عنوان الموضوع : يالضعفي!!كيف يشعر الانسان عند عجزه عن تغيير شيء ما
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

يالضعفي!!كيف يشعر الانسان عند عجزه عن تغيير شيء ما






يا لضعفي

أحيانا انظر إلى النجوم وأتساءل ,هل يمكنني عدها؟اعد الأولى والثانية والثالثة ثم يأخذني تفكيري بعيدا واسرح في عالم لانهاية له ولا آخر , ثم أتوقف عن عد النجوم لأني لم أعد أقدر على عدها فقد كثرت في تلك الصفحة السوداء البديعة ((سبحان الله العظيم)) , دائما ما يجعلني النظر إلى السماء وزينتها المتلألئة اسرح في ذكريات طفولتي البريئة المضحكة ,بالذات عندما يقبض علي متلبسة وبالجرم المشهود مثل ذلك اليوم الذي كنت مختبئة بجانب خزانة الفواكة مباشرة آكل الموز_بشكل مسرف_ الذي يحضره أبي عندما يعود من العمل منهكا ومرتاحا لأنه أدى عمله على أكمل وجه في حماية وطنه فتسألني أمي مداعبة:"هل رأيت من أكل الموز؟" , فأجبتها بكل ثقة وسذاجة الطفولة :"لقد رأيت القرد يدخل من النافذة و يأخذ بعضا ليأكله ولقد شكرني لأني سمحت له بأخذ واحدة" , فسألتني أمي :"و هل القرد مختبئ بجانب خزانة الفواكة؟" ويا لسذاجتي هززت رأسي بالإيجاب , فضحكت أمي ملئ شدقيها و تلاشت لديها أي رغبة في عقابي ,كأي أم حنون.
و أحيانا تكون ذكرياتي مؤلمة ,بالذات في الشاطئ آه يا ليت تلك الأيام تعود, كان كل واحد في حاله والكل يتمتع بخصوصية الفكر والفرد لكن يا ليت شيئا واحدا لا يعود و هو عندما أثارني الفضول للمس مخلوق بحري مائي ذو شكل جذاب ودفعتني رغبتي القوية للإستكشاف للمسه ففعلت ويا ليتني لم أفعل و ذلك لأني شعرت بكهرباء تسري في يدي و تنتقل إلى ذراعي تكاد تمزقها ,فتورمت إصبعي وأصبحت بحجم إصبعين ,لمدة أربعة أيام ,و لكم سخروا مني إخوتي و أصدقائي و جيراني كثيرا ويقولوا:"تساهلين لأنك تمسكي شي ما تعرفي إيش هو".
أيقظني من أفكاري الخاصة و سرحاني صوت المذيع ,لا بد أن يكون خبرا يستحق أن اقطع أفكاري من أجله و إلا سأصب جام غضبي على من رفع صوت التلفاز ,فأنا لا أحبذ أن يقطع أفكاري بهذه الطريقة الفظة.كان صوت المذيع منفعلا, أثار ذلك فضولي فنظرت إلى مصدر الصوت وإذا بصور و لقطات من مقاطع دامية مزقت قلبي ,وإذا به يدمي بشكل عجزت معه على الوقوف على قدمي , كان كل شيء يحدث في غزة هناك في ذلك الصندوق الأسود الكبير_مصدر الضحك أحيانا و البكاء غالبا_ صور الأطفال الذي استبيحت أرواحهم وهدرت دمائهم النقية وهم إما مشوهون أو ميتون و راقدون بهدوء و سكينة ,لقد ارتاحوا ربما أخيرا ,بالطبع ارتاحوا فهم شهداء.
بدأت دموعي بالانسياب بغزارة كشلال هادر للحد أني لم استطع منعها ,لم استطع الكلام و لا الشتم لأن هذا الذي رغبت به , فقد كانت تلك الغصة في حلقي تؤلمني و تمنعني من الكلام ,ظللت مسمرة أمام التلفاز , إلى أن انتقل المذيع إلى خبر آخر وكأن شيئا لم يكن ,لا توجد حلول لهذه المشكلة والحل الوحيد لا أمل له ,فدائما ما يقتل و في المهد. غضبت و شتمت ودعيت بالهلاك لبعض الناس ثم توقفت بعد أن فشيت خلقي.ذهبت إلى سريري و تمددت و فكرت , مساكين هؤلاء الناس , ولدوا تعساء و عاشوا تعساء لكن ماتوا سعداء(بإذن الله).ظللت أفكر في حل ما لتلك المشكلة ,حل على قد عقلي , بدأت اتعب من التفكير وبدأ اليأس يتسلل إلي وشعرت بالعجز و تمنيت لو أستطيع فعل شيء ,استسلمت لليأس و عدت لعد النجوم مجددا وإلى ذكرياتي المضحكة والمؤلمة ,هربا من الواقع ,فيا لضعفي!!!.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================



__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________