عنوان الموضوع : تعبيرات عاشت .. لعمالقة غابت ... 2
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
تعبيرات عاشت .. لعمالقة غابت ... 2
التعبير الخامس
" لا .. والله لا أتركه ساعة وأنا ولى أمر المسلمين .. فيسألنى الله لماذا تركته ؟ "
القائل .. الامام على بن أبي طالب رضى الله عنه وكرم وجهه
الموقف ..... بعد أن اشتعلت الفتنة اثر اغتيال الخليفة عثمان بن عفان رضى الله عنه .. وانتهى الأمر الى ولاية الامام مكرها ..
فسعى لادراك الموقف بكل مسؤليته الجسيمة بعد خسارة الاسلام للطيب الطاهر أصدق الناس حياء عثمان رضى الله عنه
ورأى الامام على رضى الله عنه الاسراع بتصحيح الأوضاع التى كان يجهلها سلفه الكريم ..
وأولها تنصيب ولاة خلاف الولاة الأمويين الذين أثاروا الناس ..
وبالفعل تم له ما أراد .. الا مع قراره بعزل معاوية بن أبي سفيان رضى الله عنه عن ولاية الشام ..
وفى خصوص ولاية الشام تحديدا نصح أصحاب الامام امامهم بالتروى والانتظار وعدم اصدار أوامره بعزل معاوية من قبل أن تأتى بيعة أهل الشام ..
نصحوه بالتروى لقوة معاوية وطول بقائه بولايته وكثرة الملتفين حوله من من يزينون له الوثوب الى مقعد الخلافة ..
وكان هدف أصحاب على رضى الله عنه وعنهم أن يستعمل الامام السياسة لا القوة ..
والتروى لا العجلة .. ولكن .. مع من ؟!
مع الامام على بن أبي طالب رضى الله عنه علم الاسلام وصهر الرسول وحبيبه ..
وأخاه فى دار الهجرة .. لا والله .. رفض الامام نصيحة من حوله وزجرهم ..
وهتف بهم " كيف أنكر ولاية معاوية على عثمان .. واليوم أصبر عليه "
رفض الامام خلط الأوراق .. فلا يوجد في الاسلام محاباه .. وما تعلم التلميذ النجيب من معلمه السكوت عن الحق مهما كانت العواقب .. وليس مثله من تأخذه الأعذار للاعتذار ..
وما كان مثله رضى الله عنه ليقبل فى كتاب الله سياسة .. أو تخونه الشجاعة فى موقف قط ..
وقف بصلابته المعهودة .. وقال للجموع من حوله
" لا والله لا أتركه ساعة وأنا أتولى أمر المسلمين فيسألنى ربي لماذا تركته ؟ "
هكذا كانت الرجال .. فعلى الرغم من خطورة معاوية رضى الله عنه ساعتها ..
الا أن الامام لم ينكص على نفسه لحظة .. أو يقبل الجدال فى أوامر الله ونواهييه ..
حتى صارت الأمور لقدرها المحتوم ..
وبقيت تلك الكلمات بوجدان التاريخ شاهدة على الموقف وبطله
التعبيرالسادس ..
" تعلمين والله .. لو كانت لك مائة نفس فخرجت واحدة تلو الأخرى .. ما تركت هذا الأمر .. فكلى ان شئت أو لا تأكلى "
القائل .. سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه
الموقف ..... لا أحد يجهل قدر هذا الصحابي الفذ ..
أول من رمى بسهم فى الاسلام وأول من رمى به أيضا ..
وهو الوحيد الذى افتداه الرسول صلى الله عليه وسلم بأبيه وأمه وما فعلها مع أحد قبله أو بعده
وكان هذا الموقف الذى قيلت فيه هذه العبارة ..
أحد المواقف التى تثبت مدى الاصرار على الحق والثبات عليه مهما كانت الضغوط أو المغريات
ففى بداية الدعوة الاسلامية .. وسعد رضى الله عنه من الأوائل الكبار من المسلمين ..
سمعت أمه بالأمر فسلكت في سبيل نهيه عن هذا الأمر كل السبل فلم تفلح ..
فخطرت لها فكرة شيطانية لأثناء سعد ولدها عن عزمه ..
حيث أعلنت صيامها عن الطعام والشراب حتى عدول ولدها عن دين الله الحق ..
أو تهلك جوعا وعطشا ..
وبالفعل .. ومع الارادة الصلبة التى تميزت بها الأم ظلت أياما طوالا ممتنعة عن الزاد ..
حتى أشرفت بالفعل على الهلاك .. فسعى الناس الى سعد رضى الله عنه لحثه على القاء النظرة الأخيرة على أمه قبل هلاكها المؤكد .. وذهب سعد .. وطالع مشهدا يتفتت له الحجر الصوان ..
والناس حوله تستغرب تلك الارادة الرهيبة لأمه فى اصرارها على الصيام كفرا ..
لكن العيون اتسعت ذهولا عندما استمع القوم الى كلمات الصحابي القدير ..
مال رضى الله عنه على أمه .. وبدت للجميع ارادته الفولاذية الساحقة التى صهرت ارادة أمه صهرا حين سمعته يقول " تعلمين والله .. لوكانت لك مائة نفس ..
خرجت واحدة تلو الأخرى ..
حتى أترك هذا الأمر ما تركته .. فكلى ان شئت أو لا تأكلى .. "
قال هذه الكلمات .. وانصرف صامدا كما دخل .. وعرفت أمه عدم جدوى ما تفعل ..
فاستسلمت ودعت ليأتوها بالطعام والشراب ..
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________