عنوان الموضوع : كيف نتعامل مع الله إذا ظلمنا إنسان في الاسلام
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
كيف نتعامل مع الله إذا ظلمنا إنسان
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده
ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،
أما بعد،،
الصحابة عجيبون أخواتى سبحان الله ! فكل صحابي يتميز بشيء معين ..
وقد كان الصحابي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وأرضاه يتميز بشىء هام جداً فقد كان مجاب الدعوة ،
إذا رفع يديه إلى السماء ... انتهى الأمر، ((( سلاح فتاك )))
فقد دعى له النبى صلى الله عليه وسلم بذلك فقال:
"اللهم استجب لسعد إذا دعاك"
فأصبح سعد بن أبي وقاص مجاب الدعوة.
في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه كان سعد واليًا على الكوفة، فظلمه أهل الكوفة واشتكوا عليه عند عمر، فبعث عمر من يسأل عنه أهل الكوفة، فأثنى أهل الكوفة عليه خيرًا، إلا رجلاً واحداً إفترى على سعد
فقام فقال: إن سعدًا لا يقسم بالسوية ، ولا يعدل في القضية ، ولا يخرج في السرية. (أي لا يخرج مع الجيش)
سبحان الله كذب ثلاثة اتهامات
فلما سمعه سعد بن أبي وقاص تضايق فقام (( مستخدماً سلاحه ))
اللهم إن كان عبدك هذا قام مقام رياء وسمعة
فأطل عمره، وأدم فقره، وعرضه للفتن.
لاحظي أختى (( ثلاثة افتراءات بثلاثة دعوات ))
فارتفعت دعوات سعد إلى السماء
فطال عمر هذا الرجل سبحان الله ، فصار شيخًا كبيرًا حتى وقع شعر حاجبيه إلى عينيه من طول عمره، ومع هذا يتعرض للفتيات في الطرق والأسواق فيغمز هذه، ويلحق هذه، فإذا نهاه أحدٌ قال:
دعوني أنا شيخٌ كبيرٌ مفتون، أصابتني دعوة سعد.
أختي الحبيبة قد تمر عليك لحظة تُظلمي فيها من إنسان ،
قد تكون مديرتك في العمل،
قد تكون جارتك،
أو تاجر تتعاملين معه
أو أحد المدرسات،
أو حتى إحدى صحباتك،
لا يهم من المهم أنه قد يقع عليكِ ظلمٌ من إنسان،
فماذا سنفعل إذا ظُلمنا ؟
إذا ظلمك أي أحد فستصبحين أنت الآن عند الله مظلومة ، فإذا كنت بالفعل كذلك فأنت الآن عزيزة.
نعم أختى وحبيبتى قد ملكتي رقبة الظالم تفعلين فيها ما تشائين
من أحد اختيارات ثلاثة، بإمكانك أن تختاري منها ما تريدين ؛
إما أن تختاري أن تُطبق عليه العقوبة الأولى،
أو أن تختاري الاختيار الثاني بتطبيق العقوبة الثانية،
أو أن تختاري الاختيار الثالث،
الأمر متروك لكِ وحدكِ .
فبعد أن ظلموكي أصبحت أنت الآن السيدة، والظالم الذي ينتظر تنفيذ الحكم،
ليس فقط بالآخرة بل حتى في الدنيا.
الاختيار الأول
أن تدعو عليه، نعم هذا من حقك، أنا لا أود أن تدعو عليه ولكنه حقك في النهاية، ولا يستطيع أحدٌ أن ينازعك فيه، إذا أردت أن تدعو عليه يمكنك ذلك.
ولا تُصدقي الذين يقولون لك حراام عليك أن تدعو عليه لا لا أبدًا ؛ هذا الحق أعطاك إياه النبي فكيف يمنعك أحدٌ منه؟
حتى لو كان المظلوم غير مسلم فإنه يملك هذا الحق ؛ أن يدعو على من ظلمه.
