عنوان الموضوع : الطريق إلى حسن التبعل وسعادة الزوجين أرجو التثبيت حياة زوجية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

الطريق إلى حسن التبعل وسعادة الزوجين أرجو التثبيت






الطريق إلى حسن التبعل وسعادة الزوجين
(1/ 9)

إذا صدقتُ معكم في هذه الكلِمات، فسأكون صريحًا لدرجة أعلم أنَّها قد تثير لدى البعض اعتراضًا أو استياءً؛ لكن: ما باليد حيلة، ولا بدَّ ممَّا لا بدَّ منه، ولكنِّي أيضًا سأعتمد في بعض المواقف على الإشارة؛ وكلُّ لبيبٍ بالإشارة يفهم، والحر تكفيه القرينة!

على أنَّني لن آتي في ذلك ببدْعٍ من عندي، كما أظنُّ أنني لن آتي بجديد في الأساس، إلاَّ إذا كان في بعض تركيبات الألفاظ واستنباط الأفكار والمعاني، وعلى الله اتكالي.

قد يكون من إضاعة الوقت والجهد أن أذكُر هنا أنواع المشكِلات والشَّكاوى التي تتقدم بها زَوْجاتٌ، مِنْ هجْر أزواجِهِنَّ لهنَّ، أو جفوتهم في معاملتِهِنَّ، أو التطلُّع إلى غيرهن، إلى غير ذلك مما أصبح معلومًا من أحوالنا الاجتماعيَّة بالضرورة.

ولذلك فسوف أقصد إلى ذِكْر المقصود دون تقديمٍ له، وسأجتهِد في التَّدليل على كلِّ ما أذْكر ممَّا يفتح الله به على عبدِه من الأدلَّة، وبالله أستعين.

المفتاح:
يُحكى أنَّ امرأةً كانت تعيش في خلاف مع زوجِها، فنصحتْها صديقةٌ لها أن تذهب إلى حكيم؛ علَّه يستطيع أن يُذْهب عن بيتها تلك الخلافات، فذهبتِ المرأة إلى الحكيم وعرَضَت عليْه مشكِلتَها، ووعدَها الرَّجُل أن يُساعِدها؛ ولكن شريطة أن تُحْضِر له ثلاثَ شعرات من جِسْم أسد.

وخرجت المرأة من عنده، وهي تفكِّر في وسيلةٍ تحضر بها الشَّعرات الثَّلاث من جسم الأسَد، ثُمَّ هُدِيت إلى أن تأخُذ حَمَلاً وتغْدو به إلى الغابة، وحين يهجم عليْها الأسد ترمي بالحمل إليه ليلْتَهِمه وينصرف عنها.

وفعلت المرأة ذلك عدَّة أيَّام حتَّى تألَّفها الأسد، وأصبح يتقرَّب منها في ودٍّ، وذات يوم ركبت المرأة على ظهْر الأسد، فوجدتْ نفْسَها قادرةً على ثلاثِ شعراتٍ من لبدته، فأخذتْها على الفوْرِ وذهبتْ بها إلى الحكيم، فلمَّا رأى الحكيم الشَّعرات الثلاث، قال لها: إذا كُنْتِ قد استطعتِ ترْويض الأسد، أفلا تستطيعين ترويض زوجِك[1]؟!

وسواء أكانت هذه القصَّة حقيقة أم خيالاً، فإنَّ ما يَعنينا هنا هو المعنى المُسْتفاد من روايتِها، وبظنِّي أنَّ ذلك مما لا يحتاج إلى عميق تفكير، ولنقُل إنَّ القاعدة المستنبطة من ذلك هي:
إنَّ للمرأة الدَّور الأكبر في جذْب زوْجِها نَحوها من أجل هناءةِ حياتِهما الزَّوجيَّة.

وإذا سارعت قارئةٌ بالسؤال: ولماذا لا تخاطب الرجال وتعِظُهم بما تعظ به النساء، وقد تعلم أنَّ فيهم من الانحرافات والمعضلات ما لا يُرضي الله ورسوله، ولا تصبر عليه زوجة؟!

فإنَّني أقول: إنَّ لهذا موضعًا آخر، ولكنِّي أعتقِد أنَّ ميزان البيت العاطفي هو بيديْك أنت أيَّتها الزَّوجة، فهيَّا بنا إلى هذين السؤالين:
الأوَّل: ما هي أسباب وعوامل جاذبيَّة المرأة لزوجها؟
والآخر: ما هي مكدِّرات الصفاء؟

أوَّلا: عوامل الجاذبية عند المرأة نحو زوجها:
لو تفكَّرنا قليلاً فيما حولنا، لوجدنا المرْأة في زمانِنا هذا قد تمَّ استِغْلالُها في مجالاتٍ غير مشْروعة؛ فقد اتَّجروا بكلِّ شيءٍ في جسدها: حركاتها وسكَناتها، صوْتها وصمْتها، شكْلها وجوهرها، إغراءاتها ومتعتها، وكلِّ شيء عندها، وذلك في غير ما أحلَّ الله، مبْتغين من ذلك عرَض الدُّنيا وإشْباع النزوات.

وفي المقابل هناك مجتمعات متمسِّكة بعادات وتقاليد، ترفض كافَّة هذه الأشْكال رفضًا مطلقًا، وتعلن أنَّ هذا فساد يجب محاربته، أو على الأقل تجنُّبه ومقاطعته.

لكن قواعد الاستِقْرار الاجتِماعي تبدو مهتزَّة في كلا الجِهتين، مع تفاوُت كبير بيْنهما بالطَّبع، فالاهتِزازات الأولى متتابعة ومدمِّرة، كالمنطقة التي اشتهرت بالزَّلازل والبراكين، وأضْحى أهلها لذلك يعرفون؛ لكنَّهم ممَّا قيدوا به أنفُسَهم هناك لا يستطيعون منها فكاكًا؛ إلاَّ من رحِم الله.

أمَّا الاهتزازات الأخرى، فمتباعدة ومتفاوتة في القوَّة والأثر، فتارة تحدث اضطرابات واختلافات، وتارة تقترب من الإطاحة بأُسُس الحياة الاجتماعيَّة الهادئة.

وإذا كان عدم الاستِقرار مفهومًا ومبررًا في النَّوع الأوَّل، فإنَّه غير مفهوم ولا مبرَّر في النَّوع الثاني، وهنا تكمن المشكِلة.

والحاصل: أنَّ نِسْوة المجتمعات المتمسِّكة بعاداتها - أعْني من التي تعاني التصدُّع - قد فهمن الأمر على غير محمله، أو فهِمْنه فهمًا منقوصًا، فنحن جميعًا متَّفِقون على رفْض ابتِزاز المرْأة واستِغْلالها الشَّنيع في غير محلِّه، غير أنَّ أحدًا منَ النَّاس لم يذْكُر أنَّ هذه المظاهر مرفوضة كذلِك في منزلها ومع زوجها.

وهنا تبدو مشكلة جديدة، مفادُها أنَّ هؤلاء النِّسوة المحافظات قد لا يُمانِعن في أن يكنَّ داخل المنزل ومع أزواجِهنَّ على الهيئة والصورة التي يريد، لكنَّ كثيراتٍ منهنَّ لا يمتلكن المواهب التي تُمكِّنهن من القيام بهذا الواجب، فالعلم بالتعلُّم، وهذا أيضًا من العلم.

وإذا كان ذلك كذلك، فإنَّ واجبًا جديدًا سوف يُضاف إلى الواجبات المطلوبة من هؤلاء السيِّدات، ألا وهو: التمرُّس والتمرُّن على مثل هذه الأعمال حتَّى يستطِعْن أداءَها أداء الاحتراف، لا أداء الهواية.

إنَّ كلِماتي هذه حمَّالة أوجُه، ولكنِّي منذ البداية - بل وقبْلها - أقول: إنَّني لا أعني منها إلا الوجْه الذي يتَّفق مع شريعة الإسلام ثمَّ مع عاداتنا الأصيلة، وهي لا تعْدو معنى قول الله - سبحانه -: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الآَخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}[2].

إنَّ من المتَّفق عليه أنَّ على المرأة أن تُعفَّ زوجها وتشْبِع لديْه كلَّ ما تستطيعه من رغبات الوصال والمتْعة الحسيَّة والمعنويَّة، بما في ذلك متعة الجنس والعين، والأُذُن واللَّمس، وكلُّ ذلك في حدود ما شرع الله تعالى: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ}[3].

وفي إطار ذلك يُروى عن أسماء بنت يزيد الأنصاريَّة: أنَّها أتت النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - وهو بين أصحابه فقالت: بأبي أنتَ وأمِّي، إنِّي وافدة النساء إليك، وأعلم - نفسي لك الفداء - أنَّه ما منِ امرأةٍ كائنة في شرْقٍ ولا غرْب، سمعت بمخرجي هذا إلاَّ وهي على مثل رأيي، إنَّ الله بعثك بالحقِّ إلى الرِّجال والنساء، فآمنَّا بك وبإلهك الذي أرْسَلَك، وإنَّا - معشرَ النساء - محصورات مقصورات، قواعد بيوتِكم، ومقضى شهواتِكم، وحاملات أولادِكم، وإنكم - معاشر الرجال - فُضِّلتم علينا بالجمعة والجماعات، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجِهاد في سبيل الله، وإنَّ الرجل منكم إذا خرج حاجًّا أو معتمرًا أو مرابطًا، حفِظْنا لكم أموالكم، وغزلنا لكم أثْوابكم، وربَّينا لكم أموالكم، فما نُشارككم في الأجر يا رسول الله؟

فالتفت النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم إلى أصحابه - بوجهه كله ثم قال: ((هل سمعتم مقالة امرأة قطّ أحسن من مُساءلتها في أمر دينِها من هذه؟)) فقالوا: يا رسول الله، ما ظننَّا أنَّ امرأة تهتدي إلى مثل هذا، فالتفت النَّبيُّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - إليْها ثم قال لها: ((انصرفي أيَّتُها المرأة، وأعْلمي مَن خلفك من النساء أنَّ حسن تبعُّل إحداكن لزوْجِها، وطلبها مرضاته، واتِّباعها موافقته - يعدِل ذلك كلَّه))، فأدْبرت المرأة وهي تهلِّل وتكبِّر استبشارًا"[4]، ضعَّفه الألباني.

