عنوان الموضوع : عظماء في الاسلام .متجدد شاركوا في الاسلام
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

عظماء في الاسلام .متجدد شاركوا



عظمـــاء في الاســـلام ...






بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاه والسلام علي اشرف خلق الله سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام

اما بعــــد :

قال الله تعالى:
{ من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا }
صدق الله العظيم

نعم انهم عظماء في الاسلام رجال وفوا بعهودهم

حقا ما أعظمهم من قوم ...
كيف لا يكونوا عظماء وهم من آزروا الرسول صلى الله عليه وسلم ونصروه وناصروه ..
كيف لا يكونو عظماء وهم من حملوا هم الدعوة مع الرسول صلى الله عليه وسلم ...
كيف لا يكونوا عظماء وهم من نشروا الدين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ...

رجال عظماء , كمصابيح الهدى و مشاعل تنير لنا عتمة طريقنا في هذه الحياة , نجوم ضوؤها يملؤ فضاءات الكون الفسيح .
كانوا رجالا حول الرسول بهم ارتفعت رايات الحق و سطروا لمن بعدهم اروع الامثلة في الاخلاص و العمل و العزم و القوة في الحق , باعوا انفسهم لله فربحوا البيع فكان حقا على من بعدهم ان يهتدي بهديهم و يسير على اثرهم و يتتبع خطاهم ...



وقال الله تعالى :

{ محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع اخرج شطاه فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجرا عظيما }
صدق الله العظيم

انهم صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم و رضي عن اصحابه فلنقوم هنا بتدوين سيرتهم وماجاء في اعظم اقوالهم واعمالهم...

لكل منهم سيرة عطرة يقتدى بها و تجليات يجب ان نسلط الضوء عليها و اضاءات يجب ان نستنير بها
و بعد هذه المقدمة الوجيزة اترككم مع هذه الشذرات لتقطفوا من غناء حدائق فضائلهم بعض الزهرات ...

فهذه مساحة للمشاركة وذكر العديد من العظماء في تاريخنا الاسلامي ممن آزروا وكانوا حول الرسول في حياته لنشر ونصرة الدعوة الاسلامية ... وتبثوا وواصلوا ما بدأه سيد البشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ...





>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
غاليتي نسمات بلادي ليس بغريب عليك التميز
جزاك الله خيرا على فتح هده الساحة الرائعة
من خلالها سوف نتعرف على العظماء في الاسلام
الصحابة واتباع الرسول
و نحاول ان تقتدي بهم و نتبع نهجهم
سوف نكون بادن الله موسوعة متكاملة تجمع هؤلاء العظماء واعمالهم العظيمة
سوف اكون من المتابعين دائما لهدا الموضوع
جزاك الله عنا كل خير
ودي وخالص محبتي
في حفظ الله


__________________________________________________ __________


سيرة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه
عمر بن الخطاب أحد العشرة المبشرين بالجنة

" يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط الا سلك فجا غير فجك "
من هو ؟
الفاروق أبو حفص ، عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العزَّى القرشي العدوي ، ولد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة ( 40 عام قبل الهجرة ) ، عرف في شبابه بالشدة والقوة ، وكانت له مكانة رفيعة في قومه اذ كانت له السفارة في الجاهلية فتبعثه قريش رسولا اذا ما وقعت الحرب بينهم أو بينهم و بين غيرهم وأصبح الصحابي العظيم الشجاع الحازم الحكيم العادل صاحب الفتوحات وأول من لقب بأمير المؤمنين
إسلامه
أسلم في السنة السادسة من البعثة النبوية المشرفة ، فقد كان الخباب بن الأرت يعلم القرآن لفاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد عندما فاجأهم عمر بن الخطاب متقلدا سيفه الذي خرج به ليصفي حسابه مع الإسلام ورسوله ، لكنه لم يكد يتلو القرآن المسطور في الصحيفة حتى صاح صيحته المباركة ( دلوني على محمد )
وسمع خباب كلمات عمر ، فخرج من مخبئه وصاح ( يا عمر والله إني لأرجو أن يكون الله قد خصك بدعوة نبيه
فإني سمعته بالأمس يقول ( اللهم أيد الإسلام بأحب الرجلين إليك ، أبي الحكم بن هشام ، وعمر بن الخطاب ) فسأله عمر من فوره ( وأين أجد الرسول الآن يا خباب ؟) وأجاب خباب ( عند الصفا في دار الأرقم بن أبي الأرقم )
ومضى عمر الى مصيره العظيم ففي دار الأرقم خرج إليه الرسول
فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف فقال ( أما أنت منتهيا يا عمر حتى يُنزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة ؟ اللهم هذا عمر بن الخطاب ، اللهم أعزّ الدين بعمر بن الخطاب ) فقال عمر ( أشهد أنّك رسول الله )
وباسلامه ظهر الاسلام في مكة اذ قال للرسول
والمسلمون في دار الأرقم ( والذي بعثك بالحق لتخرجن ولنخرجن معك ) وخرج المسلمون ومعهم عمر ودخلوا المسجد الحرام وصلوا حول الكعبة دون أن تجرؤ قريش على اعتراضهم أو منعهم ، لذلك سماه الرسول ( الفاروق ) لأن الله فرق بين الحق والباطل
لسان الحق

