عنوان الموضوع : فتات يخرج من فمها الجواهر والأزهار
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

فتات يخرج من فمها الجواهر والأزهار






كان هناك أختان ، إحداهما كبيرة ، تشبه أمها في قبح المنظر ، وسوء الأخلاق ، والثانية صغيرة ، جميلة ،

وديعة ، حسنة المعاملة والسلوك . وكانت الأم وابنتها الكبيرة مكروهتين من الناس ، لا يحب أحد

مجالستهما ، لذلك كانت الأم تفضل ابنتها الكبيرة ، وتظلم الصغيرة ، وتجبرها على تنظيف المنزل ، وحمل

الجرة الكبيرة لتملأها بالماء من نبع بعيدٍ ...

وفي صباح أحد الأيام ، كانت البنت الصغيرة عند النبع ، وإذا بأمرأة عجوز تقترب منها ، وتسالها أن

تساعدها على شرب جرعةٍ من الماءِ . فسارعت البنت الصغيرة إلى ملء وعاء بالماء ، وقالت للمرأة

العجوز : اشربي يا خالتي . فشربت المرأة حتى ارتوت ثم قالت للفتاة : يالك من فتاة مهذبة نبيلةٍ .

وعندما همت البنت الصغيرة بالذهاب ، بعدما ملأت جرتها ، استوقفتها المرأة العجوز ، وقالت لها : اعلمي

يا بنيتي أنني عجوز سا حرة ، وسترين أنك كلما فتحتِ فمك للكلام خرجت منه زهرة أو جوهرة . ثم

مسحت فم الفتاة بيديها ، وغابت عن الأنظار . ولما رجعت الفتاة إلى البيت ، هجمت عليها أمها توبخها

على تأخرها . ولما كادت الفتاة تعتذر إلى أمها حتى تألقت في فمها وردة ملونة ولؤلؤة مضيئة .

فصاحت الأم من الدهشة : ياللعجب !

ما هذا يا بنيتي !

وكانت هذه هي المرة الأولى التي تخاطبها الأم القاسية بقولها : (يا بنيتي ) . فقصت الفتاة على أمها ما

جرى لها مع العجوز ، وكلما تكلمت خرجت من فمها الجواهر والأزهار .

نادت الأم ابنتها الكبيرة قائلة : أسرعي يا حبيبتي إلى النبع ، فإذا طلبت منك امرأة عجوز أن تسقيها فلا

تترددي أن تكوني معها كريمة سخيةً ، لعلكِ تحصلين منها على ما حصلت أختك الصغيرة . تذمرت الفتاة

الكبيرة من هذا الطلب الذي لم تتعود عليه ، ولكنها أمام إلحاح أمها حملت وِعاءً من الفضة جميلا" ،

ومضت إلى النبع مكرهةً غاضبةً .

وعند النبع أقبلت عليها العجوز الساحرة ، وطلبت منها أن تسقيها من الماء ، ولكنَّ الفتاة ذات الطِّباع

الشَّرسِة دفعتها بيدها ، ولم تسقيها الماء . فقالت لها الساحرة : سأعاقبك على هذا التكبُّر بسحرٍ يجعلُكِ

كلما فتحتي فمك خرج منهُ ثعبان مخيف .ولما رجعت إلى البيت فرحت أمها بقدومها ، وسألتها عما حدث

لها . فما كادت الفتاة المتكبرة تشرع بالكلام حتى برز من فمها ثعبان سام ، فلطمت أمها خدها بدهشةٍ ،

وصاحت : ما هذا ! ياللهول ! وظنت الأم القاسية أن أبنتها الصغيرة هي السبب ، فهجمت عليها وأشبعتها

ضربا" ، ثم طردتها من المنزل . فمضت الفتاة إلى الطريق حزينة يائسة ، إلى أن وصلت إلى الغابة . أقبل

الليل ، فأحستِ الفتاة الصغيرة بالخوف ، وكان ملك المدينة عائدا" من الصيد ، فلما شاهدها على هذه

الحال نزل عن جواده ، و وقف يتأملها متعجبا" . ثم سألها الملك : ما قصتكِ يابنيتي ؟

ولماذا تبكين ؟

فأجابته بصوت ضعيفٍ : إن أمي يا سيدي

طردتني من المنزل.

وكانتِ الجواهر والأزهار تتدفق من فمها كلما

نطقت بحرفٍ.

فدُهش الملك من هذا المشهد العجيب ، فسارعت الفتاة وأخبرته بقصتها مع الساحرة العجوز ، فما كان

من الملك إلا أن يحملها بعطفٍ وحنانٍ ، ومضى بها إلى قصره ، وجعلها ابنة له ، تعيش معه في سعادة

وهناءً . أما أختها المتكبرة فقد نفر منها الناس ، وطردتها أمها خوفا" من الثعابين التي تخرج من فمها ،

فراحت تجر خطاها إلى الغابة الموحشة دون أن يعرف مصيرها أحد .


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================



__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________