والحقُّ أنِّي أخشى التَّعليق على هذا البيان المعجِز، الذي روي هنا عن الرَّسول الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم - فهو من جوامع الكلِم ونواصع البيان، فتأمَّل!
(2/ 9)

سحر البيان وعشق الآذان:
يروي البُخاري عن ابن عمر - رضي الله عنهما -: أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: ((إنَّ من البيان لسِحْرًا)).

فهل تستطيع الزَّوجة أن تتعلم أبواب هذا السِّحْر وفضائله؟!

لو حاولت ذلك واجتهدتْ فيه، لملكت على زوجِها لبَّه وفؤاده.

أيَّتها الزَّوجة الطيِّبة! أعرف أنَّك لا تحبين الخضوع بالقول، وخاصَّة أنَّك أحيانًا تتعاملين مع أُناس من خارج المنزل، في السُّوق، في العمل، في الهاتف ... إلخ، فأنتِ تَحرصين على ألاَّ يكون بصوْتِك تكلُّف ولا خضوع؛ فيطْمع الذي في قلبِه مرض.

لكنِ اسمحي لي بهذا السُّؤال: هل من المسْتساغ في الحياة الزَّوجيَّة أن يسمع زوجُك منك - دائمًا أو غالبًا - صوتًا مثل هذا الذي تتعاملين به مع غيره من النَّاس؟!

قد تقولين: هذه طبيعتي، وقد تعوَّدت على ذلك، ولا أستطيع أن أغيِّر منها، إنَّ هذا صعب جدًّا.

وقد تكونين معذورة قليلاً؛ لكن ما ذنبُ هذا الرَّجُل الذي تتسلَّل إليه بين حين وآخر أصوات ناعمة ورقيقة من بنات جنسِك؟!

نعم، أنت لستِ مثلَهنَّ، لكنَّك - لا شكَّ - أفضل منهن.

أتعرفين الحكمة التي تقول: لكل مقام مقال، ولكل أرض غرس، ولكل بناء أُس، ولكل ثوب لابس، ولكل علم قابس؟ فهل نَهى الله - تعالى - عن الخضوع بالقول مع الغُرباء ومع الأزواج سواء بسواء؟! إنَّ أحدًا لم يقل بهذا أبدًا.

ربما تسألين: وكيف أستطيع ذلك، بعدما تعوَّدت على طريقة واحدة في الكلام؟

وهنا أقول: العلم بالتعلُّم، وبدون تكلُّف حاولي مرَّة بعد مرَّة؛ ابتغاء مرضات الله، وتحصينًا لأُذُن زوجِك وقلبِه من الغوائل والذنوب، حتَّى وإن كان هو لا يُفْصِح لك بذلك.

يَروي أبو الفرج الأصبهاني[5] عن الأصمعي قال: كان لبشَّار بن برد - الشَّاعر الضرير - مجلس يجلس فيه يقال له "البردان"، وكان النِّساء يحضرْنَه فيه، فبيْنما هو ذات يوم في مجلسه إذ سمع كلامَ امرأة في المجلس فعشِقَها، فدعا غلامه فقال: إذا تكلَّمت المرأةُ عرَّفتُك إيَّاها فاعرِفْها، فإذا انصرفتْ من المجلس، فاتْبعْها وكلِّمْها وأعلِمْها أنِّي لها محبٌّ، وقال فيها:

يَا قَوْمِ أُذْنِي لِبَعْضِ الحَيِّ عَاشِقَةٌ وَالأُذْنُ تَعْشَقُ قَبْلَ العَيْنِ أَحْيَانَا
قَالُوا: بِمَنْ لا تَرَى تَهْذِي! فَقُلْتُ لَهُمْ الأُذْنُ كَالعَيْنِ تُوفِي القَلْبَ مَا كَانَا
هَلْ مِنْ دَوَاءٍ لِمَشْغُوفٍ بِجَارِيَةٍ يَلْقَى بِلُقْيَانِهَا رَوْحًا وَرَيْحَانَا

(انتهى).

وبعيدًا عن بشَّار وما قيل فيه وعنْه، فإنَّ الَّذي يَعْنينا هنا هو المعنى المأْخوذ من ذكر هذه الواقِعة. فإذا كانت الأذُن تعْشَق كما العين، فلِماذا لا تتفكَّر الزَّوجة في بعض النبرات الصوتيَّة التي تلفت بها انتباه زوجِها وتستميله إليْها، سواء أكان ذلك في سياقات الكلام الطبيعيِّ بينهما، أم في سياقات غنائيَّة عارضة، أم في غيرِها، وما لا يتم الواجب إلاَّ به فهو واجب.

ليْس من الطيِّب أن يجلس الزَّوجان دون كلام، إمَّا أنَّ أحدَهما - أو كليْهما - مشغول بشيء: تلفاز، جريدة، كتاب، مجلَّة ... إلخ، والآخَر يظلُّ فترة طويلة ينتظِر كلِمة أو بعض كلمة!

إنَّ الوحشة لا تعني الجلوس وحيدًا، أو بعيدًا عن النَّاس فحسب، وإنَّما قد يُصاب إنسان بوحشةٍ كبيرةٍ وهو يعيش بين النَّاس؛ لأنَّه لا يجد أحدًا من النَّاس يؤْنِسُه بالكلام، ويتجاذَب معه أطْراف الحديث، وفي ذلك يقول الشَّاعر رفعت الصليبي[6]:

إِنِّي غَرِيبُ الدَّارِ فِي وَطَنِي رَغْمَ الصِّحَابِ وَكَثْرَةِ الأَهْلِ


(3/ 9)

الآنسة اللعوب:
أتدْرين - سيدتي - لماذا وُصِفت الفتاة بالآنسة؟ قالوا: لأنَّها تؤْنِسُك بحديثها، ومن أسماء الإناث: إيناس، ومؤنسة، وسمر، وسميرة، وكلُّها في هذا المعنى، وفي الأغاني يقول المتوكل الليثي[7]:

وَفِي الأَظْعَانِ آنِسَةٌ لَعُوبٌ تَرَى قَتْلِي بِغَيْرِ دَمٍ حَلالا[8]



يقول: في هذا الركب المسافِر فتاةٌ تملك عليك لُبَّك وفؤادك، فهي تؤْنِسُك بحديثها، وتغريك بمرحها وحلاوة حركاتها، وها هي تترُكُني وتسافر مع الأظعان، فتستحلُّ بذلك دمي؛ لأنها ستقتلني بفِراقها دون أن أنال منها قصاصًا!

وقد ذكر كثيرٌ من الشُّعراء هاتين الصفتين: الإيناس واللعب، في أشعارهم الغزليَّة، ومن ذلك قول بشار[9]:

وَفِي الحَيِّ الَّذِينَ رَأَيْتُ خَوْدٌ لَعُوبُ الدَّلِّ آنِسَةٌ نَوَارُ


وقول بشر بن أبي خازم[10]:

فَقَدْ أَلْهُو إِذَا مَا شِئْتُ يَوْمًا إِلَى بَيْضَاءَ آنِسَةٍ لَعُوبِ


وله أيضًا:

وَفِي الأَظْعَانِ آنِسَةٌ لَعُوبٌ تَيَمَّمَ أَهْلُهَا بَلَدًا فَسَارُوا


وقول قيس بن الخطيم[11]:

فِيهِمْ لَعُوبُ العِشَاءِ آنِسَةُ ال دَّلِّ عَرُوبٌ يَسُوءُهَا الخُلُفُ


وقول محمود قابادو[12]:

نَفُورُ الدَّلِّ آنِسَةُ السَّجَايَا لَعُوبُ الحُسْنِ بِالأَلْبَابِ قَسْرَا


ومن أمثال العرب: الإيناس قبل الإبْساس، يقال: آنَسه؛ أي: أوْقعه في الأنس، وهو نقيض أوْحشه، والإبساس، الرِّفق بالناقة عند الحلب، وهو أن يقال: بس بس[13].

ويقول محمد بن بشير:

بَيْضَاءُ آنِسَةُ الحَدِيثِ كَأَنَّهَا قَمَرٌ تَوَسَّطَ جُنْحَ لَيْلٍ مُبْرِدِ
مَوْسُومَةٌ بِالحُسْنِ ذَاتُ حَوَاسِدٍ إِنَّ الحِسَانَ مَظِنَّةٌ لِلْحُسَّدِ
وَتَرَى مَدَامِعَهَا تُرَقْرِقُ مُقْلَةً سَوْدَاءَ تَرْغَبُ عَنْ سَوَادِ الإِثْمَدِ


وصف المرأة بإشراق اللون، ومعنى آنِسة: ذات أنس؛ لأنَّ الحديث يُؤنس ولا يَأنس[14].

وفيما يتَّصل بطرق الحديث بين المرأة وزوجها تُورد معاجم اللغة وكتُب الأدب توصيفًا وافيًا لبعض هذه الصِّفات، ومن ذلك ما ورد عند ابن دُرَيْد: الغُنْج: التكسُّر والتدلُّل[15].

