عنوان الموضوع : حديث عائشة -رضي الله عنها
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

حديث عائشة -رضي الله عنها






حديث عائشة -رضي الله عنها- هذا، نعم «كنت أفرك المني من ثوب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيصلي فيه» رواه مسلم، وفي الصحيحين: أنها «كَانَتْ تَغْسِلُ الْمَنِيَّ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيَخْرُجُ وِإِنَّ بُقَعَ الْمَاءِ فِيهِ»(2)، هنا في رواية مسلم: «كنت أفرك» ذكرها لأنها قالت: «كنت أفرك» جاء في الرواية الأخرى عند مسلم: «كُنْتُ أَفْرُكُهُ يَابِسًا»(3)، وأيضا: «أَحُكُّهُ يَابِسًا بِظُفْرِي»(4)، وهذا يبين أنه تارة يكون رطبًا، وتارة يكون يابسًا، فإن كان رطبًا؛ غُسل، وإن كان يابسًا يحت أولا، فإن غسل فهو أفضل، وإلا؛ فيكفي.

جاء عند أحمد بإسناد لا بأس به، أنه -عليه الصلاة والسلام- أنه إذا كان رطبًا يزيله بإِذْخِرَة(5)، وهو نبت طيب الرائحة، بإذخرة أعواده صغيرة وضعيفة، كان يزيله بإذخرة -عليه الصلاة والسلام-، وإن كان يابسًا؛ حكه بيده أو بظفره.

ولا شك أنه إذا أزاله بإذخرة رطبة لا يزول، إنما يزول الجرم، ويبقى الأثر، وهذا دليل على أن المنيّ طاهر، وهو الصحيح من جهات عدة: أولا: أنها قالت «كنت أفركه»، وفي لفظ: «أحكه يابسًا بظفري» ولم تذكر أنها تغسله، فتارة تغسله وتارة تفركه، تارة تفركه وتارة تغسله، وتقدم في رواية أخرى عند أحمد أنه -عليه الصلاة والسلام- كان يزيله بإذخرة، وهذا القول هو الصحيح.

وذهب بعض العلماء إلى نجاسته، قالوا إنه نجس، لكنه قول مرجوح، والأدلة تدل على خلافه، وأنه طاهر.

ومن الأدلة على طهارته عموم البلوى به، ولو كان نجسًا؛ لجاءت النصوص الواضحة البينة، ثم لو قلنا نجس ما الدليل على نجاسته؟ فالأصل طهارة الأعيان، فلا نقول: إن هذا نجس إلا بدليل، يعني لو لم يكن عندنا أدلة في المسألة؛ لكان سكوت الشارع دليلا على طهارته، وفي قوله في حديث سلمان(6) وفي حديث أبي ثعلبة الخشني(7) : «وَمَا سَكَتَ عَنْهُ؛ فَهُوَ عَفْوٌ»(8)، وفي حديث سعد بن أبي وقاص(9) في الصحيحين: أنه -عليه الصلاة والسلام- قال: «أَعْظَمُ الْمُسْلِمِينَ جُرْمًا فِي الإِسْلاَمِ مَنْ سَأَلَ عَنْ شَيْءٍ لَمْ يُحَرَّمْ، فَحُرِّمَ مِنْ أَجْلِ مَسْأَلَتِهِ»(10)، فما دام هذا سكت عنه الشارع، ولم يقل فيه شيء؛ فهو عفوٌ، ولا نتكلف، والشارع أرحم بنا من أنفسنا، ولا نحتاج أن نَستدرك، ونقول كذا أو لعله كذا.

والله -سبحانه وتعالى- قد بين، وجاءت النصوص واضحةً والهدى البين الواضح في الشريعة، ولم يأتنا أنه نجس أو من النجاسة، على هذه القاعدة تؤيد هذا الأصل، تشهد له، يكاد يقطع به، وقد ذكر ابن القيم(11) -رحمه الله- في بعض مباحثه في بدائع الفوائد مُناظرة بين اثنين وأطال البحث فيها، وذكر -رحمه الله- أدلة المختلفين، ومنها أن اثنين كانا يختصمان أحدهما يقول بطهارة المني والآخر يقول بنجاسته، وكل يستدل، فمر بهما إنسان: علام تختلفان؟! قال الذي يقول بطهارته: إني أريد أثبت له أنه طاهر، ويأبى إلا أن يقول: إن أصله نجس، يعني المني، وذلك ما تقدم أن الأصل الطهارة، وهذا هو الصواب في هذه المسألة.

وفيه: دلالة على أن عائشة -رضي الله عنها- لها عناية، وكانت تعتني به -عليه الصلاة والسلام- وأن المرأة أيضًا عنايتها بزوجها من جهة ما يخصه في هذه الأمور، لكن مع ذلك -عليه الصلاة والسلام- ربما عانى ذلك بنفسه، كما تقدم في رواية أحمد(12). وكن -رضي الله عنهن- يبادرن ذلك، يردن الخير، التبرك بملامسة ما لامس بدنه، -عليه الصلاة والسلام-.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


مشكووورة عالمجهود يالطيبة ماقصرتي
الله يجزاكي خير.


__________________________________________________ __________

جزاكي الله خيرا ومشكوره علئ جهودك


سوسو1978


__________________________________________________ __________

جزاك الله خيير حبيبتي


__________________________________________________ __________

ان شاء الله في ميزان حسناتك


__________________________________________________ __________