يقول النبي:
" دعوة المظلوم مستجابة وإن كان كافرًا، وإن كان فاجرًا، فإنما فجوره على نفسه "
أختي الحبيبة إياكِ أن يدعو عليك أحد إياكِ ،
والله أخواتى الأمر أعظم مما نتصور، لهذا حذر النبي من ذلك تحذيرًا شديدًا فقال:
" اتقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة ليس بينها وبين الله حجاب، تُحمل على الغمام، ويقول الله لها وعزتي وجلالي لأنصرنكِ ولو بعد حين "
لا إله إلا الله
ولهذا كان السابقون يخافون أن يدعو عليهم أحد يخافون خوفاً شديداً
قال يزيد بن حاتم:
ما هِبتُ شيئًا قط هيبتي من رجلٍ ظلمته وأنا أعلم ألا ناصر له إلا الله، فيقول حسبي الله عليك، الله بيني وبينك. يخافون..
....يتبع....
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
تــــــــــــابعقــصة
يقول أحدهم: رأيت رجلاً في السوق مقطوع اليد من الكتف وهو ينادي: من رآني فلا يظلمن أحدًا، من رآني فلا يظلمن أحدًا.
تقدمت إليه وقلت له: يا أخي ما قصتك؟
فقال: يا أخي قصتي عجيبة؛ وذلك لأني رأيت يومًا صيادًا، وكان اصطاد لتوه سمكة كبيرة تتحرك فأعجبتني فجأت إليه فقلت أعطني هذه السمكة، فقال لا أعطيك إياها، أنا أبيعها وآخذ بثمنها قوتًا لأولادي،
يقول
فضربته وأخذتها منه قهرًا وذهبت بها،
فبينما أنا أمشي بها وأحملها معي، عضتني السمكة على ابهامي عضةً قوية قبل أن تموت السمكة، فلما جئت بها إلى البيت ألقيت السمكة من يدي، وآلمني ابهامي ألمًا شديدًا حتى أنني لم أنم من شدة الوجع والألم، وتورمت يدي، فلما أصبحت أتيت الطبيب وشكوت إليه الألم
فقال:
يجب أن أقطع ابهامك وإلا تُقطع يدك، فقُطِعَت ابهامي، ثم امتد الألم إلى يدي فلم أهدأ من شدة الألم، فقيل لي اقطع كفك، فقطعته، وانتشر الألم إلى الساعد، وآلمني ألمًا شديدًا، ولم استطع القرار، وجعلت استغيث من شدة الألم، فقيل لي اقطعها من المرفق، الله المستعان.
يقول فقطعتها، فتفاجأت أن الألم وصل إلى العضل أشد من الألم الأول، فقيل اقطع يدك من كتفك وإلا سرى إلى جسدك كله، يقول فقطعتها
فقال لي بعض الناس:
ما سبب أَلَمِك؟
فذكرت له القصة- قصة السمكة - فقال لي:
لو كنت رجعت في أول ما أصابك الألم إلى صاحب السمكة واستحللت منه وأرضيته لما قُطعت أعضاؤك عضوًا عضوًا،
فاذهب إليه الآن واطلب رضاه قبل أن يصل الألم إلى قلبك فتموت.
قال: فلم أزل أبحث عن الصياد صاحب السمكة في البلد كلها، حتى وجدته، فلما وجدته سقطت عند رجليه أُقبلها وأبكي، أُقبلها وأبكي.
وقلت له: يا سيدي سألتك بالله أن تعفو عني.
فقال لي: ومن أنت؟
قلت له: أنا الذي أخذت السمكة غصبًا.
وذكرت له ما جرى لي، وأريته يدي المقطوعة، فبكى حين رآها
وقال له:
يا أخي أنت في حلم مظلمتي، وقد رق قلبي لمَّا رأيت ما أصابك.
فقلت:
يا سيدي بالله عليك هل كنت دعوت عليَّ لمَّا أخذتُ منك السمكة؟
قال: نعم لقد دعوت عليك؛
لقد قلت اللهم إن هذا تقوى على ضعفي، اللهم فأرني قدرتك فيه.
لا إله إلا الله
لا تظلمنَّ إذا ما كنت مقتدرًا فالظلمُ عقبـاه إلى النـدمِ
تنامُ عينك والمظلوم مستيقظٌ يدعو عليك وعين الله لم تنمِ
لا تستهيني أختى بدعوة مظلوم، لا تقولي هؤلاء لا يستحقون مَن يهتم بهم،
هؤلاء خدم،
هؤلاء موظفون سيئون،
هؤلاء طلبة كُسالى.
