عنوان الموضوع : استوقفتنى .. آيــة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
استوقفتنى .. آيــة
استوقفتنى .. آيــة
بسم الله الرحمن الرحيم
(الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً والله واسع عليم )
إن الشيطان له أساليب وطرق في إغواء بني آدم، مستغلاً تلك الغرائز
التي جُبِل الإنسان عليها ليصل إلى هدفه في إضلال البشر، وإخراجهم عن الطريق المستقيم.
ومن الغرائز التي جُبـِل عليها بنو البشر، خوف الإنسان مما يؤذيه أو مما يتوقع أن يضره،
ومن مقتضى هذا الخوف الفرارُ منه، وإحجامه عن فعل ما يظنه مؤدياً إلى إيذائه
أو الإضرار به، ولذا يستغل الشيطان هذه الغريزة، وينفذ منها إلى قلب المسلم؛
فيوسوس له بوساوس الخوف حتى يصرفه عن الطاعات والقربات
التي فيها فلاحه ونجاحه في الدنيا والآخرة، فمن مكائد الشيطان العظيمة
بالمسلم والتي تزايدت في هذا الزمان خصوصاً:
- تخويف المؤمنين بالفقر والحاجة؛ قال -تعالى-:
(الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)
(البقرة:268)، والمعنى أن الشيطان يخوفكم بالفقر ليمنعكم من الإنفاق في مرضاة الله،
وهو مع ذلك يأمركم بالمعاصي والإنفاق فيها، أو يخوفكم الفقر ليمنعكم من بذل الوقت
والجهد في سبيل الله؛ لأن هذا سوف يصرفكم عن طلب الأرزاق والمعايش
وتحقيق المستوى المادي المطلوب في الحياة.
فالواقع المشاهد من كثير من المسلمين أنهم ينصرفون عن طلب العلم والدعوة إلى الله
والسعي في حاجات المسلمين، بل عن كثير من أوجه الخير بسبب الخوف
من فوات الرزق في الحقيقة، وهذا من كيد الشيطان للإنسان ووسوسته له،
فقد ملئ القلب خوفاً من الفقر فامتنع العبد عن الإنفاق في سبيل الله،
والعمل بطاعة الله مع أن الله -تبارك وتعالى- يقول في الحديث القدسي:
(يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ قلبك غنى وأملأ يدك رزقا يا ابن آدم
لا تباعد مني أملأ قلبك فقرا وأملأ يدك شغلا) رواه الحاكم، وصححه الألباني.
يا له من حديث، ويا لها من معاني جليلة ينبغي للمسلم أن يستحضرها في حياته
(أملأ قلبك فقرا وأملأ يدك شغلا) فالعبد مشغول بطلب الرزق و طلب المال،
أو أنه شغل به والقلب ملئ بالفقر فلا يمكن أن تنتهي حاجاته، ولا رغباته؛
وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
(لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب) متفق عليه
طالما أنك مشغول بجمعه، ففي الحقيقة أنت تتباعد عن الله -تبارك وتعالى-،
وهذا يسمح للشيطان أن يركب مركب الغريزة الجبلية في الإنسان،
وهي كما ذكرنا حب المال والرغبة في الإكثار منه، قال -تعالى-:
(زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ
وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ)
(آل عمرن:14)،
منها القناطير المقنطرة من الذهب والفضة، والقنطار مال كثير يتوثق الإنسان به
في دفع أصناف النوائب، والمقنطرة للتأكيد كألفٍ مؤلفة، وبناء على حب الإنسان
للقناطير المقنطرة من الذهب والفضة فإن الشيطان يأمره عند ضعف إيمانه برذيلة البخل.
فهذه المعاني تقوى في النفس عند ضعف الإيمان بالله -تبارك وتعالى- واليوم الآخر،
فإذا ضعف الإيمان قويت هذه الغريزة في الإنسان، وانفتحت ثغرة في نفسه ينفذ منها
الشيطان بوسوسته، وإيمائه له بأن الإنفاق لو كان في مرضاة الله طريق إلى استهلاك
المال وضياعه؛ وبالتالي الفقر الذي يفقد معه القدرة على تحقيق رغباته وشهواته،
وهكذا يقع الإنسان في شباك الشيطان وخداعه، فلا ينفق من ماله حيث يجب عليه
الإنفاق، فيكون طائعاً للشيطان عاصياً للرحمن.
أو أنه يظل مستهلكاً في جمع المال طيلة وقته، فلا وقت عنده بعد ذلك ينفقه
في وجوه الخير، والبذل في سبيل الله، ولذا وجب على المؤمن أن يستحضر أنه متى
انشغل بطاعة الله وبذل وقته في الدعوة إلى الله، فإن الله الواسع العليم يملأ يده
رزقاً طيباً مباركاً فيه، ويملأ قلبه رضى، فإن الغنى في الحقيقة ليس من كثرة العرض،
ولكن الغنى غنى النفس، فيجد نفسه مستغنياً بالله عن الناس، وعن الدنيا وزينتها
وزخارفها، ولا يجد في نفسه تطلعا إلى متاعها الفاني وزخارفها الزائلة .
والله المستعان
م|ن
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
مكــرر يالغلا
الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ
بارك الله تعالى لك .. وبانتظار مشاركاتك القيمة
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________