عنوان الموضوع : حديث قدسي - الشريعة الاسلامية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
حديث قدسي
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
يقول الله: إذا أراد عبدي أن يعمل سيئة، فلا تكتبوها عليه حتى يعملها، فإن عملها فاكتبوها بمثلها، وإن تركها من أجلي، فاكتبوها له حسنة، وإذا أراد أن يعمل حسنة، فلم يعملها فاكتبوها له حسنة، فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها، إلى سبعمائة
الشرح:
هذا من فضل الله وإحسانه، أن السيئة لا تكتب إلا إذا عملها، وفيه بيان أن السيئة إذا تركها الإنسان من أجل الله كتبت له حسنة، وأنه إذا هم بها ولم يعملها، فلا تكتب عليه، وإن عملها كتبت عليه واحدة، والسيئة إذا عملها الإنسان، فلها ثلاثة أحوال:
1 - الحالة الأولى: أن يتركها خوفًا من الله، ففي هذا الحال تكتب له حسنة، كما في هذا الحديث إنما تركها من أجلي فإذا هم بالسيئة، ثم تركها من أجل الله وخوفًا منه كتبت له حسنة؛ لأن هذا الخوف وهذا الترك من أجل الله حسنة يؤجر عليها.
2 - الحالة الثانية: أن يترك السيئة عجزًا عنها، فيرد أن يعملها لكنه عجز، عن فعلها، وفعل بعض الأسباب التي تمكنه من فعلها، فهذا تكتب عليه سيئة؛ لحديث القاتل والمقتول في النار، قيل: يا رسول الله هذا القاتل، فما بال المقتول، قال: إنه كان حريصًا على قتل صاحبه فالمقتول في النار؛ لأنه كان حريصًا على قتل صاحبه، لكن غلبه صاحبه وبذل الأسباب التي تمكنه من قتله، لكن ما استطاع ذلك، فعوقب على هذه السيئة لأنه تركها عجزا، فإذا ترك السيئة عجزًا عنها كتبت عليه سيئة. وهذا له حالتان:
الأولى: أن يفعل بعض الأسباب التي تمكنه من فعلها، فهذا يعاقب بالنية وبفعل الأسباب.
الثانية: أن لا يعمل شيئًا من السيئات لكن ينوي فعلها، وهناك مانع يمنعه، فيعاقب على هذه النية السيئة.
3 - الحالة الثالثة: أن يترك السيئة ذهولا وغفلة، لا خوفًا من الله، ولا عجزًا عنها، فهذا لا تكتب له ولا عليه.
فالخلاصة
أن السيئة إن تركها خوفًا من الله، فتكتب له حسنة، وإن تركها عجزًا عنها، فتكتب عليه سيئة، وإن تركها ذهولا وإعراضًا، فلا تكتب له ولا عليه.
أما الحسنة
فإذا هم بها، ولم يعملها كتبها الله حسنة، وإن هم بها وعملها كتبت له عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف، على حسب هذا العمل وتأثيره، وعلى حسب ما يقوم في القلب من الإخلاص، فقد تكتب له الحسنة عشرين، وقد تكتب له ثلاثين، وقد تكتب أربعين، وقد تكتب سبعمائة
كما في النفقة في الجهاد، قال -تعالى-: مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ فهذه سبعمائة حسنة، وهي النفقة في الجهاد، وهذا من فضل الله وإحسانه.
والشاهد قوله: (يقول الله) ففيه إثبات القول لله -تعالى
فائدة:
- كما ذكرنا من قبل، أن الأحاديث القدسية، لفظها ومعناها من الله على الصحيح، لأن الأحاديث كلها معناها من الله، قال -تعالى- وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى
- فالرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يتكلم بهواه، فالسنة كلها معناها من الله ولفظها من الرسول - صلى الله عليه وسلم
- إلا الأحاديث القدسية، لفظها ومعناها من الله، لكن الحديث القدسي غير القرآن فله أحكام تخالف أحكام القرآن.
- فالقرآن تعبدنا الله بتلاوته في الصلاة وخارج الصلاة، ومنها أنه لا يمس المصحف إلا متوضئ وله أحكام أخرى
- أما الأحاديث القدسية، فيجوز أن يمسها وإن لم يكن طاهرًا، ولم يتعبدنا الله بتلاوته، وإنما يقرأ كما تقرأ سائر الأحاديث.
منقول للإفاده
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
جزاك الله خير على هذا الموضوع الرائع
شكرا لك
__________________________________________________ __________
جزانا واياكى
__________________________________________________ __________
جزانا واياكى