عنوان الموضوع : كـل ما تودين معرفته عن حياة البرزخ ( الموت ) من الشريعة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

كـل ما تودين معرفته عن حياة البرزخ ( الموت )








هل يعرف المتوفى اسم من يدعو له؟

يعنى لو دعوت لوالدي هل يعرف أن ابنته دعت له؟


فالظاهر ـ والله أعلم ـ أن الموتى يعرفون من يدعون لهم إذا كانوا يعرفونهم في الدنيا. قال ابن القيم في تهذيب سنن أبي داود وإيضاح مشكلاته قال ابن عبد البر:

ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما من رجل يمر بقبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام. قال: وفيه أيضا نكتة حسنة وهي أن الدعاء بالسلام دعاء بخير. اهـ



هل الشخص المتوفى ذو الأعمال السيئة الذي لم يمت على طاعة الله يعذب منذ نزوله القبر إلى حين يبعثون، أم ليوم واحد عند نزوله القبر، أم لفترة محدودة، أم كيف؟



فإن من توفي من أهل التوحيد والإيمان، ولم يتب مما ارتكبه من الذنوب في حياته، فإنه تحت مشيئة الله تعالى إن شاء عفا عنه وتجاوز فضلا منه تعالى وكرما، وإن شاء عذبه بقدر ذنوبه؛
كما قال تعالى>

مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ.
{الأنعام:160}.
وقال تعالى:
وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ.
{آل عمران:25}.


قال أهل التفسير: لا يبخس المحسن جزاء إحسانه، ولا يعاقب مسئيا بغير جرمه.

وعليه، فإن من عذب في قبره من أصحاب السيئات والمعاصي قد يطول عذابه ويقصر بحسب ذنوبه، ولا يلزم أن يستمر إلى قيام الساعة.
وعذاب القبر قد ثبت بالأدلة الصحيحة، ولكن مقداره وكيفيته بالنسبة لهذا الشخص أو ذاك هي من الأمور الغيبية، ولا يمكن الكلام فيها إلا بتوقيف من الشارع،


هل الأموات تتكلم فيما بينها في المقبرة؟

وقد دلت الأحاديث على أن أرواح الموتى تلتقي في البرزخ وتتكلم فيما بينها فمن ذلك ما رواه الأمام أحمد والنسائي وغيرهما وصححه الألباني من حديث طويل في بيان قبض الأرواح جاء فيه.. فيأتون به أرواح المؤمنين – يعني الذين ماتوا قبله فلهم أشد فرحا من أحدكم بغائبه يقدم عليه ، فيسألونه: ماذا فعل فلان؟ ماذا فعل فلان؟ فيقولون دعوه فإنه كان في غم الدنيا، فإذا قال: أما أتاكم؟ قالوا: ذهب به إلى أمه الهاوية



أريد معرفة معنى البرزخ والحياة الثانية بعد الممات؟
وأريد أن أعرف طريقة عمل الخير ولو كان بالكلام فقط وشكرا على إجابتكم على سوالي.


فإن العبد بعد موته إذا دفن في قبره ترد إليه روحه ويأتيه الملكان يسألانه وبحسب نجاحه في جواب الملكين يكون حاله في حياته البرزخية فمن أجاب إجابة صحيحة كان في روضة من رياض الجنة، ومن أخطأ في الجواب كان في حفرة من حفر النار وضيق عليه قبره.
وأما طريقة عمل الخير فتكون بتعلم ما يريد الله تعالى منا وتطبيقه حسب شرعه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأهم ذلك الفرائض،

لما في الحديث القدسي:
وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وعلى المسلم أن يحرص على عمل الخيرات كلما وجد فرصة، وأن يجعل دائما نصب عينيه
قوله تعالى:
فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ
{الزلزلة:7}





عندما أسلم على أمي المتوفاة عند قبرها، هل يجوز أن أقول السلام عليك يا والدتي فلانة بنت فلان أنا ولدك فلان في الدنيا ؟



فنسأل الله الرحمة والمغفرة لوالدتك، ولا مانع من السلام على والدتك عند زيارة قبرها وقولك يا فلانة بنت فلان أنا ولدك فلان، وسترد عليك السلام، وتشعر بزيارتك لها،

ففي الفتاوى الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية:


وأما علم الميت بالحي إذا زاره وسلم عليه.. ففي حديث ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه، إلا عرفه، ورد عليه السلام. قال ابن المبارك: ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، وصححه عبد الحق صاحب الأحكام. انتهى.



