عنوان الموضوع : أنا طفشانه ..
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
أنا طفشانه ..
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا طفشانه ..
**********
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
مرض من الأمراض .. ومشكلة من المشاكل .. ووباء من الأوبئة ..
يجعل الحياة موتاً .. والدنيا نكداً وهماً .. واللذة تعاسة .. ويصيَّر الأرض الواسعة ضيقةً .
إنه مرض الطفش وضيق الصدر .
ذلك المرض !!!
الذي أصاب الكبير والصغير .. والأمير والحقير .. الفتى والفتاة .. الشيخ الهرم والشاب اليافع .
فما أعراض هذا المرض , وما أسبابه , وما السبيل إلى علاجه ؟؟؟
أختي المسلمة :
يبدأ هذا المرض بإنسانة قطعت الصلة بينها وبين الله – سبحانه وتعالى –
(( لا تصلي )) وإن صلت ففي بعض الأحيان .. هائمةً على وجهها في هذه الأرض .. فرحة بشبابها .. متسكعة مع صويحباتها .. همها الموضات وآخر الموديلات .. تتناسى أخرتها .. تغنى للدنيا أعذب الألحان , وتنشد فيها أجمل الكلمات .. بعيدة كل البعد عن منهج الله عز وجل , وطريق رسوله صلى الله عليه وسلم .. معرضة عن ذكر الرحمن .. مقبلة على ذكر الشيطان .
وبعد فترة بدأت هذه الإنسانة تشعر بحالات ومشاكل غريبة ..
بدأت تشعر بطفش واكتئاب .. هموم وقلق .. عصبية وضياع .. فراغ وضيق صدر .
ثم بدأت تبحث عن حل لهذه المشاكل ..
فأسرعت شياطين الإنس والجن إليها , تعاونها وتساعدها .. قدمت لها وسائل كثيرة لقتل الفراغ , وإبعاد الضيق .. أفلام ومجلات , سهرات مع الخليلات , تسكع واتصالات , فضائيات و ... و... .
فازدادت الحالة سوءاً , ولم تعالج المرض ..
فزادت في العلاج , رغبة في أن تملأ هذا الفراغ في نفسها , وتبعد هذا الضيق عن صدرها .
صبغت شعرها , وغيرت نوع لبسها .. بدلت صديقاتها وحبيباتها .. وغيرت أفلامها وأغانيها القديمة إلى كل جديد وحديث .. خرجت .. هربت .. ثم عادت .
عادت لتزداد المشكلة تعقيداً .. ورجعت ليتطور المرض أكثر وأكثر .
عادت لتزداد حيرة , وقلقاً , وتعاسة .. عادت ليزداد الصدر ضيقاً , وتزداد النفس طفشاً وهماً .
بدأ البدن يتأجج , يضيق , يريد الخلاص من النفس .
هذه التفس التي يوجد بها فراغ لا يعرف البدن كيف يملؤه.. بها وحشة , لا يدري البدن كيف يزيلها .. بها هموم وآلام لم يجد البدن طريقة لإبعادها .
فتمضي المسكينة وقتها بالبكاء الحار , والنحيب المر .. وتقضي حياتها بالهروب من نفسها , والتمرد على أهلها ومجتمعها .
*** أسباب الطفش ***
يقول الله تعالى : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجا كأنما يصعد في السماء ) . الأنعام : 125
سبحان الله !!.. ما أعظم هذه الآية ..
أين الحائرون والحائرات.. ليجدوا سبب مشاكلهم ؟؟؟
أين التائهون المكتئبون , والتائهات المكتئبات.. ليعلموا سبب مرضهم ؟؟؟
ثلاث صفات .. وصف الله تعالى بها الصدر البعيد عن هداية الله ..
ضيقاً : أي مغلق , مطموس , لا يتسع لشيء من الهدى .
حرجاً : لا ينفد فيه الإيمان والخير , فهو يجد العسرة والمشقة في قبولهما .
كأنما يصعد في السماء : أي أن حال هذا الصدر كأنما يصعد بصعوبة وباستمرار في طبقات السماء , فينقص عنه الهواء , فيضيق , فيزداد ضيقاً , حتى لكأنه يختنق .
وهذا هو الذي تشعر به الإنسانة الطفشانة .. ضيقة الصدر .
هذا هو الذي تحسه الإنسانة التي تتخطفها الهموم والآلام , والقلق والحيرة .
فهي تشعر بأن روحها تصعد , وتحس أنها في سجن , وأن صدرها في ضيق .
إذاً .. السبب الأول في هذا المرض هو : البعد عن هداية الله .
