الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
حسبنا الله ونعم الوكيل
،،
كلمة عظيمة تحوي عظيم المعاني وروعة المضمون وذات تأثير قوي فهي تعني توكيل كل الحول والقوة له سبحانه من الموكل في هذا الأمر المعني .. هذه الكلمة قيلت من قبل الأنبياء ..
حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام حين ألقي في النار ..
{قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ *يَا نَار كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيم} سورة الأنبياء 20-21
حسبنا الله ونعم الوكيل قالها موسى كليم الله عليه الصلاة والسلام حين قال أصحاب موسى إنا لمدركون فانفلق له البحر نصفين ..
{فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ *قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} سورة الشعراء 25-26
حسبنا الله ونعم الوكيل قالها خاتم الأنبياء والمرسلين رسول الله حين قال له الناس :
{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} سورة آل عمران 173 هؤلاء هم الأنبياء صفوة الله لم يلجئوا إلا لله في أمورهم وترديد هذه الكلمة !!.
قال القرطبي في تفسيره : قوله تعالى : (وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)سورة آل عمران 173 ، أي : كافينا الله . وحَسْب مأخوذ مِن الإحساب ، وهو الكفاية . اهـ . فالذي يقول : حسبنا الله ، يقول : إن الله كافينا . ويجب أن يعتقد معنى هذه الكلمة ، فيعتقد أن الله كَافِيه كل ما أهمّه . وقول : نِعْم الوكيل ، أي : نِعْم الْحَفِيظ . ومعنى الكلمة : إن الله كافِينا ونِعْم الْحَفيظ .
ما معنى حسبى الله ونعم الوكيل
معنى حسبي الله: أي يكفيني الله تعالى عن غيره في الرزق, والنصر, والعون, واللطف, والرحمة, والوقاية ... وغير ذلك. والوكيل: هو من يوكله الإنسان ليقضي له أمراً, وكلما كان الوكيل قوياً, أميناً, فطناً, حكيماً, كان قضاء الأمر أفضل وأكمل, ولذلك يختار الناس المحامين الأقوياء, والأمناء لتوكيلهم في قضياهم. ومعنى نعم
الْحَسْب : هو الكافي . قال القرطبي في تفسيره :
قوله تعالى : (وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)سورة آل عمران 173 ،
أي : كافينا الله . وحَسْب مأخوذ مِن الإحساب ، وهو الكفاية . اهـ . فالذي يقول : حسبنا الله ، يقول : إن الله كافينا . ويجب أن يعتقد معنى هذه الكلمة ، فيعتقد أن الله كَافِيه كل ما أهمّه . وقول : نِعْم الوكيل ، أي : نِعْم الْحَفِيظ . ومعنى الكلمة : إن الله كافِينا ونِعْم الْحَفيظ . وهي تُقال عند خوف أمْر ، أو عند وُقوع ظُلْم ، فإن الْمُسْلِم يُسْلِم أمْره إلى الله ويُفوِّض أمْرَه إليه .
قال ابْن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما : ( حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ )
قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلام حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالُوا :
( إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) . رواه البخاري . فَمَن فَعَل ذلك كَفَاه الله . قال القرطبي : قال علماؤنا : لَمَّا فَوَّضَوا أمُورهم إليه واعْتَمَدُوا بِقُلُوبِهم عليه أعطاهم مِن الجزاء أربعة مَعَانٍ : النعمة ، والفضل ، وصرف السوء ، واتِّباع الرضا ، فَرَضَّاهم عنه ورِضِي عنهم . وتأمّل في حال إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام لَمَّا أراد به قومه السوء ، فعزموا على إحراقه ، فقال تلك الكلمة لَمَّا بَقي وحيدا فريدا في ذلك الموقف .
قال تعالى : (قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آَلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (68) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ (69) وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ (70) وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلاًّ جَعَلْنَا صَالِحِينَ) سورة الأنبياء . وقال عزّ وَجَلّ : (قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَسْفَلِينَ) سورة الصافات .
تأمّل كيف كَفَاه الله حَـرّ النار ، وصَرَف عنه شَـرّ ألأشرار ، وجَعَل كيد الكائدين في تَبَاب وخَسَار .
لا اله انت سبحانك اني كنت من الظالمين
وحسبنا الله ونعم الوكيل
ولاحول ولا قوة الا بالله العلي الظيم من قبل وبعد ..
والله تعالى أعلم.