عنوان الموضوع : وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم






وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ - 2

كان - صلى الله عليه وسلم- يغض الطرف فلا يتبع نظره الأشياء، وكان جل نظره الملاحظة فلا يحملق إذا نظر، ونظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، إذا مشى مع أصحابه يسوقهم أمامه فلا يتقدمهم، ويبدأ من لقيه بالسلام، وكان-صلى الله عليه وسلم-لا تُغضبه الدنيا وما كان لها، فإذا تعرض للحق لم يعرفه أحد، ولم يقيم لغضبه شيء حتى ينتصر له، ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها، وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض طرفه، جُلُّ ضحكه التبسم، ويفتر عن مثل حب الغمام، وإذا تكلم تكلم ثلاثاً، وإذا سلم سلم ثلاثاً، إذا استأذن استأذن ثلاثاً، وذلك ليُعقل عنه، ويُفهم مراده من كلامه نظراً إلى ما وجبعليه من البلاغ، وكان يشارك أصحابه في مباح أحاديثهم، فإذا ذكروا الدنيا ذكرها معهم، وإذا ذكروا الآخرة ذكرها معهم، وإذا ذكروا طعاماً أو شراباً ذكره معهم، وكان لا يعيب طعاماً يُقدَّم إليه أبداً, وإنما إذا أعجبه أكل منه، وإن لم يعجبه تركه). انتهى بتصرف يسير. هذا الحبيب يا محب ص 523-524).
وكان الحلم والاحتمال، والعفو عند المقدرة، والصبر على المكاره، صفاتٌ أدّبه الله بها، وكل حليم قد عُرفت منه زلة، وحُفظت عنه هَفْوَة، ولكنه - صلى الله عليه وسلم- لم يزد مع كثرة الأذى إلا صبراً، وعلى إسراف الجاهل إلا حلماً، وقالت عائشة‏:‏ (ما خُيِّر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد الناس عنه، وما انتقم لنفسه إلا أن تُنتهك حرمة الله فينتقم لله بها‏). البخاري - الفتح- كتاب المناقب باب صفة النبي -صلى الله عليه وسلم- (6/654) رقم (3560). وكان أبعد الناس غضباً، وأسرعهم رضاً‏.‏
وكان من صفة الجود والكرم على مالا يُقادر قدره، كان يعطي عطاء من لا يخاف الفقر، قال ابن عباس‏:‏ (كان النبي-صلى الله عليه وسلم-أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فالرسول الله - صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الريح المرسلة).البخاري - الفتح- كتاب المناقب باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم (6/653) رقم (3554).‏ وقال جابر‏:‏ (ما سئل شيئاً قط فقال‏:‏ لا)‏. البخاري - الفتح- كتاب الأدب باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل (10/470) رقم (6034).
وكان من الشجاعة والنجدة والبأس بالمكان الذي لا يُجهل، كان أشجع الناس، حضر المواقف الصعبة، وفر عنه الكُماة والأبطال غير مرة، وهو ثابت لا يبرح، ومقبل لا يدبر، ولا يتزحزح، وما شجاع إلا وقد أُحصيت له فَرَّة، وحُفظت عنه جولة سواه، قال علي‏:‏ "كنا إذا حمي البأس واحمرت الحَدَقُ، اتقينا برسول الله -صلى الله عليه وسلم-فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه"‏.‏ قال أنس‏:‏"فزع أهل المدينة ذات ليلة، فانطلق ناس قِبَلَ الصوت، فتلقاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- راجعاً، وقد سبقهم إلى الصوت، وهو على فرس لأبي طلحة عُرْي، في عنقه السيف، وهو يقول‏:‏ ‏(‏لم تُرَاعوا، لم تُرَاعوا‏)‏‏. البخاري - الفتح- كتاب الجهاد والسير باب إذا فزعوا بالليل (6/189) رقم (3040), ومسلم كتاب الفضائل- باب شجاعته عليه السلام وتقدمه في الحرب- (4/1802)- رقم (2307).


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


العذر منك
الموضوع مكرر

.....إنك لعلى خلق عظيم.....



__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________