وإن شئت دعوت لها عند قبرها قائما أو جالسا، فالأمر في ذلك واسع، فلم نقف على دليل يخص الدعاء للميت من قيام أو جلوس، لكن لا تجلس على قبرها، فقد ثبت النهي والوعيد في ذلك،


سؤالي هو: ماهي الأشياء التي يحاسب عليها الإنسان في قبره؟
وشكرا.



فالحساب على الشيء هو الاستقصاء فيه والمناقشة؛ كما قال القرطبي في تفسيره، وهو بهذا المعنى يكون يوم القيامة؛ كما ذكرنا ذلك في الفتوى رقم: 60916 .
وأما في القبر فقد يعذب العبد على كل ذنب لم يغفره الله له إذا شاء الله أن يعذبه في البرزخ.
فينبغي للعبد أن يحترز من الذنوب جميعا كبيرها وصغيرها، وأن لا يهون من شأن شيء منها بحجة أنه قد لا يعذب عليه في قبره، وقد ورد في الشرع الإخبار بأن أكثر الذنوب التي يعذب بها الموتى في قبورهم هو عدم التنزه من البول،
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
إن عامة عذاب القبر من البول فتنزهوا منه.

رواه الحاكم والطبراني وصححه الألباني.

وأخطر ما في القبر مما يلقاه الميت هو سؤال الملكين، فإن العبد يمتحن في قبره، ويسأل عن ثلاثة أشياء ذكرناها في الفتوى رقم: 2576.
نسأل الله تعالى أن يثبتنا جميعا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.

هل المتوفى ليلة الجمعة لا يتعرض لعذاب القبر مهما كان عمله؟

فالوقاية من عذاب القبر في حق المؤمن الميت في يوم الجمعة أو ليلتها ورد فيها حديث رواه الترمذي في سننه عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر.

ووصفه الترمذي بكونه غريبا ومنقطع الإسناد، ووصفه الحافظ ابن حجر بأنه ضعيف الإسناد، لكن قال الشيخ الألباني إنه بمجموع طرقه يرتقي إلى درجة الحسن أو الصحة؛ كما في الفتوى رقم: 72241.
وقوله صلى الله عليه وسلم: إلا وقاه الله فتنة القبر، قال المباركفوري في شرح الترمذي عند شرحه للحديث: أي حفظه الله من فتنة القبر أي عذابه وسؤاله، وهو يحتمل الإطلاق والتقييد، والأول هو الأولى بالنسبة إلى فضل المولى. اهـ



لقد سمعت قولاً (أن المؤمن عندما يموت يكون يوم موته هو يوم قيامته أي أن عداد الزمن يتوقف عنده، فهل هذا صحيح، وما هو عذاب القبر وهل يتعذب أهل القبور إلى قيام الساعة أم إلى وقت محدد؟ بارك الله فيكم.


فإن القبر أول منازل الآخرة، إما أن يكون روضة من رياض الجنة وإما أن يكون حفرة من النار، ففي مسند الإمام أحمد وغيره من حديث البراء بن عازب الطويل في شأن المؤمن الصادق أنه يفرش له فراش الجنة ويلبس من الجنة ويفسح له في قبره ويفتح له باب إلى الجنة... وأما الكافر فبالعكس من ذلك يفرش له من النار ويلبس منها ويضيق عليه قبره ويفتح له باب إلى النار.. ونعيم القبر وعذابه مستمر بالنسبة للمؤمن والكافر إلى أن تقوم الساعة.

وأما العصاة فإنهم في مشيئة الله، وقد يعذب البعض بحسب معاصيه، وسبق بيان ذلك بالتفصيل في الفتوى رقم: 45341، والفتوى رقم: 25848 نرجو أن تطلع عليهما وعلى ما أحيل عليه فيهما.
وأما ما سمعت من أن من مات فقد قامت قيامته فالمقصود به أنه يرى ماله من خير وما عليه من شر، وما يروى في هذا على أنه حديث بلفظ: إذا مات أحدكم فقد قامت قيامته.... هو حديث موضوع كما قال الألباني في السلسلة.
والله أعلم.



يتبع........


