عنوان الموضوع : العابد والمجنون
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

العابد والمجنون






اللهم صلي وسلم وبارك على نبيك محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم




حوار شيّق



مر مجنون على عابد يناجي ربه وهو يبكي والدموع منهمرة على خديه وهو يقول:


ربي لا تدخلني النار فارحمني وأرفق بي .
يا رحيم يا رحمان لا تعذبني بالنار .
إني ضعيف فلا قوة لي على تحمل النار فارحمني .
وجلدي رقيق لا يستطيع تحمل حرارة النار فارحمني .
وعظمي دقيق لا يقوى على شدة النار فارحمني .


ضحك المجنون بصوت مرتفع فالتفت إليه العابد قائلاً :
ماذا يضحكك أيها المجنون ؟؟

قال كلامك أضحكني .

وماذا يضحكك فيه ؟

لأنك تبكي خوفا من النار .

قال وأنت ألا تخاف من النار ؟؟

قال المجنون : لا. لا أخاف من النار .

ضحك العابد وقال صحيح أنك مجنون .

قال المجنون : كيف تخاف من النار أيها العابد وعندك رب رحيم رحمته وسعت كل شيء ؟

قال العابد : إن علي ذنوبا لو يؤاخذني الله بعدله لأدخلني النار وإني ابكي كي يرحمني ويغفر لي ولا يحاسبني بعدله بل بفضله ولطفه ورحمته حتى لا أدخل النار ؟؟

هنالك ضحك المجنون بصوت أعلى من المرة السابقة .

انزعج العابد وقال ما يضحكك ؟؟

قال أيها العابد عندك رب عادل لا يجور وتخاف عدله ؟
عندك رب غفور رحيم تواب وتخاف ناره ؟؟

قال العابد ألا تخاف من الله أيها المجنون؟

قال المجنون بلى , إني أخاف الله ولكن خوفي ليس من ناره ..

تعجب العابد وقال إذا لم يكن من ناره فمما خوفك ؟؟

قال المجنون إني أخاف من مواجهة ربي وسؤاله لي :

لماذا يا عبدي عصيتني ؟؟
فإن كنت من أهل النار فأتمنى أن يدخلني النار من غير أن يسألني فعذاب النار أهون عندي من سؤاله سبحانه .
فأنا لا أستطيع أن أنظر إليه بعين خائنه وأجيبه بلسان كاذب ..
إن كان دخولي النار يرضي حبيبي فلا بأس .

تعجب العابد واخذ يفكر في كلام هذا المجنون .

قال المجنون : أيها العابد سأقول لك سر فلا تذيعه لأحد .

ما هو هذا السر أيها المجنون العاقل ؟

أيها العابد إن ربي لن يدخلني النار أتدري لماذا ؟؟

لماذا يا مجنون ؟

لأني عبدته حباً وشوقاً وأنت يا عابد عبدته خوفا وطمعاً ..

وظني به أفضل من ظنك ورجاءي منه أفضل من رجاءك فكن أيها العابد لما لا ترجو أفضل مما ترجو

فموسى عليه السلام ذهب لإحضار جذوة من النار ليتدفىء بها فرجع بالنبوة ..

وأنا ذهبت لأرى جمال ربي فرجعت مجنونا ً


ذهب المجنون يضحك والعابد يبكي ...... ويقول لا اصدق أن هذا مجنون فهذا أعقل العقلاء وأنا المجنون الحقيقي فسوف اكتب كلامه بالدموووووووع ..

قال أمير المؤمنين (رضي الله عنه): كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو!.. فإن موسى بن عمران خرج يقتبس لأهله نارا، فكلّمه الله تعالى فرجع نبيّا.. وخرجت ملكة سبأ كافرة، فأسلمت مع سليمان.. وخرج سحرة فرعون يطلبون العزة لفرعون، فرجعوا مؤمنين..


إلهي كيف أنساك ولم تزل ذاكري ؟؟

وكيف ألهو عنك وأنت مراقبي ؟؟؟


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت , هذا مِن فقه مجانين الصوفية !
وهذا كله غير صحيح ؛ لأنه يجب على المسلم أن يعبد الله حُبًّا وخوفا ورجاءا .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : قَالَ بَعْضُهُمْ : مَنْ عَبَدَ اللَّهَ بِالْحُبِّ وَحْدَهُ فَهُوَ زِنْدِيقٌ ، وَمَنْ عَبَدَ اللَّهَ بِالْخَوْفِ وَحْدَهُ فَهُوَ حروري ، وَمَنْ عَبْدَهُ بِالرَّجَاءِ وَحْدَهُ فَهُوَ مُرْجِئٌ ، وَمَنْ عَبَدَهُ بِالْحُبِّ وَالْخَوْفِ وَالرَّجَاءِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ مُوَحِّدٌ . وَذَلِكَ لأَنَّ الْحُبَّ الْمُجَرَّدَ تَنْبَسِطُ النُّفُوسُ فِيهِ حَتَّى تَتَوَسَّعَ فِي أَهْوَائِهَا إذَا لَمْ يَزَعْهَا وَازِعُ الْخَشْيَةِ لِلَّهِ ... وَيُوجَدُ فِي مُدَّعِي الْمَحَبَّةِ مِنْ مُخَالَفَةِ الشَّرِيعَةِ مَا لا يُوجَدُ فِي أَهْلِ الْخَشْيَةِ . وقال : وَكَرِهَ مَنْ كَرِهَ مِنْ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ وَالْعِلْمِ مُجَالَسَةَ أَقْوَامٍ يُكْثِرُونَ الْكَلامَ فِي الْمَحَبَّةِ بِلا خَشْيَة . اهـ . وعلى المؤمن أن يخاف مِن النار ، فقد خاف منها الأنبياء والصالحون ، ووجِلَتْ قلوبهم مِنها .
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما رأيت مثل النار نام هارِبها ، ولا مثل الجنة نام طالبها . رواه الترمذي ، وحسنه الألباني .


عبد الرحمن السحيم


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________