عنوان الموضوع : قبر النبي صلى الله عليه وسلم و الجدران المحيطة به سنة النبي
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

قبر النبي صلى الله عليه وسلم و الجدران المحيطة به



توفي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين (على الصحيح ) وتوفي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين حين اشتد الضحى لثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول وقيل لليلتين خلتا منه وقيل لاستهلال شهر ربيع الأول ودفن ليلة الأربعاء وقيل ليلة الثلاثاء وكانت مدة علته اثني عشر يوما وقيل أربعة عشر يوما.
غسله علي بن أبي طالب وعمه العباس والفضل بن العباس وقُثم بن العباس وأسامة بن زيد وشُقران مولياه وحضرهم أوس بن خولى الأنصاري.
وكفن في ثلاثة أثواب بيض سحوليه من ثياب سحول – بلدة باليمن- ليس فيها قميص ولا عمامة وصلى عليه المسلمون أفذاذا لم يؤمهم عليها أحد وفرش تحته قطيفة حمراء كان يتغطى بها ودخل قبره العباس وعلي والفضل وقثم وشقران واغلق عليه تسع لبنات ودفن في موضع الذي توفاه –الله- فيه حول فراشه وحفر له وألحد في بيته الذي كان بيت عائشة ثم دفن معه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما.[1]
- عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: " لما نزل (أي نزل به الموت) برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه، فقال - وهو كذلك -: "لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " يحذر ما صنعوا، لولا ذلك لأبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا "أخرجه البخاري ومسلم.
(قالت عائشة:يُحَذّرُ مَا صَنَعُوا) يعني ما سبب اللعن؟ لماذا لعن النبي صلى الله عليه وسلم اليهود والنصارى في ذلك المقام العظيم -وهو أنه في سكرات الموت-؟ السبب أنه يريد أن يحذر الصحابة من ذلك، قالت (يُحَذّرُ مَا صَنَعُوا) وقد قبل الصحابة رضوان الله عليهم تحذيره وعملوا بوصيته.
قالت: (وَلَوُلاَ ذَلكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ)، (أُبْرِزَ قَبْرُهُ) يعني أُظهر وجعل قبره مع سائر القبور في البقيع أو نحو ذلك.
ولكن كان من العلل التي جعلتهم لا ينقلونه صلى الله عليه وسلم من مكانه الذي يُتوفى فيه:
· قوله هنا صلى الله عليه وسلم ("لَعْنَة اللّهُ على الْيَهُودَ وَالنّصَارىَ. اتّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ" يُحَذّرُ مَا صَنَعُوا، ولَوُلاَ ذَاكَ أُبْرِزَ قَبْرُهُ) فهذه أحد العلتين.
· والعلة الثانية قول أبي بكر - رضي الله عنه - إنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إنّ الأنبياء يُقبرون حيث يُقبضون".
قالت (غَيْرَ أَنّهُ خَشِي) هنا أو (خُشي) تُروى بالوجهين، (غَيْرَ أَنّهُ خَشِي) يعني صلى الله عليه وسلم (أَنّ يُتّخَذَ مَسْجِداً) يعني أن يتخذ قبره مسجدا، ويجوز أن ويجوز أن تقرأها (غَيْرَ أَنّهُ خُشِي أَنّ يُتّخَذَ مَسْجِداً) يعني خشي الصحابة أن يتخذ قبره مسجدا، وهذا تنبيه على إحدى العلتين.
الصحابة رضوان الله عليهم قبلوا هذه الوصية، وجعلوا دفنه صلى الله عليه وسلم في مكانه.
وحجرة عائشة التي دُفن فيها صلى الله عليه وسلم انت عائشة تقيم أو أقامت جدارا بينها وبين القبور، فكانت غرفة عائشة فيها قسمان قسم فيه القبر وقسم هي فيه.
كذلك لما توفي أبو بكر - رضي الله عنه - ودُفن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم -من جهة الشمال-، كانت أيضا في ذلك المقام في جزء من الغرفة من الحجرة.
ثم بعد ذلك لما دفن عمر تركت الحجرة رضي الله عنها.
1. ثم أغلقت الحجرة، فلم يكن ثم باب فيها يدخل وإنما كان فيها نافذة صغيرة، وكانت الحجرة -كما تعلمون- من بناء ليس حَجَر ولا من بناء مُجَصّص وإنما كانت من البناء الذي كان في عهده صلى الله عليه وسلم من خشب ونحو ذلك.
2. ثم بعد ذلك لما جاءت الزيادة في المسجد النبوي في عهد الوليد بن عبد الملك، وكان أمير المدينة يوم ذاك عمر بن عبد العزيز رحمه الله، وأخذوا شيئا من حُجَر زوجات النبي عليه الصلاة والسلام، بقيت حجرة النبي صلى الله عليه وسلم كذلك، فأخذوا من الروضة -روضة المسجد- أخذوا منها شيئا وجعلوا عليه بناء، فبنوه من ثلاث جهات، جدار آخر غير الجدار الأول، بنوه من ثلاث جهات، وجعلوا الجهة التي تكون شمالا -يعني من جهة الشمال- جعلوها مسنمة؛ جعلوها مثلثة قائمة هكذا، وصار عندنا الآن جداران:
- الجدار الأول مغلق تماما، وهو جدار حجرة عائشة.
- والجدار الثاني الذي عُمِل في زمن عمر بن عبد العزيز رحمه الله ورضي عنه في زمن الوليد بن عبد الملك، جعلوا جهة الشمال -وهي عكس جهة القبلة- جعلوها مسنمة؛ لأنه في تلك الجهة جاءت التوسعة وسعوها من جهة الشمال، فخشوا أن يكون ذلك الجدار مربعا يعني مسامتا للمستقبِل؛ فيكون إذا استقبله أحد استقبال للقبر، فجعلوه مثلثا يبعد كثيرا عن الجدار الأول وهو جدار حجرة عائشة؛ لأجل أن لا يمكن أحد أن يستقبل لبعد المسافة؛ ولأجل أن الجدار صار مثلثا.
3. ثم بعد ذلك بأزمان جاء جدار ثالث أيضا وبُني حول ذينك الجدارين، وهو الذي قال فيه ابن القيم رحمه الله تعالى في النونية في وصف دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في قوله "اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد"قال:
فأجاب رب العالمين دعاءه ... وأحاطه بثلاثة الجدران
حتى غدت أرجاءه بدعائه ... في عزة وحماية وصيان


