عنوان الموضوع : فتية آمنوا بربهم...
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
فتية آمنوا بربهم...
المسلم الحقّ يعلم أنّه وُجِد في هذه الدنيا
لغاية عظيمة وهدف نبيل سامٍ ألا وهو عبادة الله تعالى، وتعبيد الخلق للخالق سبحانه؛ فإنّه
لا يتجاوز بالدنيا حدّها فهي عنده وسيلة وليست غاية، وعلى هذا المعنى العظيم ربّى الرسول
- صلى الله عليه وسلّم - أصحابه عليهم رضوان الله. إنّ سرد مآثرهم هي مثل الخيال من
شدّة روعتها وعلو شأنها. ومن هؤلاء الخالدين الصحابي الجليل ربعي بن عامر فقصته مع رستم
قائد جيوش الفرس في معركة القادسية شاهدة على ما سلف ذكره في مقدّمة الموضوع.
طلب رستم من سعد بن أبي وقاّص أمير جيش المسلمين أن يبعث إليه رسولا يفاوضه
قبل أن يبدأ القتال في القادسية، فبعث إليه سعد "ربعي بن عامر". كان ربعي شابا في
الثلاثين من عمره قصير القامة نحيف الجسم وقد أمره سعد بأن لايغير من حاله شيئ.
فلما وصل إلى معسكر الفرس، أخبروا رستم بوصوله. فأذن له بالدخول وقد زيّنوا المجلس
بالنمارق (الوسائد) الحريرية والمذهّبة، وأظهروا اليواقيت والآلئ الثمينة، وجلس رستم
على سرير من ذهب. فدخل ربعي بثياب صفيقة وسيف وترس وفرس قصير ولم يزل
راكبها حتى داس بها على طرف البساط، ثمّ نزل وربطها ببعض تلك الوسائد التي قطّعها
وأقبل وعليه سلاحه ودرعه. فقالوا له :" ضع سلاحك" فقال:" إني لم آتكم وإنّما جئتكم
حين دعوتموني، فإن تركتموني هكذا وإلاّ رجعت" فقال رستم:" إئذنوا له". فأقبل يتوكأ
على رمحه فوق النمارق فخرقها، وكأنّ لسان حاله يقول لهم عمليا: دنياكم هذه لا تغرّنا
فضلا على أن تَشْغَلَنا. فقال له: "ما جاء بكم؟" قال:" الله إبْتَعَثَنا لنُخْرِج من شاء من
عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل
الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه، فمن قَبِلَ ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه،
ومن أبى قاتلناه حتى نقضي إلى موعود الله." قالوا: "وما موعود الله؟" قال:
" الجنّة لمن مات على قتال من أبى، والظفر لمن بقي." فقال رستم:" قد سمعت مقالتك
فهل لكم أن تأخروا هذا الأمر حتى ننظر فيه وتنظروا؟" قال:" نعم، كم أحبّ إليكم؟ يوما
أو يومين؟" قال رستم:" بل حتى نكاتب أهل رأينا ورؤساء قومنا." قال ربعي :" ما
سنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- أن نؤخر للأعداء عند اللقاء أكثر من ثلاث، فأنظر
في أمرك وإختر واحدة من ثلاث بعد الأجل." وكان يقصد إما الإسلام أو الجِزْية أو الحرب.
قال رستم:" أسيدهم أنت؟" قال ربعي:" لا، ولكن المسلمون كالجسد الواحد يجير أدناهم
على أعلاهم."فإجتمع رستم برؤساء قومه فقال:" هل رأيتم قط أعّز وأرجح من كلام هذا
الرجل؟" فقالوا:" معاذ أن تميل إلى شيئ من هذا وتدع دينك، أما ترى من ثيابه؟"
فقال رستم:" ويلكم لاتنظروا إلى الثياب وأنظروا إلى الرأي والكلام.إنّهم يستخفون بالثياب
والمأكل ويصنون الأحساب."
فلا يصْلُح آخر هذه الأمّة إلاّ بما صَلُحَِ
أولها، إتباع الهدي كتاب الله وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة. فيا قادة المسلمون - وهنا
لا أقصد حكامها بل أقصد الآباء والأمهات في بيوتهم والمعلمون والأساتذة في مدارسهم -
هؤلاء هم القادة الفعليون، كونوا خير قدوة لهذا الجيل فلا تلقنوهم من العلم القشور ولا
تعطوهم مبادئ جوفاء. ولتكن قدوتكم أنتم خير خلق الله.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
نعم لا يصْلُح آخر هذه الأمّة إلاّ بما صَلُحَِ أولها ، إتباع الهدي كتاب الله وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام , وليكن قدوتنا سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام ... ولنتعظ من سيرة وقصص سلفنا الصالح ...
بارك الله فيك عزيزتي موضوع رااائع
وجزاك الله كل خير لما قدمتِ
وجعله في ميزان حسناتك وصالح اعمالك ...
يقيم ويتوج بالنجوم ...
__________________________________________________ __________
يقول الرسول -صلى الله عليه
وسلّم - " أصحابي كالنجوم بأيهم إقتديتم، إهتديتم."
فسيّرهم عطرة حافلة بالعبر والحكمة الربانية.
أشكرك عزيزتي نسمات على الرد الراقي وعلى النجوم والتقييم.
دمت راقية.
__________________________________________________ __________
جزاكِ الله خيراً
موضوع رائع
__________________________________________________ __________
أنت الأروع عزيزتي
الأميرة المحبوبة بمرورك وردّك الراقي.
بارك الله فيك.
__________________________________________________ __________
مشكورة غاليتي على الموضوع القيم
جزاك الله خيرا