عنوان الموضوع : هوى النفس: بين العلم والإيمان في الاسلام
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
هوى النفس: بين العلم والإيمان
لقد حرَّم الإسلام كل أنواع العشق والحب والهيام إلا ما كان خالصاُ لله تعالى، فالمحبة في الله هي أعظم أنواع الحب، ولكن هذا النوع طبعاً لا يعرفه إلا المؤمنون الذين قال الله تعالى فيهم: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الحشر: 9-10].
ولكن يا أحبتي انتشر الحب العاطفي بشكل كبير بين المسلمين، فلم يعودوا يتذوقون حلاوة الحب في الله، ولذلك أنصح كل مؤمن أن يحول أي علاقة حب يمر بها، إلى علاقة حب في الله، وهذا الحب له ضوابطه وأسسه وقواعده. فالحب في الله يعني بالدرجة الأولى الصدق مع من تحب، ويعني بالدرجة الأولى الصدق مع الله أيضاً، والإحساس بأن الله يراقبك ويراك في كل لحظة، فإن لم تكن تراه فإنه يراك!
والحب يعني أنك تحب لله وفي الله ومن أجل الله!! وهذه درجات لا يصل إليها إلا من أدرك عظمة الخالق تبارك وتعالى، ومن هنا ندرك لماذا أمرنا الله بالتفكر في مخلوقاته، لنزداد معرفة به، وحباً له، وشوقاً للقائه. بل إن الخوف من الله هو أهم قاعدة من قواعد الحب، وهنا نرى بياناً إلهياً رائعاً، يقول تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) [النازعات: 40-41]. هذا بيان إلهي يحدثنا عن ذلك المؤمن الذي نهى نفسه عن هواها، فكانت النتيجة أن الله أكرمه بالجنة. وفي هذا إشارة إلى أن من يتبع هوى نفسه لابد أن يقوده هذا الهوى إلى المهالك، وهذا ما يؤكده العلم الحديث!
بحث علمي جديد عن الحب
في بحث جديد قام باحثون بإخضاع "ظاهرة الحب" وأعراضه للبحث والدراسة العلمية، وكانت النتيجة أن آلام الحبّ تتشابه كثيراً مع أي مرض عضوي، بل إنها قد تقود إلى الموت أحياناً!! ولكن ما لم يكن في الحسبان هو أن يثبت العلم بالتجربة العملية والمخبرية خطورة العشق والهيام واتباع هوى النفس. والمقصود هنا "بمرض الحب" أي الذي لا يستطيع أي عقار التغلب على أعراضه، والمتمثل في آلام العشق ومعاناة الفراق بين الأحبَّة وما يصاحب ذلك من سهَر وأرَق وغيرها من الأعراض النفسية والجسدية.
دراسة أمريكية تقول: "مرض الحب" قد يؤدي إلى الموت
منذ شهر فبراير 2017 والباحثون يخضعون "ظاهرة الحب" وأعراضه للدراسة والبحث، وخلصوا إلى نتيجة مفادها أن آلام الحبّ تتساوى مع أعراض كثير من الأمراض العضوية الأخرى. وسجل فريق بحث أمريكي ارتفاع درجة تركيز هرمونات الإعياء في الدم، مشيرين إلى أن هذا التركيز المرتفع في الشرايين يؤدي إلى إرهاق عضلات القلب، ويمكن أن يسبب أضراراً للقلب، وربما يؤدي إلى توقف نبضاته، وفقاً لما ورد في مقالة للباحث ايلان فيتستاين في مجلة "نيو إنجيلاند" للطب.
دراسة ألمانية: العشق يترك آثاراً خطيرة على الدماغ
قام فريق من الباحثين في جامعة تورينجن الألمانية، برئاسة الدكتور عارف نجيب، بالكشف عن أدمغة مجموعة من النساء التي هجرهن شركاؤهن قبيل وقت قصير. النتيجة كانت ملحوظة للعيان وهي أن انفصال هؤلاء النسوة عن شركائهن ترك أثاراً على الدماغ لديهن، كما أدى إلى حدوث تغييرات في الأنسجة تساوي تلك التي تحدث عند ما يصاب المرء بحالة الاكتئاب النفسي. كما سجلت تغييرات ملحوظة في بؤرة الدماغ المركزية المسؤولة عن تحفيز المشاعر والدوافع، وأحدثت تغييرات كذلك في مناطق مهمة أخرى كثيرة في الدماغ.
تظهر الصور الملتقطة بجهاز المسح بالرنين المغنطيسي أن الدماغ يتأثر سلبياً بأي علاقة عاطفية غير مشروعة، وتكون الأضرار كبيرة في حال فشلت العلاقة، ويعتقد العلماء اليوم أن "مرض الحب" له نتائج وأعراض تشبه الأمراض العضوية، ولذلك ينصحون بالابتعاد عن مثل هذه العلاقات، وذلك من أجل صحة أفضل وسعادة أكثر، والسؤال: أليس هذا ما نهى عنه الإسلام؟!
هل ندرك لماذا حرَّم الإسلام الحب غير المشروع؟
هذه يا أحبتي نتائج لدراسات علمية أجراها باحثون، وتبين لهم بما لا يقبل الجدل الآثار المدمرة للعشق والمغامرة العاطفية، والقرآن عالج هذه الظاهرة بكلمات قليلة: (وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى)، وأعطانا طريقة عملية لدرء مخاطر العلاقات العاطفية من خلال إجراء بسيط وهو غض البصر! يقول تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور: 30]. فهذه الطريقة تضمن عدم الخوض في علاقات لا تُحمد عقباها، فالنظرة سهم من سهام إبليس!
خطوات عملية للعلاج
- غض البصر عن كل ما حرَّمه الله: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور: 30]
- إدراك فوائد غض البصر: أن يدركوا فوائد غض البصر، ولذلك قال تعالى في الآية السابقة: (ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ)
- الإحساس بمراقبة الله: أن يشعروا بمراقبة الله لهم في كل ثانية وفي كل حركة وفي كل كلمة، ولذلك ختم الله الآية السابقة بقوله: (إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)
- ذكر الله والاستغفار: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ) [آل عمران: 135].
- عدم الإصرار: لأن الله تعالى يقول: (وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [آل عمران: 135].
- العهد مع الله: أن تقطع عهداً مع الله ألا تعود لذلك أبداً،
- إجراءات عملية أخرى: لنتأمل نتائج الوفاء بالعهد مع الله تعالى: (الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ * وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ * وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) [الرعد: 20- 24].
نسأل الله أن يعمر قلوبنا بحبه..
بقلم عبد الدائم الكحيل
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
دراسة مهمة , لكنها تفتقر إلى التعمق
جـــزاكـِ الله خير عزيزتي سما نور ع المشاركة القيمة
أسأل الله تعالى أن لا يشغلنا الى في طاعته ونيل محبته عز وجل
بارك الله تعالى فيك , وكتب لكِ الأجــر
كل الشكر والتقدير لكـِ
نُورالْإيمَـاآن
__________________________________________________ __________
بارك الله تعالى فيك
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________