عنوان الموضوع : قصة رائعة أتحدى اللي تقرأها ما تبكي ..
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
قصة رائعة أتحدى اللي تقرأها ما تبكي ..
> > هذه ثالث مرة أقرأها ولا أستطيع أن أتمالك نفسي بالبكاء
> >
> > القصة جميلة جدا و مؤثرة أقراها بتمعن
> > أقرأوها وتمعنوا فيها... أثابكم الله وقد ذكرها الشيخ خالد
> >الراشد
> >كثيرا... ويُقال انها قصته الشخصية:
> >
> > لم أكن جاوزت الثلاثين حين أنجبت زوجتي أوّل أبنائي.. ما زلت
> >أذكر
> >تلك الليلة .. بقيت إلى آخر الليل مع الشّلة في إحدى الاستراحات.. كانت سهرة
> >مليئة بالكلام الفارغ.. بل بالغيبة والتعليقات المحرمة... كنت أنا الذي أتولى
> >في الغالب إضحاكهم.. وغيبة الناس.. وهم يضحكون.
> > أذكر ليلتها أنّي أضحكتهم كثيراً.. كنت أمتلك موهبة عجيبة في
> >التقليد.. بإمكاني تغيير نبرة صوتي حتى تصبح قريبة من الشخص الذي أسخر منه..
> >أجل كنت أسخر من هذا وذاك.. لم يسلم أحد منّي أحد حتى أصحابي.. صار بعض الناس
> >يتجنّبني كي يسلم من لساني.
> > أذكر أني تلك الليلة سخرت من أعمى رأيته يتسوّل في السّوق...
> >والأدهى أنّي وضعت قدمي أمامه فتعثّر وسقط يتلفت برأسه لا يدري ما يقول..
> >وانطلقت ضحكتي تدوي في السّوق..
> > عدت إلى بيتي متأخراً كالعادة.. وجدت زوجتي في انتظاري.. كانت في
> >حالة يرثى لها.. قالت بصوت متهدج: راشد.. أين كنتَ ؟
> > قلت ساخراً: في المريخ.. عند أصحابي بالطبع ..
> > كان الإعياء ظاهراً عليها.. قالت والعبرة تخنقها: راشد… أنا تعبة
> >جداً .. الظاهر أن موعد ولادتي صار وشيكا ...
> > سقطت دمعة صامته على خدها.. أحسست أنّي أهملت زوجتي.. كان
> >المفروض
> >أن أهتم بها وأقلّل من سهراتي.. خاصة أنّها في شهرها التاسع ..
> > حملتها إلى المستشفى بسرعة.. دخلت غرفة الولادة.. جعلت تقاسي
> >الآلام ساعات طوال.. كنت أنتظر ولادتها بفارغ الصبر.. تعسرت ولادتها.. فانتظرت
> >طويلاً حتى تعبت.. فذهبت إلى البيت وتركت رقم هاتفي عندهم ليبشروني.
> > بعد ساعة.. اتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدوم سالم ذهبت إلى المستشفى
> >فوراً.. أول ما رأوني أسأل عن غرفتها.. طلبوا منّي مراجعة الطبيبة التي أشرفت
> >على ولادة زوجتي.
> > صرختُ بهم: أيُّ طبيبة ؟! المهم أن أرى ابني سالم.
> > قالوا، أولاً راجع الطبيبة ..
> > دخلت على الطبيبة.. كلمتني عن المصائب ... والرضى بالأقدار .. ثم
> >قالت: ولدك به تشوه شديد في عينيه ويبدوا أنه فاقد البصر !!
> > خفضت رأسي.. وأنا أدافع عبراتي.. تذكّرت ذاك المتسوّل الأعمى
> >الذي
> >دفعته في السوق وأضحكت عليه الناس.
> > سبحان الله كما تدين تدان ! بقيت واجماً قليلاً.. لا أدري ماذا
> >أقول.. ثم تذكرت زوجتي وولدي ...... فشكرت الطبيبة على لطفها ومضيت لأرى زوجتي
> >...
> > لم تحزن زوجتي.. كانت مؤمنة بقضاء الله.. راضية. طالما نصحتني أن
> >أكف عن الاستهزاء بالناس.. كانت تردد دائماً، لا تغتب الناس ..
> > خرجنا من المستشفى، وخرج سالم معنا. في الحقيقة، لم أكن أهتم به
> >كثيراً. اعتبرته غير موجود في المنزل. حين يشتد بكاؤه أهرب إلى الصالة لأنام
> >فيها. كانت زوجتي تهتم به كثيراً، وتحبّه كثيراً. أما أنا فلم أكن أكرهه، لكني
> >لم أستطع أن أحبّه !
> > كبر سالم.. بدأ يحبو.. كانت حبوته غريبة.. قارب عمره السنة فبدأ
> >يحاول المشي.. فاكتشفنا أنّه أعرج. أصبح ثقيلاً على نفسي أكثر. أنجبت زوجتي
> >بعده عمر وخالداً.