ومن "المخصَّص" أنقل هذه الكلِمات ببعض التصرُّف:
نُعُوت النِّساءِ في التَّعَرُّب والضَّحِك: المرأة الشَّمُوع: الضَّحُوك، وهي المَزَّاحة الطَّيبَة الحَدِيث التي تَقْبَلك ولا تُطَاوِعُك على ما سِوَى ذلك، والمرأة المَشْمَعة: المِزَاح، وأنشد:

وَلَوْ أَنِّي أَشَاءُ كَنَنْتُ نَفْسِي إِلَى بَيْضَاءَ بَهْكَنَةٍ شَمُوعِ


وأنشد أيضًا:

سَأَبْدَؤُهُمْ بِمَشْمَعَةٍ وَأَثْنِي بِجُهْدِي مِنْ طَعَامٍ أوْ بِسَاطِ


امرأة شَمُوع: بَيِّنة الشَّماعة، شَمَعَت تَشْمَع شَمْعًا وهو الشِّماع (الشَّمُوعُ: الجاريةُ الحَسَنَةُ الطّيبة النّفس)، البَهْنانَة: الضَّحاكة، الطَّيِّبة الرِّيح، جارِيَة هَأْهَأَة وهَأْهاءَة: خَحَّاكة، والعَرِبَة والعَرُوب والعَرُوبة: المُتَحَبِّبة إلى زَوْجها، تَعَرَّبت المرأةُ للرَّجُل: تَغَزَّلت، امرأة مُحِبٌّ لزَوْجِها وعاشِقٌ، العَطُوف: المُحِبَّة لزَوْجِها، فأمَّا العَطِيف فالذَّلِيلة المِطْواع التي لا كِبْرَ بها، واللَّبِيقة: الحَسَنة الدَّلِّ واللبسة الصَّنَاعُ، وقد لَبِقت لَبَقًا، والوَذَلَة: النَّشِيطَة الرَّشيقَة، الوَذِيلة.

امرأةٌ لَعَّة: خَفِيفةُ الحَركة مَلِيحة، وكذلك لاعَة، وقيل: هي التي تُغازِلك ولا تُمْكنك، امرأة غَنِجَة: حَسَنة الدَّلِّ والاسم الغُنْج، امرأةٌ مِغْناجٌ كذلك، وقد غَنِجَتْ وتَغَنَّجَت، جارِيَة خَنِبَة: غَنِجة، والضَّمْعَج: الجارِيَة السَّرِيعة في الحوائِجِ، التي قد تَمَّ خَلْقُها، المِنْفَاض: الكَثِيرة الضَّحِك والسَّلْحوتُ: الماجِنَة، وأنشد:
تِلْكَ الشَّرُودُ وَالخَرِيعُ السَّلْحُوتْ[16].

(4/ 9)

سحر العيون:
للشُّعراء في آثار العُيون آثار، لو قصَد أحدٌ لِجمعها في سِفر واحد، لاتَّصل في ذلك عنده اللَّيل والنَّهار.

يروي المحبي في "نفحة الريحانة" قول محمد جمال الدين بن عبدالله الطبري[17]:

أَسِيرُ العُيُونِ الدُّعْجِ لَيْسَ لَهُ فَكُّ لأَنَّ سُيُوفَ اللَّحْظِ مِنْ شَأْنِهَا السَّفْكُ


ويقول جرير[18]:

إِنَّ العُيُونَ الَّتِي فِي طَرْفِهَا حَوَرٌ قَتَلْنَنَا ثُمَّ لَمْ يُحْيِينَ قَتْلانَا
يَصْرَعْنَ ذَا اللُّبِّ حَتَّى لا حِرَاكَ بِهِ وَهُنَّ أَضْعَفُ خَلْقِ اللَّهِ أَرْكَانَا


ومعنى كلِمة "حَوَر" كما في "القاموس المحيط": "أن يَشتَدَّ بياضُ بياضِ العَيْنِ وسَوادُ سَوادِها، وتَسْتَديرَ حَدَقَتُها، وتَرِقَّ جُفونُها، ويَبْيَضَّ ما حَوالَيْها، أو شدَّةُ بياضِها وسوادِها، في بَياضِ الجَسَدِ، أو اسْوِدادُ العَيْنِ كُلِّها مِثْلَ الظِّباءِ، ولا يكونُ في بني آدمَ، بل يُسْتَعَارُ لها". انتهى.

وإذا كان اللقاء بين الزَّوجين قد حصل وتمَّ الزَّواج بعد الاطمِئْنان، فإنَّ ذلك يعني أنَّ كليْهِما قد أُعْجِب بالآخر إعجابًا يكفي لاتخاذ قرار الصُّحبة المؤبَّدة، فما الذي يَجري بعد ذلك؟! ولماذا يتوارى سحر العيون وخفَّة الظل خلف سحب كثيفة من هموم الحياة ومتاعبها؟!

لقد وصَّت الأم ابنتَها فقالت: "يا بنية، احْملي عني عشر خصال، تكن لك ذخرًا وذكرًا: الصحبة بالقناعة، والمعاشرة بحسن السَّمع والطاعة، والتعهُّد لموقع عينه، والتفقُّد لموضع أنفِه، فلا تقع عينُه منك على قبيح، ولا يشَم منك إلا أطيب ريح؛ والكحل أحسن الحُسن، والماء أطْيب الطيب المفقود".

والحق أنَّ هذه الوصية قد ذاع صِيتُها، ولكنَّها تُنْقل - غالبًا - مبتورةً عمَّا جاء به سياقُها، وهأنذا أنقل قصَّتها كما وردت في "العِقْد الفريد" لابن عبد ربه (2/432) مع بعض الاختزال في بعض الأوْصاف.

يقول:
"كان عمرو بن حجْر ملك كندة، وهو جد امرئ القيس، أراد أن يتزوَّج ابنة عوف من محلم الشيباني الذي يقال فيه: لا حرَّ بوادي عوف؛ لإفراط عزِّه، وهي أم إياس، وكانت ذات جمال وكمال، فوجَّه إليْها امرأة يقال لها: عصام، ذات عقل وبيان وأدب، لتنظر إليها، وتمتحن ما بلغه عنْها، فدخلت على أمِّها أمامة بنت الحارث، فأعلمَتْها ما قدمت له، فأرسلت إلى ابنتها: أي بنيَّة، هذه خالتُك، أتت إليْك لتنظُر إلى بعض شأنك، فلا تستُري عنها شيئًا أرادت النظر إليه من وجه وخلق، وناطقيها فيما استنطقتْكِ فيه، فدخلت عصام عليْها، فنظرت إلى ما لم تر عينُها مثله قط، بهجةً وحسنًا وجمالاً، فإذا هي أكْمل النَّاس عقلاً، وأفْصحهم لسانًا، فخرجت من عندها وهي تقول: "ترك الخداع مَن كشف القِناع"، فذهبت مثلاً.

ثمَّ أقبلت إلى الحارث، فقال لها: "ما وراءك يا عصام؟" فأرسلها مثلاً، قالت: "صرَّح المخض عن الزبدة"، فذهبت مثلاً، قال: أخْبريني، قالت: أخبرك صدقًا وحقًّا، رأيت جبهةً كالمرآة الصقيلة، يزينها شعر حالِك كأذناب الخيل المضفورة، إنْ أرسلته خِلْتَه السلاسل، وإن مشطته قلت: عناقيد كَرْمٍ جلاَّه الوابل، ومع ذلك حاجبان كأنَّهما خُطَّا بقلم، أو سُوِّدا بحمم، قد تقوَّسا على مثل عين العبهرة (العَبْهَرَةُ: الرقيقةُ البشرة الناصعةُ البياض، وقيل: هي التي جمعت الحُسْنَ والجسم والخُلُق) التي لم يَرُعْها قانص ولم يَذْعَرْها قسورة (أسد)، بينهما أنف كحد السيف المصقول، لم يخنس به قِصَر، ولم يُمعن به طول، حفَّت به وجنتان كالأرجوان (الشديد الحُمْرَة)، في بياض محض كالجمان (اللؤلؤ)، شقَّ فيه فمٌ كالخاتم، لذيذ المبتسَم، فيه ثنايا غُرّ، ذوات أشر (الأُشُرُ: حِدَّةٌ ورِقَّةٌ في أطرافِ الأسنانِ، ومنه قيل: ثَغْرٌ مُؤَشَّرٌ. وإنما يكون ذلك في أسنانِ الأحداثِ؛ "تاج العروس"، أشر)، وأسنان تعدُّ كالدر ... وقد تربَّع في صدرها حقَّان كأنَّهما رمَّانتان، من تحت ذلك بطن طوي كطي القباطي المدمجة (القُباطي: ثِيَابٌ رِقَاقٌ غيرُ صَفِيقَةِ النَّسْجِ)[19]، فأمَّا سوى ذلك فتركتُ أن أصِفَه، غير أنَّه أحسن ما وصفه واصف بنظم أو نثر".