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


فالنبي صلى الله عليه وسلم صار قبره في ثلاثة جدران، وكل جدار ليس فيه باب، ولا يمكن لأحد حتى في زمن الصحابة أن -يعني في زمن المتأخرين منهم في عهد الوليد وما قبله- لا يمكن أن يدخل ويقف على القبر بنفسه؛ لأنه صار ثَم جداران وكل جدار ليس له باب.
ثم بعد ذلك وضع الجدار الثالث وهذا الجدار أيضا كبير مرتفع إلى فوق، وُضعت عليه القبة فيما بعد، وهذا الجدار أيضا ليس له باب.
فلا يستطيع الآن أحد أن يدخل إلى القبر أو أن يصل القبر أو أن يتمسح بالقبر أو أن يرى قبر النبي صلى الله عليه وسلم.
4. ثم بعد ذلك وضع السور الحديدي هذا، وهذا السور الحديدي بينه وبين الجدار الثالث -الذي ذكرتُ لكم- بينه نحو متر ونصف في بعض المناطق ونحو متر في بعضها وبعضها نحو متر وثمانين إلى مترين في بعضها، يضيق ويزداد؛ لكن من مشى فإنه يمشي بين ذلك الجدار الحديدي وذلك الجدار الثالث.
فقبر النبي صلى الله عليه وسلم عمل المسلمون بوصيته صلى الله عليه وسلم، وأُبعد تماما فلا يمكن أن يصل أحد إلى القبر، ولا يمكن أيضا أن يُتخذ ذلك القبر مسجدا.
ولهذا لمّا جاء الخرافيون في الدولة العثمانية جعلوا التوسعة التي هي من جهة الشرق جعلوا فيها ممر لكي يمكن من يريد أن يطوف بالقبر أو أن يصلي في تلك الجهة، ذلك الممر الشرقي -الذي هو قدر مترين أو نحو ذلك أو يزيد قليلا-، ذلك الممر الشرقي في عهد الدولة السعودية الأولى وما بعدها مُنع من الصلاة فيه، فكأنه أُخرج من كونه مسجدا؛ لأنه إذا كان من مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا يجوز أن يمنعوا أحدا من الصلاة فيه، فلما منعوا أحدا من الصلاة فيه جعلوا له حكم المقبرة ولم يجعلوا له حكم المسجد، فلا يمكن لأحد أن يصلي فيه بل يغلقونه وقت الصلاة أمّا وقت السلام أو وقت الزيارة فإنهم يفتحونه للمرور. فإذن تبين بذلك أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم لم يُتخذ مسجدا، وإنما دخلت الغرف في التوسعة في عهد التابعين في المسجد؛ ولكن جهتُها الشرقية خارجة عن المسجد فصارت كالشيء الذي دخل في المسجد؛ ولكن حيطان متعددة تمنع أن يكون القبر في داخل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما أربع جدارات تفصل بين المسجد وبين قبر النبي صلى الله عليه وسلم يعني مكان الدفن.
وأعظم من ذلك مما يدل على أخذ الصحابة والتابعين ومن بعدهم بوصية النبي صلى الله عليه وسلم هذه، وسد الطرق الموصلة إلى الشرك به صلى الله عليه وسلم ، وباتخاذ قبره مسجدا: أنهم أخذوا من الروضة الشريفة أخذوا من الروضة التي هي روضة من رياض الجنة كما قال صلى الله عليه وسلم "ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة" أخذوا منها قدر ثلاثة أمتار لكي يقوم الجدار الثاني ثم يقوم الجدار الثالث ثم يقوم السور الحديدي وأكثر من ثلاثة أمتار، فهذا من أعظم التطبيب وهو أنهم أخذوا من الروضة وأجازوا أن يأخذوا من المسجد لأجل أن يحمى قبر النبي صلى الله عليه وسلم من أن يتخذ مسجدا.