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================






سمعت ولا أدري ماصحة ماسمعت أن فترة البرزخ تمضي كما يمضي وقت ما بين الظهر والعصر فهل هذا صحيح؟!


فالأمر في ذلك توقيفي لا مجال فيه للاجتهاد والنظر، وإنما نتوقف على ما ورد فيه من الخبر، ولم نقف على خبر في ذلك غير قوله تعالى :
قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ
{المؤمنون: 112 :113}


قال القرطبي: أنساهم شدة العذاب مدة مكثهم في القبور...وقيل استقصروا مدة لبثهم في الدنيا وفي القبور ورأوه يسيرا بالنسبة إلى ما هم بصدده .
وقال تعالى :
إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
{المؤمنون: 114 }

أي ما لبثتم في الأرض إلا قليلاً وذلك أن مكثهم في القبور وإن طال كان منتهياً وقيل هو قليل بالنسبة إلى مكثهم في النار لأنه لا نهاية لذلك . ذكره القرطبي وغيره. وقد بينا حقيقة البرزخ وما ورد فيه في الفتوى رقم :2602 // 10565 . فنرجو مراجعتها والاطلاع عليها . والله أعلم .



إذا كانت الحسنات أكثر من السيئات هل يعاقب الإنسان على السيئات في القبر أو يوم القيامة؟

فإن هذه الأمور المتعلقة بما يحصل في البرزخ لا يمكن الجزم بشيء فيها من غير دليل من الوحي، ولكن الظاهر أن المؤمن إذا كان عنده من الحسنات ما يمحو الله به ذنبه أو تاب توبة صادقة أو ابتلي بمصائب مكفرة، فإنه يسلم بإذن الله من عذاب القبر والآخرة، وإن لم تمحصه هذه الأمور التي ذكرنا في الدنيا، فإنه قد يعاقب في القبر أو يوم القيامة إن لم يتفضل الله عليه بالصفح والعفو والمغفرة.


وراجع لمعرفة مصير من ثقلت حسناته على سيئاته الفتوى رقم: 50871. والله أعلم.



هل قراءة سورة الملك كل ليلة ينجي من عذاب القبر؟



فقد روى الترمذي ، وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن سورة من القرآن ثلا ثون آية شفعت لرجل حتى غفر له. وقال: صلى الله عليه وسلم سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر. رواه الحاكم ولمزيد من الفائدة والأعمال المنجية من عذاب القبر نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 30742



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أنا سيدة توفي عني والدي يرحمه الله منذ أيام ..وأريد أن أعرف ما يلي بارك الله فيكم :


1- هل يجوز للمرأة أن تدعو لوالدها وهي داخل السيارة الواقفة أمام المقبرة العامة لا تدخلها ولكن من الخارج .


2- ما فضل السلام على الأموات ..لي ولهم وهل ترد روح أبي إليه ليرد السلام علي وهل يزيد ذلك في حسناته .


3- هل صحيح أن أبي يأتي إلى بيته يوم الجمعة من كل أسبوع ليرانا كما نسمع .


وجزاكم الله خيراً حفظكم الله.



- فالدعاء للأموات مشروع سواء أتم عند القبور، أم تم بعيداً عنها، أما دليل مشروعيته عموماً دون تقييد بالقرب في قول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له. رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.


وأما الدليل على مشروعيته عند القبور، فما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة أن جبريل قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ....... إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم، قالت: قلت: كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال: قولي: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون.


وبهذا يتبين أن دعاءك بالصفة المذكورة صحيح إن شاء الله، ولمعرفة حكم زيارة النساء للقبور، راجعي الفتوى رقم:


10729.


2- فقد ذكر ابن القيم في كتابه الروح أثراً يدل على أن الله تعالى يرد على الموتى أرواحهم عند السلام عليهم ليردوا السلام، وعزاه لابن عبد البر قال: قال ابن عبد البر: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما من مسلم يمر على قبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام. فهذا نص في أنه يعينه ويرد السلام. انتهى


وكذلك الأمر بالسلام عليهم يدل على سماعهم، لأن السلام خطاب ولا يخاطب إلا من يسمع،

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: لكن أهل القبور هل هم يخاطبون مخاطبة الحجر أو مخاطبة السامع؟


الجواب: الظاهر الثاني أي "مخاطبة السامع". انتهى

واستدل الشيخ ابن عثيمين لذلك بالحديث الذي نقله ابن القيم عن ابن عبد البر.