ويقول الميداني في "مجمع الأمثال" (1/312):
"فأرْسل الملك إلى أَبيها فخَطَبها، فزوَّجها إيَّاه وبعث بصداقها، فجُهِّزت، فلمَّا أراد أن يحملوها إلى زوْجِها، قالت لها أمُّها:
أي بنيَّة! إنَّ الوصيَّة لو تُرِكَتْ لفضل أدبٍ تُرِكَت لذلك منك؛ ولكنَّها تذْكِرة للغافِل، ومعونة للعاقل، ولو أنَّ امرأةً استَغْنت عن الزَّوج لغنى أبوَيْها وشدَّة حاجتِهِما إليْها، كنْتِ أغْنى النَّاس عنْه، ولكنَّ النِّساء للرِّجال خُلِقْن، ولهنَّ خلق الرِّجال، أي بنيَّة، إنَّك فارقت الجوَّ الَّذي منه خرجْتِ وخلَّفت العشَّ الَّذي فيه درجْتِ، إلى وكرٍ لم تعرفيه، وقرينٍ لَم تأْلفيه، فأصبح بِملكه عليك رقيبًا ومليكًا، فكوني له أَمَةً يكُنْ لك عبدًا وشيكًا، يا بنيَّة، احملي عنِّي عشْر خِصال، تكن لك ذخرًا وذكرًا: الصحبة بالقناعة، والمعاشرة بِحسن السمع والطاعة، والتعهُّد لموقع عيْنِه، والتفقُّد لموضع أنفِه، فلا تقع عيْنُه منك على قبيح، ولا يشَمَّ منك إلا أطْيَب ريح، والكحل أحسن الحسن، والماء أطْيب الطيب المفقود، والتعهُّد لوقْتِ طعامِه، والهدوء عنه عند منامه، فإنَّ حرارة الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة، والاحتِفاظ ببيتِه وماله، والإرْعاء على نفْسِه وحشمه وعياله؛ فإنَّ الاحتفاظ بالمال حسن التَّقرير، والإرْعاء على العيال والحشَم جميل حسن التدبير، ولا تفشي له سرًّا، ولا تَعْصي له أمرًا؛ فإنَّك إنْ أَفْشيتِ سرَّه لم تأْمني غدْره، وإن عصيتِ أَمْرَه، أوْغَرت صدْره، ثُمَّ اتَّقي مع ذلك الفرحَ إن كان ترحًا، والاكتِئاب عنده إن كان فرحًا؛ فإن الخصلة الأولى من التَّقصير، والثانية من التَّكدير، وكوني أشدَّ ما تكونين له إعْظامًا، يكن أشدَّ ما يكون لك إكْرامًا، وأشدَّ ما تكونين له موافقة، يكُن أطولَ ما تكونين له مرافقة، واعلمي أنَّك لا تصلين إلى ما تُحبِّين حتَّى تُؤْثِري رضاه على رضاك، وهواه على هواك، فيما أحببتِ وكرهت، والله يخير لك.

فحُمِلتْ فسُلِّمتْ إليْه فعظمَ موقعها منه، وولدتْ له الملوك السبعة الذين ملكوا بعده اليمن". انتهى.

فسبحان ربِّي العظيم الَّذي رزق هذه المرأة هذا البيان العجيب!

ويروي الأصبهاني في "الأغاني" (5/317): أنَّ أبا الأسود الدؤلي تحدَّث لابنتِه ليلة بناء زوْجِها بها، فقال:
"أي بنيَّة، النِّساءُ كنَّ بوصيَّتك وتأديبك أحقَّ مني، ولكن لا بدَّ مما لا بدَّ منه، يا بنيَّة، إنَّ أطيب الطيب الماء، وأحسن الحُسن الدهن، وأحلى الحلاوة الكُحْل، يا بنيَّة، لا تُكْثِري مباشرةَ زوْجِك فيملَّك، ولا تَباعدي عنه فيجفوك ويعتلَّ عليك، وكوني كما قلت لأمِّك:

خُذِي العَفْوَ مِنِّي تَسْتَدِيمِي مَوَدَّتِي وَلا تَنْطِقِي فِي سَوْرَتِي حِينَ أَغْضَبُ

انتهى.

والعفو هنا معناه: ما تَجود به النَّفس واليد عن طِيب خاطر، ولعلَّ هذا المعنى مأْخوذٌ من القرآن العظيم، في قول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} [البقرة: 219]، ومعنى سَوْرتي: شدَّة غضبي.

وأكاد أقولُ هنا: لو فقِه جُلُّ النِّساء وصيَّة أبي الأسْود هذه التي صاغها شعرًا، لأرحْنَ واسترَحْن، وسعِدْنَ وأسعَدْن؛ فإنَّ جحود هذه الوصيَّة لا يغني عن تاركيها من الحقِّ شيئا!

وفي "العقد الفريد" (2/436): عن الزُّهري قال: قال أبو الدَّرداء لامرأته: "إذا رأيتِني غضبتُ تَرَضَّيْني، وإن رأيتُك غضبتِ تَرَضَّيْتُك، وإلاَّ لم نصطَحِب"، قال الزُّهري: وهكذا يكون الإخوان. (انتهى).


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


(5/ 9)

التلاطف ومراعاة الذوقيات:
يتساهل بعضُ الأزْواج فيما بينهم في إظهار الذَّوقيات العامَّة التي يَحرصون على إظهارها لعموم الناس، من لِين الكلام، وحُسن الخلق، والابتِسامة في الوجْه، والتَّعاون في قضاء الحوائِج أو الاعتِذار بلطف إذا كان متعبًا أو مشغولاً، وكذلك الظُّهور بأفضل مظهر، وأحسن هِندام، وأطْيب رائحة، وكسْر حدَّة الكلام الجافِّ بالخروج - أحيانًا - عن المألوف بإدراج نكتة عارضة "صادقة" أو معلومة ظريفة، أو مُترادفات لغويَّة لها صلة بالحديث الدَّائر، كأن يكون الكلام - مثلاً - على هذه الشَّاكلة:
- كيف الحال؟
- منصوبة دائمًا، والحمد لله.

أو أن نغيِّر في كلمات السؤال بين الحين والحين، كأن نقول: كيف حالُكم أدام الله عزَّكم، أو: دام فضلكم، ونحو ذلك، والمجال في هذا مفتوح ولا نهاية له، فمثلاً تستطيع أن تقْطع حالةَ الصَّمت التي تأتي أحيانًا بدون ترتيب، بمثل قولِك فجأة:

وَاغْتَنِمْ صَفْوَ اللَّيَالِي إِنَّمَا العَيْشُ اخْتِلاسُ[20]


على أن تحاولي احتراف الإلقاء ومدّ الحروف بطريقة مشوقة.

إنَّ اللين والرفق والمُلاطفة والتدرُّج والتي هي أحسن، تَجعل الإنسان يحصل على خيرٍ كثيرٍ، وحبٍّ دفيء، وقلبٍ حنون؛ اقْرؤوا قولَ الله تعالى: {وَقَدِّمُوا لأَِنفُسِكُمْ} [البقرة: 223]، في أي سياق وردت هذه الآية؟

سأترك لكم الإجابة، وستُدْرِكونها بعد أن تقرؤوها من أوَّلها (راجعوا سورة البقرة آية 223): {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لأَنفُسِكُمْ}.

إذا تحدَّثتِ بينك وبين نفسك - أيَّتُها السيدة الكريمة - وقُلت: إنَّما الخطاب في هذه الآية موجَّه للرجال، فلِماذا تحيلنا إليْها؟ قلت: وما البأس في أن تقدِّم السيِّدة لنفسها أيضًا عند زوجها؟! هل يمنع من هذا شيء؟!


... ... إِنَّ المَهَارِي يُهَيِّجُهَا عَلَى السَّيْرِ الحُدَاءُ[21]


إنَّ الأمَّ حين تحدَّثت لابنتِها ليلة زفافها خاطبتْها بخطاب رقيق، مراعيةً أنَّها في حالة نفسيَّة مضطربة، وها هي تقول لها: "أيْ بُنَيَّتي"، بأسلوب التَّصغير الذي يوحي بالعَطْفِ والحنان، والرقَّة والأمومة، ثُمَّ تَملأ نفسَها بالثِّقة والطُّمأنينة لتبعد عنْها أشْباح الخوف والرَّهبة، فتقول: "إنَّ الوصيَّة لو تُرِكَت لفضْل أدبٍ تُرِكت لذلك منك؛ ولكنَّها تذكرة للغافل، ومعونة للعاقل".

تقول: أنت لا تَحتاجين إلى وصية مني، فأنت حكيمة وعاقلة وذات أدبٍ وعِلْم؛ ولكنَّها تذكِرة ومعونة، ثمَّ وضَّحت الأمُّ لابنتِها أنَّ فِراقَها لأبويْها سيكون شديدًا عليْهما؛ وذلك لأنَّهما يَحتاجان إليْها ولا يُطيقان فِراقَها، ولكنَّ عمارة الكوْن وطبيعة البَشَر تقتضي الزَّواج.

"ولو أنَّ امرأةً استغنتْ عن الزَّوج لغِنَى أبويْها، وشدَّة حاجتِهِما إليْها كنت أغْنى النَّاس عنْه، ولكنَّ النِّساء للرِّجال خُلِقْن، ولهنَّ خُلِق الرِّجال".

ثُمَّ شرعت توضِّح لها أنَّ ظروفَها سوف تتغيَّر في هذه المرْحلة السنِّيَّة التي تمرُّ بها:
"أي بنيَّة، إنَّك فارقت الجو الذي منه خرجت، وخلَّفْت العشَّ الذي فيه درجت، إلى وكرٍ لم تعْرِفيه، وقرينٍ لم تألفيه".

وهذه الكلِمة تطرح في ذهن الفتاة أسئلةً عديدة، منها:
- إذا كان الأمر كذلك يا أمي، فما المطْلوب مني نَحو هذا الزَّوج، كيف أستطيع أن أتَعَايش معه دون أن يَحْدث بيني وبيْنه نفور أو إعراض؟
- وما هي مداخل سعادتِه؟ أخبريني بأفضلِ ما يُمكنني القيام به في هذا البيت الجديد مع هذا الزَّوج الذي لم أعرِفْه، والقرين الذي لم آلَفْه؟

وتأتي كلمات الأم شافيةً لما يدور في خلَد الفتاة: "فكوني له أمَة يكن لك عبدًا"؛ فالتكلُّف مرفوعٌ بينكما، وليس لكلِمة الكرامة موضعٌ بيْن زوجيْن يُغْلَقُ عليْهما باب واحد، ويبيتان تحت سقف واحد.