انتبهي؛ هذه دعوة مظلوم ولو كان ظُلمًا يسيرًا، لا تستخفين بدعاءه.
ذات مرة دخل رجل عند الوزير، فلسبب ما لطمه الوزير
فقال الرجل: تضربني؟! تضربني؟! والله لأرمينك بسهام الليل.
سهام الليل مصطلح مشهور سابقًا؛ يُطلق على الدعوة التي يدعوها المظلوم على الظالم في آخر الليل، لأن الثلث الأخير من الليل وقت إستجابة للدعاء، حيث ينزل الله عز وجل إلى السماء الدنيا ويقول هل من داعٍ فأستجيب له.
فقال الرجل: والله لأرمينك بسهام الليل.
فقال له الوزير: اذهب أنت وسهامك.
- سبحان الله يستهزئ -
فكان هذا الرجل يقوم الليل ويُصلي ويبكي، يُصلي ويبكي ويقول
ياارب لطمني، ياارب لطمني،
وربه يعلم أنه لطمه ولكنه يشتكي
يقول
ياارب لطمني.
ومرت الأيام ولكن سبحان الله ذات يوم دخل نفس الرجل الذي لطمه دخل المدينة فإذا المفاجأة أن يد الوزير مقطوعة ومعلقة على باب المدينة.
ما الذي حدث؟
لقد غَضِبَ الخليفة من الوزير فانقلب عليه وقطع يده وعلقها على الباب نكايةً فيه،
طبعًا صاحبنا عَرَفَ اليد الذي صفعته، ينسى الصافع لكن ما ينسى المصفوع.
فأين ذهب استهزاؤه بسهام الليل.
أتهزأُ بالدعاءُ وتزدريهِ وما تدري مـا صنع الدعاءُ
سهامُ الليل نافذةٌ ولكن لهـا أمدٌ وللأمدِ إنقضاءُ
الواجب العملى
أختى وحبيبتى أنت لست بمعصومة عن الخطأ، وربما قد تكونين ظلمتِ أحدًا في يوم من الأيام، وأنا أعلم أنك تخافين أنه ربما يدعو عليك الآن.
الأمر بسيط اذهبي إلى الذي تخشين أنك ظلمتيه وكلميه بأسلوبك الخلوق كلامًا طيبًا، واطلبي منه أن تفتحي معه صفحةً بيضاء جديدة.
لا تترفعي عن ذلك؛ لا تقولي أنا أطلب من فلان أن يسامحني!! مستحيل.
أنا أطلب من فلانة أن تسامحنى .. من رابع المستحيلات
شيطانك هو من يُحرضك على هذا، قاومي هذه الأنفة البشرية واتركيها، لأن هذا المظلوم قد يُسامحك في الدنيا، أما يوم القيامة فلو طلبتي منه العفو بدم قلبك فلن يفعل.
قال تعالى:
{ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ }
فكيف لا يَفرُ منك أنت؟
يقول الله تعالى فى الحديث القدسى
" مَن كانت عنده مظلمةٌ لأخيه مِن عِرضِهِ أو مِن شيء؛ فليتحلله منه اليوم "
لاحظي ليس غدًا بل اليوم.
لهذا روي عن النبي لمَّا كان في آخر أيام حياته، بالتحديد في مرض موته
خرج النبي في المسجد فصعد المنبر وقال:
" أيها الناس مَن كنت جلدت له ظهرًا فهذا ظهري فليستقد مني اليوم – أي فليقتص مني اليوم- ومَن كنت شتمت له عِرضًا فهذا عِرضي فليستقد مني اليوم، ومَن كنت أخذت له مالاً فليستقد مني اليوم "
قبل ألا يكون هناك دينارٍ ولا درهم
مع أنه بأبي هو وأمي حاشاه ما ظلم أحدًا، حاشاه ما ظلم أحدًا.
أختى وحبيبتى والله النجاة يوم القيامة أغلى من نظرة الناس إليَّ ومن غروري ومن أنفتي ومن كل شيء.
أما أنت أيها المظلوم
فمن حقك أن تدعو على مَن ظلمك ولكن ليس هذا هو اختيارك الوحيد للرد على ظُلم مَن ظلمك
بل يمكنك أن تفعل أمرين آخرين
اختيارين أيضًا لم نذكرهما إلى الآن؛ ما هما؟
....يتبع....
