عنوان الموضوع : ••خادمة في بيتنا•• امرأة تستحق أن أكتب عنها موضوعا في الاسلام
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

••خادمة في بيتنا•• امرأة تستحق أن أكتب عنها موضوعا



السلام عليكن و رحمة الله تعالى و بركاته

موضوع ليس منقولا
و لا شرحا لآية أو حديث

و إنما هو شرح لحال امرأة عملت معنا منذ سنين
و عندما كبُرتُ اكتشفتُ قيمتها

هي
امرأة عادية
فقيرة
توفي زوجها و هي حامل بابنها الاول و الاخير
و لم تتزوج بعده
ربته وحدها
و عملت بجد لتكسب قوت يومها
و اليوم قد تزوج و له ابنة



باتت تغيب كثيرا عنا و لم اعرف لماذا و لم اهتم كفاية لأسأل عنها اصلا

و بعد سنين عادت

لا ادري إن لم ألاحظ شيئا من قبل
لا ادري ألأنه لم يكن موجودا ام لأنني كنت صغيرة

سمعتها مرة من قبل تقول لأمي أنها تبكي فحرقة عندما تشاهد الناس في المسجد يقرؤن القرآن و هي أمية لا تعرف القراءة أو الكتابة

و نحن نبكي لعدم الحصول على ذاك الفستان او ماركة الهاتف او الذهاب لرحلة او او او من الأمور التافهة

و ذات مرة في الليل تسللت إلى المطبخ لآكل
و إذا بي أسمع صوتا في غاية العذوبية و النقاء
كانت جالسة تتلو كتاب الله
و هي التي لم تقرأ يوما و لم تكتب
و هي التي عندها أحفاد الآن
!!
كيف ذلك


جلست استمع لتجويدها و تركت طعامي في حيرة، ذهول، انبهار و جمال
حتى اصدرت صوتا
فتوقفت و خرجت تستطلع الأمر
و وجدتني
فسألتها بخجل
و أخبرتني أنها التحقت بدور محو الأمية
و كل يوم بعد دوامها تذهب للمسجد تحضر الدروس الدينية

و مع الأيام تعالت اصوات مسجل صغير للقرآن
تسمعه خادمتنا ليل نهار
و تحفظ منه سور القرآن
التي و انا في سن شبابي لا احفظ سوى البسيط منه

حتى جاء يوم تودع فيه امي
و علمت يومها انها ذاهبة للعمرة و الحج

لا ادري أكنت سعيدة لها أم حزينة لفراقها
كانت كمثل لي
انا اخجل ان اذكر الله علنا و ابقيه سرا في جوفي لأنه امر لم اعتد عليه امام الناس
و هي لا تكاد تمر عليها لحظة فراغ إلا و تلفظ اسم الله تعالى

و عندما ترى احدا يصلي توصي الجميع بالصمت و الهدوء ليتم الخشوع على اتم وجه
و تقول انه في لقاء مع الله فاحترموا هذه اللحظات

و في ايام رمضان
عندما كان معطم الناس يسهرون للتمتع و مشاهدة التلفاز و الكلام الفارغ
كانت توصينا ان نوقظها في تلك الساعة لكي تذهب للمسجد

كل هذا تذكرته اليوم عندما سألتها عن العمرة
و اخبرتني انه
رغم الحر كاللهيب
و التعب، و انها لا تنام سوى بضع ساعات قليلة
كانت تحت الطاعة و تجتهد فيها
و لم تزر سوقا او موقع سوى للعبادة


هذه المرأة
كم هي عظيمة
رغم ظروفها
و كم مرة رأيتها تبكي
لكن لا تشتكي
و تحمد الله و تكبره و تستغفره و تذكره ليل نهار


أين نحن منها ؟
ما اغنى عنا مالنا؟ نسبنا ؟ جاهنا؟
كل هذه الأشياء التي تهمنا
هل هي فعلا بالقيمة التي نراها ؟
ام ان الشيطان تولى تزيينها في اعيننا ؟!


هلا استفقنا كما استفاقت هذا المرأة البسيطة؟
هلا بدأنا بقراءة القرآن و تدبره و نحن نعرف القراءة منذ سنين، منذ بداية طفولتنا ؟
هلا نشرنا الخير و نحن نعرف الكتابة؟
هلا ذكرنا الله و بحثنا في ديننا و نحن نمتلك كل انواع التجهزة التي تمكننا من الاطلاع على تفاصيل امور ديننا الإسلام؟
هلا نعتبر من هذه المرأة التي دعاها الله لتزور بيته في افضل الأيام؟




و السلام عليكن و رحمة الله تعالى و بركاته








>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================




__________________________________________________ __________

اهلا بك ^.^


__________________________________________________ __________

راااائع جدا
جزاك الله خيرا اختي الكريمه


__________________________________________________ __________

و جزاك بالمثل
اهلا و سهلا بك غاليتي


__________________________________________________ __________

رائع رائع جدا يا اختي تسلم ايديك ... انتي صادقه وين حنا عايشين و نمتلك كل شي كل شي ولا نحمد الله بل نشتكي على كل شي ! حالتنا صعبه جدا ... الله يهدي قلوبنا مثلما هداها .... هي امراه عظيمه ....
موضوعك ما يستحق مني تقيم بل تقيمات .. تقيم فارغ مني لاني داخله من جوال ... وشكرا لموضوع قمة روعه ...