وهذا ولا شك من أعظم الفقه فيمن فعل ذلك، ومن رحمة الله جل وعلا في هذه الأمة، ومن إجابة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم بقوله فيما سيأتي بعد هذا الباب "اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد".
إذن فقوله صلى الله عليه وسلم ("لَعْنَة اللّهُ على الْيَهُودَ وَالنّصَارىَ اتّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ" يُحَذّرُ مَا صَنَعُوا) فإنه صلى الله عليه وسلم لم يتَّخذ قبره مسجدا. واليوم الموجود قد يكون صورته عند غير المتأمل وغير الفقيه صورته صورة قبر في داخل مسجد، وفي الحقيقة ليست صورته وليست حقيقته قبر في داخل المسجد؛ لوجود الجدران المختلفة التي تفصل بين المسجد وبين القبر؛ ولأن الجهة الشرقية منه ليست من المسجد، وهذا لمّا جاءت التوسعة الأخيرة كان مبتدؤها من جهة الشمال بعد نهاية الحجرة بكثير حتى لا تكون الحجرة في وسط المسجد من جهة أنه يكون ثمة توسعة من جهة الشرق وثم الروضة من جهة الغرب فتكون وسط المسجد فيكون ذلك من اتخاذ قبره مسجدا صلى الله عليه وسلم.
المقصود من هذا البيان المهم -الذي ينبغي أن تعيه جيدا- أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم ما أتخذ مسجدا ولكن وصيته صلى الله عليه وسلم من التحذير قد أتخذ بها في مسجده وفي قبره؛ ولكن خالفتها الأمة في قبور الصالحين من هذه الأمة فاتخذوا قبور بعض آل البيت مساجد وعظموها كما تُعظم الأوثان. فالمقصود من هذا البيان : أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم ما اتخذ مسجدا ، وأن وصيته صلى الله عليه وسلم في التحذير قد أخذ بها في مسجده وفي قبره ، ولكن خالفتها بعض الأمة في قبور بعض الصالحين من هذه الأمة ، فاتخذوا قبور بعض آل البيت مساجد وعظموها ، كما تعظم الأوثان .[3]
(وذكر كلام مثله في كتاب قرة عيون الموحدين لعبد الرحمن بن حسن آل الشيخ) أسأل الله أن ينفعنا ويزدنا علما..
[1] مختصر سيرة النبي وسيرة أصحابه العشرة للإمام الحافظ عبد الغني المقدسي\وفاتهصلى الله عليه وسلمص663من الجامع للمتون العلمية لعبد الله الشمراني

[2]الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية لابن القيم رحمه الله ج2ص41

[3] كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ" باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح ، فكيف إذا عبده ؟ "ج1ص233
منقول


__________________________________________________ __________



__________________________________________________ __________



__________________________________________________ __________

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطر الدنيا

آمممممييييييين
و جميع المسلمين و المسلمات
مشكورة أختي


__________________________________________________ __________

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المشتاقة لرؤية ربها

مشكورة أختي المشتاقة لرؤية ربها