__________________________________________________ __________
جزاك الله خيرااااااا
__________________________________________________ __________
مثل ما ذكرنا أختي سابقا
إذا ظلمكـ إنسان فأنتِ مُخيّرة بين ثلاث إختيارات ، كلها تُعتبر حقًا لكـ ، ولكـ أن تختاري منها ماتشائين ..
الإختيار الأول
أن تدعوا على من ظلمك ، فإن دعوت عليه فسيأخذ الله حقك منه بالدنيا قبل الآخرة ،
لأن دعوة المظلوم مُستجابه ، وعلى هذا فسوف تُصيب الظالم مصيبة مُعيّنه مُقابل دعوة المظلوم ،
متى ستُصيبُه ؟ الله أعلم .. لكنها ستُصيبه ، ستُصيبه شاء أم أبى ، ستقعُ عليه ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" اتقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد الى السماء كأنها شرارة "
ليس بينها وبين الله حِجاب تُحمل على الغمام ويقول الله تعالى للمظلوم وعزتي وجلالي لأنصُرنّكِ ولو بعد حين ..
فالمسأله مسألة وقت فقط لاغير ، ولكن في هذه الحالة إذا كان المظلوم قد دعا على الظالم فإنه يكون قد إستوفى حقه من الظالم وأخذ منه مايُقابل مظلمته في الدنيا ، فلايطالب بشيئ يوم القيامة ،
فيقول ياربي أنا أريد حسنات من الظالم يوم القيامة
لااا
..
انت أردت القصاص في الدنيا وقد أعطيناك إياه وإنتهى الأمر،
منتبهه معى أختى لهذا الأمر ؟؟؟
لكنك لو إخترتي الإختيار الثاني لكان الأمر مُختلفًا ، فما هو هذا الإختيار ؟؟
الإختيار الثاني
أن يؤجل المظلوم أخذ حقه إلى يوم القيامة ، بحيث إنه لايدعوا على الظالم في الدنيا ،
بل ينتظر يوم القيامة ليأخذ حقه هناك ، فإذا أخذت حقك يوم القيامة فإنك ستأخُذه بعُملة ذالك اليوم وهي الحسنات
ستأخذين حقك بالحسنات ، ومن حسنات من ستأخذين ؟؟
إنك ستأخذين من حسنات الظالم نفسه
ستأخذين من صلاته ،
من صدقته ،
من تلاوته للقرآن
الى أن تتساوى الحسنات التي أخذتيها منه مع الظلم الذي ظلمك إياه ،
إن كان قد أخذ من مالك فإنك ستأخذين من حسناته مايساوي المال الذي أخذه منك،
وإن كان قد إفترى عليك فإنك ستأخذين من حسناته بقدر ما إفترى عليك ،
وكذلك إذا إغتابك إو إستهزأ بك ، أو أحرجك أمام الناس ،
إنك ستأخذين من حسناته بِحسب مظلمتك ،
والظلم يتفاوت وكل شيئ له سِعره ،
فالقتل يساوي حسنات أكثر مما تُساويه السرقة من حسنات ،
ومن يُعاكس بنات الناس
أو يُواعد أخواتهم فإنهم يأخذون من حسناته يوم القيامة
أكثر من الذي فقط يسُب ويشتُم ، وهكذا ..
فالمظالم درجات كما أن الطاعات درجات...
فيبدأ الإقتصاص بين الناس يوم القيامة ، كلٍ يأخذ من حسنات الآخر بقدر ماظلمه
قال صلى الله عليه وسلم
" من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو من شيء فليتحلله منه اليوم
قبل أن لا يكون دينار ولادرهم إن كان له عمل صالح اخذ منه بِقدر مظلمتِه ..
لاظلم اليوم ..
وسيكون القاضي بين الناس في ذلك اليوم هو الله جل جلاله ،
ولايستطيع أحد أن يُنكِر شيئ من المظالم فالشهود ليست شهود عادية .!!
إن أعضاء الظالم هي التي تشهد عليه يوم القيامة ، بحيث لايستطبع الإنكار مُطلقًا ،
وليس الحال كما هو عليه الآن في محاكم الدنيا ، أحيانًا يصعب التمييز بين الصادق والكاذب ... لاااا ..
