عنوان الموضوع : الكبائر
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

الكبائر






الكبائر :

ما نهى الله و رسوله عنه في الكتاب و السنة و الأثر عن السلف الصالحين و قد ضمن الله تعالى في كتابه العزيز لمن اجتنب الكبائر و المحرمات أن يكفر عنه الصغائر من السيئات لقوله تعالى :
{ إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم و ندخلكم مدخلا كريما }
فقد تكفل الله تعالى بهذا النص لمن اجتنب الكبائر أن يدخله الجنة




الكبيرة الأولى : الشرك بالله

فأكبر الكبائر الشرك بالله تعالى و هو نوعان : أحدهما ـ أن يجعل لله ندا و يعبد غيره من حجر أو شجر أو شمس أو قمر أو نبي أو شيخ أو نجم أو ملك أو غير ذلك و هذا هو الشرك الأكبر الذي ذكره الله عز و جل قال الله تعالى : { إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء }

و النوع الثاني من الشرك : الرياء بالأعمال كما قال الله تعالى : { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربه أحدا }
أي لا يرائي بعمله أحدا و قال صلى الله عليه و سلم : [ إياكم و الشرك الأصغر قالوا يا رسول الله و ما الشرك الأصغر ؟ قال : الرياء يقول الله تعالى يوم يجازى العباد بأعمالهم اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤونهم بأعمالكم في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء ]




الكبيرة الثانية : قتل النفس

قال تعالى : { و من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها و غضب الله عليه و لعنه و أعد له عذابا عظيما }



الكبيرة الثالثة : في السحر

لأن الساحر لا بد و أن يكفر قال الله تعالى :
{ و لكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر } و ما للشيطان الملعون غرض في تعليمه الإنسان السحر إلا ليشرك به قال الله تعالى مخبرا عن هاروت و ماروت :
{ و ما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء و زوجه و ما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله و يتعلمون ما يضرهم و لا ينفعهم و لقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق } أي من نصيب
فترى خلقا كثيرا من الضلال يدخلون في السحر و يظنونه حراما فقط و ما يشعرون أنه الكفر فيدخلون في تعليم السيمياء و عملها و هي محض السحر و في عقد الرجل عن زوجته و هو سحر و في محبة الرجل للمرأة و بغضها له و أشباه ذلك بكلمات مجهولة أكثرها شرك و ضلال



الكبيرة الرابعة : في ترك الصلاة

قال الله تعالى : { فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة و اتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا * إلا من تاب و آمن و عمل صالحا }
قال ابن عباس رضي الله عنهما : ليس معنى أضاعوها تركوها بالكلية و لكن أخروها عن أوقاتها و قال سعيد بن المسيب إمام التابعين رحمه الله : هو أن لا يصلي الظهر حتى يأتي العصر و لا يصلي العصر إلى المغرب و لا يصلي المغرب إلى العشاء و لا يصلي العشاء إلى الفجر و لا يصلي الفجر إلى طلوع الشمس فمن مات و هو مصر على هذه الحالة و لم يتب وعده الله بغي و هو واد في جهنم بعيد قعره خبيث طعمه و قال الله تعالى في آية أخرى : { فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون } أي غافلون عنها متهاونون بها




الكبيرة الخامسة : منع الزكاة

قال الله تعالى : { لا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة }
و قال الله تعالى : { و ويل للمشركين * الذين لا يؤتون الزكاة } فسماهم المشركين و قال الله تعالى : { و الذين يكنزون الذهب و الفضة و لا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم * يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم و جنوبهم و ظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون }
و قال صلى الله عليه و سلم : [ أول ثلاثة يدخلون النار ـ أمير مسلط و ذو ثروة من مال لا يؤدي حق الله تعالى من ماله و فقير فخور ]




الكبيرة السادسة : إفطار يوم من رمضان بلا عذر

قال الله تعالى :
{ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون * أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر }
و قال صلى الله عليه و سلم : [ من أفطر يوما من رمضان بلا عذر لم يقضه صيام الدهر و إن صامه ]





