عنوان الموضوع : دعوه الى كل عضوات المنتدى ان تكتب كل وحده عن امراه جليله على شكل فصول من الشريعة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
دعوه الى كل عضوات المنتدى ان تكتب كل وحده عن امراه جليله على شكل فصول
: سنبدأ حديثنا في هذا الفصل عن تاريخ ميلاد الزهراء ( ع )في مقامها وعصمتها لأن البعض يحاول أن يتحاشى ، بل يأبى الالزام أو الالتزام بما ورد عن النبي الكريم ( ص ) ، وعن الأئمة الطاهرين عليهم السلام ، من أنها ( ع ) قد ولدت من ثمر الجنة بعد الإسراء والمعراج ، أو يحاول تحاشي الالتزام بأنها عليها السلام قد تزوجت من علي ( ع ) في سن مبكر ، لأنه يشعر بدرجة من الإحراج على مستوى الإقناع ، يؤثر أن لا يعرض نفسه له . .
وقد لا يكون هذا ولا ذاك ، بل ربما أمر آخر ، هو الذي يدعوه إلى اتخاذ هذا الموقف والله هو العالم بحقائق الأمور ، والمطلع على ما في الصدور .
ثم نتحدث بعد ذلك ، عن أمور لها ارتباط قريب بشأن عصمة الأنبياء ، والأوصياء ، والأولياء عليهم السلام لا سيما عصمة الصديقة الطاهرة صلوات الله وسلامه عليها .
وسيكون حديثنا هذا عن العصمة مدخلا مقبولا وتمهيدا لعرض بعض الحديث عن منازل الكرامة ، ودرجات القرب والزلفى لسيدة نساء العالمين عليها الصلاة والسلام ، في ظل الرعاية الربانية ، والتربية الإلهية ، دون أن نهمل الإشارة إلى موضوع ارتباطها بالغيب ، الذي تمثل بما حباها الله سبحانه وتعالى به من صفات وخصوصيات
- ص 36 -
وكرامات ميزتها عن سائر نساء العالمين . فكانت المرأة التي تحتفل السماء قبل الأرض بزواجها من علي عليه الصلاة والسلام ، وكانت أيضا المرأة الطاهرة المطهرة عن كل رجس ودنس ونقص ، حتى لقد نزهها الله عما يعتري النساء عادة من حالات خاصة بهن دون أن يكون لذلك أي تأثير سلبي على شخصيتها فيما يرتبط بشأن الحمل ، والولادة .
ثم إننا : قبل أن نخرج من دائرة كراماتها الجلي ، وميزاتها وصفاتها الفضلى ، كانت لنا إلمامة سريعة بما حباها الله به من علم متصل بالغيب ، أتحفها الله به بواسطة ملك كريم كان يحدثها ويسليها بعد وفاة أبيها ، الأمر الذي أنتج كتابا هاما جدا ، كان الأئمة الأطهار عليهم الصلاة والسلام يهتمون ، به ويعتزون به ، وكانوا يقرؤون فيه ، وينقلون عنه وهو ما عرف ب " مصحف فاطمة " عليها السلام ، بالإضافة إلى كتب أخرى اختصت بها صلوات الله وسلامه عليها .
إننا سنقرأ لمحات عن ذلك كله في هذا الفصل ، مع توخي سلامة الاختيار ومراعاة الاختصار قدر الإمكان . . وبالله التوفيق ، ومنه الهدى والرشاد .
متى ولدت الزهراء عليها السلام ؟ إن أول ما يطالعنا في حياة الصديقة الطاهرة هو تاريخ ولادتها عليها السلام . حيث يدعي البعض أنها عليها السلام قد ولدت قبل البعثة بخمس سنوات ؟ !
- ص 37 -
ونقول : إن ذلك غير صحيح . والصحيح هو ما عليه شيعة أهل البيت ( ع ) ، تبعا لأئمتهم ( ع ) ( 1 ) - وأهل البيت أدرى بما فيه - وقد تابعهم عليه جماعة آخرون ، وهو : أنها عليها السلام قد ولدت بعد البعثة بخمس سنوات ، أي في سنة الهجرة إلى الحبشة ، وقد توفيت وعمرها ثمانية عشر عاما .
