلهلة ظهره
... مَرَّ على الإمام رجلٌ و هو معذب فقال هل آتيك بماء قال إنما أنا صائم ويزوره أحد معارفه فيقول يا ابن حنبل لقد ضعفت و عندك عيال – يقصد أخبر القوم بما يريدوا لترتاح – فيرد الإمام إن كان هذا هو عقلك فقد استرحت .. انظر إلى الناس تنتظر منى وفى ذلة العَالِم ذلة العَالَم
.... لن نقف موقف مشابه , ليس هذا هو المطلوب ولكن الثبات شئ قريب من هذا الموقف

موقف آخر ورجل آخر .... عمر المختار كان عمره 73 سنة لما قبض عليه ... لن نستطرد فى القصة فلقد شاهدتم الفيلم سألوه : هل حاربت الدولة الإيطالية ؟ قال نعم .... وهل شجعت الناس على حربها ؟؟؟ قال نعم هل أنت مدرك عقوبة ما فعلت أجاب : نعم .... هل تقر بكل ذلك ؟ قال نعم . كم زمنا تحارب؟..قال:10 سنوات
هل أنت نادم على ما فعلت؟...قال: لا
هل تدرك أنك ستعدم؟...قال: نعم
قال له القاضي أنا حزين أن تكون هذه نهايتك
فقال عمر المختار: بل هذه أفضل طريقة أختم بها حياتي فينظر له ويقول: قررنا أن نصدر عنك عفواً عام (نهائي) بشريطة أن تكتب للمجاهدين في ليبيا أن يتوقفوا عن جهادنا فقال له: إن السبابة التي تشهد في كل صلاة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله لا يمكن أن تكتب كلمة باطل...لا...ومات شهيدا

هل ترى كل هذا الثبات...نحن لن نتعرض إلى مثل هذا الموقف ولكن فلتبقى القضية كبيرة في نفوسنا الموضوع يحتاج إلى علاج لكي تظل القضية ساخنة في نفوسنا...هل تذكري وقت الانتفاضة الأولى عندما كان حلمك أن يخرج من بطنك صلاح الدين....هل مازال هذا الحلم موجود؟! كثير نسوه...
كيف نظل نتضرع كل يوم في الدعاء؟...كيف الشاب يثبت على موقفه ولا يعود لما تركه من المعاصي؟...الموضوع يحتاج إلى استعانة بالله ودعاء و لكن السؤال الذى يطرح نفسه كيف نحافظ على هذا الإحساس العالى بالقضية ؟ كيف نحتفظ بنفس الحالة من التوتر الإيجابى ؟

الرجل الثالث و موقفه العملاق هو سيدنا سعيد بن الجبير .. كان على زمن الحجاج بن يوسف الثقفى وقد قبض عليه وقال له الحجاج:
.................................................. .. قال: سعيد بن الجبير
قال: بل أنت شقي بن كسير
قال سعيد: أمي أعلم باسمي يوم سمتني
قال الحجاج: شقيت وشقيت أمك
قال سعيد:إنما يشقى من كان من أهل النار فهل اطلعت على الغيب؟
قال الحجاج: لأُبَدِّلَنَّك بدنياك ناراً تلظى
قال سعيد:والله لو أعلم أن هذا بيدك لاتخذتك إلهاً يعبد من دون الله.
قال الحجاج: فلم فررت منى... قال سعيد: فررت منك كما قال موسى لفرعون "ففررت منكم لما خفتكم" ...
فقال الحجاج: اختر لنفسك قتلة يا سعيد ...
فقال سعيد: بل اختر أنت لنفسك فما قتلتنى بقتلة إلا قتلها الله لك
...
فصرخ الحجاج والله لأقتلنك قتلة ما قتلت بها أحداً من قبلك ولن أقتلها لأحد من بعدك..
قال: إذن تفسد على دنياى وأفسد عليك آخرتك... فقال للحرس جروه واقتلوه ..فضحك سعيد فنادى الحجاج مغتاظا ما الذى يضحكك ؟
قال : أضحك من جرأتك على الله وحلم الله عليك !!!!
هل نستطيع أن نقتبس جزء من هذا الثبات ...؟أحياناً يثبت واحد فَيُخَلِّص أمة... صحيح أن تَقَلُّب الدنيا تجعل ثباتنا شيئاً صعباً كما قال رسول الله : القابض عل دينه كالقابض على جمرة من نار
.. نعود لسعيد بن الجبير حين جهزوه لضرب عنقه طلب من السياف أن يوجهه للقبلة ثم قال : وجهت وجهى للذى فطر السموات والأرض حنيفا مسلما و ما أنا من المشركين فقال الحجاج غَيِّروا وجهه عن اتجاه القبلة فقال سعيد : ولله المشرق و المغرب فأينما تولوا فثم وجه الله. فقال الحجاج كبوه على وجهه فقال: منها خلقناكم و فيها نعيدكم تارة أخرى... فقال اذبحوه ....فقال سعيد أشهد أن لا إله إلا الله خذها منى يا حجاج حتى ألقاك يوم القيامة اللهم لا تسلطه على أحد بعدى ... وبعد أسبوع واحد كان الحجاج يصرخ كل ليلة مالى وسعيد بن الجبير ....
نريد هذا المستوى من الثبات ... لو الناس كفت عن الدعاء فأنت تستمر ..لو الناس نست الصلاة أنت لا تنسى ...لو الناس غفلت فأنت لا تغفل ولا تعصى ......
غدا الجمعة هيا جميعا نفتش عن ساعة الإجابة وندعو من شغاف قلوبنا أن يثبتنا الله على الحق
.