عنوان الموضوع : معني التوحيد..وماذا تعرف عنه...
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

معني التوحيد..وماذا تعرف عنه...





بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



سيتم تخصيص هذا الموضوع لكل ما يتعلق بالتوحيد إن شاء الله .. سائلين الله أن يعيننا ، وأن يبارك بهذا الموضوع ، ويجعل فائدته تعود على الجميع .



يظن البعض بأنه يعرف كل شيء أو الكثير من المعلومات عن التوحيد ولكن :
سيفاجأ بأنه يجهل الكثير الكثير الكثير من المعلومات عن التوحيد وسيتعرف على أمور قد تدخله في الشرك الأصغر
( تابعونا لتعرفوا معنى الشرك الأكبر و معنى الشرك الأصغر ) .



ملاحظة :



الكثير من المعلومات سيكون مصدرها هو :



موقع التوحيد




وأيضاً سنقدم لكم إن شاء الله كتاب الملخص في شرح كتاب التوحيد
للشيخ صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان



تابعونا حفظكم الله



سيكون الموضوع مغلقاً لأنه سيكون متجدداً إن شاء الله .
وأسأل الله أن يبارك بكل من سيساعد على نشر هذا الموضوع .



فهرس الموضوع



1 ... الفهرس
2 ... تعريف التوحيد
3 ... أقسام التوحيد
4... توحيد الربوبية
5 ... توحيد الألوهية
6 ... توحيد الأسماء والصفات
7 ... مقدمة الشيخ صالح الفوزان
8 ... نبذة موجزة عن حياة المؤلف الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله
9 ... كتاب التوحيد 1 (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}
10 ... يتبع كتاب التوحيد 2 ... {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ}



11 ... كتاب التوحيد 3 .. {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}
12 ... كتاب التوحيد 4 ... : {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا...}
13 ... كتاب التوحيد 5 ... {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا}
14 ... كتاب التوحيد .6.. قال ابن مسعود
15 ... كتاب التوحيد 7 ... حديث معاذ بن جبل
16 ... باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب
17 ... باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب
18 ... باب الخوف من الشرك
19 ... باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله الله
20 ... باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله



21 ... باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه
22 ... باب ما جاء في الرقي والتمائم
23 ... باب من تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما
24 ... باب ما جاء في الذبح لغير الله
25 ... باب لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله
26 ... باب من الشرك النذر لغير الله
27 ... باب من الشرك الاستعاذة بغير الله
28 ... باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره




29 ... باب قول الله تعالى: {أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ، وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ}
30 ... باب قول الله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}



31 ... باب الشفاعة
32 ... باب قول الله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}.
33 ... باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين
34 ... باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده
35 ... باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيّرها أوثاناً تعبد من دون الله
36 ... باب ما جاء في حماية المصطفى –صلى الله عليه وسلم- جناب التوحيد وسده كل طريق يوصّل إلى الشرك
37 ... باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان
38 ... باب ما جاء في السحر
39 ... باب بيان شيء من أنواع السحر
40 ... باب ما جاء في الكهّان ونحوهم

يتبع


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================




41 ... باب ما جاء في النُّشْرَة
42... باب ما جاء في التطيُّر
43 ... باب ما جاء في التنجيم
44 ... باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء
45 ... باب قول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ}
46 ... باب قول الله تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}
47 ... باب قول الله تعالى: {وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}
48 ... باب قول الله تعالى: {أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}
49 ... باب من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله
50 ... باب ما جاء في الرياء




51 ... باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا
52 ... باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أرباباً
53 ... باب قول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا...}
54 ... باب من جحد شيئاً من الأسماء والصفات
55 ...باب قول الله تعالى: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا} الآية.
56 ... باب قول الله تعالى: {فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}
57 ... باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله
58 ... باب قول: ما شاء الله وشئت
59 ... باب من سب الدهر فقد آذى الله
60 ... باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه




61 ... باب احترام أسماء الله وتغيير الاسم لأجل ذلك
62 ... باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول
63 ... باب قول الله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي}
64 ... باب قول الله تعالى: {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}
65 ... باب قول الله تعالى: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ}"\
66 ... باب لا يقال: السلام على الله
67 ... باب قول: اللهم اغفر لي إن شئت
68 ...باب لا يقول: عبدي وأمتي
69 ... باب لا يرد من سأل بالله
70 ... باب لا يسأل بوجه الله إلا الجنة