هو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، ومن علماء الصحابة وزهادهم ، وضع الله الحق على لسانه اذ كان القرآن ينزل موافقا لرأيه ، يقول علي بن أبي طالب ( إنّا كنا لنرى إن في القرآن كلاما من كلامه ورأياً من رأيه ) كما قال عبد الله بن عمر ( مانزل بالناس أمر فقالوا فيه وقال عمر ، إلا نزل القرآن بوفاق قول عمر )
‏عن ‏أبي هريرة ‏-‏رضي الله عنه- ‏‏قال :‏ ‏قال رسول الله
( لقد كان فيما قبلكم من الأمم ‏‏محدثون ،‏ ‏فإن يك في أمتي أحد فإنه ‏‏عمر ‏) و‏زاد ‏‏زكرياء بن أبي زائدة ‏ ‏عن ‏ ‏سعد ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سلمة ‏ ‏عن ‏أبي هريرة ‏‏قال ‏: ‏قال النبي ‏ ‏( ‏ لقد كان فيمن كان قبلكم من ‏بني إسرائيل‏ ‏رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء ، فإن يكن من أمتي منهم أحد ‏‏فعمر ) ‏‏قال ‏‏ابن عباس ‏-‏رضي الله عنهما- ( ‏‏من نبي ولا محدث ‏)
قوة الحق
كان قويا في الحق لا يخشى فيه لومة لائم ، فقد ‏استأذن ‏‏عمر بن الخطاب ‏‏على رسول الله ‏‏وعنده ‏‏نسوة ‏من ‏قريش ،‏ ‏يكلمنه ويستكثرنه ، عالية أصواتهن على صوته ، فلما استأذن ‏‏عمر بن الخطاب ‏قمن فبادرن الحجاب ، فأذن له رسول الله ‏فدخل ‏‏عمر ‏‏ورسول الله ‏‏يضحك ، فقال ‏‏عمر (‏ ‏أضحك الله سنك يا رسول الله ) فقال النبي عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي ، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب ) فقال ‏‏عمر (‏ ‏فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله ) ثم قال عمر ‏( ‏يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ‏فقلن ( نعم ، أنت أفظ وأغلظ من رسول الله ) ‏فقال رسول الله ‏( إيها يا ‏ابن الخطاب ‏، ‏والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا ‏فجا ‏قط إلا سلك ‏‏فجا ‏غير‏فجك )
ومن شجاعته وهيبته أنه أعلن على مسامع قريش أنه مهاجر بينما كان المسلمون يخرجون سرا ، وقال متحديا لهم ( من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده وترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي ) فلم يجرؤ أحد على الوقوف في وجهه
عمر فى الاحاديث النبوية
رُويَ عن الرسول العديد من الأحاديث التي تبين فضل عمر بن الخطاب نذكر منها ( إن الله سبحانه جعل الحق على لسان عمر وقلبه )
( الحق بعدي مع عمر حيث كان )
( لو كان بعدي نبيّ لكان عمر بن الخطاب )
( إن الشيطان لم يلق عمر منذ أسلم إلا خرَّ لوجهه )
( ما في السماء ملك إلا وهو يوقّر عمر ، ولا في الأرض شيطان إلا وهو يفرق من عمر )
قال الرسول( رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأةِ أبي طلحة وسمعت خشفاً أمامي ، فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا بلال ، ورأيت قصرا أبيض بفنائه جارية ، فقلت : لمن هذا القصر ؟ قالوا : لعمر بن الخطاب ، فأردت أن أدخله فأنظر إليه ، فذكرت غيْرتك ) فقال عمر ( بأبي وأمي يا رسول الله أعليك أغار !)
وقال الرسول بيْنا أنا نائم إذ أتيت بقدح لبنٍ ، فشربت منه حتى إنّي لأرى الريّ يجري في أظفاري ، ثم أعطيت فضْلي عمر بن الخطاب ) قالوا ( فما أوّلته يا رسول الله ؟) قال ( العلم )
قال الرسول( بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون عليّ وعليهم قمصٌ ، منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ أسفل من ذلك ، وعُرِضَ عليّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجرّه ) قالوا ( فما أوَّلته يا رسول الله ؟) قال ( الدين )
خلافة عمر