اليد تنطق وتقول أنا ضربت الشخص الفلاني في اليوم الفلاني في المكان الفلاني ، ويقول البطن أنا أكلت المال المحّرم الفلاني في اليوم الفلاني في المكان الفلاني ،
قال الله تعالى
يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
ويكون المظلوم في ذلك اليوم كالملك ينتظر حقه من الظالم ولايرحمه ، يأخذ الحسنة الواحدة من بين يديه ولايتنازل عن ذرة واحدة
" فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره "
والمظلوم أسعد مايكون بهذه الحسنة التي لم يتعب فيها ولاشيء ، فاليوم يومه الذي يفرح فيه
يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه
" يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم"
ويستمر هذا المظلوم بالطواف على كل من ظلمه ويستمر بأخذ حسناتهم ، وقد يكون بعض المظلومين لديهم أعمال صالحة قليلة في الدنيا لكنهم سبحان الله سيتفوقون على من كان لديهم أعمال صالحة كثيرة بسبب إن هذا قد ظُلِم أكثر منه فحصل على حسنات أكثر
قال سبحانه وتعالى
" وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ "
حاشاه جل وعلا .. كل إنسان يأخذ حقه ..
ماذا لو لم يكن للظالم حسنات
وبينما هذا المظلوم يأخذ حسناته ممن ظلمه واحدا واحدا إذ صادفه أحد الذين ظلموه
ولكن يوجد شيئ غريب لقد إنتهت حسنات هذا الظالم كثير من الناس قد أخذ من حسناته يوم القيامه لدرجة إن هذا الظالم لم تبقى له ولاحسنة واحدة ، مع إنه كان يعمل الصالحات في الدنيا ، لكن المشكلة أنه كان يأخذ حقوق الناس أيضًا ، لايُعطيهم أجورهم في الدنيا ، يظلمهم ، كان كثيرًا مايغتاب ، وهكذا ،
فلم يتبقى له حسنة واحدة ، طيب وهذا المظلوم ماذا يفعل ؟؟ يرجع ؟؟
لاااا .. مستحييل ، لابد أن يأخذ حقه ، المسألة الآن ليست مُزاح ولن يسامح أحدا أحد يوم القيامة
يقول الله تعالى
" يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه "
حتى إن البنت تفرح إن لها حقًا على أبيها ، لتأخذ من حسناته ..!! سبحاااان الله ..
وتفرح الأم إن لها حقًا على ولدها لتأخذ من حسناته ،
إذًا ماذا سيفعل المظلوم إذا لم يجد حسنة عند الظالم ؟؟ ماذا سيفعل ؟؟
إن المظلوم سيُعطي من سيئآته للظالم ، وكأنه يقوول
أنت ليس لديك حسنااات لا بأس.. أنا عندي سيئااات .. تفضل ..
فيُصبح هذا الظالم فعلًا مُفلس ، مع إنه كان لديه حسنات في البداية لكن للأسف ضيعها بالظلم ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أتدرون من المُفلس ؟ قالوا المُفلس فينا من لادرهم له ،
فقال صلى الله عليه وسلم
إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا
وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيِت حسناته قبل أن يُقضى ماعليه ، أخذ من خطاياهم فطُرحت عليه ثم طرح في النار"
سبحان الله .. نسأل الله أن يُبعِدُنا عن ظلم الخلق ..
....يتبع....
__________________________________________________ __________
سبحان الله .. نسأل الله أن يُبعِدُنا عن ظلم الخلق ..
طيب بهذه المناسبة أختى وحبيبتى ما رأيك أن نعرف على
أنواع السجلات يوم القيامة
سجلات الناس التي تُفتح يوم القيامة ثلاث سجلات
السجل الأول
هو الذي لايغفِر الله منه شيئًا ..
السجل الثاني
وهو الذي لايعبأ الله به شيئًا ، لايهتم به
السجل الثالث
هو الذي لايترك الله منه شيئًا يُصفيه كله ..
أما السجل الذي لايغفر الله منه شيئًا هو سجل الشرك بالله ..