يتبع


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


الكبيرة السابعة : في ترك الحج مع القدرة عليه

قال الله تعالى : { و لله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا }
و قال النبي صلى الله عليه و سلم : [ من ملك زادا و راحلة تبلغه حج بيت الله الحرام و لم يحج فلا عليه أن يموت يهوديا أو نصرانيا ] و ذلك لأن الله تعالى يقول : { و لله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا }




الكبيرة الثامنة : عقوق الوالدين

قال الله تعالى : { وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا } أي برا و شفقة و عطفا عليهما { إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف و لا تنهرهما } : أي لا تقل لهما بتبرم إذا كبرا و أسنا و ينبغي أن تتولى خدمتهما ما توليا من خدمتك على أن الفضل للمتقدم و كيف يقع التساوي و قد كانا يحملان أذاك راجين حياتك و أنت إن حملت أذاهما رجوت موتهما ثم قال الله تعالى : { و قل لهما قولا كريما } أي لينا لطيفا { واخفض لهما جناح الذل من الرحمة و قل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا } و قال الله تعالى : { أن اشكر لي و لوالديك إلي المصير } فانظر رحمك الله كيف قرن شكرهما بشكره
و عنه صلى الله عليه و سلم قال : [ لو علم الله شيئا أدنى من الأف لنهى عنه فليعمل العاق ما شاء أن يعمل فلن يدخل الجنة و ليعمل البار ما شاء أن يعمل فلن يدخل النار ]




الكبيرة التاسعة : هجر الأقارب

قال الله تعالى : { و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام } أي و اتقوا الأرحام أن تقطعوها و قال الله تعالى : { فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض و تقطعوا أرحامكم * أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم و أعمى أبصارهم } و قال الله تعالى : { الذين يوفون بعهد الله و لا ينقضون الميثاق * و الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل و يخشون ربهم و يخافون سوء الحساب } و قال الله تعالى : { يضل به } أي بالقرآن { كثيرا و يهدي به كثيرا و ما يضل به إلا الفاسقين * الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه و يقطعون ما أمر الله به أن يوصل و يفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون }
أعظم ذلك ما بين العبد و بين الله ما عهده الله على العبيد
و في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : [ لا يدخل الجنة قاطع رحم ]





الكبيرة العاشرة : الزنا

و بعضه أكبر من بعض قال الله تعالى :
{ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا } و قال الله تعالى : { و الذين لا يدعون مع الله إلها آخر و لا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق و لا يزنون و من يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة و يخلد فيه مهانا * إلا من تاب }
و قال الله تعالى : { الزانية و الزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة و لا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر و ليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين }




الكبيرة الحادية عشرة : اللواط

قد قص الله عز و جل علينا في كتابه العزيز قصة قوم لوط في غير موضع من ذلك قول الله تعالى :
{ فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها و أمطرنا عليها حجارة من سجيل } أي من طين طبخ حتى صار كالآجر { منضود } أي يتلو بعضه بعضا { مسومة } أي معلمة بعلامة تعرف بها بأنها ليست من حجارة أهل الدنيا { عند ربك } أي في خزانته التي لا يتصرف في شيء منها إلا بإذنه { و ما هي من الظالمين ببعيد } ما هي من ظالمي هذه الأمة إذا فعلوا فعلهم أن يحل بهم ما حل بأولئك من العذاب
و لهذا قال النبي صلى الله عليه و سلم : [ أخوف ما أخاف عليكم عمل قوم لوط و لعن من فعل فعلهم ثلاثا فقال : لعن الله من عمل عمل قوم لوط لعن الله من عمل عمل قوم لوط لعن الله من عمل عمل قوم لوط ] و قال عليه الصلاة السلام : [ من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل و المفعول به ]