قال الشاعر:

أَنَا مَنْ أَهْوَى وَمَنْ أَهْوَى أَنَا نَحْنُ رُوحَانِ حَلَلْنَا بَدَنَا[22]


ومن خصائص الأَمَة أنها دائمة الطاعة لسيدها بلا جدال ولا نقاش، وإن كان هذا لا يعني أن تُطيع الزَّوجة زوْجَها طاعةً عمْياء؛ لكنَّ المقْصود هنا أنَّ الأصْل في الزَّوجة هو أن تُطيع زوجها، لا أن تخالفه.

"وأشدّ ما تكونين له موافقة، يكُن أطول ما تكونين له مرافقة، واعلمي أنَّك لا تصلين إلى ما تُحِبِّين حتى تؤْثِري رضاه على رضاك، وهواه على هواك، فيما أحببتِ وكرِهْت، والله يخير لك".

ويقول "داود الأنطاكي"[23]: "كانت العرب توصي بناتِها بما يوجب الأُلْفة، فتقول للواحدة: كوني له أرْضًا يكن لك سماء".

نِعْمَ التشبيهُ والتورية، فالأرض موضع الحرْث والزَّرع والمِلك، إذا كانت هامدة ثم أصابها الماء فإنها تهتزُّ وتربو، وتُنْبِت من كل زوج بهيج، منها تخرج الطيبات، وفيها تزْدَهر الثمار، وترقرق الجداول صفاء وعذوبة، بها يعتز صاحبُها، وعنها يذود، ولها يحمي، ويكون مستعدًّا للموت في سبيل الدفاع عنها، وذلك شهادة في سبيل الله ترْفعه إلى أعلى الدَّرجات، كما قال النبي الكريم - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: "مَن قُتِل دون مالِه فهو شهيد، ومَن قُتِل دون أهلِه أو دون دمِه أو دون دينه فهو شهيد"[24].

والسماء مظلَّة وحماية وعناية ورعاية، منْها ينزل المطر ليخرج من الأرْض أطْيب الثمر، مما ينفع الله به الكون والبشر، والسَّماء رمز العزَّة والرفعة، وموضع السموِّ والعلا، إذا نظر إليْها المهموم صفا كدره، وارتاح صدرُه، وارتبط بالملأ الأعلى فؤادُه، وعلِم أنَّه لا يعيش في هذا الكون وحْده.

ولا يصحُّ أن يجعل أيٌّ من الزَّوجين ذوبانَ التَّكلُّف بيْنهما سببًا في التَّساهل في أمور منفِّرة للطرف الآخر، بحجَّة أنَّه لا فرْق بين الاثنَين، إلاَّ في حالات الضَّرورة مما يصْعُب الاحتِراز منه.

فعن أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنْها - تقول: "كُنْتُ أغْتَسِلُ أنَا وَرَسُولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - منْ إِنَاءٍ بَيْنِي وَبَيْنَهُ وَاحِدٍ، فيُبَادِرُنِي حَتَّى أقُولَ: دَعْ لِي دَعْ لِي"[25].

ماذا يفهم من هذا الحديث؟ هل يفهم منه:
أ- جواز مشاركة الزَّوجين في الاستِحْمام.
ب- أم: جواز المشاركة في الاستِحْمام وأيضًا قضاء الحاجة.
ج- أم: جواز الكلام العادي أثناء الاستِحْمام.
د- أم: جواز الكلام أثْناء قضاء الحاجة.

والآن دعوني أشارِككم في اختِيار الإجابة الصحيحة: إذا اخترْتُم أ، ج فأنتُم على صواب.
(6/ 9)

حسن التبعُّل في بطون التَّفاسير:
هذه نُقول أحْملها إلى قرَّائي الأعزَّاء من بطون تفاسير القُرآن العظيم، حوْل قول الله تعالى: {عُرُبًا} من الآية 37 من سورة الواقعة، مع العزو إلى مصادِرِها، وأرْجو أن يُلاحظ فيما حرَصت على نقْلِه أنَّ ما أُنادي به في هذه الكلِمات المحْدودة إنَّما هو من أُسُس ثقافتِنا الإسلاميَّة الأصيلة، وإن توهَّم البعض أنَّها مستغْرَبة أو مستحْدَثة.

يقول صاحب "التَّحرير والتَّنوير":
"العُرُب: جمع عَروب بفتح العين، ويقال: عَرِبة بفتحٍ فكَسر، فيُجْمع على عَرِبات كذلك، وهو اسم خاصّ بالمرأة، وقدِ اختلفت أقْوال أهل اللُّغة في تفسيره، وأحْسن ما يَجمعها أنَّ العَروب: المرأة المتحبِّبة إلى الرَّجل، أو الَّتي لها كيفيَّة المتحبِّبة، وإن لَم تقصد التحبُّب، بأن تُكْثِر الضَّحك بِمرأى الرَّجل، أو المزاحَ أو اللَّهو أو الخُضوع في القوْل، أو اللثغ في الكلام بدون علَّة، أو التغزُّل في الرَّجل والمساهلة في مجالستِه، والتدلُّل وإظهار معاكسة أميال الرَّجُل لعِبًا لا جِدًّا، وإظهار أذاه كذلك كالمغاضبة من غير غضب، بل للتورُّك على الرَّجُل.

قال نبيه بن الحجَّاج:

تِلْكَ عِرْسِي غَضْبَى تُرِيدُ زِيَالِي أَلِبَيْنٍ أَرَدْتِ أَمْ لِدَلالِ



الشَّاهد في قوله: أم لِدلال؛ قال تعالى: {فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْروفاً} [الأحزاب: 32]، وقال: {وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ} [النور: 31].

وإنَّما فسَّروها بالمتحبِّبة؛ لأنَّهم لمَّا رأَوا هاتِه الأعمال تجلِب محبَّة الرَّجُل للمرأة ظنُّوا أنَّ المرأة تفعلها لاكتِساب محبَّة الرَّجل؛ ولذلك فسَّر بعضهم "العَروب" بأنَّها المغتلمة، وإنَّما تلك حالة من أحوال بعض العروب، وعن عكرمة: العروب: الملِقة.

والعروب: اسمٌ لِهذه المعاني مجتمِعة أو مفترقة، أجْرَوْه مُجرى الأسْماء الدَّالَّة على الأوْصاف دون المشتقَّة من الأفعال، فلذلك لم يذكروا له فعلاً ولا مصْدرًا، وهو في الأصْل مأخوذٌ من الإِعراب والتَّعريب وهو التكلُّم بالكلام الفحش". انتهى.

وفي "تفسير السعدي":
"العروب: هي المرأة المتحبِّبة إلى بعْلِها بحسن لفْظِها، وحُسْنِ هيْئَتها ودلالِها وجمالِها ومحبَّتها، فهي التي إن تكلَّمت سَبَت العقول، وودَّ السَّامع أنَّ كلامَها لا ينقضي، خصوصًا عند غنائِها بتلك الأصوات الرَّخيمة والنغمات المطْرِبة، وإن نظر إلى أدبِها وسمْتها ودلِّها، ملأت قلب بعْلِها فرحًا وسرورًا، وإن برزت من محلٍّ إلى آخَر، امتلأ ذلك الموضع منها ريحًا طيبًا ونورًا، ويدخل في ذلك الغنجة عند الجماع". انتهى.

وفي "تفسير القرآن العظيم":
"عُرُبًا؛ أي: متحبِّبات إلى أزواجِهِنَّ بالحلاوة والظرافة والملاحة، وقال بعضهم: عُرُبًا؛ أي: غَنِجات".

ولو توقَّفنا طويلاً عند هذه الكلِمات: الحلاوة والظرافة والملاحة، وفصَّلْنا فيها القولَ - لكان حريًّا بها أن تُحبر من الصَّفحات أسفارًا!

ويسوق ابنُ كثير هذه الرِّواية ذات العديد من الدَّلائل:
"عن الحسن قال: أتتْ عجوزٌ فقالت: يا رسول الله، ادع الله أن يُدْخِلني الجنَّة، فقال: ((يا أُمَّ فلان، إنَّ الجنَّة لا تدخلها عجوز))، قال: فَوَلَّت تبكي، قال: ((أخبِروها أنَّها لا تدخُلُها وهي عجوز، إنَّ الله - تعالى - يقول: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا} [الواقعة: 35، 36]))، وهكذا رواه الترمذي في الشَّمائل عن عبد بن حميد".

أمَّا الدلالة الأُولى، فهي قريبة وظاهرة، وهي التَّدليل على أنَّ أصْحاب الجنَّة ليْسوا بالعجائز، وأمَّا الدلالة الأُخْرى فهي بعيدة ولكنَّها ليست بالخفيَّة، وهي أنَّ القارئ أو السَّامع إذا تخيَّل ما كان عليْه حال الرَّسول الكريم - صلَّى الله عليْه وسلَّم - وهو يُجيب العجوز عندما سألتْه الدُّعاء لها، لتصوَّر أنَّه أجابَها بملامح الوجه الجادِّ، الذي لا تبدو عليه أمارات الهزْل أو اللعب؛ ولذلك لم تستطِع العجوز أن تدرك إلاَّ المعنى الظاهر من إجابة النَّبيِّ لها، فولَّت وهي خائفة تبْكي مستقبلَها الرهيب.