71 ... باب ما جاء في الّلو
72 ... باب النهي عن سب الريح
73 ...باب قول الله تعالى: {يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ}
74 ... باب ما جاء في منكري القدر
75 ... باب ما جاء في المصورين
76 ... باب ما جاء في كثرة الحلف
77 ... باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه
78 ... باب ما جاء في الإقسام على الله
79 ... باب لا يستشفع بالله على خلقه
80 ... باب ما جاء في حماية النبي صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد وسده طرق الشرك
81 ... باب قول الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}




82 ... نواقض التوحيد



83 ... الناقض الأول : الشرك في عبادة الله تعالى
84 ... الناقض الثاني : من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم كفر إجماعآ
85 ... الناقض الثالث : من لم يكفر المشركين اوشك فى كفرهم او صحح مذهبهم كفر
86 ... الناقض الرابع : من اعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه وأن حكم غيره أحسن من حكمه كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر
87 ... الناقض الخامس : من أبغض شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم , ولو عمل به كفر.

88 ... الناقض السادس : من استهزأ بشي من دين الرسول صلى الله عليه وسلم أو ثوابه أو عقابه كفر ,
89 ... الناقض السابع : السحر ومنه الصرف والعطف, فمن فعله أو رضي به: كفر
90 ... الناقض الثامن : مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين
91 ...الناقض التاسع : من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام فهو كافر
92 ... الناقض العاشر : الإعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به




93 ... شبهات فى التوحيد
94 ... الشبهة (1): قول المشركين: الأولياء والصالحين لهم جاه عند الله. ونحن نسأل الله بهم
95 ... الشبهة (2) قول المشركين :الكفار كانوا يدعون الأصنام ونحن ندعوا الصالحين




96 ... فرق مخالفة
97 ... بدع مخالفة




98 ... مرئيات فى التوحيد
99 ... تراجم العلماء والشيوخ
100 ... مواقع العلماء
101 ... مواقع صديقة
يتبع


__________________________________________________ __________

تعريف التوحيد

التوحيد لغة:


((مصدر وَحدَ يُوحِد، أي جعل الشيء واحِداً))


وهذا لا يتحقق إلا بنفي وإثبات، نفي الحكم عما سوى الموحد، وإثباته له،

فمثلاً نقول:

إنه لا يتم للإنسان التوحيد حتى يشهد أن لا إله إلا الله، فينفي الألوهية عما سوى الله عز وجل ويثبتها لله وحده،

وذلك أن النفي المحض تعطيل محض، والإثبات المحض لا يمنع مشاركة الغير في الحكم، فلو قلت مثلاً :

((فلان قائم)) فهنا أثبت له القيام لكنك لم توحده به،

لأنه من الجائز أن يشاركه غيره في هذا القيام، ولو قلت :

((لا قائم)) فقد نفيت نفياً محضاً ولم تثبت القيام لأحد، فإذا قلت:

((لا قائم إلا زيد)) فحينئذٍ تكون وحدت زيداً بالقيام حيث نفيت القيام عمن سواه، وهذا هو تحقيق التوحيد في الواقع، أي أن التوحيد لا يكون توحيداً حتى يتضمن نفياً وإثباتاً .

وأنواع التوحيد بالنسبة لله-عز وجل- تدخل كلها في تعريف عام وهو

((إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به))


__________________________________________________ __________

أقسام التوحيد




ينقسم التوحيد إلى عدة أقسام ..


وهي حسب ما ذكره أهل العلم ثلاثة :

الأول:

توحيد الربوبية .

الثاني:

توحيد الألوهية .

الثالث:

توحيد الأسماء والصفات .

وعلموا ذلك بالتتبع والاستقراء، والنظر في الآيات والأحاديث، فوجدوا أن التوحيد لا يخرج عن هذه الأنواع الثلاثة.

( قلنا : وسيأتي تفصيل هذه الانواع تباعآ )




يتبع ... توحيد الربوبية


__________________________________________________ __________

توحيد الربوبية


توحيد الربوبية :


وهو "إفراد الله سبحانه وتعالى في أمور ثلاثة" في الخلق والملك والتدبير"

دليل ذلك قوله تعالى: (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ) (الأعراف: من الآية54)


ووجه الدلالة من الآية: أنه قدم فيها الخبر الذي من حقه التأخير،

والقاعدة البلاغية :

أن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر. ثم تأمل افتتاح هذه الآية بـ( أَلا ) الدالة على التنبيه والتوكيد: ( أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ)(الأعراف: من الآية54) ، لا لغيره، فالخلق هذا هو، والأمر هو التدبير.