يتبع


__________________________________________________ __________

الكبيرة الثانية عشرة : الربا

قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة و اتقوا الله لعلكم تفلحون } و قال الله تعالى : { الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس } أي لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم الذي قد مسه الشيطان و صرعه { ذلك } أي ذلك الذي أصابهم { بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا }
أي حلالا فاستحلوا ما حرم الله فإذا بعث الله الناس يوم القيامة خرجوا مسرعين إلا أكلة الربا فإنهم يقومون و يسقطون كما يقوم المصروع كلما قام صرع لأنهم لما أكلوا الربا الحرام في الدنيا أرباه الله في بطونهم حتى أثقلهم يوم القيامة فهم كلما أردوا النهوض سقطوا و يريدون الإسراع مع الناس فلا يقدرون
و [ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لما عرج بي سمعت في السماء السابعة فوق رأسي رعدا و صواعق و رأيت رجالا بطونهم بين أيديهم كالبيوت فيها حيات و عقارب ترى من ظاهر بطونهم فقلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ فقال : فقال هؤلاء أكلة الربا ]




الكبيرة الثالثة عشرة : أكل مال اليتيم و ظلمه

قال الله تعالى : { إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا و سيصلون سعيرا } و قال الله تعالى : { و لا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده }
و [ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال في المعراج : فإذا أنا برجال و قد وكل بهم رجال يفكون لحالهم و آخرون يجيئون بالصخور من النار فيقذفونها بأفواههم و تخرج من أدبارهم فقلت : يا جبريل من هن هؤلاء ؟ قال : الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا ] رواه مسلم




الكبيرة الرابعة عشرة : الكذب على الله عز و جل و على رسوله صلى الله

عليه و سلم
قال الله عز و جل :
{ و يوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة }
قال الحسن : هم الذين يقولون : إن شئنا فعلنا و إن شئنا لم نفعل قال ابن الجوزي في تفسيره : و قد ذهب طائفة من العلماء إلى أن الكذب على الله و على رسوله كفر ينقل عن الملة و لا ريب أن الكذب على الله و على رسوله في تحليل حرام و تحريم حلال كفر محض و إنما الشأن في الكذب عليه فيما سوى ذلك
و قال صلى الله عليه و سلم : [ من كذب علي بني له بيت في جهنم ]




الكبيرة الخامسة عشرة : الفرار من الزحف

و إذا لم يزد على ضعف المسلمين إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة و إن بعدت قال الله تعالى :
{ و من يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله و مأواه جهنم و بئس المصير }
و [ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : اجتنبوا السبع الموبقات قالوا : و ما هن يا رسول الله ؟ قال : الشرك بالله و السحر و قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق و أكل الربا و أكل مال اليتيم و التولي يوم الزحف و قذف المحصنات الغافلات المؤمنات ]




الكبيرة السادسة عشرة : غش الإمام الرعية و ظلمه لهم

قال الله تعالى : { إنما السبيل على الذين يظلمون الناس و يبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم }
و قال الله تعالى : { ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار * مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء }
و قال الله تعالى : { و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون }
و قال الله تعالى : { كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون }
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ من غشنا فليس منا ] و قال عليه السلام : [ الظلم ظلمات يوم القيامة ] و قال صلى الله عليه و سلم : [ كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته ] و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ أيما راع غش رعيته فهو في النار ] و قال صلى الله عليه و سلم : [ من استرعاه الله رعية ثم لم يحطها بنصيحة إلا حرم الله عليه الجنة ] أخرجه البخاري و في لفظ : [ يموت يوم يموت و هو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ]




الكبيرة السابعة عشر : الكبر

الكبر و الفخر و الخيلاء و العجب و التيه ـ قال الله تعالى : { و قال موسى إني عذت بربي و ربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب } و قال الله تعالى : { إنه لا يحب المستكبرين }
و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ بينما رجل يتبختر في مشيه إذ خسف الله به الأرض فهو يتجلل فيها إلى يوم القيامة ] و قال عليه الصلاة و السلام : [ يحشر الجبارون المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر يطؤهم الناس يغشاهم الذل من كل مكان ] و قال بعض السلف أول ذنب عصي الله به الكبر
قال الله تعالى : { و إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى و استكبر و كان من الكافرين }
فمن استكبر على الحق لم ينفعه إيمانه كما فعل إبليس
و عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال : [ لا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال ذرة من كبر ] رواه مسلم