وقبل أن تسترسل بِها الأفكار المرعبة إذْ بالرَّسول الكريم يضحك من قلبِه، ويشرق وجهه، ويطلب من جلسائِه أن يلحقوا بها، ويطيِّبوا خاطرها، ويخبروها بالحقيقة.

ولك أن تتخيَّل صورة هذه العجوز حين تلقَّت هذا النَّبأ العظيم، فلا شكَّ أنَّ وجهها قد تهلَّل بالبشر، ورقَصَ قلبُها من الفرح مرَّتين لا مرَّة واحدة، أمَّا الأولى فمن فرط سعادتها بهذه الحقيقة التي تكشَّفت لها توًّا، وأمَّا الأخرى فممَّا وجدته من حسن الأحدوثة وحلاوة الأطروفة من الرَّسول الأكرم - صلَّى الله عليْه وسلَّم.

وفي "تفسير البغوي":
"{عُرُبًا}: جمع "عَروب"؛ أي: عواشق متحبِّبات إلى أزواجهنَّ، قاله الحسن ومجاهد وقتادة وسعيد بن جبير، وهي رواية الوالبي عن ابنِ عباس، وقال عكرمة عنه: مَلِقَةٌ، وقال عكرمة: غَنِجَةٌ، وقال أسامة بن زيد عن أبيه: "عُرُبًا" حسنات الكلام".

وفي "تفسير الآلوسي":
{عُرُباً}: متحبِّبات إلى أزواجهنَّ، جمع عروب؛ كصبور وصُبُر، ورُوِي هذا عن جماعةٍ من السَّلف، وفسَّرها جماعة أخرى بغَنِجات، ولا يَخفى أنَّ الغنج ألطف أسباب التحبُّب، وعن زيد بن أسلم: العَروب الحسنة الكلام، وفي روايةٍ عن ابنِ عبَّاس، والحسن، وابنِ جُبَير، ومجاهد: هنَّ العواشِق لأزواجهنَّ، ومنْه على ما قيل قول لبيد:

وَفِي الخُدُورِ عَرُوبٌ غَيْرُ فَاحِشَةٍ رَيَّا الرَّوَادِفِ يَغْشَى ضَوْءُهَا البَصَرَا


وفي روايةٍ أُخْرى عن مجاهد أنَّهنَّ الغلِمات اللاَّتي يشْتَهين أزواجهنَّ، وأخرج ابن عديٍّ بسند ضعيف عن أنسٍ مرفوعًا: ((خير نسائكم العفيفة الغلِمة))، وقال إسحقُ بن عبدالله بن الحارث النَّوافلي: العروبُ الخفِرة المتبذِّلة لزوْجِها، وأنشد:

يَعْرَيْنَ عِنْدَ بُعُولِهِنَّ إِذَا خَلَوْا وَإِذَا هُمُ خَرَجُوا فَهُنَّ خِفَارُ


ويرجع هذا إلى التحبُّب، وأخرج ابنُ أبي حاتم، عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - في قوله تعالى: {عُرُباً} كلامهنَّ عربي، ولا أظنُّ لهذا صحَّة، والتفسير بالمتحبِّبات هو الَّذي عليه الأكثر".

وفي "تفسير البحر المحيط": "وقال ابن زيد: العَروب المُحْسنة للكلام".

وفي "زاد المسير": "للمفسرين في معنى {عُرُباً} خَمسة أقْوال:
أحدها: أنَّهنَّ المتحبِّبات إلى أزْواجهنَّ، رواه العوفي عن ابن عبَّاس، وبه قال سعيدُ بن جُبَير، وابن قتيبة، والزَّجَّاج.
والثَّاني: أنَّهنَّ العواشق، رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عبَّاس، وبه قال الحسن، وقتادة، ومقاتل، والمبرّد، وعن مجاهد كالقولين.
والثَّالث: الحسنة التبعُّل، رواه أبو صالح عن ابن عباس، وبه قال أبو عبيدة.
والرابع: الغَنِجات، قاله عكرمة.
والخامسة: الحسنة الكلام، قاله ابن زيد". انتهى.

وفي "نظم الدرر" للبقاعي: "{عُرُباً} جمع عروب، وهي الغنِجة المتحبِّبة إلى زوْجِها، قال الرَّازي في اللَّوامع: الفَطِنة بمراد الزَّوج كفطنة العرب".

وفي "بحر العلوم" للسمرقندي: "{عُرُباً} يعني: محبِّات، عاشقات، لأزواجهن، لا يُردْنَ غيرهم". انتهى.

ولعلِّي قبل أن أنتقِل من هذه الكلِمة إلى ما يَليها أُشير إلى أمرٍ مهمّ، ألا وهو أنَّه قد تقول قائلة: لقد أَتَيتَ بأوْصاف المفسِّرين فيما مضى عن صفات الحور العين، وليس عن صفات الزَّوجات في الدنيا، وذلك واضح في سياق الآيات التي تصِف الحور العين في سورة الواقعة.

وهنا أقول: نعَم، لقد ذكر المفسِّرون هذه الصفات على أنَّها للحور العين في الجنَّة؛ ولكنَّ أحدًا لا يستطيع أن يُنْكِر أنَّ كلَّ هذه الصِّفات التي جَمعوها إنَّما أخذوها من صفاتٍ معلومة وحاصلة في الحياة الدنيا، وإذا كان الأمْر كذلِك فإنَّ أوَّل من يُمكن نسبة هذه الصِّفات إليهنَّ هنَّ الزَّوجات قبل غيرِهن، فلتتفكَّري يرحمك الله.


__________________________________________________ __________

(7/ 9)

ثانيًا: مكدرات الصفاء:
كان حذيْفة بن اليمان - رضي الله عنْه - يقول: "كان النَّاس يسألون رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن الخير، وكنتُ أسألُه عن الشَّرِّ مخافةَ أن أقَع فيه"[26].

ولأجْلِ قولهم: الضِّد يُظْهِر حسنَه الضِّدُّ، سأورد هنا شيئًا من صفات المرْأة السوء، أنقلها من بعض كتُب التراث، عافانا الله وإيَّاكم من كلِّ شرٍّ.

قال ابن عبد ربِّه[27]: قيل لأعرابيٍّ عالم بالنساء: صف لنا شرَّ النَّساء، قال: شرُّهُنَّ النَّحيفة الجِسم، القليلة اللحم، الطويلة السقم، المِحياض، الصفراء، المشؤومة العسراء، السَّليطة الذَّفراء، السَّريعة الوثِبة، كأنَّ لسانَها حِرْبة، تضْحك من غير عَجَب، وتقول الكذِب، وتدعو على زوْجها بالحرب، أنف في السماء واست في الماء.

وفي رواية محمد بن عبدالسلام الخشني قال: "إيَّاك وكلَّ امرأة مذكَّرة منكرة، حديدة العرْقوب، بادية الظنبوب (عظم الساق)، منتفِخة الوريد، كلاهما وعيد، وصوتُها شديد، تدفن الحسنات، وتفشي السيئات، تعين الزمان على بعلها، ولا تعين بعلها على الزمان، ليس في قلبها له رأفة، ولا عليْها منه مخافة، إن دخل خرجت، وإن خرج دخلتْ، وإن ضحِك بكت، وإن بكى ضحِكت، وإن طلَّقها كانت حريبتَه، وإن أمْسَكها كانت مصيبتَه، سعفاء (نوع من المرض) ورهاء (حمقاء)، كثيرة الدُّعاء، قليلة الإرْعاء، تأكل لمًّا، وتوسع ذمًّا، صخوب غضوب، بذيَّة دنية، ليس تطفأ نارها، ولا يهدأ إعصارها، ضيِّقة الباع، مهتوكة القِناع، صبيُّها مهزول، وبيتها مزبول، إذا حدثت تشير بالأصابع، وتبكي في المجامع، باديةٌ من حجابها نبَّاحة على بابها، تبكي وهي ظالمة، وتشْهد وهي غائبة، قد ذلَّ لسانُها بالزور، وسال دمعها بالفجور". انتهى.

نعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلْطانه القديم من كلِّ شر وسوء.

ويذكر أبو حامد الغزالي[28] بعضَ تفاصيلَ تخصُّ هذا الموضوع، ومنه أنقل متصرِّفًا ما يلي:
قال بعض العرب:
لا تنكِحوا من النِّساء ستَّة: لا أنَّانة ولا منَّانة ولا حنَّانة، ولا تنكحوا حدَّاقة ولا برَّاقة ولا شدَّاقة.

أمَّا الأنَّانة، فهي التي تكثر الأنين والتشكِّي، وتعصب رأْسَها كل ساعة، فنِكاح المِمْراضة أو نكاح المتمارضة لا خيرَ فيه.

والمنَّانة التي تمنُّ على زوجها، فتقول: فعلت لأجلك كذا وكذا.

والحنَّانة التي تحنُّ إلى زوجٍ آخَر أو ولدها من زوج آخر، وهذا أيضًا ممَّا يجب اجتنابُه. [وإن كانت هذه الصفة ممَّا يَجب التَّعامل معها بحكمة؛ إذْ ليس من المعقول أن يُنكَر على الزَّوجة أن تحنَّ لأولادها من أيِّ زوج كانوا، وإنَّما المطلوب هنا هو عدَم المبالغة في ذلك، ومراعاة حياتِها الجديدة، أمَّا أن تحنَّ إلى زوْجِها الأوَّل في حياتها الجديدة، فهو من غير المقبول على الإطلاق].

والحدَّاقة التي ترمي إلى كلِّ شيء بحدقتها فتشتهيه، وتكلِّف الزوج شراءَه.

