عنوان الموضوع : الدعاء سلاح المؤمن في الاسلام
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
الدعاء سلاح المؤمن
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... أما بعد : ـ
إن الدعاءَ من أجلِّ الأعمالِ وأفضلِها لأنه يجتمعُ فيه من أنواعِ العبادة ما لا يجتمعُ في غيره ، فيستدعي حضورَ القلبِ والرجاءَ والتوكلَ والرغبةَ فيما عند الله والرهبةَ من عذابه . والدعاءُ أكرمُ شيءٍ على الله سبحانه وهو طريقٌ إلى الصبر في سبيل الله وتفويضُ الأمور إليه والتوكلُ عليه وبُعْدٍ عن العَجْزِ والكَسَلِ ، والله سبحانه يحب من عبده أن يسألَه كما ثبت عن أبي هريرة مرفوعًا : ( من لم يَدْعُ الله يغضبْ عليه ) . والدعاء هو سلاح المؤمن فما انتصر المسلمون في معاركهم بعُدَّةٍ ولا عتادٍ وإنما نصرهم الله بدعائهم . أسأل الله الكريم رب العرش العظيم ، بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى ، أن يُوفِِّقنا لهذه النعمةِ العظمى وأن يرزُقَنا حسنَ أدائها وشكرَها وأن يُلهمَنا صالحَ الدعاء ، وأن يمُنَّ علينا بالإجابة والأخذَ بأسبابها .
ويا سعادةَ من كذلك أهمية الدعاء
يقول الله تعالى : ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبـادتي سيدخلون جهنم داخـرين ) ، وقال نبينـا محمد : ( ليـس شيء أكرم على الله من الدعاء ) ، وقــال : ( الدعاء هو العبادة ) .
فكم من بلاءٍ رُدَّ بسبب الدعاء وكم من مصيبةٍ كشفها الله بالدعاء ، وكـم من ذنبٍ ومعصيةٍ غفرها الله بالدعاء . وكم من رحمةٍ ونعمـةٍ ظاهـرةٍ وباطنـةٍ استُجلبت بسبب الدعاء من نصرٍ وعزٍ وتمكينٍ ورفـع درجـاتٍ فـي الدنيـا والآخرة ، فلله ما أعظم شأن الدعاء .
وفي الحديث الصحيح عن النبي أنه قال : ( الدعاء هو العبادة ) وهذا لعظم شأنـه وجلالـة أمره ، وقد تكاثـرت نصوص الشرع المطهر على الترغيب في الدعاء لأهميته .
شروط الدعاء وآدابه
إن للدعــاءِ شروطًا وآدابًا كثيرة منـها : أنْ يكونَ الداعي متوجهـًا إلى الله وحــده طيِّـبَ المطعـم والملبس والمسكن والمكسب غيرَ معتدٍ في دعائه بإثمٍ أو قطيعةِ رَحَمٍ غيـرَ مستعجـلٍ ولا مستبطـيءٍ الإجابة ولا قانط ، فإنَّ العبدَ يدعو ربًّا كريمًا . وأنْ يكـون الداعـي مُوقِنًا بالإجابة ، داعيــًا بصوتٍ منخفـضٍ خفي ، قـال تعـالى : ( ادعوا ربكم تضرُّعًا وخُفْية ) .
ويُستحبُّ رفعَ اليدين حالَ الدعـاءِ ضامًّا إحداهما للأخرى ، فإنَّ رَفْعَ اليدين من أسباب الاستجابة كما في قول النبي : ( إنَّ ربـَّكم حَيِيٌ ستيرٌ يستحي من عبده إذا رفع يديه أن يردَهُما صِفْرًا ) .
أسباب الإجابة
إن دعوة المؤمن لا ترد ، والخير فيما يختاره الله له من : تعجيل الإجابة ، أو يُعوّضه الله له بما هو أولى له عاجلاً أو آجلاً ، بأن يدفع عنه من السـوء مثلها ، أو يدخره الله له في الآخـرة خيرًا مما سأل .
إذًا فعلى الدّاعي الأخذُ بأسباب الإجابة الباطنة والظاهرة : أما الباطنة :
فبتقديم التوبة الخالصة من المـآثم ، ورد المظالم وإطابة المطعم والملبس والمسكن والمركب من الكسب الحلال واجتناب المحرمـات ، والثقة بالله ، وقوة الرجــاء ، وقوة اللجوء إليـه . والأسباب الظاهرة :
فبتقديم عمل صالـح مثل الصدقـة والصلاة واغتنام الأوقـات الفاضلـة والأحوال الصالحة والأماكن الشريفة
من المسائل المتعلقة بالدعاء
1 ـ رفع اليدين بالدعاء :
لا يرفع الداعي يديه حال الدعاء المقيـد بحالٍ أو زمانٍ أو مكانٍ لم يثبت فيه أن النبي رفع يديه ، مثل حال الدعاء في خطبة الجمعة فإنه يُـكره للخطيـب وللحاضرين رفعهما ، إلا إذا استسقى .
2 ـ مسح الوجه باليدين بعد الدعاء :
يجوز مسح الوجه باليدين إذا فرغ من الدعاء في حال كوْنه خارج الصلاة ، لا داخلها ؛ لعدم الدليل الصحيح ـ بل ولا الضعيف ـ الذي يدل على المسح بعـد رفعهما للقنوت في الصلاة .
وقفة قرآنية :
يقول الله تعالى : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريبٌ أجيب دعوة الداعِ إذا دعـانِ ، فليستجيبــوا لي وليؤمنــوا بي لعلهم يرشدون ) . انظر إلى هذه اللطيفة القرآنية ؛ إذ ورد في هذه الآية لفظ السـؤال ولـم يأت بعده لفظ : ( قل ) كما هو في آيـات السؤال الأخرى في القرآن الكريم وفي هذا إشارةٌ إلى رَفْعِ الواسطة بين العبد وربـه في مَقامِ التَعبُّدِ والدعاء .
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________