يتبع


__________________________________________________ __________

الكبيرة الثامنة عشرة : شهادة الزور

قال الله تعالى : { و الذين لا يشهدون الزور } الآية و في الأثر عدلت شهادة الزور الشرك بالله تعالى مرتين و قال الله تعالى : { و اجتنبوا قول الزور }
و في الحديث : [ لا تزول قدما شاهد الزور يوم القيامة حتى تجب له النار ] قال المصنف رحمه الله تعالى : شاهد الزور قد ارتكب عظائم ( أحدها ) الكذب و الإفتراء قال الله تعالى : { إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب }
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ الإشراك بالله و عقوق الوالدين ألا و قول الزور ألا و شهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت ]




الكبيرة التاسعة عشر : شرب الخمر

قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون * إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون }
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ كل مسكر خمر و كل خمر حرام و من شرب الخمر في الدنيا و مات و لم يتب منها و هو مدمنها لم يشربها في الآخرة



الكبيرة العشرون : القمار

قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون * إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون }
و الميسر هو القمار بأي نوع كان : نرد أو شطرنج أو فصوص أو كعاب أو جوز أو بيض أو حصى أو غير و هو من أكل أموال الناس بالباطل الذي نهى الله عنه بقوله : { و لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل } و داخل في قول النبي صلى الله عليه و سلم : [ إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة ] و في صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : [ من قال لصاحبه تعالى أقامرك فليتصدق ] فإذا كان مجرد القول يوجب الكفارة أو الصدقة فما ظنك بالفعل ؟ !




الكبيرة الحادية و العشرون : قذف المحصنات

قال الله تعالى :
{ إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم * يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون }
و قال الله تعالى : { و الذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة و لا تقبلوا لهم شهادة أبدا و أولئك هم الفاسقون }
بين الله تعالى في الآية أن من قذف امرأة محصنة حرة عفيفة عن الزنا و الفاحشة إنه ملعون في الدنيا و الآخرة و له عذاب عظيم و عليه في الدنيا الحد ثمانون جلدة و تسقط شهادته و إن كان عدلا
ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : [ من قذف مملوكه بالزنا أقيم عليه الحد يوم القيامة إلا أن يكون كما قال ]





الكبيرة الثانية و العشرون : الغلول من الغنيمة


و هي من بيت المال و من الزكاة قال الله تعالى :
{ إن الله لا يحب الخائنين } و قال الله تعالى { و ما كان لنبي أن يغل و من يغلل يأت بما غل يوم القيامة }
و لقول النبي صلى الله عليه و سلم : [ أدوا الخيط و المخيط و إياكم و الغلول بأنه عار على صاحبه يوم القيامة ]




الكبيرة الثالثة و العشرون : السرقة

قال الله تعالى : { السارق و السارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله و الله عزيز حكيم }
قال ابن شهاب : نكل الله بالقطع في سرقة أموال الناس و الله عزيز في انتقامه من السارق حكيم فيما أوجبه من قطع يده
و قال صلى الله عليه و سلم : [ لا يزني الزاني حين يزني و هو مؤمن و لا يسرق السارق حين يسرق و هو مؤمن و لكن التوبة معروضة ]
و [ عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قطع في مجن قيمته ثلاثة دراهم ]




الكبيرة الرابعة و العشرون : قطع الطريق

قال الله تعالى : { إنما جزاء الذين يحاربون الله و رسوله و يسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم و أرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا و لهم في الآخرة عذاب عظيم }
قال الواحدي رحمه الله : معنى يحاربون الله و رسوله يعصونهما و لا يطيعونهما كل من عصاك فهو محارب لك و يسعون في الأرض فسادا أي بالقتل و السرقة و أخذ الأموال و كل من أخذ السلاح على المؤمنين فهو محارب لله و رسوله




الكبيرة الخامسة و العشرون : اليمين الغموس

قال الله تعالى : { إن الذين يشترون بعهد الله و أيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة و لا يكلمهم الله و لا ينظر إليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم }
قال الواحدي : نزلت في رجلين اختصما إلى النبي صلى الله عليه و سلم في ضيعة فهم المدعي عليه أن يحلف فأنزل فأنزل الله هذه الآية فنكل المدعي عليه عن اليمين و أقر للمدعي بحقه و عن [ عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من حلف على يمين و هو فيها فاجر ليقتطع بها مال امرىء مسلم لقي الله تعالى و هو عليه غضبان ]