والبرَّاقة تحتمل معنيَين: أحدهما: أن تكون طول النهار في تصْقيل وجهها وتزيينه؛ ليكون لوجهها بريق محصّل بالصنع، والثَّاني: أن تغضب على الطَّعام فلا تأكل إلا وحْدَها وتستقلّ نصيبَها من كل شيء، وهذه لغة يمانيَّة، يقولون: برقت المرْأة وبرق الصَّبي الطعام إذا غضب عنده.

والشَّدَّاقة المتشدِّقة الكثيرة الكلام.

وحُكِي أنَّ السَّائح الأزدي لقي إلياس - عليه السلام - في سياحتِه، فأمره بالتزوُّج ونَهاه عن التَّبتُّل، ثم قال: لا تنكِح أربعًا: المختلعة والمبارية والعاهرة والناشز.

فأمَّا المختلعة فهي الَّتي تطلب الخلع كلَّ ساعة من غير سبب، والمبارية المباهية بغيرِها المفاخرة بأسباب الدنيا، والعاهِرة الفاسقة التي تُعْرَف بخليل وخدن، وهي التي قال الله - تعالى -: {وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ}[29]، والنَّاشز التي تعْلو على زوجها بالفعال والمقال.
والنَّشز العالي من الأرض.

وكان علي - رضِي الله عنْه - يقول: شرُّ خصال الرِّجال خير خصال النِّساء: البخل والزَّهو والجبن؛ فإنَّ المرأة إذا كانتْ بَخيلة حفِظت مالَها ومالَ زوْجِها، وإذا كانت مزهوَّة استنكفت أن تكلِّم كلَّ أحد بكلام لين مريب، وإذا كانت جبانة فرِقَت من كل شيء فلم تخرج من بيتها، واتَّقت مواضع التُّهمة خيفة من زوجها". انتهى.
(8/ 9)

قراءة شخصية الزَّوج:
إذا أحسنتِ قراءة شخصيَّة زوجك، فسوف يسهُل عليْكِ حينئذٍ أن تعرفي مكدّرات صفائِه؛ ومن ثَمَّ تجتهدين في تجنُّبها، فمثلاً:
إذا كان زوجك من النَّوع الهادئ الطباع فإنَّ من منغصات صفائه: الضوْضاء والضجيج والصوت المرتفع دون داع.

كلُّ الأزْواج لا يقْبلون من الزَّوجة أيَّ نوعٍ من أنْواع المنِّ، حتَّى وإن كان لها عليْه شيء من ذلك.

كلُّ الأزْواج يملُّون الزَّوجة الروتينيَّة التي لا تلْتمس لطرائق حياتها شيئًا من التغيير الجميل.

النظافة العامَّة والمستمرَّة من أهمِّ ما يَجب أن تحرِص عليْه الزوجة، في نفسها ومنزلها، ولا يصحُّ أن تبرِّر لنفسها شيئًا من الإهْمال في ذلك، أو التَّأخير فيه.

إنَّ بعضهُنَّ يفهمنَ هذه الكلِمات فهمًا محْدودًا: "التعهُّد لموقع عينه، والتفقُّد لموضع أنفه، فلا تقع عيْنُه منك على قبيح، ولا يشَمّ منك إلا أطْيب ريح"، فتعتقِد بعض الزَّوجات أنَّه يَجب عليْها أن تنظف نفسها وتعطِّر جِسْمَها، وخاصَّة عند حاجة زوْجِها إليها، أو عندما تأْوِي إلى فراشها، على أحسن تقدير.

والحقُّ أنَّ المعنى أوسع من ذلك، فموقع عين الرَّجُل هو كل داره، هذه الدَّار التي هي مسؤوليَّة الزَّوجة بالدَّرجة الأولى: نظافة ونظامًا وهندامًا.

فإنَّ الرَّجل إذا أُوذي بِمنظر إِهْمال في أي ركن من أركان بيتِه التي تصِل إليها عيناه، فلن يكون لذلك إلاَّ الأثَر السيِّئ، حتَّى وإن تزيَّنت له زوجُه بأحْلى الزينات.

إنَّ بعض الزوجات تطلب من زوجها أن يغضَّ بصرَه عن بعض جوانب بيته، وأن يكفَّ عن التَّنبيه على تنظيف أو ترتيب هذا المكان أو ذاك؛ لأنَّها تعد ذلك من مهمَّات المرأة التي يحقُّ لها تأجيلها أو التعجيل بها حسب الأحوال، وهذه كلِمة مفتوحة ولا ضابط لها.

وإذا حاورها صاحبُها بالتي هي أحسن وبالكلمة الطيِّبة، لا يجد منها إلا تراخيًا وتسويفًا، إلاَّ ما يكون منها في وقت هذا الكلام؛ إرضاءً للخاطر وتمريرًا للموقف، ثم "تعود ريما لعادتها القديمة".

فإذا قسا لتزدجر، فعلت ولم تخرق له الأمر؛ لكنَّها تظلُّ تشتكي قسْوَتَه وعُنْفَه، وأنَّه لا يرحم ولا يعذر!

ولو فقِهت منذ البداية، وقرأت طبائع صاحبَها، فعمدت إلى ما يُحِب ويبغي - لحصَّلت من السَّعادة أضعافًا، وإن لاقتْ من إرْهاق البدن ما لاقت.

إنَّ أرقَّ العطور وألطف التَّسريحات لا تغني عن صاحبتِها شيئًا، إذا كان ما وراءها على غير طبيعته.

وقد يُقبَل من الرَّجل بعض الأشياء، لكنَّها لا تقبل من المرأة، ولا يمكن أن يقال هنا: لماذا يصحُّ ذلك من الرَّجُل ولا يصح من المرأة؟!

والجواب على ذلك السؤال - إن سئل - هو قول امْرأة عمران - عليهما السلام -: {وَلَيْسَ ٱلذَّكَرُ كَالأُنثَى} [آل عمران: 36].

فإن جاز للرَّجل أحيانًا - مع الكراهة بالتَّأكيد - أن يُسمَع منه صوت منفِّر أو أن تُشمَّ منه رائحة، أو أن تُرى منه بعض الحركات التلقائيَّة غير المستساغة في مجلسِه - فإن ذلك يكون في حكم المرأة حرامًا اجتماعيًّا مغلَّظا؛ لأنَّه لا يتناسب بحالٍ مع طبيعتِها كامرأة.

"والاحتِفاظ ببيتِه وماله، والإرْعاء على نفْسِه وحشمه وعياله؛ فإنَّ الاحتفاظ بالمال حسن التَّقرير، والإرْعاء على العيال والحشَم جميل حسن التدبير، ولا تفشي له سرًّا، ولا تَعْصي له أمرًا؛ فإنَّك إنْ أَفْشيتِ سرَّه لم تأْمني غدْره، وإن عصيتِ أَمْرَه، أوْغَرت صدْره، ... وكوني أشدَّ ما تكونين له إعْظامًا يكن أشدَّ ما يكون لك إكْرامًا، وأشدَّ ما تكونين له موافقة، يكُن أطولَ ما تكونين له مرافقة، واعلمي أنَّك لا تصلين إلى ما تُحبِّين حتَّى تُؤْثِري رضاه على رضاك، وهواه على هواك، فيما أحببتِ وكرهت".

والله، إنَّها لحكيمة حقًّا!

والندِّيَّة في التَّعامل مع الزوج قد تُثير لديْه نوازع الكبرياء، وتدفعه إلى الانتِصار لنفسه وإن كان على الخطأ.

وليس من المناسب التحدُّث مع الزَّوج فيما يستقذر، فمثلاً لا داعيَ للحديث في أمور الحيض والنِّفاس وقضاء الحاجة وما شاكلها؛ لأنَّ هذا يصدُّ النَّفس عن مصدر هذا الحديث صدودًا.

ويتَّصل بذلك: الحرص على عدَم رؤيته لمتعلّقات هذه الأشياء وآثارها وروائحها، فهي - في الأغلب - لا تلْقى قبولاً لدى الرجال؛ ولذلك يقول الله تعالى: {وَيَسْـئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَـاعْتَزِلُواْ النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّٰبِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222].

والغَيرة المبالَغ فيها تجرُّ البيت إلى جحيمٍ لا يطاق، وسوء الظَّنِّ واتِّباع الهوى بغيْر بيِّنة إثمٌ وذنبٌ، وبابٌ واسع لوساوس الشَّيطان، وخير الأمور الوسط؛ {وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ}[30].

وحمل الكلِمات على محمل سيئ مفسدة لذات البيْن، والأصل في تصرُّفات العباد طيب المقاصد، ((أفلا شققْت عن قلبه؟!))[31].

والجدل بالتي هي أسوأ يؤدِّي لقسْوة القلوب وتنافرها، والصَّمت أحيانا يكون أبلغ من الكلام، وتفويض الأمر إلى الله - تعالى - سبيل لوقاية العبد سيِّئات الماكرين، والدُّعاء بإصلاح ذات البين، والتَّأليف بين القلوب، والهداية إلى سبُل السَّلام، والخروج من الظُّلمات إلى النور - سبيلٌ عظيمة للخُروج من كثير من الأزمات.
(9/ 9)

توصيات الختام:
عليكِ بالتَّجديد والتفنُّن في التَّزيُّن، والاحتِراف فيه، مع التبسُّط وعدم المبالغة؛ فإنَّ وضع الزِّينة بطريقةٍ عشوائية يضرُّ ولا ينفع، وكذلك التزيُّن بالملابس غير المنسَّقة.

إذا كان العِلْم بالتعلُّم والحلم بالتحلُّم، فإنَّ الحبَّ بالتحبُّب، والعشق بالتعشُّق، والقرب بالتقرُّب، وقيسي على ذلك.