قال الله تعالى
" إن الله لايغفر أن يُشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء "
وأما السجل الذي لايعبأ الله به شيئًا هو سجل السئيات التي بينك وبين الله ، هذه السجلات لا دخل للخلق فيها ، ليس فيها حقوق للناس ، أي سيئة أقل من مستوى الشرك وليس فيها حقوق للناس فهذه لايعبأ الله بها ،
إن شاء غفرها وإن شاء عذّب بها ، إنه لايعبأ بها سبحانه
وأما السجل الثالث الذي لايغادر الله منه شيئًا: لابد أن يأخذ كل واحد حقه منه ، إنه سجل مظالم العباد بين بعضها البعض ،
هذا لايترك الله منه شيئًا ، لاتقل لماذا لم يغفر الله لي بهذا السجل ، هذا الآن حق المخلوق وليس حق الخالق فقط
فأهون علينا أن يكون أمرنا بيد الله عز وجل ، وأن لايكلنا الى من لايرحمنا من الخلق
فلا نكون في هذا السجل ، فإنهم لن يتركوننا إلا بأخذ مايستطيعون من الحسنات ،
في الحقيقة إنه حقهم ، لانستطيع أن نقول شيئ ، إذا كنا قد ظلمناهم أو أخذنا منهم شيئ فهذا حقهم ..
هذا كله أختى الحبيبة إذا كنت انت قررت أن لاتدعوا على من ظلمك في الدنيا عندها لن يبقى مكان تأخذين فيه حقك إلا يوم القيامة ،
أما إذا دعوت عليه بالدنيا وأصابه الله مايساوي مظلمتك فليس لك من حسناته شيئ يوم القيامة ، طبعًا حتى لو كان ظالمًا لك
فإن الله تعالى لن يأخذ لك منه أكثر من حقك ، لن يأخذ حقك مُضاعفًا مرتين في الدنيا والآخر ،
هاااا .. ما هو أختيارك الآن ؟؟
هل تريدين إصابته في الدنيا ، أم تُريدين أن تستفيدي أنت يوم القيامة ؟؟؟ القرار قرارك ..
دخل رجل على عمر بن عبدالعزيز رحمه الله فجعل يشكو إليه رجلًا ظلمه ويقع فيه
فقال له عمر
إنك إن تلقى الله ومظلمتك كما هي خيرٌ لك من أن تلقاه وقد إقتصصتها
لو كنت أختي الحبيبة تريدين أن تشفي غليلك منه فعلا فإعلمي إن أخذك من حسناته يوم القيامة سيُقطّع قلبه بكثير مما لو أصابه شيئ في الدنيا ، لأن حسرات يوم القيامة لاتُقارن بحسرات الدنيا ،
يقول الله تعالى
" وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ"
لاحظي .. الذي يندم في الدنيا يعض على إصبعه يقول عض على أصابع الندم ،
أما الذي يندم يوم القيامة فإنه يُدخِل كِلتا يديه في فمه فيعُض عليهما حسرةً وندما
كان الصالحون إذا ظلمهم أحد يفرحون
مرة من المرات إغتاب أحدهم الحسن البصري
فلما وصل الأمر إلى الحسن ذهب الى بيت المُغتاب
وطرق الباب وسلم عليه وأعطاه هدية ،
قال سبحان الله أغتابك تهديني ؟؟
قال أجل .. أعطيتني حسناتك فأحببت أن أكافأك ..
إنهم يفرحون لأنهم ينظرون الى الأمور بشكل مُختلف ، إنهم يريدون الثواب والنجاة يوم القيامة ولايهمهم شيئ آخر
يقول عبدالرحمن بن مهدي والله لولا كراهية تمني الإثم لتمنيت ألاّ يبقى أحد في هذه الدنيا إلا وإغتابني ،
يقول
فأي شيئ أهنأ لك في أن تجد في صحيفتك يوم القيامة حسنة من الحسنات ،
أخذتها مِمَّن قد إغتابك وأنت لم تعملها ولم تتعب فيها ولاشيئ حسنات وثواب بلا تعب
هااا أخيتى .. القرار في النهاية لك ، إما أن تدعوا عليه وإما أن تأخذين من الحسنات يوم القيامة
لكن إنتظري معى قليلا ً.. يوجد إختيار ثالث للمظلوم يمكن أن يفعله بالظالم .. ماهو ؟؟
نادى رجل الخليفة وهو واقف على المنبر وقال يا أمير المؤمنين أذكر يوم الأذان فنزل الخليفة ودعى الرجل وقال ما يوم الأذان ؟
فقال الرجل يوم الأذان هو اليوم الذي قال الله فيه
( فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين )
فعرف الخليفة أنه يوجد من ظلمه فقال : ما هي مظلمتك يا فلان ؟
فقال أرض لي بمكان كذا وكذا أخذها وكيلك ,
فكتب الخليفة كتاباً إلى وكيله يأمره بأن يرجع للرجل أرضه وأن يعطيه أرضاً آخرى مع أرضه
أنهم يخافون من قوله تعالى
(ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع)
الإختيار الثالث أختى وحبيبتى هو أفضل الإختيارات على الإطلاق وهذا الإختيار لا يفعله إلا قلة من الناس
" ما هو هذا الإختيار ؟"
....يتبع....
