عنوان الموضوع : القصاص والعدل في زمن فاروق الأمة عمر رضي الله عنه
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

القصاص والعدل في زمن فاروق الأمة عمر رضي الله عنه






الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الهادي المصطفى وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه وبآثاره أقتفى .

أما بعد .

اخياتي فالله هذه القصة حصلت في زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ذكرها اهل السير وقد تأثرت بها وودتُ أخياتي منكن ان تقرءوها ففيها العظات والعبر فأين نحنُ من هذا العصر الأنور الأزهر .




أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن
الخطاب رضي الله عنه وكان في
المجلس وهما يقودان رجلاً من
البادية فأوقفوه أمامه
‏قال عمر: ما هذا
‏قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا قتل أبانا

‏قال: أقتلت أباهم ؟
‏قال: نعم قتلته ..!
‏قال : وكيف قتلتَه ؟
‏قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته
، فلم ينزجر، فأرسلت عليه ‏حجراً
، وقع على رأسه فمات ...
‏قال عمر : القصاص ... الإعدام
‏.." قرار لم يكتب ... وحكم سديد لا
يحتاج مناقشة "، لم يسأل عمر عن
أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة
شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟
‏ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا
يهمّ عمر - رضي الله عنه - لأنه لا
‏يحابي ‏أحداً في دين الله ، ولا
يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ،
ولو كان ‏القاتل ‏إبنه ، لاقتص منه ...

‏قال الرجل : يا أمير
المؤمنين : أسألك بالذي قامت به
السماوات والأرض ‏أن تتركني ليلة
، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في
البادية ، فأُخبِرَهم ‏بأنك
‏سوف تقتلني ..، ثم أعود إليك ،
والله ليس لهم عائل إلا الله ثم أنا

قال عمر : من يكفلك
أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود إليَّ ؟

‏فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا
يعرفون إسمه ، ولا خيمته ، ولا
داره ‏ولا قبيلته ولا منزله ،
فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليست
على عشرة دنانير، ولا على ‏أرض ،
ولا على ناقة ، إنها كفالة على
الرقبة أن تُقطع بالسيف ..!
‏ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع
الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ ومن ‏يمكن
أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت
الصحابة ، وعمر مُتأثّر ، لأنه
‏وقع في حَيرة ، هل يُقدم فيقتل
هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً
هناك ..! أو يتركه فيذهب بلا كفالة ،
فيضيع دم المقتول ، سكت الناس ، ونكّس عمر رأسه
‏ ، والتفت إلى الشابين : أتعفوان عنه ؟
‏قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد
أن يُقتل يا أمير المؤمنين ...
‏قال عمر : من يكفُل هذا أيها الناس ؟!

‏فقام أبو ذرّ الغفاريّ بشيبته
وزُهده ، وصدقه ، وقال:
‏يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله ..
‏قال عمر : هو قَتْل ، قال : ولو كان قاتلا ..!

‏قال : أتعرفه ؟
‏قال : ما أعرفه ، قال : كيف تكفله ؟
‏قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ،
فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن شاء‏الله
‏قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه
لو تأخر بعد ثلاث أني تاركك ..!
‏قال : الله المستعان يا أمير المؤمنين ...
‏فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث
ليال ٍ، يُهيّئ فيها نفسه ، ويُودّع
‏أطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم
بعده ، ثم يأتي ليقتص منه لأنه قتل ...
‏وبعد ثلاث ليالٍ لم ينسَ عمر
الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ،
وفي العصر‏نادى ‏في المدينة :
الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ،
واجتمع الناس ، وأتى أبو ‏ذرّ
‏وجلس أمام عمر ، قال عمر: أين الرجل ؟
قال : ما أدري يا أمير المؤمنين ..!
‏وتلفَّت أبو ذرّ إلى الشمس ،
وكأنها تمر سريعة على غير عادتها
، وسكت‏الصحابة أجمعين
وعليهم من التأثّر مالا يعلمه إلا الله ..
‏صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر
، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد
‏لكن هذه شريعة .. هذا منهج ..
هذه أحكام ربّانية ..! لا يلعب
بها ‏اللاعبون .. ‏ولا تدخل في
الأدراج لتُناقش صلاحيتها .. ولا
تنفّذ في ظروف دون ظروف .. ‏ولا على أُناس
دون أُناس ..! ولا في مكان دون مكان ..!
‏وقبل الغروب بلحظات ، وإذا
بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ،وكبّر المسلمون ‏معه
‏فقال عمر : أيها الرجل أما لو أنك
بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك ‏وما عرفنا مكانك ..!
‏قال: يا أمير المؤمنين ، والله
ما عليَّ منك ، ولكن عليَّ من
الذي يعلم السرَّ وأخفى ..! ها أنا
يا أمير المؤمنين ، تركتُ أطفالي
كفراخ‏ الطير .. لا ماء ولا شجر في
البادية ،وجئتُ لأُقتل ..!
خَشيت أن يُقال لقد ذهب الوفاء
بالعهد من الناس
فسأل عمر بن الخطاب أبو ذرّ لماذا ضمنته ..؟
فقال أبو ذرّ: خَشيت أن يُقال لقد ذهب الخير من الناس
‏فوقف عمر وقال للشابين : ماذا تَريان ؟

‏قالا وهما يبكيان : عفَونا عنه
يا أمير المؤمنين لصدقه ..
وقالوا نخشى أن يُقال لقد ذهب
العفو من الناس ..!
‏قال عمر : الله أكبر ، ودموعه تسيل على لحيته ...
‏جزاكما الله خيراً أيها الشابان
على عفوكما ،
وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ
‏يوم أن فرّجت عن هذا الرجل كُربته
، وجزاك الله خيراً أيها الرجل
‏لصدقك ووفائك ...
جزاك الله خيراً يا أمير
المؤمنين لعدلك و رحمتك ..
‏قال أحد المحدّثين :
والذي نفسي بيده ، لقد دُفِنت
سعادة الإيمان ‏والإسلام
في أكفان عمر ..!


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


والذي نفسي بيده ، لقد دُفِنت
سعادة الإيمان ‏والإسلام
في أكفان عمر ..!
تقبلي مروري


__________________________________________________ __________

جزاك الله على خير على مرورك


__________________________________________________ __________

شكرااااا ع الموضوع


__________________________________________________ __________

جزاكِ الله خير على مروركِ


__________________________________________________ __________

وانا اقول جزاكي الله الجنة على هذا النقل المبارك لانه يجمع صفات حميدة قلت في هذا الزمان