والميت يستفيد من هذا السلام تخفيف العذاب، لأن السلام على أهل القبور بمعنى السلامة، قال ابن عثيمين رحمه الله: والسلامة لأهل القبور تكون من العذاب، فقد يكون الإنسان معذباً في قبره ولوعذاباً خفيفاً، فإذا سألت الله له السلامة سلم، ثم أنت تسلم على عموم القبور. انتهى من الشرح الممتع.


وقال ابن تيمية: الميت يسمع في الجملة كلام الحي، ولا يجب أن يكون السمع له دائماً، بل قد يسمع في حال دون حال، كما قد يعرض للحي فإنه يسمع أحياناً خطاب من يخاطبه، وقد لا يسمع لعارض يعرض له. انتهى
وراجعي الفتاوى التالية أرقامها:


6746


9853


4276.


3- فزيارة الأموات بيوت الأحياء يوم الجمعة غير ثابتة في الشرع وذلك من الأمور الغيبية التي لا يمكن للعقل الوقوف عليها، وما دام أنه لم يرد النص الشرعي بإثباتها فلا التفات إلى شيء من ذلك، ومع ذلك فإن للروح تصرفات وأحوال في الحياة وبعد الممات، تستفاد من مراجعة الفتوى رقم:

13853، والفتوى رقم:


11722.


والله أعلم.


توفي زوجان في الدنيا هل يكونان زوجين في الحياة البرزخية وهل يعرفان بعضهما ويكونان مع بعضهما؟


فالزوجان المسلمان اللذان ماتا على الإسلام وعلى عقد الزوجية لا ينفسخ عقد زواجهما بموتهما، ويمكن أن تلتقي أرواحهما في البرزخ كما تلتقي سائر أرواح المؤمنين ويتعارفان ويتحدثان، وهذا مذهب جماعة من أهل العلم، وبعد البعث والجزاء يدخلان الجنة بإذن الله تعالى. ولمزيد الفائدة تراجع الفتاوى التالية أرقامها: 152811172216020
والله أعلم.



1- هل يتذكر الميت الدنيا بما فيها من الأسواق والشوارع والأماكن العامة؟
2- هل الشهيدة تعرف بأن زوجها في الدنيا هو زوجها سيكون في الآخرة؟



فأحوال الميت في قبره من الغيب الذي لا يثبت إلا بالدليل الصحيح من الكتاب والسنة، ولم نقف على دليل يثبت أن الميت يتذكر ما في الدنيا من أسواق وشوارع.
وحسب المؤمن أن يعتقد أن الميت يسأل في قبره ويكون معه عمله الصالح أو السيء، وينعم ويعذب على ما ثبتت به النصوص، وقد ثبت أن أرواح المؤمنين تسأل من قدم بعدهم من الموتى عن أناس من أهل الدنيا، وقد سبق هذا في الجواب رقم: 14368.
2/ فقد سبق بيان زواج المرأة في الآخرة في جواب سابق برقم: 2207، وليس فيه تعرض للشهيدة، ولكن حكمها في ذلك حكم غيرها.
والله أعلم.


ما هو البرزخ؟
هل يعيش المسلم العاصي في حياة البرزخ؟

فالبرزخ في اللغة : الحاجز بين الشيئين.
قال في القاموس : الحاجز بين الشيئين ، ومن وقت الموت إلى القيامة ، ومن مات دخله ، انتهى .
فالبرزخ فترة زمنية تمر على كل ميت ، مسلم أو كافر ، صالح أو طالح ، ويجري خلالها فتنة القبر وهي سؤال الملكين ، ثم النعيم أو العذاب ، فالدور ثلاث : دار الدنيا ، ودار البرزخ ، ودار القرار .
والحياة في البرزخ مغايرة للحياة في الدنيا ، وللروح فيها تعلق بالبدن ، وإن فارقته في وقت ، ردت إليه في وقت آخر ، كوقت السؤال ، أو النعيم أو العذاب ، وعند سلام المسلم عليه ، ولا يعلم حقيقة هذه الحياة وكيفيتها إلا الله .
والحاصل أن المسلم العاصي وغيره لا بد أن يمر بمرحلة البرزخ ، وهو فيها إما منعم أو معذب حتى يبعثه الله .
والله أعلم .