يتبع


__________________________________________________ __________

الكبيرة السادسة و العشرون : الظلم

بأكل أموال الناس و أخذها ظلما و ظلم الناس و الشتم و التعدي و الإستطالة على الضعفاء
قال الله تعالى : { و لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار * مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم و أفئدتهم هواء * و أنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك و نتبع الرسل أولم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال * و سكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم و تبين لكم كيف فعلنا بهم و ضربنا لكم الأمثال }
و قال صلى الله عليه و سلم : [ من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرض أو شيء فليتحلله اليوم من قبل أن لا يكون دينار و لا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه ]




الكبيرة السابعة و العشرون : المكاس

و هو داخل في قول الله تعالى : { إنما السبيل على الذين يظلمون الناس و يبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم }
و المكاس من أكبر أعوان الظلمة بل هو من الظلمة أنفسهم فإنه يأخذ ما لا يستحق و يعطيه لمن لا يستحق و لهذا قال النبي صلى الله عليه و سلم : [ المكاس لا يدخل الجنة ] و قال صلى الله عليه و سلم : لا يدخل الجنة صاحب مكس [ رواه أبو داود و ما ذاك إلا لأنه يتقلد مظالم العباد و من أين للمكاس يوم القيامة أن يؤدي للناس ما أخذ منهم ؟ إنما يأخذون من حسناته إن كان له حسنات ! و هو داخل في قول النبي صلى الله عليه و سلم : ] أتدرون من المفلس قالوا يا رسول الله المفلس فينا من لا درهم له و لا متاع إن المفلس من أمتي من يأتي بصلاة و زكاة و صيام و حج و يأتي و قد شتم هذا و ضرب هذا و أخذ مال هذا فيؤخذ لهذا من حسناته و هذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه ثم طرح في النار [




الكبيرة الثامنة و العشرون : أكل الحرام و تناوله على أي وجه كان

قال الله عز و جل : { و لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل }
أي لا يأكل بعضكم مال بعض بالباطل قال ابن عباس رضي الله عنهما : يعني باليمين الباطلة الكاذبة يقتطع بها الرجل مال أخيه بالباطل و الأكل بالباطل على وجهين أحدهما أن يكون على جهة الظلم نحو الغصب و الخيانة و السرقة والثاني على جهة الهزل و اللعب كالذي يؤخذ في القمار و الملاهي و نحو ذلك و في صحيح البخاري : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : [ إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة ]




الكبيرة التاسعة و العشرون : أن يقتل الإنسان نفسه

قال الله تعالى : { ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما * ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا }
قال الواحدي في تفسير هذه الآية : و لا تقتلوا أنفسكم أي لا يقتل بعضكم بعضا لأنكم أهل دين واحد فأنتم كنفس واحدة و عن جندب بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : [ كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح فجزع فأخذ سكينا فحذ بها يده فما رقأ الدم حتى مات قال الله تعالى : بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة ]




الكبيرة الثلاثون : الكذب في غالب أقواله

قال الله تعالى : { فنجعل لعنة الله على الكاذبين } و قال الله تعالى : { قتل الخراصون } أي الكاذبون و قال الله تعالى : { إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب }
و في الصحيحين [ عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الصدق يهدي إلى البر و إن البر يهدي إلى الجنة و ما يزال الرجل يصدق و يتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا و إن الكذب يهدي إلى الفجور و إن الفجور يهدي إلى النار و ما يزال الرجل يكذب و يتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا ]




الكبيرة الحادية و الثلاثون : القاضي السوء

قال الله تعالى : { و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } و قال الله تعالى : { و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون } و قال الله تعالى : { و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون }
روى الحاكم بإسناده و في صحيحه [ عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : لا يقبل الله صلاة إمام حكم بغير ما أنزل الله ]