رغب أبو بكر -رضي الله عنه- في شخصية قوية قادرة على تحمل المسئولية من بعده ، واتجه رأيه نحو عمر بن الخطاب فاستشار في ذلك عدد من الصحابة مهاجرين وأنصارا فأثنوا عليه خيرا ومما قاله عثمان بن عفان ( اللهم علمي به أن سريرته أفضل من علانيته ، وأنه ليس فينا مثله ) وبناء على تلك المشورة وحرصا على وحدة المسلمين ورعاية مصلحتهم
أوصى أبو بكر الصديق بخلافة عمر من بعده ، وأوضح سبب اختياره قائلا (اللهم اني لم أرد بذلك الا صلاحهم ، وخفت عليهم الفتنة فعملت فيهم بما أنت أعلم ، واجتهدت لهم رأيا فوليت عليهم خيرهم وأقواهم عليهم ) ثم أخذ البيعة العامة له بالمسجد اذ خاطب المسلمين قائلا (أترضون بمن أستخلف عليكم ؟ فوالله ما آليت من جهد الرأي ، ولا وليت ذا قربى ، واني قد استخلفت عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا ) فرد المسلمون (سمعنا وأطعنا) وبايعوه سنة ( 13 ه )
انجازاته
استمرت خلافته عشر سنين تم فيها كثير من الانجازات المهمة لهذا وصفه ابن مسعود -رضي الله عنه- فقال ( كان اسلام عمر فتحا ، وكانت هجرته نصرا ، وكانت إمامته رحمه ، ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي الى البيت حتى أسلم عمر ، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا)
فهو أول من جمع الناس لقيام رمضان في شهر رمضان سنة ( 14 ه ) ، وأول من كتب التاريخ من الهجرة في شهر ربيع الأول سنة ( 16 ه ) ، وأول من عسّ في عمله ، يتفقد رعيته في الليل وهو واضع الخراج ، كما أنه مصّر الأمصار ، واستقضى القضاة ، ودون الدواوين ، وفرض الأعطية ، وحج بالناس عشر حِجَجٍ متوالية ، وحج بأمهات المؤمنين في آخر حجة حجها
وهدم مسجد الرسول..وزاد فيه ، وأدخل دار العباس بن عبد المطلب فيما زاد ، ووسّعه وبناه لمّا كثر الناس بالمدينة ، وهو أول من ألقى الحصى في المسجد النبوي ، فقد كان الناس إذا رفعوا رؤوسهم من السجود نفضوا أيديهم ، فأمر عمر بالحصى فجيء به من العقيق ، فبُسِط في مسجد الرسول
وعمر -رضي الله عنه- هو أول من أخرج اليهود وأجلاهم من جزيرة العرب الى الشام ، وأخرج أهل نجران وأنزلهم ناحية الكوفة


