عنوان الموضوع : فن إدارة الحوار الأسري رااااااااااااااااااائع حياة اسرية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

فن إدارة الحوار الأسري رااااااااااااااااااائع







لا نستطيع أن نقول: إنّنا نتحاور على نحو جيِّد ومثمر إلا إذا كان بيننا شخص نعتقد أنّه يدير الحوار، ويضبطه، ويوجهه، ويملك الحق والقدرة على إيقافه، ولهذا؛ فإنّ الحوار حين يكون بين الوالدين والأبناء، فإن من المهم أن يعرف الجميع أن فلاناً هو الذي سيدير الحوار، ويحدِّد الوقت لكل متحدث أو محاور، والشيء الطبيعي هو أن يقود الحوار الأب أو الأُم، لكن يظل من المستحسن إسناد إدارة الحوار إلى واحد من الأولاد حتى يتدرّب على ذلك، ويمكن أن يتم ذلك على نحو دوري، في كل جلسة يتولى قيادة الحوار واحد من أفراد الأسرة. بعض الآباء الأذكياء يسندون إدارة الحوار بين الفينة والفينة – عن عمد – إلى المشاغب من الأولاد، وإلى أقلهم إيماناً بالحوار وإهتماماً به، وكثيراً ما تكون النتائج رائعة، حيث يشعر ذلك المشاغب و(تلك المشاغبة) بتحمل مسؤولية نجاح الحوار، ويبدأ بحثّ المشاركين على التأدب بآداب الحوار الجيِّد، ويلتزم هو ومَنْ معهم في ذلك!
وهذه بعض الملاحظات في مسألة إدارة الحوار الأسري:
إذا اتفقت الأسرة على أن توليك رئاسة إحدى جلسات الحوار، فاطلب منها الصلاحيات: قد أكون أصغركم أو أقلكم شأناً، لكن بما أنكم طلبتم مني إدارة هذه الجلسة، فأنا سوف أتصرف وكأني الخبير الوحيد بينكم، وحتى تستقيم الأمور، فأرجو الإلتزام بتعليماتي، وإذا أخطأت في أمر، فأنا أرحب بعد إنتهاء الجلسة بكل ملاحظاتكم وتوجيهاتكم.
من المهم منذ البداية أن يتم تحديد مدة جلسة النقاش، ويُفضَّل إذا كان فيها أطفال دون العاشرة ألا يزيد الوقت المخصص للحوار على نصف ساعة، كما أن من المفضّل دائماً ألا تبحث الأسرة في الجلسة الواحدة أكثر من موضوع، حتى لا تكون النتائج غامضة، وحتى لا يشوش فشل الحوار في موضوع على النتيجة الإيجابية للحوار في موضوع آخر.
منذ البداية يتم تحديد القضية التي تريد الأسرة نقاشها بدقة، ويكون الجميع موافقين على بحثها والحوار فيها، ولاشكّ أن من مهمات مدير جلسة الحوار الأساسية: أن لا يسمح للحوار بالانجرار نحو قضايا جانبية، هذه أسرة اجتمعت للبحث في سبب ضعف أحد أفرادها في (مادة الرياضيات)، وكيفية مساعدته، فأخذ الأخ الأكبر في التنديد بمدرسة ذلك الطفل وإدارتها، والحديث عن سوء التدريس فيها.. إنّ هذا حديث غير مفيد، وهو خارج عن دائرة النقاش، ولو أننا تأملنا في الكثير من حواراتنا لوجدنا أن أكثر من 40% من الوقت الذي نقضيه فيها يذهب للحديث في أمور خارج موضوع الحوار، ومهمة مدير جلسة الحوار التقليل إلى أدنى حد ممكن من هدر الوقت في ذلك.
توزيع الوقت المخصص للحوار بالعدل، ومن الممكن أن يعطي كل واحد من أفراد الأسرة مدة خمس دقائق لتوضيح رأيه، وإذا كان الحوار يتعلق بمشكلة خاصة بواحد من الأبناء، فإن له أن يأخذ وقتاً أطول حتى يوضِّح كل الملابسات؛ بعد إنتهاء الجميع من الحديث يعطى كل واحد فرصة للتحدّث مرّة أخرى مدة دقيقتين أو ثلاث دقائق، حتى يوضح وجهة نظره أكثر، أو يرد على وجهة نظر مضادة لها.