أجيبوني على السؤال التالي أثابكم الله، عندما يموت الإنسان ويدفن ويجيئه الملكان للسؤال هل تنفخ فيه الروح في كامل جسده أم في جزء منه، وهل يكون الميت لحظتها راقداً كما يوضع أول مرة في القبر أم يكون جالسا؟

فإن الميت تعاد روحه إليه عند السؤال في القبر كما ثبت في حديث البراء الذي رواه أحمد وغيره وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فتعاد روحه في جسده، فيأتيه ملكان فيجلسانه، فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله. فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله، فيقولان له: وما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت. الحديث، وهذا الحديث صححه الأرناؤوط والألباني.

قال العلامة المناوي في شرحه للحديث عند قوله (فيقعدانه) قال: حقيقة بأن يوسع اللحد حتى يجلس فيه، زاد في رواية فتعاد روحه في جسده، وظاهره في كله، ونقله المصنف في أرجوزته عن الجمهور، لكن قال ابن حجر ظاهر الخبر في النصف الأعلى وجمع بأن مقرها في النصف الأعلى ولها اتصال بباقيه. انتهى.
وليعلم أن أمور الآخرة من أمور الغيب التي يجب الإيمان بما ثبت منها في الوحي وعدم التقول فيما لم يثبت، وقد قال بعض الفقهاء: لا تطلب التحقيق في أمور الآخرة، ويقال لمن سأل عن هذا: سترد فتتعلم.
والله أعلم


يتبع........




__________________________________________________ __________





ما الذي يؤنس الميت صاحب العمل الصالح وهو في القبر في الفترة من موته إلى يوم القيامة؟ وهل ترجع له روحه ويعود كما لو كان في الدنيا وهو في عالم البرزح؟.


فإن الذي يؤنس الميت في قبره هو عمله الصالح الذي كان يعمل في الدنيا ـ من أداء الفرائض والنوافل وتلاوة القرآن وأعمال الخير ـ فيأتيه في صورة رجل جميل حسن الوجه طيب الرائحة،كما جاء في حديث البراء بن عازب الطويل المرفوع:

قَالَ وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ، فَيَقُولُ أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ، فَيَقُولُ لَهُ مَنْ أَنْتَ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ الذي يَجِيءُ بِالْخَيْرِ، فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ، فَيَقُولُ رَبِّ أَقِمْ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي.
الحديث رواه الإمام أحمد في المسند، وصححه الأناؤوط وانظر الفتوى: 10565.


وأما رجوع روح الميت إليه في البرزج:

فقد قال أهلالعلم: إنها ترجع إليه رجوعا خاصا وفي بعض الأوقات كردها عند سؤال الملكين وتسليم المسلم عليه عند زيارته له، وهذا الرد لا يوجب حياة البدن قبل البعث، ولا يكون به الميت كما كان في الدنيا، فالحياة البرزخية حياة خاصة لا نعلم عنها إلا ما جاء في نصوص الوحي فهي تختلف عن الحياة الدنيوية وعن الحياة الأخروية، ولكنها تقتضي معرفة الميت لمن يزوره من الأحياء وسماعه لخطابهم ـ على الراجح كما قال الإمام ابن القيم في كتاب الروح: والسلف مجمعون على هذا وقد تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف زيارة الحي له ويستبشر به./وللمزيد ـ عن الحياة في البرزخ ـ انظر الفتويين رقم: 2602، ورقم: 104289، وما أحيل عليه فيهما.والله أعلم.



هل يجوز أن أرسل عن طريق الإيميل بعض الأدعية والأذكار أو أي شي ينفع المسلمين مثل: أن أبعث شرح حديث معين وفضله وأحتسبه كصدقة جارية، أو أن أشتري كتابا دينيا قيما وأهديه إلى بعض الأشخاص ويكون صدقة جارية لي أو لغيري؟ وهل يجوز ـ إن كان لي أجر من الله تعالى على ذلك الفعل ـ أن أهبه لأمي ـ رحمها الله؟ وهل تنتفع بهذا الأجر في قبرها ويوم القيامة؟وكيف ينتفع الميت بدعاء الناس له والصدقة عنه؟



فما تريد أن تقوم به من إرسال أدعية وأذكار أو أي شيء مما ينفع هو من الدعوة إلى الخير والتواصي بالحق ومما تؤجر عليه ـ إن شاء الله تعالى ـ

