بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وصلى الله على نبيه المصطفى وآله وصحبه ومن بهداهم اهتدى ، وبعد ,,,,,,,,
فكم في هذه الدنيا من لذائذ ومفاتن ........
وكم فيها من المتع والدعة ........
ولكن حينما نفكر فقط في أن نجري مقارنة بين تلك الملاذ ، لنستجلي أحلاها طعماً .......
وأجملها شكلاً..........
وأبدعها أصالة ..........
فسوف نقول بصوت واحد .....
إنها متعة الحياة الزوجية السعيدة ......
إن أول مؤشر يجعلنا نجزم بهذه الحقيقة المشعة ....
هو ذلك الشعور المؤنس .........الذي يلامس سويداء القلب تجاه الطرف الآخر منذ النظرة الأولى ....
إنها تعني الكثير والكثير ...............
فهي تبعث إحساسا ينبض بروح الحب .......والصفاء ........والرحمة ...........والشفقة ....
أتعجب والله من هذه المشاعر التي نمت وأورقت من حين إلتقاء الطرف بالطرف ................
إنها عين تغرف من قاع القلب ........
جدولاً من الصدق ............
ومعينا من الوفاء ............
وشهادة بالحب .....
منذ متى حصل هذا الوصال ؟
وهل هناك سابق معرفة ؟
الجواب لا ، وهنا سر إلهي عجيب ......
هكذت أصفه لكم ولست أدري عنه أكثر من هذا ......
ثم بعد ذلك إبحار في عالم المعاشرة .......
وسفر طويل ............في دنيا الحب ...
واستنشاق لعبق الأزهار الفواح ......
فكل يوم تشرق شمسه ..............يولد فيه حب جديد ..............
يتغذى على التضحية .....
ويقتات على البذل ..........
ويمتلأ بالوداد ......
خرج الزوج إلى عمله .........
وهو يستشعر الحب الذي جعله يقوم ليؤمن حياة العز والشرف لمحبوبه ..........
نعم هو خرج بجسده وجوارحه ..........
ولكن روحه ونفسه لا تزال كامنة في المنزل ..........
وقلبه لايزال يتغذى على ذلك الحب الخلاب.......
نعم خرج بشكله ووجوده ولكن عقله وفكره لم يخرج معه ..........
إنه يعيش كل لحظة من حياته مع محبوبه ...........
ولذا فهو دائم النظر في ساعته .......
يستثقل الدقيقة والثانية .....
وإذا حان موعد رجوعه فهو كالطائر الذي وجد فرصة فطار من قفصه ...
فأي فرحة تغمره وأي سعادة تأسره .....
إن الزواج الناجح هو ذلك الذي يشعر كل من الزوجين فيه بأنهما روحان حلت جسدا واحدا ..........
لايمكن انفكاكهما أو تراخيهما ....
إنه شعور بالشفقة والرحمة المتبادلة .........
التي تنصهر عندها كل الخلافات ......
وتتهاوى على ثباتها كل الإحن .........
أسألكم بالله تعالى ؟
حياة زوجية تستنشق هذا الطهر وتعيش هذه الحقيقة ...
أيفكر واحد من الزوجين في التواني عن تلبية رغبة حبيبه ....
فضلا عن أن يفكر يوما بإيذائه أو مفارقته ........
ومن هنا نعلم أن الزواج لاتنهدم أركانه غالبا إلا إذا خشوشنت هذه المعاني السامية .....
ولست أعني بحديثي هذا أن أقدم الزواج بصورة مثالية مستحيلة ...
ولكنها حقيقة عشاها البعض ....
ولا يعني هذا خلو الحياة من مكدرات ....
ولكن أرجع وأقول بقدر ماكان الوصال بقدر ما ضعفت هذه المشاكل والغصص .....
ووالله إن العاقل ليعجب من قسوة بعض الأزواج أو الزوجات على بعضهما بعد حب ووفاء دام طويلا ......
أقل مافيه تذكر العشرة بالمعروف الذي أشار إليه ربنا تعالى فقال ( ولا تنسوا الفضل بينكم )
وأذكر هنا قصة زوج حالت الأقدار بينه وبين زوجته فاضطر إلى أن يطلقها وهو يحبها .......
فلما عقد مجلس الطلاق سئل عن قسمة أثاثه فقال والعبرات تخنقه ( تسألونني عن هذا ، كل بيتي ملك لها لا آخذ
منه شيء إلا ماتركته بطيب نفس منها ) إنه يا أخوتي صورة نادرة .....
سيما في لحظة الخصام والمطالبة بالحقوق .......
التي يظهر فيها الشح وتقسو فيها المشاعر ......
ولكنه الحب الصادق والرحمة جعلته يفعل ذلك .....
أخوتي أكثرت عليكم ، ولكنها خاطرة خطرت فأحببت أن أسجلها قبل أن ترحل .....
حبي وسلامي للجميع