__________________________________________________ __________
الإختيار هو
أن تعفو عن من ظلمك ! أتدرين ماذا يعني ذلك أتدرين ما العفو ؟
ذلك يعني أنه لن تنزل عليه عقوبة بسببك في الدنيا وأيضا لن تأخذين من حسناته يوم القيامة
لا تقلقي وتحزني ستستفيدين أكثر من كل هذا , كيف ؟
سيعطيك الله سبحانه وتعالى من عنده حسنات أكثر من لو أنك أخذتي من حسنات الظالم
فأنت الرابحة في النهاية والدليل على ذلك
قال تعالى :
( وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفى وأصلح فأجره على الله )
أنا أعلم بأنه سيشق عليك فالغصص التي تجرعتيها والآلام التي مررتي بها ليست عادية
ولكنك تستطيعين أن تضغطي على نفسك فدخول الجنة أختى الحبيبة أغلى بكثير من كل شيء
وإذا كان الظلم الذي عايشتيه أكبر فسيكون بالمقابل الأجر والثواب من الله أكثر
كتب رجل رسالة إلى أخاه يحثه على العفو عن بعض من ظلمه فقال له
أعلم أنه لن يزداد الذنب عظماً إلا ازداد العفو فضلاً
" لماذا تتعب نفسك ؟"
إذا كان هذا الذي ظلمك ظالم فسوف يهلك في كل الأحوال
فالظلم يدمر صاحبه !
مره من المرات دعا رجل على ظالمه
فقال له مسلم بن يسار أوكل الظالم إلى ظلمه فإن عاقبة الظلم أسرع من دعاءك عليه
إذ أن الظالم سيعاقبة الله عاجلا أم آجلا
فلماذا تخسرين أنت ثواب العفو ؟
والحكمة تقول
لا تخسر بسبب الظالم مرتين مرة عندما ظلمك ومرة عندما تركت ثواب العفو عنه وأقبلت على الإنتقام
والتشفي بالدعاء عليه
أختى وحبيبتى أنا أريد لك الأكثر خيراً وبالمناسبة أيضاً فإن العفو أريح لك قلباً وأشرح لك صدراً
يقول المنتصر بالله لذة العفو أعذب من لذة الإنتقام
قال الحسن :
إذا جثت الأمم بين يدي الله تعالى يوم القيامة نودي فليقم من كان له أجراً عليه
فلا يقوم إلا العافون عن الناس! أي شرف أعظم من هذا
هل تريدينه أختى وحبيبتى ؟؟؟
والله أني رأيت بعيني كيف أن الذين عفو أحسوا بالراحة أكثر من الذين لم يعفوا إن الذي عفى ينام مطمئن البال ومنشرح الصدر وكلما أراد الشيطان أن يحرضه على من ظلمة يتذكر ثواب الله وأنه لا يريد من الظالم شيئاً
ولا تنظرين إلى ما تريده نفسك من الإنتقام والتشفي بل أنظري إلى ما يريده الله
وضع بين يدي أحد الملوك أسرى فقال الملك لأحد العلماء ماذا ترى أن نفعل بهم ؟
قال له العالم
إن الله تعالى قد أعطاك ما تحبه من القبض عليهم فأعط الله تعالى ما يحبه من العفو عنهم
فعفى الملك عنهم
" من حقك أن تنتقمي .... ولكن"
يقول أحد العلماء لماذا يعذب أخوك بسببك ؟ اعفو عنه
ألست تريد رحمة الله ألم نخطأ بحقه كثيراً ؟
وتعالوا معى أخواتى الحبيبات نفكر بطريقة مختلفة / ألسنا نريد أن يجتاوز الله تعالى عن أخطائنا؟؟؟
فلم لا نتجاوز نحن عن أخطاء الآخرين؟؟!!