يتبع


__________________________________________________ __________

الكبيرة الثانية و الثلاثون : أخذ الرشوة على الحكم

قال الله تعالى : { و لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل و تدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم و أنتم تعلمون }
أي لا تدلو بأموالكم إلى الحكام أي لا تصانعوهم بها و لا ترشوهم ليقتطعوا لكم حقا لغيركم و أنتم تعلمون أنه لا يحل لكم و [ عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لعن الله الراشي و المرتشي في الحكم ]




الكبيرة الثالثة و الثلاثون : تشبه النساء بالرجال و تشبه الرجال بالنساء

في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : [ لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال و المتشبهين من الرجال بالنساء ] و في رواية : [ لعن الله الرجله من النساء ] و في رواية قال : [ لعن الله المخنثين من الرجال و المترجلات من النساء ] يعني اللاتي يتشبهن بالرجال في لبسهم و حديثهم و عن [ أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لعن الله المرأة تلبس لبسة الرجل و الرجل يلبس لبسة المرأة ]



الكبيرة الرابعة و الثلاثون : الديوث المستحسن على أهله و القواد الساعي

بين الإثنين بالفساد
قال الله تعالى : { الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة و الزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك و حرم ذلك على المؤمنين }
عن [ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ثلاثة لا يدخلون الجنة : العاق لوالديه و الديوث و رجلة النساء ] و روى النسائي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : [ ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة : مدمن الخمر و العاق لوالديه و الديوث الذي يقر الخبث في أهله ] يعني يستحسن على أهله نعوذ بالله من ذلك




الكبيرة الخامسة و الثلاثون : المحلل و المحلل له

صح من حديث [ ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن المحلل المحلل له ] قال الترمذي : و العمل على ذلك عند أهل العلم منهم عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و عبد الله بن عمر و هو قول الفقهاء من التابعين و رواه الإمام أحمد في مسنده و النسائي في سننه أيضا باسناد صحيح و [ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن المحلل فقال : لا إلا نكاح رغبة لا نكاح دلسة و لا استهزاء بكتاب الله عز و جل حتى يذوق العسيلة ] و رواه أبو اسحاق الجوزاني و [ عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ألا أخبركم بالتيس المستعار ؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : هو المحلل لعن الله المحلل و المحلل له ] رواه ابن ماجه بإسناد صحيح و عن ابن عمر أن رجلا سأله فقال : ما تقول في امرأة تزوجتها أحلها لزوجها لم يأمرني و لم يعلم ؟ فقال له ابن عمر : لا إلا نكاح رغبة إن أعجبتك أمسكتها و إن كرهتها فارقتها و إنا كنا نعد هذا سفاحا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم



الكبيرة السادسة و الثلاثون : عدم التنزه من البول و هو شعار النصارى

قال الله تعالى : { و ثيابك فطهر } و [ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال مر النبي صلى الله عليه و سلم بقبرين فقال : إنهما ليعذبان و ما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة و أما الآخر فكان لا يستبرىء من البول أي لا يتحرز منه ] مخرج في الصحيحين و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : [ استنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه ] رواه الدارقطني
ثم إن من لم يتحرز من البول في بدنه و ثيابه فصلاته غير مقبولة




الكبيرة السابعة و الثلاثون : الرياء

قال الله تعالى مخبرا عن المنافقين :
{ يراؤون الناس و لا يذكرون الله إلا قليلا } و قال الله تعالى : { فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون * الذين هم يراؤون * و يمنعون الماعون } و قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن و الأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس } الآية و قال الله تعالى : { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا و لا يشرك بعبادة ربه أحدا }
أي لا يرائي بعمله و [ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن أول الناس يقضى عليه يوم القيامة رجل استشهد في سبيل الله فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما فعلت فيها ؟ قال : قاتلت فيك حتى استشهدت قال : كذبت و لكنك فعلت ليقال هو جريء و قد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى أقي في النار و رجل وسع الله عليه و أعطاه من أصناف المال فأتى به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟ قال : ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك قال : كذبت و لكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار و رجل تعلم العلم و علمه و قرأ القرآن فأتى به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟ قال : تعلمت العلم و علمته و قرأت فيك القرآن قال : كذبت و لكنك تعلمت ليقال هو عالم و قرأت ليقال هو قارىء ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ] رواه مسلم





يتبع