عنوان الموضوع : التعليم في ضوء القرآن الكريم -تعليم سعودي
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

التعليم في ضوء القرآن الكريم



بسم الله الرحمن الرحيم


مستقبل التعليم بهدي القرآن الذي يتفكر في كيفية التعليم في زماننا و سأركز هنا على الدول الاسلامية يجد سمة غالبة على جميع المراحل التعليمية من ابتدائية، اعدادية، ثانوية، و جامعية و هذه السمة هي اعتماد اسلوب الحفظ كوسيلة للتعلّم و تبنى الامتحانات على قدرة الطالب على حفظ المعلومة و استرجاعها ، والسؤال الآن هو:هل هذه الطريقة صحيحة أم خاطئة ؟ يعلمنا الله عز و جل طريقة لمعرفة الاجابة على هذا السؤال من التفكر في الآيات ( 24

أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ الله مَثَلًا كَلِمَة طَيبَة كَشَجَرَةٍ طَيبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُل حِينٍ بِإِذْنِ رَبهَا* وَمَثَل كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَة خَبِيثَةٍ اجْتُثتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍوَيَضْرِبُ الله الْأَمْثَالَ لِلناسِ لَعَلهُمْ يَتَذَكرُونَ

حيث يعلمنا الله عز و جل بأنه نستطيع أن نعرف فيما إذا كان عمل ما صحيح أم خاطىء عن طريق ثمار العمل فإذا كانت ثمار العمل طيبة فهذا يعني بأن العمل طيب (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ الله مَثَلًا كَلِمَة طَيبَة كَشَجَرَةٍ طَيبَةٍ
أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُل حِينٍ بِإِذْنِ رَبهَا)
أما إذا كانت الثمار خبيثة فهذا يعنيبأن العمل سيء (وَمَثَل كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَة خَبِيثَةٍ اجْتُثتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ )، فإذا طبّقنا
هذا الأمر على كيفية التعليم في غالبية الدول الاسلامية نجد بأن الثمار سيئة من حيث عدم انتاج غالبية المسلمين أي شيء معتبر في مجال المعرفة و العلم و بذلك فإن العالم لا يلتفت لهم و لا يعطيهم أي أهتمام و لا كلمة مسموعة و هذا يدلّنا على أن طريقة التدريس المبنيّة على الحفظ هي طريقة سيئة و غير صحيحية على الاطلاق.

فالسؤال الآن هو عن الطريقة المثلى للتعليم في القرآن الكريم و في هذا الاطار يعلمنا الله سبحانه و تعالى الطريقة المثلى للتعلّم و لفهم الأمور من التفكر في آية ( 3) من سورة الرعد:◌ۖ وَمِنْ كُل الثمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ◌ۖ وَهُوَ الذِي مَد الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا إِن فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكرُونَ ◌ۚ يغُشِي الليْلَ النهَارَ حيث نجد في الآية الكريمة أن الله عز و جل يعطينا معلومة معينة في بداية الآية الكريمة (وَهُوَ الذِي مَد الْأَرْضَ
( ◌ۚ يغُشِي الليْلَ النهَارَ ◌ۖ وَمِنْ كُل الثمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَ يْنِ اثْنَيْنِ ◌ۖ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا
و من ثم يعلمنا الله كيفية فهم هذه المعلومة في قوله (إِن فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكرُونَ ) حيث يعظنا الله بضرورة
التفكر في المعلومة لفهمها و أنه لا يكون فهمها عن طريق حفظها كما هو الحال في طرق التعليم الموجودة في غالبية
الدول الاسلامية.دليل آخر على هذا الاستنتاج نجده في التفكر في آية ( 191 ) من سورة آل عمران:
الذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكرُونَ فِي خَلْقِ السمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبنَا مَا
خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النارِ