صحيح أن هذا حقك ولكن توجد حقوق لله لا تحزني إذا أخذ الله حقه كذلك
ليس لإن إذا أخذت حقك لن يرحمك الله لا وإنما الذي يرحم الناس أقرب إلى الله من الذي لا يرحمهم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"
كيف نريد أن نحصل على الرحمة من الله ونحن لم نرحم عباد الله
لما كانت تعرض رحمة الله على الصحابة كانوا يعفون أكثر بكثير بكثير عن الأشياء التي نعفو عنها نحن !
فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه تكلموا في عرضه وقالوا عن ابنته عائشة رضي الله عنها أنها زانية وحاشاها رضي الله عنها واستمرت هذه الإشاعة بين الناس أكثر من شهر وأبو بكر في هم لا يعلمه إلا الله
إنهم يتكلمون في ابنته , ومن الذي يتكلم ؟
إنه شخص كان أبو بكر ينفق عليه! يعطيه المال فيطعن في عرض ابنته كذباً وبهتان
فأوقف أبو بكر النفقة عليه
فأنزل الله تعالى
" وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم "
فقال أبو بكر والله أني أحب أن يغفر الله لي فأرجع النفقة إليه ! وقال والله لا أنزعك منهاأبداً
مع أن أبو بكر مبشر بالجنة أصلاً لكن لم يقل أنا لا أحتاج انا من أهل الجنة
الواجب العملى
ما رأيكنّ أخواتى أن نتخذ الآن قرار حازم وهو أن نعفوا عن كل من ظلمنا في السابق لأجلنا لا لأجلهم
صدقوني أن هذا الشعور رائع والله أكثر من رائع أن تعيشي وقلبك لا يغلي على أحد ولا تريدي من الناس شيئاً فقط تريدين أن يرحمك الله
يا أخواتى والله الدنيا ما تستاهل
يقول النبي صلوات الله وسلامه عليه
" تلقت الملائكة روح رجل مم كان قبلكم فقالوا أعملت من الخير شيئاً قال لا قالوا تذكر قال كنت أتجاوز عن الناس فقال الله سبحانه وتعالى للرجل أنا أحق بذلك منك تجاوزوا عن عبدي"
هيا أخواتى الحبيبات نتشارك الآن سوياً العفو عن كل الناس .. مهما ظلمونا أو آذونا
لعل الله يطلع علينا جميعاً فيتجاوز عنا كما تجاوزنا عن عباده جميعاً
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء"
هيا أخواتى الحبيبات حاملات القرآن .. سأنتظر من كل واحدة منكنّ أن تراجع نفسها وتعلن عن عفوها عن كل من ظلمها وتتصدق صدقة سيخبئها الله تعالى لكِ تحت العرش
اللهم إنى وهبت نفسى وعرضى لكِ
يارب إذا ظلمنى ا حد أو خاض فى عرضى أو تسبب لى فى ألم مهما كان .. أنا الآن أعفو عنه يا كريم إبتغاء مرضاتك يا الله وطمعاً فيما عندك
هيا حبيبتى لا تترددى فبانتظارك جنة عرضها السموات والأرض .. بل بانتظارك فردوس أعلى ورفقة الحبيب صلى الله عليه وسلم فيها
اتركى الدنيا لأهلها ولنعلو ونسمو ونرتقى
فما عند الله خير وأبقى
اسأل الله أن يغفر لنا جميعاً ولوالدينا ويرحمنا ويجعلنا من عتقائه من النيران وممن غفرت ذنوبه جميعاً ويطهر قلوبنا
ربنا لا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا
أسأل الله العلى العظيم أخواتى الحبيبات أن يجعلنى وإياكنّ ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه"
"""اعجبني الموضوع واستفدت منه فنقلته لكم
وأسال الله رب العرش العظيم أن يجازي كاتبته
ومن نقله خير الجزاء"""