وقد روي ذلك عن أئمتنا ( ع ) بسند صحيح ( 2 ) . مضافا إلى هذا .
فمن الممكن الاستدلال على ذلك أو تأييده بما يلي :
1 - ما ذكره عدد من المؤرخين من أن جميع أولاد خديجة رحمها الله قد ولدوا بعد البعثة ( 3 ) ، وفاطمة ( ع ) كانت أصغرهم .
2 - الروايات الكثيرة المروية عن عدد من الصحابة ، مثل : عائشة وعمر بن الخطاب وسعد بن مالك وابن عباس وغيرهم ، التي تدل على أن نطفتها عليها السلام قد انعقدت من ثمر الجنة ، الذي
( 1 ) راجع ضياء العالمين : ج 2 ق 3 ص 2 " مخطوط " وجامع الأصول لابن الأثير : ج 12 ص 9 و 10 .
( 2 ) البحار : ج 43 ص 101 عن الكافي بسند صحيح ، وعن المصباح الكبير ، ودلائل الإمامة ومصباح الكفعمي ، والروضة ، ومناقب ابن شهر آشوب ، وكشف الغمة : ج 2 ص 75 وإثبات الوصية وراجع : ذخائر العقبى : ص 52 وراجع أيضا : تاريخ الخميس ج 1 ص 278 عن كتاب تاريخ مواليد أهل البيت للإمام أحمد بن نصر بن عبد الله الدراع ، وراجع : مروج الذهب ج 2 ص 289 وغير ذلك .
( 3 ) راجع : البدء والتاريخ : ج 5 ص 16 والمواهب اللدنية : ج 1 ص 196 وتاريخ الخميس : ج 1 ص 272 . ( * )
- ص 38 -
تناوله النبي ( ص ) حين الإسراء والمعراج ( 1 ) ، الذي أثبتنا أنه قد حصل في أوائل البعثة ( 2 ) .
وإذا كان في الناس من يناقش في أسانيد بعض هذه الروايات
( 1 ) تجد هذه الروايات في كتب الشيعة ، مثل البحار : ج 43 ص 4 و 5 و 6 عن أمالي الصدوق ، وعيون أخبار الرضا ، ومعاني الأخبار ، وعلل الشرائع ، وتفسير القمي ، والاحتجاج . وغير ذلك ، وراجع : الأنوار النعمانية : ج 1 ص 80 . وأي كتاب حديثي أو تاريخي تحدث عن تاريخ الزهراء ( عليها السلام ) . وتجدها في كتب غيرهم ، مثل : المستدرك على الصحيحين : ج 3 ص 156 وتلخيص المستدرك للذهبي ( مطبوع بهامش المستدرك ) نفس الجزء والصفحة ، ونزل الأبرار : ص 88 والدر المنثور : ج 4 ص 153 وتاريخ بغداد : ج 5 ص 87 ومناقب الإمام علي بن أبي طالب لابن المغازلي : ص 357 وتاريخ الخميس : ج 1 ص 277 وذخائر العقبى : ص 36 ولسان الميزان : ج 1 ص 134 واللآلئ المصنوعة : ج 1 ص 392 والدرة اليتيمة في بعض فضائل السيدة العظيمة : ص 31 . ونقله في إحقاق الحق ( قسم الملحقات ) : ج 10 ص 1 - 10 عن بعض من تقدم وعن ميزان الاعتدال ، والروض الفائق ، ونزهة المجالس ، ومجمع الزوائد ، وكنز العمال ، ومنتخب كنز العمال ، ومحاضرة الأوائل ، ومقتل الحسين للخوارزمي ، ومفتاح النجاة ، والمناقب لعبد الله الشافعي ، وإعراب ثلاثين سورة ، وأخبار الدول . وقد تحدث في كتاب ضياء العالمين : ج 4 ص 4 و 5 " مخطوط " عن هذا الأمر ، وذكر طائفة كبيرة من المصادر الأخرى . وثمة مصادر أخرى ذكرناها حين الحديث حول الإسراء والمعراج في كتابنا الصحيح من سيرة النبي الأعظم ( ص ) ، فراجع .