إذا استطاع من يدير الحوار أن يحدد ما هو متفق عليه منذ البداية؛ فهذا شيء جميل جدّاً، وذلك حتى لا يُستهلَك الوقت في الكلام على أمور ليست محل إختلاف، ومن المؤسف أننا على مستوى الأسر، وعلى مستوى الحوارات العامة كثيراً ما نتناقش الساعة والساعتين، وبعد ذلك يقوم مَنْ يقول: ألم أقل لكم: "ليس بيننا خلاف، أو يقول: ألم أقل لكم: الخلاف شكلي، وسواء اتفقنا أم لم نتفق، فإنّ النتيجة واحدة! إذن لماذا تصايحنا وتعكرت قلوبنا، وقتلنا جلسة كان يمكن أن تكون جميلة وممتعة؟! هذه أسرة ترغب في شراء بيت جديد، وكانت قد تفاوضت فيما بينها حول كثير من التفاصيل المتعلقة بذلك، لكنها لم تتمكن من الوصول إلى شيء حاسم، فعقدت جلسة حوارية لإنهاء هذا الموضوع، ومنذ البداية قال قائد الجلسة: أرجو أن لا نناقش التفاصيل التالية؛ لأنّنا متفقون عليها: المنزل يكون في حي الإباء على شارع لا يقل عرضه عن عشرين متراً، ولا يبعد عن المسجد أكثر من مئة متر، وهو مكوّن من طابقين، ولا ندفع الثمن قبل بداية العام الدراسي. إنّ مثل هذا التوضيح لما هو خارج النقاش أمر مهم للغاية؛ لأنّه يساعد على لملمة الموضوع، واختصار الوقت. إذا لم يتمكن المتحاورون من تحديد هذا في البداية، فإن قائد الجلسة يمكن أن يتوقف بعد ربع ساعة من النقاش ليقول: أفهم من كلامكم أننا متفقون على كذا وكذا، فإذا أقروا بذلك؛ لم يسمح لأي منهم بالتحدث فيه فيما بعد.
من أصعب مهام إدارة الحوار: النجاح في إقناع المتحاورين بأنّ الحوار مفيد ومثمر؛ لأنّ المتحاورين إذا لم يشعروا بذلك، فإنّهم لن يتعاملوا مع موضوع الحوار باهتمام وجدية، وربّما ينسحب بعضهم من الحوار منذ بداياته؛ ليقول: الشيء الذي تتفقون عليه فأنا معكم فيه، وذلك لإيمانه بعقم الحوار، وأنّ المتحاورين لن يصلوا إلى أي نتيجة.
يستطيع مدير الحوار جعل المتحاورين يشعرون بفائدته، إذا اتبع الخطوات والملاحظات التي ذكرتها، وركّز على التقدم الذي يحدث في الحوار من خلال الإشارة والتنويه بكل نقطة جديدة يتم الإتفاق عليها، مع الثناء على الأفكار الجميلة التي يطرحها هذا المحاور أو ذاك.
في كثير من الأحيان يتحوّل الحوار من حوار بين أسرة إلى جدال بين الأب والأُم، أو بين اثنين من الأولاد، أو بين البنت وأُمّها، وباقي أفراد الأسرة صامتون، ينتظرون توقف الاشتباك الكلامي الذي طال أمده، وهذا يحدث لأن أحد أفراد الأسرة تكلم بكلام فيه نقد لفرد آخر، أو تهجم عليه.. وإن مهمة مدير الحوار تقليل ذلك إلى الحد الأدنى، ومن الوسائل المفيدة في هذا: ألا يجلس الشخصان المتشاكسان وجهاً لوجه؛ لأن هذا يزيد من تمركز الحوار بينهما، ويثير الإنفعالات المكبوتة، ومنها – أيضاً –: الطلب منهما الكف عن الكلام، إلى أن يتم لقاء خاص بينهما برعاية أحد الوالدين لتصفية الجدل الثنائي الذي ثار بينهما، ويمكن لمدير الحوار أن يطلب من كل واحد منهما أن ينظر إليه، وليس إلى الذي يتجادل معه.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


مشكورة موضوع رائع وطرح جميل


__________________________________________________ __________

رائع حبيبتي
شكرا لك على الطرح المفيد
ودي وحبي


__________________________________________________ __________

مشكووووووووووووووووووووورة


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________