حيث نجد بأن الحق يعلمنا كيفية فهم خلقه في قوله (وَيَتَفَكرُونَ فِي خَلْقِ السمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) و لم يقل الله
بأن حفظ خلق السماوات و الأرض هو الطريقة لفهم الخلق. فمثلا عند تدريس مادة الجغرافيا فإن المتبع هو جعل الطالب يحفظ صادرات بلد معين و من ثم يقيّم الطالب على مدى حفظه لهذه الصادرات و لكن الطريقة القرآنية هي
وجود المعلومة و من ثم التفكر فيها.
و السؤال الآن هو عن كيفية تطبيق الطريقة القرآنية في التعليم في زماننا هذا، و هذا مبيّن في النقطتين التاليتين:1. توّفر المعلومة: الخطوة الأولى في الطريقة القرآنية هي توّفر المعلومة و هذا ممكن في زماننا هذا عن طريق شبكة
الإنترنت حيث يمكن عن طريق تصفح هذه الشبكة الحصول على جميع المعرفة البشرية في زماننا هذا و لذلك لايوجد
داعي على الاطلاق لحفظ المعلومة.2. التفكر: الخطوة الثانية في الطريقة القرآنية هي التفكر في المعلومة و افضل مكان للتفكر هو القرآن الكريم، فيبدأ
الإنسان بالتفكر في آيات القرآن الكريم و بعد ذلك يتفكر في المعلومة التي يجدها على شبكة الانترنت ليستخدمها في
السعي لاعلاء كلمة الله عز و جلمثال عملي على كيفية تطبيق الطريقة القرآنية في التعليم:
أراد طالب أن يفهم الجدول الدوري للعناصر في مادة الكيمياء، فالطريقة المتبعة في الدول الاسلامية هي أن يقوم
الطالب بحفظ الوزن الذري للعناصر و حفظ كيفية وضع الجدول و حفظ هذا و ذاك. فلنقارن هذا مع الطريقة القرآنية
لفهم الجدول الذري و الطريقة مبيّنة فيما يلي


:1. التفكر في آيات القرآن الكريم: لفهم الجدول الدوري يجب علينا التفكر في سورة يونس – الآية ( 61وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْه مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلا كُنا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ
وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبك مِنْ مِثْقَالِ ذَرة فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذٰلِك وَلَا أَكْبَرَ ◌ۚ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ

حيث نجد بأن الله عز و جل ربط ذكر الذرة في القرآن الكريم بوزنها (مِثْقَالِ ذَرة ) و لم يتم ربط الذرة بأي خاصية أخرى مثل حجمها، لونها، و غيرها و هذا يعلمنا بأن وزن الذرة هو الشيء الرئيسي الذي يحدد خصائص المادة و لذلك بني الجدول الدوري على أساس وزن الذرة
.2. يستخدم الطالب الانترنت لرؤية الجدول الدوري و كيف أنه بني على أساس وزن الذرة و لا يقوم الطالب بحفظ
الجدول الدوري و الأرقام الذي يحتويه كما هو الحال المتبع حاليا.

من الأمور الأخرى الذي نجدها من تفكر آيات القرآن الكريم هو أن الله عز و جل عندما يريد أن يجعل الانسان يفهم أمر ما فإنه يعظ الانسان بالتفكر و هذا يدلنا على أن وسيلة الادراك و الفهم للدماغ البشري هي التفكر أما إذا أُستخدم الدماغ البشري بطريقة الحفظ فإن هذه الطريقة تحرم الانسان من استخدام قدراته الدماغية مما يؤدي الى إنسان غير قادر على العطاء في هذه الحياة و الى إنسان ذليل و تابع لأي شيء يقال له (أي إمّعة)، فيجب علينا أخواني و أخواتي أن نقف و نتفكر في طريقة التعليم الحالية و مستقبلها.

م/ن


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


موضوع مهم و رائع
جزاكـ الله خيراا
يقيم و يثبت للفائدة


__________________________________________________ __________

شكراااا لك ام انفااال


__________________________________________________ __________

باااااااااااااااااااااااااااارك الله فيك


__________________________________________________ __________

و فيك بارك الله هيناد


__________________________________________________ __________

باارك الله فيك غلاتي

والله يعطيك العااافيه

ودي