( 2 ) راجع كتابنا : الصحيح من سيرة النبي الأعظم ( ص ) : ج 3 مبحث الإسراء والمعراج . ( * )
- ص 39 -
على طريقته الخاصة ، فإن البعض الآخر منها لا مجال للنقاش فيه ، حتى بناء على هذه الطريقة أيضا . وأما ما يزعم من أن هذه الرواية لا تصح ، لأن الزهراء قد ولدت قبل البعثة بخمس سنوات ، فهو مصادرة على المطلوب ، إذ أن هذه الروايات التي نحن بصدد الحديث عنها - وقد رويت بطرق مختلفة - أقوى شاهد على عدم صحة ذلك الزعم .
3 - قد روى النسائي : أنه لما خطب أبو بكر وعمر فاطمة ( ع ) ردهما النبي ( ص ) متعللا بصغر سنها ( 1 ) . فلو صح قولهم : إنها ولدت قبل البعثة بخمس سنوات ، فإن عمرها حينما خطباها بعد الهجرة - كما هو مجمع عليه عند المؤرخين - يكون حوالي ثمانية عشر أو تسعة عشر سنة ، فلا يقال لمن هي في مثل هذا السن : إنها صغيرة .
4 - قد روي : أن نساء قريش هجرن خديجة رحمها الله ، فلما حملت بفاطمة كانت تحدثها من بطنها وتصبرها ( 2 )
وقد يستبعد البعض حمل خديجة بفاطمة ( ع ) بعد البعثة بخمس سنوات ، لأن عمر خديجة ( رض ) حينئذ كان لا يسمح بذلك .
ولكنه استبعاد في غير محله ، إذ قد حققنا في كتاب الصحيح من سيرة النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسم ) أن عمرها كان
( 1 ) راجع : خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ص 228 بتحقيق المحمودي ، والمناقب لابن شهرآشوب : ج 3 ص 393 ( ط دار الأضواء ) وتذكرة الخواص : ص 306 و 307 ، وضياء العالمين : ج 2 ق 3 ص 46 " مخطوط " .
( 2 ) البحار : ج 43 ص 2 . ( * )
- ص 40 -
حينئذ حوالي خمسين سنة ، بل أقل من ذلك أيضا ، على ما هو الأقوى ، وإن اشتهر خلاف ذلك .
واحتمال أن يكون ذلك - أي ولادتها بعد سن اليأس - قد جاء على سبيل الكرامة لخديجة والرسول الله ( ص ) على غرار قوله تعالى : " أألد وأنا عجوز " . غير وارد هنا ، إذ لو كان الأمر كذلك لكان قد شاع وذاع ، مع أننا لا نجد أية إشارة تدل على ذلك .
5 - ويدل على ذلك أيضا الأحاديث الكثيرة التي ذكرت سبب تسميتها بفاطمة ، وبغير ذلك من أسماء ، حيث تشير وتدل على أن هذه التسمية قد جاءت من السماء بأمر من الله عز وجل . وهي روايات كثيرة موجودة في مختلف المصادر ، فلتراجع ثمة ( 1 ) .
( 1 ) راجع : ينابيع المودة وكنز العمال : ج 6 ص 219 والمناقب لابن المغازلي : ص 221 و 229 وراجع كتاب ضياء العالمين " مخطوط " : ج 4 ص 6 / 9 ففيه بسط وتتبع ، والبحار : ج 43 ص 13 وفي هامشه عن علل الشرائع : ج 1 ص 178 وراجع : ذخائر العقبى : ص 26 وميزان الاعتدال : ج 2 ص 400 و ج 3 ص 439 ولسان الميزان : ج 3 ص 267 وطوالع الأنوار : ص 112 / 113 ط سنة 1395 ه تبريز ايران ، ومعرفة ما يجب لآل البيت النبوي ، لأحمد بن علي المقريزي : ص 51 ط دار الإعتصام بيروت سنة 1392 ، والبتول الطاهرة لأحمد فهمي : ص 11 / 15 . ( * )
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
يسلموووو على هالطرح الرائع...
ويعطيك العافيه...
ودي واحترامي...
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________