> > مرّت السنوات وكبر سالم، وكبر أخواه. كنت لا أحب الجلوس في
> >البيت.
> >دائماً مع أصحابي. في الحقيقة كنت كاللعبة في أيديهم ...
> > لم تيأس زوجتي من إصلاحي. كانت تدعو لي دائماً بالهداية. لم تغضب
> >من تصرّفاتي الطائشة، لكنها كانت تحزن كثيراً إذا رأت إهمالي لسالم واهتمامي
> >بباقي إخوته.
> > كبر سالم وكبُر معه همي. لم أمانع حين طلبت زوجتي تسجيله في أحدى
> >المدارس الخاصة بالمعاقين. لم أكن أحس بمرور السنوات. أيّامي سواء .. عمل ونوم
> >وطعام وسهر.
> > في يوم جمعة، استيقظت الساعة الحادية عشر ظهراً. ما يزال الوقت
> >مبكراً بالنسبة لي. كنت مدعواً إلى وليمة. لبست وتعطّرت وهممت بالخروج. مررت
> >بصالة المنزل فاستوقفني منظر سالم. كان يبكي بحرقة!
> > إنّها المرّة الأولى التي أنتبه فيها إلى سالم يبكي مذ كان
> >طفلاً.
> >عشر سنوات مضت، لم ألتفت إليه. حاولت أن أتجاهله فلم أحتمل. كنت أسمع صوته
> >ينادي أمه وأنا في الغرفة. التفت ....... ثم اقتربت منه. قلت: سالم! لماذا
> >تبكي؟!
> > حين سمع صوتي توقّف عن البكاء. فلما شعر بقربي، بدأ يتحسّس ما
> >حوله
> >بيديه الصغيرتين. ما بِه يا ترى؟! اكتشفت أنه يحاول الابتعاد عني!! وكأنه
> >يقول:
> >الآن أحسست بي. أين أنت منذ عشر سنوات ؟! تبعته ... كان قد دخل غرفته. رفض أن
> >يخبرني في البداية سبب بكائه. حاولت التلطف معه .. بدأ سالم يبين سبب بكائه،
> >وأنا أستمع إليه وأنتفض.
> > أتدري ما السبب!! تأخّر عليه أخوه عمر، الذي اعتاد أن يوصله إلى
> >المسجد. ولأنها صلاة جمعة، خاف ألاّ يجد مكاناً في الصف الأوّل. نادى عمر..
> >ونادى والدته.. ولكن لا مجيب.. فبكى.
> > أخذت أنظر إلى الدموع تتسرب من عينيه المكفوفتين. لم أستطع أن
> >أتحمل بقية كلامه. وضعت يدي على فمه وقلت: لذلك بكيت يا سالم !!..
> > قال: نعم ..
> > نسيت أصحابي، ونسيت الوليمة وقلت: سالم لا تحزن. هل تعلم من
> >سيذهب
> >بك اليوم إلى المسجد؟
> > قال: أكيد عمر .. لكنه يتأخر دائماً ..
> > قلت: لا .. بل أنا سأذهب بك ...
> > دهش سالم .. لم يصدّق. ظنّ أنّي أسخر منه. استعبر ثم بكى. مسحت
> >دموعه بيدي وأمسكت يده. أردت أن أوصله بالسيّارة. رفض قائلاً: المسجد قريب...
> >أريد أن أخطو إلى المسجد - إي والله قال لي ذلك.
> > لا أذكر متى كانت آخر مرّة دخلت فيها المسجد، لكنها المرّة
> >الأولى
> >التي أشعر فيها بالخوف والنّدم على ما فرّطته طوال السنوات الماضية. كان
> >المسجد
> >مليئاً بالمصلّين، إلاّ أنّي وجدت لسالم مكاناً في الصف الأوّل. استمعنا لخطبة
> >الجمعة معاً وصلى بجانبي... بل في الحقيقة أنا صليت بجانبه ...
> > بعد انتهاء الصلاة طلب منّي سالم مصحفاً. استغربت!! كيف سيقرأ
> >وهو
> >أعمى؟ كدت أن أتجاهل طلبه، لكني جاملته خوفاً من جرح مشاعره. ناولته المصحف
> >...
> >طلب منّي أن أفتح المصحف على سورة الكهف. أخذت أقلب الصفحات تارة وأنظر في
> >الفهرس تارة .. حتى وجدتها.
> > أخذ مني المصحف ثم وضعه أمامه وبدأ في قراءة السورة .......
> >وعيناه
> >مغمضتان ....... يا الله !! إنّه يحفظ سورة الكهف كاملة!!
> > خجلت من نفسي. أمسكت مصحفاً ....... أحسست برعشة في أوصالي...
> >قرأت
> >وقرأت.. دعوت الله أن يغفر لي ويهديني. لم أستطع الاحتمال ... فبدأت أبكي
> >كالأطفال. كان بعض الناس لا يزال في المسجد يصلي السنة ....... خجلت منهم
> >فحاولت أن أكتم بكائي. تحول البكاء إلى نشيج وشهيق ....