أما الملك، فدليله مثل قوله تعالى: (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )(الجاثـية: من الآية27) ، فإن هذا يدل على انفراده سبحانه وتعالى بالملك، ووجه الدلالة من هذه الآية كما سبق تقديم ما حقه التأخير.

إذاً، فالرب عز وجل منفرد بالخلق والملك والتدبير.

فإن قلت:

كيف تجمع بين ما قررت وبين إثبات الخلق لغير الله، مثل قوله تعالىفَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)(المؤمنون: من الآية14) ، ومثل قوله صلى الله عليه وسلم في المصورين: "(يقال لهم أحيوا ما خلقتم) ومثل قوله تعالى في الحديث القدسي: "(ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي)،

فكيف تجمع بين قولك: أن الله منفرد بالخلق، وبين هذه النصوص؟.

فالجواب أن يقال:

إن الخلق هو الإيجاد، وهذا خاص بالله تعالى، أما تحويل الشيء من صورة إلى أخرى، فإنه ليس بخلق حقيقة، وإن سمي خلقاً باعتبار التكوين، لكنه في الواقع ليس بخلق تام،

فمثلا:


هذا النجار صنع من الخشب باباً، فيقال: خلق باباً لكن مادة هذه الصناعة الذي خلقها هو الله عز وجل، لا يستطيع الناس كلهم مهما بلغوا في القدرة أن يخلقوا عود أراك أبداً، ولا أن يخلقوا ذرة ولا أن يخلقوا ذباباً.

واستمع إلى قول الله عز وجل: )يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) (الحج:73) .

[الذين]: اسم موصول يشمل كل ما يدعى من دون الله من شجر وحجر وبشر وملك وغيره، كل الذين يدعون من دون الله ( لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُُ) (الحج:73)

ولو انفرد كل واحد بذلك، لكان، عجزه من باب أولى ،(إِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ) [ الحج :73 ] ، حتى الذين يدعون من دون الله لو سلبهم الذباب شيئاً، ما استطاعوا أن يستنقذوه من هذا الذباب الضعيف، ولو وقع الذباب على أقوى ملك في الأرض، ومص من طيبه، لا يستطيع هذا الملك أن يستخرج الطيب من هذا الذباب، وكذلك لو وقع على طعامه، فإذاً الله عز وجل هو الخالق وحده.

فإن قلت:

كيف تجمع بين قولك: إن الله منفرد بالملك وبين إثبات الملك للمخلوقين، مثل قوله تعالى: ( أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَه)(النور: من الآية61) )إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُم)(المؤمنون: من الآية6).

فالجواب: أن الجمع بينهما من وجهين:

الأول:

أن ملك الإنسان للشيء ليس عاماً شاملاً، لأنني أملك ما تحت يدي، ولا أملك ما تحت يدك والكل ملك الله عز وجل، فمن حيث الشمول: ملك الله عز وجل أشمل وأوسع، وهو ملك تام.


__________________________________________________ __________

الثاني:

أن ملكي لهذا الشيء ليس ملكاً حقيقياً أتصرف فيه كما أشاء، وإنما أتصرف فيه كما أمر الشرع، وكما أذن المالك الحقيقي، وهو الله عز وجل، ولو بعت درهماً بدرهمين، لم أملك ذلك، ولا يحل لي ذلك، فإذا ملكي قاصر ، وأيضاً لا أملك فيه شيئاً من الناحية القدرية، لأن التصرف لله، فلا أستطيع أن أقول لعبدي المريض:

ابرأ فيبرأ، ولا أستطيع أن أقول لعبدي الصحيح الشحيح:

امرض فيمرض، لكن التصرف الحقيقي لله عز وجل، فلو قال له: ابرأ، برأ، ولو قال: امرض. مرض، فإذا لا أملك التصرف المطلق شرعاً ولا قدراً، فملكي هنا قاصر من حيث التصرف، وقاصر من حيث الشمول والعموم، وبذلك يتبين لنا كيف كان انفراد الله عز وجل بالملك.

وأما التدبير، فللإنسان تدبير، ولكن نقول: هذا التدبير قاصر، كالوجهين السابقين في الملك، ليس كل شيء أملك التدبير فيه وإنما أملك تدبير ما كان تحت حيازتي وملكي وكذلك لا أملك تدبيره إلا على وفق الشرع الذي أباح لي هذا التدبير.

وحينئذ يتبين أن قولنا:


"إن الله عز وجل منفرد بالخلق والملك والتدبير": كلية عامة مطلقة، لا يستثنى منها شيء، لأن كل ما أوردناه لا يعارض ما ثبت لله عز وجل من ذلك.


هنا كتب توحيد الربوبية




يتبع ... توحيد الألوهية