فقد قال سبحانه:
وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
{فصلت:33<>

وقال صلى الله عليه وسلم: لَأنْ يَهْدِي بَكَ اللهُ رجلاً واحداً خيرٌ لكَ مِنْ حُمْرِ النعم.
متفق عليهوقال صلى الله عليه وسلم: من دل على خير فله مثل أجر فاعله.
رواه مسلم

وقال صلى الله عليه وسلم:

مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الأَجْرِ مِثْلُ أَجُورِ مَنْ تبعه، لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئاً.
رواه مسلم



فقد نص العلماء على أن الصدقة الجارية محمولة على الوقف الذي يحبس أصله ويبقى الانتفاع به، كما بينا في الفتوى رقم: 43607، فراجعيهاويجوز إهداء ثواب الأعمال للميت ـ على الراجح من أقوال العلماء ـ وعليه،

فيجوز لك إهداء ثواب هذا الفعل لأمك وسينفعها هذا ـ إن شاء الله تعالى ـ
وكذلك الدعاء والصدقة مما ينفعان الميت بإجماع العلماء، فيصل للميت ثوابهما ويخفف الله عنه بهذا الثواب أو يرفع به درجاته، وراجعي فيما ينفع الميت من أعمال الأحياء الفتاوى التالية أرقامها: 56783، 69795



وأما عن تبشير الميت بصلاح ولده من بعده، فهذا قول مروي عن مجاهد ـ رحمه الله ـ وهو من التابعين ـ رواه ابن أبي الدنيا في كتاب المنامات،
وصححه ابن القيم في كتاب الروح، ونصه قال مجاهد: إن المؤمن ليبشر بصلاح ولده من بعده لتقر عينه.

عَمَّنْ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:

قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَى أَقَارِبِكُمْ وَعَشَائِرِكُمْ مِنَ الْأَمْوَاتِ، فَإِنْ كَانَ خَيْرًا اسْتَبْشَرُوا بِهِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ، قَالُوا: اللهُمَّ لَا تُمِتْهُمْ، حَتَّى تَهْدِيَهُمْ كَمَا هَدَيْتَنَا.قال الهيثمي في مجمع الزوائد: فيه رجل لم يسم.



وقال الشيخ الألباني ـ عن هذا الحديث ـ في ضعيف الجامع: ضعيف، ثم تراجع الشيخ وصححهفي السلسلة الصحيحة. وقال الشيخ الأرنؤوط في تحقيق مسند الإمام أحمد: إسناده ضعيف، لإبهام الواسطة بين سفيان وأنس، وهذا الحديث تفرد به الإمام أحمد، وفي الباب عن أبي أيوب الأنصاري عند الطبراني في ـ الأوسط ـ لكن إسناده ضعيف جداً، فيه مسلمة بن عُلَيّ الخشني، وهو متروك الحديث، فلا يفرح به. اهـ

ففي حديث أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ: إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ. وفي مسند الإمام أحمد عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَرْفَعُ الدَّرَجَةَ لِلْعَبْدِ الصَّالِحِ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَنَّى لِي هَذِهِ فَيَقُولُ: بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ.حسنه الحافظ العراقي في تخريج الإحياء، وصححه ابن كثير في التفسير، والشوكاني في نيل الأوطار، وحسنه الألباني وشعيب الأرنؤوطوغيرهموقد ذكرنا المقصود بقوله: ولد صالح يدعو له.وكلام العلماء حول ذلك في الفتوى رقم: 51983، فلتراجع





عند طلوع الروح هل ترجع للميت للحظات بعدها ؟


فبعد خروج روح الميت من جسده تعاد إليه في قبره بعد الدفن لسؤال الملكين كما ثبت في حديث البراء الثابت في مسند الإمام أحمد, وقد صححه الشيخ الألباني وغيره, كما تقدم في الفتوى رقم : 61681 .
والله أعلم .








هل يسأل الطفل أقل من خمس سنوات بعد الموت؟


فقد اختلف أهل العلم في سؤال الصبيان فقيل لا يفتنون، لأن المحنة إنما تكون للمكلفين وقيل يفتنون، وحجة من قال إنهم يسألون: أنه يشرع الصلاة عليهم والدعاء لهم وسؤال الله أن يقيهم عذاب القبر وفتنة القبر، كما ذكر مالك في موطئه عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على جنازة صبي فسمع من دعائه: اللهم أعذه من عذاب القبر.