إذا نجحتِ في قراءة شخصيَّة زوجِك واجتهدت في التودُّد إليْه، فتأكَّدي أنَّك ستملكين عليْه لبَّه، وستهتدين لمفاتيح المودَّة والرحمة بينكما.

إذا هبَّت عليْكُما رياحٌ هوجٌ، فاحْذَري شدَّة الغضب؛ لأنَّها ستُخْرِجك عن شعورِك، وقد تُكَلِّفك ثمنًا باهظًا في مسيرة حياتِك الزَّوجيَّة، وستجدين نفسَك مضطرَّة إلى أيَّام وليالٍ ثقيلة لاستِعادة الصَّفاء السَّابق، ولن يكون الجرْح بعد البرء كالحال التي قبله، وأنتِ في غنى عن ذلك كلِّه.

اجعلي تفكيرَك دائمًا في دائرة الشَّريعة الإسلاميَّة، من معينها الصَّافي، وخاصَّة إذا وقع بيْنَكُما خلاف، وإن كان في شيءٍ من هذا الخِلاف ما يُخالف هوى نفسِك، وأحسني التوكُّل على الله تعالى وتفويض أمرِك إليْه، واعلمي أنَّ الله - تعالى - قد خلق كلَّ شيء بقدَر.

تجنَّبي المبالغة في أيٍّ من أمورك، فالمبالغة تضرُّ أكثر ممَّا تنفع.

إنَّ للأنثى طبائعَ وصفاتٍ لا تنفكُّ في مجموعِها عن الرقَّة والحياء، والله - تعالى - يقول: {أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} [الزخرف: 18]، فلا تَخرُجي من نفسِك، ولا تلْبَسي لباس غيرِك، وتأمَّلي حِكْمة عبيد بن الأبرَص في معلَّقته:

أَفْلِحْ بِمَا شِئْتَ فَقَدْ يُبْلَغُ بِالضَّعْفِ وَقَدْ يُخْدَعُ الأَرِيبُ


داوِمِي على الدُّعاء لله ربِّ العالمين، بأن يعلِّمَك ما ينفعُك ويُسعد بك زوجَك، واحرصي على متابعة هذه الأساليب وتعلُّمها أيًّا كانت، ولا تملِّي ذلك.

اللَّهُمَّ احفَظ بيوتَنا، وعلِّمْنا ما يُسعدنا ويرضيك عنَّا في الدنيا والآخرة.
وبالله تعالى التوفيق.

المصادر والمراجع:
- القرآن العظيم.
- إحياء علوم الدين، لأبي حامد الغزالي، دار المعرفة، بيروت، د ت.
- الأغاني، لأبي الفرج الأصفهاني، دار الفكر، بيروت، الطبعة الثانية، تحقيق سمير جابر، د ت.
- الجامع الصَّحيح سنن الترمذي، محمَّد بن عيسى أبو عيسى الترمذي السلمي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، تحقيق أحمد محمد شاكر وآخرين، الأحاديث مذيَّلة بأحكام الألباني عليها، د ت.
- السلسلة الصحيحة، محمد ناصر الدِّين الألباني، مكتبة المعارف، الرياض، د ت.
- المستدرك على الصَّحيحين، لأبي عبدالله محمد بن عبدالله الحاكم النيسابوري، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1411هـ/ 1990م، تحقيق مصطفى عبدالقادر عطا.
- المكتبة الشاملة، (برنامج إلكتروني)، الإصدار الأوَّل.
- الموسوعة الشعريَّة (برنامج إلكتروني)، المجمع الثقافي بدولة الإمارات العربية المتحدة، 1997-2003.
- سنن أبي داود، سليمان بن الأشعث السجستاني الأزدي، دار الفكر، بيروت، تحقيق، محمد محيي الدين عبد الحميد، د ت.
- سنن البيهقي الكبرى، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، مكتبة دار الباز، مكة المكرمة، 1414هـ/ 1994م، تحقيق محمد عبد القادر عطا.
- شرح ديوان الحماسة لأبي علي المرزوقي، طبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر، القاهرة 1967.
- شعب الإيمان، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1410، تحقيق محمد السعيد بسيوني زغلول.
- صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري، دار إحياء التراث العربي، بيروت، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، د ت.
- كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، لعلي بن حسام الدين المتقي الهندي، مؤسسة الرسالة، بيروت 1989م.
- مجمع الأمثال، لأبي الفضل أحمد بن محمد الميداني النيسابوري، دار المعرفة، بيروت، تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، د ت.
- مصنف عبدالرزاق، أبي بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية، 1403، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي.

ــــــــــــــــــــ
[1] اشتهرت هذه القصة، ورويت بأكثر من طريقة. انظر فيها على سبيل المثال: محاضرة السحر الحلال، للشيخ إبراهيم الدويش، منشورة على موقع الشبكة الإسلامية.
[2] سورة القصص، الآية 77.
[3] سورة البقرة، الآية 223.
[4] رواه البيهقي في شعب الإيمان، وهو في كنز العمال برقم 45157.
[5] الأغاني 1/318.
[6] رفعت بن سعيد الصليبي (1335 - 1372 هـ / 1916 - 1952 م)، ولد في مدينة السلط من عائلة معروفة، فوالده كان أول نائب لأول مجلس تشريعي في الأردن ورئيسًا لبلدية مدينة السلط، كان شاعرًا مطبوعًا هادئ الشعر، لطيف العبارة، ناعم الغزل، ويشتمل شعره على الوطنية والحب، وقصائد النكبة الفلسطينية، كان رئيسًا للنَّدوة الأدبيَّة في الأردن والتي كانت تضم نخبة الأدباء الأردنيين.
قُتِل بطريق الخطأ بعيار ناري أصابه عندما كان يُمارس الصيد، ولم يتجاوز السَّادسة والثلاثين من عمره، ودُفِن في مقبرة الجادور.
[7] المتوكِّل اللَّيثي ت 85 هـ، قال الآمدي: هو صاحب البيْت المشْهور: لا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ = عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيمُ
وجعله ابن سلام في الطَّبقة السَّابعة من الإسلاميِّين، وهم أربعة: 1- المتوكِّل الليثي. 2- زياد الأعجم. 3- يزيد بن مفرغ الحميري. 4- عدي بن الرقاع.
[8] الأغاني 3/349.
[9] بَشّار بن بُرد (95 - 167 هـ / 713 - 783 م): أشعر المولدين، أصله من طخارستان غرب نهر جيحون ونسبته إلى امرأة عقيلية، قيل: أنَّها أعتقته من الرق، كان ضريرًا، نشأ في البصرة وقدم بغداد، ودفن بالبصرة.
[10] بشرُ بنُ أَبي خازم (ت 22 ق. هـ / 601 م): شاعر جاهلي فحل، من الشُّجعان، من أهل نجد، من بني أسد بن خزيمة، توفي قتيلاً في غزْوة أغار بها على بني صعصعة بن معاوية، رماه فتًى من بني واثلة بسهم أصابه.
[11] قَيس بن الخَطيم (ت 2 ق. هـ / 620 م): شاعر الأوْس وأحد صناديدها في الجاهليَّة، وله في وقعة بعاث التي كانت بين الأوْس والخزرج قبل الهِجْرة أشعار كثيرة، أدْرك الإسلام وتريَّث في قبوله، فقُتِل قبل أن يدخُل فيه.
[12] محمود قابادو، شاعر تونسي (1230 - 1271 هـ / 1815 - 1854 م).
[13] مجمع الأمثال للميداني 1/25.
[14] شرح ديوان الحماسة للمرْزوقي، 1/41.
[15] جمهرة اللغة، 1/242.
[16] المخصص لابن سيده، 1/290.
[17] برنامج الموسوعة الشعرية.
[18] جَرير بن عطية الكلبي اليربوعي، أبو حزْرة، من تميم (28 - 110 هـ / 648 - 728 م) أشعر أهل عصره، ولد ومات في اليمامة، وعاش عمره كله يناضل شعراء زمنه ويساجلهم فلم يثبت أمامه غير الفرزدق والأخطل، كان عفيفًا، وهو من أغزل الناس شعرًا.
[19] ومنه حديث عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "لا تُلْبِسوا نساءكم القَباطِيَّ فإنَّه إنْ لا يَشِفَّ يَصِف" (مصنف عبد الرزاق، أبي بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني، المكتب الإسلامي، بيروت، الطبعة الثانية، 1403، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، رقم 12142).
[20] البيت لابن زيدون: أحمد بن عبدالله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي (394 - 463 هـ / 1003 - 1070 م)، وزير، كاتب، وشاعر من أهل قرطبة.
[21] جزء من بيت لأبي تمام، تتمته: وخذهم بالرقى إن المهاري = يهيجها على السير الحداء.
[22] البيت للحلاج الحسين بن منصور (244 - 309 هـ / 858 - 922 م)، فيلسوف، عدَّه البعض في كبار المتعبدين والزهَّاد وعدَّه آخرون في زمرة الزنادقة والملحدين، أصله من بيضاء فارس، ونشأ بواسط العراق.
[23] تزيين الأسواق في أخبار العشاق، 1/195.
[24] رواه أبو داود والترمذي عن سعيد بن زيد، وصححه الألباني.
[25] المسند الجامع لأبي الفضل السيد أبو المعاطي النوري: 16040.
[26] متفق عليه. المستدرك على الصحيحين 8429.
[27] العقد الفريد، (2/432).
[28] إحياء علوم الدين، (2/ 38).
[29] سورة النساء، الآية 25.
[30] سورة البقرة، الآية 269.
[31] جزء من حديث رواه مسلم في صحيحه، وأبو داود في سننه، والبيهقي في شعب الإيمان والسنن الكبرى.


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________