يقول الله تعالى : ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ) . طه : 124
ولو كانت هذه الإنسانة في عنفوان الشباب , وتملك من الأموال الكثير , والصديقات الكثيرات , وتلبس أفخم الماركات .. وتسارع وتنافس للحصول على آخر الموديلات .. وتسافرهنا وهناك .. ثم أعرضت عن ذكر الله ..
فسيصيبها الطفش وضيق الصدر , ولن تنفعها أموالها , ولن تحمل أو تخفف صديقاتها هذا الهم من قلبها وصدرها .
*** العلاج ***
إن لكل مرض علاجاً , يقول الله تعالى : ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً ) . الإسراء : 28
* يقول الله عز وجل : ( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ) . طه : 123
إن من اتبعت هدى الله فلن تضل , ولن تشقى , ولن تتخبط في القلق والاكتئاب , والحيرة والفراغ , لن تشعر بالطفش , ولن يضيق صدرها أبداً .
وكيف يضيق صدرها وهو يسير على منهج الله , متبع لهدى الله .
* يقول الله تعالى : ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) . الرعد : 28
فبذكر الله تُدفع الآفات , وتُكشف الكربات , وتأنس الصدور ..
فتذهب عنها تلك الوحشة , ويبتعد ذلك القلق , وتفرج تلك الهموم , ويزول ذلك الضيق .
* الإكثار من النوافل بعد الفرائض .. تجعل النفس متصلة بالله تعالى ..
صيام الأيام البيض , والاثنين والخميس .. قيام الليل ومناجاة الرب المعبود ودعاءه .. قراءة القرآن وتدبره وحفظ ما تيسر منه..
ماذا سيطرأ على النفس بعدها ؟
ستشعر هذه الإنسانة بحلاوة زيادة الإيمان , واتساع الصدر , وهدوء النفس .
وكما أخذنا من كلام الله تعالى شفاءً لهذا المرض , فلا ننسى كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم , فإن في كلامه شرحاً للصدر , وطمأنينة للقلب , وأنساً للنفس . قال صلى الله عليه وسلم : " ما أصاب عبداً هم ولا حزن فقال : اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك , ناصيتي بيدك ماضٍ في حكمك , عدل فيَّ قضاؤك , أسألك بكل اسم هو لك , سميت به نفسك , أو أنزلته في كتابك , أو علمته أحد من خلقك , أو استأثرت به في علم الغيب عندك , أن تجعل القرآن ربيع قلبي , ونور صدري , وجلاء حزني , وذهاب همي .. إلا أذهب الله همه وحزنه , وأبدله مكانه فرجاً " . صحيح الكلم الطيب .
* و علاج آخر لهذا المرض هو اختيار الرفيقات الصالحات الطيبات اللواتي يسرن على منهج الله , وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ..
تعيش معهن فتجد للإيمان حلاوةً .. وللطاعة لذةً .. وللحياة هدفاً .
قال الله تعالى : ( والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم ) . طه : 96
وقال الله تعالى : ( ومن عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة , ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) . النحل : 97
أنا لست إلا مؤمناً بالله , في سري وجهري
أنا نبضة في صدر هذا الكون , كيف يضيق صدري
أنا نطفة أصبحت إنساناً , فكيف جهلت قدري
ولِمَ الترفع عن تراب , منه سوف يكون قبري
إني لأعجب للفتى في لهوه , أوَ ليس يدري
أنَّ الحياة قصيرة , والعمر كـالأحلام يسري
أيتها الطفشانة :
" إن في القلب شعثٌ لا يلُمّه إلا الإقبال على الله , وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به , وفيه حزن لا يذهبه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه , وفيه نيران حسرات لايطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه , وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته والإنابة إليه ودوام ذكره وصدق الإخلاص له . ولو أعطى الدنيا وما فيها لم تُسَدّ تلك الفاقة منه أبداً .. الأنس ثمرة الطاعة والمحبة , فكل مطيع لله مستأنس وكل عاصٍ لله مستوحش " . مدارج السالكين . اللهم نسألك الأنس بقربك ..
منقول بتصرف .. من كتيب .. أختاه قفي .
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
"فلسطينية" أختي الغالية
ما كل هذة الحلاوة في الكلمات و ما كل تلك البراعة في صياغة العبارات
لقد تفننتي في سرد كلماتك لتجعليننا نحب أن نتغير للأحسن و الي الخير دائما
أشك من تقرأ كلماتك لا تتخذ طريق آخر في دنيتها لتحسن آخرتها
طرحك رائع و مفيد بيننا ولنا و للجميع
جزاكي الله خيرا و زادك من رضائه عليكي
أختك
"مينو"
__________________________________________________ __________
جزاك الله الف خير
وجعلها االه في ميزان حسناتك
__________________________________________________ __________
mino82
moh 2008
اشكر لكم مروركم العطر وردودكم القيمة
حفظكم ربي
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________