> > لم أشعر إلا ّ بيد صغيرة تتلمس وجهي ثم تمسح عنّي دموعي. إنه
> >سالم
> >!! ضممته إلى صدري... نظرت إليه. قلت في نفسي... لست أنت الأعمى بل أنا
> >الأعمى،
> >حين انسقت وراء فساق يجرونني إلى النار.
> > عدنا إلى المنزل. كانت زوجتي قلقة كثيراً على سالم، لكن قلقها
> >تحوّل إلى دموع حين علمت أنّي صلّيت الجمعة مع سالم ...
> > من ذلك اليوم لم تفتني صلاة جماعة في المسجد. هجرت رفقاء السوء
> >..
> >وأصبحت لي رفقة خيّرة عرفتها في المسجد. ذقت طعم الإيمان معهم. عرفت منهم
> >أشياء
> >ألهتني عنها الدنيا. لم أفوّت حلقة ذكر أو صلاة الوتر. ختمت القرآن عدّة مرّات
> >في شهر. رطّبت لساني بالذكر لعلّ الله يغفر لي غيبتي وسخريتي من النّاس. أحسست
> >أنّي أكثر قرباً من أسرتي. اختفت نظرات الخوف والشفقة التي كانت تطل من عيون
> >زوجتي. الابتسامة ما عادت تفارق وجه ابني سالم. من يراه يظنّه ملك الدنيا وما
> >فيها. حمدت الله كثيراً على نعمه.
> > ذات يوم ... قرر أصحابي الصالحون أن يتوجّهوا إلى أحدى المناطق
> >البعيدة للدعوة. تردّدت في الذهاب. استخرت الله واستشرت زوجتي. توقعت أنها
> >سترفض... لكن حدث العكس !
> > فرحت كثيراً، بل شجّعتني. فلقد كانت تراني في السابق أسافر دون
> >استشارتها فسقاً وفجوراً.
> > توجهت إلى سالم. أخبرته أني مسافر فضمني بذراعيه الصغيرين
> >مودعاً...
> > تغيّبت عن البيت ثلاثة أشهر ونصف، كنت خلال تلك الفترة أتصل
> >كلّما
> >سنحت لي الفرصة بزوجتي وأحدّث أبنائي. اشتقت إليهم كثيراً ... آآآه كم اشتقت
> >إلى سالم !! تمنّيت سماع صوته... هو الوحيد الذي لم يحدّثني منذ سافرت. إمّا
> >أن
> >يكون في المدرسة أو المسجد ساعة اتصالي بهم.
> > كلّما حدّثت زوجتي عن شوقي إليه، كانت تضحك فرحاً وبشراً، إلاّ
> >آخر
> >مرّة هاتفتها فيها. لم أسمع ضحكتها المتوقّعة. تغيّر صوتها ...
> > قلت لها: أبلغي سلامي لسالم، فقالت: إن شاء الله ... وسكتت...
> > أخيراً عدت إلى المنزل. طرقت الباب. تمنّيت أن يفتح لي سالم، لكن
> >فوجئت بابني خالد الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره. حملته بين ذراعي وهو يصرخ:
> >بابا .. بابا .. لا أدري لماذا انقبض صدري حين دخلت البيت.
> > استعذت بالله من الشيطان الرجيم ...
> > أقبلت إليّ زوجتي ... كان وجهها متغيراً. كأنها تتصنع الفرح.
> > تأمّلتها جيداً ثم سألتها: ما بكِ؟
> > قالت: لا شيء .
> > فجأة تذكّرت سالماً فقلت .. أين سالم ؟
> > خفضت رأسها. لم تجب. سقطت دمعات حارة على خديها...
> > صرخت بها .... سالم! أين سالم ......؟
> > لم أسمع حينها سوى صوت ابني خالد يقول بلغته: بابا ... ثالم لاح
> >الجنّة ... عند الله...
> > لم تتحمل زوجتي الموقف. أجهشت بالبكاء. كادت أن تسقط على الأرض،
> >فخرجت من الغرفة.
> > عرفت بعدها أن سالم أصابته حمّى قبل موعد مجيئي بأسبوعين فأخذته
> >زوجتي إلى المستشفى .. فاشتدت عليه الحمى ولم تفارقه ... حين فارقت روحه جسده
> >...
> > إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف
> >...
> >يا الله
> > إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال،
> >نادي
> >... يا الله
> >
> > لا اله الا الله رب السموات السبع ور العرش العظيم
للامانة منقوول من ايميلي
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
بنات معقولة ماعجبتكم القصة ..
انا متت بكى منها ..
__________________________________________________ __________
والله أول مرة تبكيني ..قصة .......شكرا على القصة الرائعه
__________________________________________________ __________
مع أني قرأتها من قبل بس من جد تؤثر فيني
الله يرحمه
__________________________________________________ __________
جزاك الله خير على القصه الجميله
__________________________________________________ __________
الله يعافيكم حبيباتي ..
مرور كريم ..
وردود أكرم أشكركم ..