__________________________________________________ __________

الفتوحات الاسلامية
لقد فتح الله عليه في خلافته دمشق ثم القادسية حتى انتهى الفتح الى حمص ، وجلولاء والرقة والرّهاء وحرّان ورأس العين والخابور ونصيبين وعسقلان وطرابلس وما يليها من الساحل وبيت المقدس وبَيْسان واليرموك والجابية والأهواز والبربر والبُرلُسّ وقد ذلّ لوطأته ملوك الفرس والروم وعُتاة العرب حتى قال بعضهم ( كانت درَّة عمر أهيب من سيف الحجاج )
هيبته وتواضعه
وبلغ -رضي الله عنه- من هيبته أن الناس تركوا الجلوس في الأفنية ، وكان الصبيان إذا رأوه وهم يلعبون فرّوا ، مع أنه لم يكن جبّارا ولا متكبّرا ، بل كان حاله بعد الولاية كما كان قبلها بل زاد تواضعه ، وكان يسير منفردا من غير حرس ولا حُجّاب ، ولم يغرّه الأمر ولم تبطره النعمة
استشهاده
كان عمر -رضي الله عنه- يتمنى الشهادة في سبيل الله ويدعو ربه لينال شرفها ( اللهم أرزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك) وفي ذات يوم وبينما كان يؤدي صلاة الفجر بالمسجد طعنه أبو لؤلؤة المجوسي ( غلاما للمغيرة بن شعبة ) عدة طعنات في ظهره أدت الى استشهاده ليلة الأربعاء لثلاث ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة ولما علم قبل وفاته أن الذي طعنه ذلك المجوسي حمد الله تعالى أن لم يقتله رجل سجد لله تعالى سجدة ودفن الى جوار الرسولوأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- في الحجرة النبوية الشريفة الموجودة الآن في المسجد النبوي في المدينة المنورة...


__________________________________________________ __________



ولنبدأ في ذكر الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين وأمراء المؤمنين ورثة خير المرسلين وهم أربعة ومدة خلافتهم ثلاثون سنة ...

وحديثنا اليوم عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه :


أبو بكــــر الصديــــق
( رضي الله عنــه)


هو عبد الله بن أبي قحافة، من قبيلة قريش، ولد بعد الرسول -صلى الله عليه وسلم- بثلاث سنيـن، أمه أم الخير سلمى بنت صخر التيمية بنت عم أبيه، كان يعمل بالتجارة ومـن أغنياء مكـة المعروفين، وكان أنسب قريشاً لقريش وأعلم قريـش بها وبما كان فيها من خير وشـر وكان ذا خلق معروف يأتونه الرجال ويألفونـه.

اعتنـق الإسلام دون تردد فهو أول من أسلم من الرجال الأحرار ثم أخذ يدعو لدين اللـه فاستجاب له عدد من قريش من بينهم عثمـان بن عفـان، والزبيـر بن العـوام، وعبدالرحمـن بن عـوف، والأرقـم ابن أبي الأرقـم



إسلامــــــــه

لقي أبو بكر -رضي الله عنه- رسول الله -صلى الله عليه و سلم- فقال:
(أحقّ ما تقول قريش يا محمد من تركِكَ آلهتنا، وتسفيهك عقولنا وتكفيرك آباءَنا...)
فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم : (إني رسول الله يا أبا بكر، ونبّيه بعثني لأبلغ رسالته، وأدعوك إلى الله بالحق، فوالله إنه للحق أدعوك إلى الله يا أبا بكر، وحده لا شريك له، ولا نعبد غيره، والموالاة على طاعته أهل طاعته)

وقرأ عليه القرآن فلم ينكر، فأسلم وكفر بالأصنام وخلع الأنداد، وأقرّ بحقّ الإسلام ورجع أبو بكر وهو مؤمن مُصَدّق.

يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم :
(ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت له عنه كَبْوَة وتردد ونظر إلا أبا بكر ما عَتّم عنه حين ذكرته له وما تردد فيه).



