عنوان الموضوع : ما حكم مدح الكفار
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
ما حكم مدح الكفار
ما الرد على من يقول : إنه لا ولاء ولا براء في الكرة ويستشهد بمشاهدة عائشة للعب الأحباش؟
الشيخ عبد الرحمن السحيم
بارك الله فيك وأسعدك ووفقك وأرضاك ووسَّـع الله عليك بما توسِّـع به على عباده بالعِلم ورفع الجهل
فضيلة الشيخ انتشر كلامًا لأحد المختصين في الطب النفسي حول عقيدة الولاء والبراء في كرة القدم وحول معاملة الرسول عليه الصلاة والسلام لو استقبل لاعبًا كافرًا
فقال :
- إن الرسول صلى الله عليه وسلم لو قابل (ميسي) [يعني:اللاعب الأجنبي] سيبتسم له ويحسن جداً ضيافته ثم يدعوه لاحقا
- لو أن (ميسي) - كما يقولون - قد سب المسلمين لأصررت أكثر على حسن ضيافته حتى يرى عكس ما قد اعتقد فعل حبيبنا عليه السلام ( ثمامة بن أثال مثالا )
- لو قابلت (ميسي) لأبديت له إعجابي بإبداعه برقي خال من الذهول فالتقدير حق للمبدع و أدب الضيافة واجب علينا و من ذلك ذكر محاسن الضيف
- لا أدري لماذا يصر البعض على النظر تحريماً و تحليلاً للرياضة و الفن على حد سواء !!
- لو قابل ابني (ميسي) و طلب التصوير معه فهذه رغبة مباحة له لا يليق بي رفضها أعطِ أبناءك رغباتهم المباحة يعطوك الواجبات التي تحبها
- على رواد أي بلد بدلاً من معاتبة شبابهم على تعلقهم برائد خارجي ( (ميسي) نموذجاً ) أن يراجعوا ريادتهم إنها الإيجابية بدلاً من التملص من الدور
- إذا جعلت (ميسي) متعة في يدك فما أحلاها من متعة و إذا جعلته يخالط شغاف قلبك فيسيطر على واجباتك و اهتماماتك فالأمر مختلف
- لا تستنقصوا (ميسي) فهو رائد فريد في مجاله بدلاً من استنقاصه اجعلوه أحد نماذج النجاح و ليس الاقتداء لأبنائكم
- بعيداً عن المثالية المزعومة فإن تصوير بعض المراهقين مع (ميسي) حاجة نفسية طبيعية لأن المراهق يحتاج لنموه رمزاً فإن لم يجده في مجتمعه استورده
- ما أكتبه بشأن (ميسي) ليس استنباطات فقهية بل آداب دينية غفل عنها البعض فأذكرهم بها .
وقال : هل تمنع عقيدة الولاء و البراء الاستمتاع بفن اللاعب (ميسي) !؟ مشاهدة أمنا عائشة رضي الله عنها للأحباش وهم يلعبون متعة بلا موالاة !!
فما حُـكم أقواله تلك - أحسن الله إليكم ورفع الله قَـدركم - ، وهل يجوز إبداء الإعجاب بالكافِـر أيًا كان توجهه ؟
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
الله المستعان ، وعليه التكلان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ونعوذ بالله من الخذلان .
هذا الكلام باطل ، والخوض في المسائل الشرعية ، يلزم المتكلِّم فيه أن يكون من أهل العِلْم ، وأن يُحسِن الاستدلال ، بحيث يَعرِف صِحّة الدليل وصِحّة الاستدلال .
وبُطلان هذا القول مِن وجوه :
الأول : أن النبي صلى الله عليه وسلم أمَر بإخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب ، فقال : لأُخْرِجَنَّ الْيَهُودَ ، وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ حَتَّى لاَ أَدَعَ إِلاَّ مُسْلِمًا . رواه مسلم .
وقال عليه الصلاة والسلام : أَخْرِجُوا المُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ العَرَبِ . رواه البخاري ومسلم .
والنصراني كافر مُشْرِك ، فيجب إخراج النصارى من جزيرة العرب من جهة أنهم نصارى ، ومن جهة أنهم مُشْرِكون .
قال الله عزّ وَجَلّ عن النصارى : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) .
قال ابن عمر رضي الله عنهما : لاَ أَعْلَمُ مِنَ الإِشْرَاكِ شَيْئًا أَكْبَرَ مِنْ أَنْ تَقُولَ المَرْأَةُ : رَبُّهَا عِيسَى ، وَهُوَ عَبْدٌ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ . رواه البخاري .
وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة :
لا يجوز للمسلم أن يستخدم كافرا كخادم أو سائق أو غير ذلك في الجزيرة العربية ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أوْصَى بإخراج المشركين من هذه الجزيرة، ولِمَا في ذلك مِن تقريب مَن أبعده الله، وائتمان مَن خوَّنه الله ، ولِمَا يترتب على الاستخدام مِن المفاسد الكثيرة . اهـ .
وقال شيخنا العلامة الشيخ ابن باز رحمه الله عن استقدام الكفار مِن أجل العمل : فهذا أمْر لا يَجوز، لِمَا في ذلك مِن تقريب مَن أبعده الله، وائتمان مَن خوَّنه الله . اهـ .
الثاني : أن اليهودي والنصراني ليس أهلاً للتكريم ، بل هو مَحَلّ الإهانة والتضييق ؛ لأنهم يقولون على الله قولاً عظيما .
قال الله تعالى عن اليهود : (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ) .
وقال عن النصارى : (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا) .
ولذا قال عليه الصلاة والسلام : لا تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَلا النَّصَارَى بِالسَّلامِ ، فَإِذَا لَقِيتُمْ أَحَدَهُمْ فِي طَرِيقٍ فَاضْطَرُّوهُ إِلَى أَضْيَقِهِ. رواه مسلم .
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
جزاكِ الله خيراً
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________