قالوا: والله سبحانه يكمل لهم عقولهم، ليعرفوا بذلك منزلتهم، ويلهمون الجواب عما يسألون عنه، قالوا: وقد دلت على ذلك الأحاديث الكثيرة التي فيها أنهم يمتحنون في الآخرة، وحكاه الأشعري عن أهل السنة والحديث، فإذا امتحنوا في الآخرة لم يمتنع امتحانهم في القبور.

واحتج من قال إنهم لا يسألون:
بأن السؤال إنما يكون لمن عقل الرسول والمرسل، فيسأل:
هل آمن بالرسول وأطاعه أم لا؟
فأما الطفل الذي لا تمييز له بوجه ما، فكيف يقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم؟
ولو رد إليه عقله في القبر فإنه لا يسأل عما لم يتمكن من معرفته والعلم به، ولا فائدة في هذا السؤال، وهذا بخلاف امتحانهم في الآخرة، فإن الله سبحانه وتعالى يرسل إليهم رسولاً، ويأمرهم بطاعته، وعقولهم معهم، فمن أطاعه منهم نجا، ومن عصاه أدخله النار.
وأجابوا عن أدلة الأولين بحديث أبي هريرة ليس المراد بعذاب القبر فيه عقوبة الطفل على ترك طاعة أو فعل معصية قطعاً، فإن الله لا يعذب أحداً بلا ذنب عمله، بل عذاب القبر قد يراد به الألم الذي يحصل للميت بسبب غيره، وإن لم يكن عقوبة على عمله، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه. أي: يتألم بذلك ويتوجع منه، لا أنه يعاقب بذنب الحي لقول الله تعالى: وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام:164}،

وهذا كقول النبي صلى الله عليه وسلم: السفر قطعة من العذاب. فالعذاب أعم من العقوبة، ولا ريب أن في القبر من الآلام والهموم والحسرات ما قد يسري أثره إلى الطفل فيتألم، فيشرع للمصلي عليه أن يسأل الله تعالى أن يقيه ذلك العذاب، ومن أراد الاستزادة في هذا الموضوع فليرجع إلى كتاب الروح لابن القيم رحمه الله.
والله أعلم.




هل يشعر الميت بالدود وهو يأكل جسده؟

فإن أجساد الناس كلهم (صالحهم وطالحهم) عرضة لأن تتحلل وتبلى ويأكلها التراب، إلا أجساد الأنبياء، فإن الله تعالى حرم على الأرض أن تأكلها؛ كما في سنن النسائي وابن ماجه وغيرهما،

فقد جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظماً واحداً، وهو عجب الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة.


فإذا كان الشخص مؤمناً صالحاً مستقيماً... فإنه لا يحس بتحلل جسده لما في إحساسه لذلك من العذاب له الذي يتنافى مع رحمته التي تواترت بها نصوص الوحي من الكتاب والسنة، ولذلك قال ابن عمر: إن هذه الجثث ليست بشيء وإنما الأرواح عند الله. ففي سير أعلام النبلاء: قيل لابن عمر: إن أسماء في ناحية المسجد، وذلك حين صلب ابن الزبير فمال إليها فقال: إن هذه الجثث ليست بشيء، وإنما الأرواح عند الله، فاتقي الله واصبري. وهذا في أجساد المؤمنين.
أما أجساد الكفار والعصاة الذين لم يتجاوز الله عنهم فيمكن أن يكون ذلك عذاباً لهم، لما ثبت أن نعيم القبر وعذابه يلحقان الروح والبدن معاً كما هو اعتقاد أهل السنة، وسبق بيانه بالأدلة واقوال أهل العلم في الفتوى رقم: 4314، والفتوى رقم: 58523.
والله أعلم


منقوووووووووووووووووول للامانه

.


__________________________________________________ __________

مشكووووووووووووووووورة


__________________________________________________ __________

ولك الشكر على المرور


__________________________________________________ __________

الله يرحمنا يوم لاراحم الاهو واحسن ختام اعمالنا وامتنا على الاسلام وابعثنا على الاسلام وارحمنا فوق الارض وارحمنا تحت الارض وارحمنا يوم العرض اللهم امين وجزاك الله الف خير وجعله في موازين حسناتك