أول خطيـــــــب

عندما بلغ عدد المسلمين تسعة وثلاثين رجلاً، ألح أبو بكر على الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الظهور فقال الرسول:
(يا أبا بكر إنّا قليل)...
فلم يزل يلح حتى ظهر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتفرّق المسلمون في نواحي المسجد، وكل رجل معه، وقام أبو بكر خطيباً ورسول الله جالس، وكان أول خطيب دعا إلى الله عزّ وجل وإلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين، فضربوهم ضربا شديدا، ووُطىءَ أبو بكر ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة، فجعل يضربه بنعلين مخصوفين، وأثّر على وجه أبي بكر حتى لا يعرف أنفه من وجهه، وجاء بنو تيم تتعادى، فأجلوا المشركين عن أبي بكر، وحملوا أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه ولا يشكون في موته، ورجعوا بيوتهم وقالوا: (والله لئن مات أبو بكـر لنقتلـن عُتبة)...
ورجعوا إلى أبي بكر وأخذوا يكلمونـه حتى أجابهم فتكلم آخر النهار فقال:
(ما فعـل رسول الله -صلى الله عليه وسلم ؟)... فنالوه بألسنتهم وقاموا...



منزلتــــه عنـــــد الرســــول :

كان -رضي الله عنه- من أقرب الناس إلى قلب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأعظمهم منزلة عنده حتى قال فيه:
(إن من أمَنِّ الناس علي في صحبته وماله أبوبكر، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سُدّ إلا باب أبي بكر).

كما أخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن أبا بكر أرحم الأمة للأمة، وأنه أول من يدخل معه الجنة فقد قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم :
(أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي)...
وأنه صاحبه على الحوض فقد قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم : (أنت صاحبي على الحوض، وصاحبي في الغار).

كما أن أبو بكر الصديق هو والد أم المؤمنين عائشة لذا كان عظيـم الإفتخـار بقرابته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومصاهرته له وفي ذلك يقول:
(والذي نفسي بيـده لقرابة رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- أحبُّ إليّ من أن أصل قرابتي).





الإســـــراء والمعــــراج :

وحينما أسري برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى بيت المقدس ذهب الناس إلى أبي بكر فقالوا له:
(هل لك يا أبا بكر في صاحبك، يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس وصلى فيه ورجع إلى مكة!)... فقال لهم أبو بكر: (إنكم تكذبون عليه)... فقالوا:
(بلى، ها هو ذاك في المسجد يحدث به الناس) فقال أبو بكر:
(والله لئن كان قاله لقد صدق، فما يعجّبكم من ذلك! فوالله إنه ليخبرني أن الخبر ليأتيه من الله من السماء إلى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه! فهذا أبعد مما تعجبون منه).

ثم أقبل حتى انتهى الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال:
(يا نبي الله، أحدثت هؤلاء القوم أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة؟)... قال: (نعم)... قال: (يا نبي الله فاصفه لي، فإني قد جئته)...
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (فرفع لي حتى نظرت إليه)...
فجعل الرسول الكريم يصفه لأبي بكر ويقول أبو بكر: (صدقت، أشهد أنك رسول الله)...
حتى إذا انتهى قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر: (وأنت يا أبا بكر الصديق)... فيومئذ سماه الصديق.




الصحبـــــــــــة :

ولقد سجل له القرآن الكريم شرف الصحبة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أثناء الهجرة إلى المدينة المنورة... فقال تعالى: {ثاني اثنين اذ هما في الغار، اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا}.

كان أبو بكر رجلا ذا مال، فاستأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-في الهجرة فقال له الرسول:
(لا تعْجل لعل الله يجعل لك صاحباً)... فطمع بأن يكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنما يعني نفسه حين قال له ذلك، فابتاع راحلتين فاحتبسهما في داره يعلفهما إعدادا لذلك، وفي يوم الهجرة، أتى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بيت أبي بكر بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها، فلما رآه أبو بكر قال:
(ما جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-هذه الساعة إلا لأمر حدث).


-- يتبــــــــــــــــــــــــع --



__________________________________________________ __________

بارك الله فيكي عالموضوع الرائع والقيم
موضوع رائع جدا ومميز يستحق المشاركه والمتابعه

نسمات بلادي
جزاكي الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك