عنوان الموضوع : كيف أكتشف أن ابني موهوب؟ (1)
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
كيف أكتشف أن ابني موهوب؟ (1)
كيف أكتشف أن ابني موهوب؟ (1)
الموهبة عطيّة يهبها الله تعالى من يشاء من عباده، وهي استعداد فطري لدى الفرد، يظهر في صورة أداء متميّز في مجال أو أكثر من مجالات النّشاط الإنساني، ولا يستفاد منها ولا ينتفع بها تمام الانتفاع إلاّ إذا توفّرت البيئة الصّالحة لاكتشافها ورعايتها وتنميتها. ولقد تحدّث القرآن الكريم عن اكتشاف المواهب والبحث عن النوابغ في مواطن كثيرة، سأذكر منها قصتين اثنتين:
الأولى: قصّة سيّدنا موسى عليه السلام لما اختاره الله تعالى لتبليغ رسالته، دعا ربّه أن يسخّر موهبة أخيه هارون عليه السلام في الفصاحة والبلاغة لمساعدته في خدمة الدّين. قال الله تعالى: ﴿وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ﴾ (القصص: 34).
وأما الثانية: فهي قصة سيّدنا يوسف عليه السلام عندما فسّر لملك مصر رؤياه، فأعجب هذا الأخير بحسن تعبيره وواقعية تأويله، وتفرّس فيه القوّة والأمانة، وعلم أنّ وراء هذا التعبير عقلا نابغا وفهما ثاقبا وموهبة خارقة، فجعله على خزائن الأرض، وكانت فراسة الملك واستغلاله موهبة يوسف عليه السلام سببا في إنقاذ مصر من مجاعة محقّقة. قال الله تعالى: ﴿وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54) قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾ (يوسف: 54-55).
إنّ القرآن يشير في هاتين القصتين إلى وجود مواهب وقدرات مدفونة، وأنّها إذا اكتشفت ووجدت فرصة العمل، نفع الله بها الدّين -كما في قصة هارون عليه السلام -، أو الدّين والدّنيا معاً -كما في قصة يوسف عليه السلام -. إنّها دعوة صريحة للبحث عن المواهب وعن النابغين، وحثٌّ على تفعيل دورها والانتفاع بها. والسّؤال الذي يطرح نفسه هنا:
كيف نعرف أن لدينا أطفالا موهوبين؟ وما هي المؤشرات التي تظهر عند أمثال هؤلاء؟ هل هو مقياس الذكاء؟ أم المقاييس السّلوكيّة والتّصرّفات اليومية التي يتصرفونها؟
إن كلّ هذه الأسئلة وغيرها مهمّة ومحيّرة في آن واحد، ومن خلال معرفة إجاباتها، والوعي بها من قبل المعلمين وأولياء الأمور، يمكن التّعرف إلى الأطفال الموهوبين وإدراك كيفية التعامل معهم، والعمل على تلبية حاجاتهم. وعلى اعتبار الأسرة المحضن الأول والرئيس للطّفل في بداية سنّ حياته، فإنّه يقع على عاتقها مسؤولية اكتشاف مواهب أبنائها ورعايتها وتنميتها. ومن خلال هذا المقال سأشير إلى أبرز خصائص الأطفال الموهوبين وأهمّها في مرحلة ما قبل المدرسة، والسّلوكيّات الدّالّة عليها:
خصائص على مستوى النمو العقلي اللغوي:
أهم ما يميز الطفل الموهوب عن غيره من الأطفال العاديين يكمن في خصائصه وقدراته العقلية؛ فالطفل الموهوب أسرع في نموه العقلي عن غيره من الأطفال العاديّيّن، وعمره العقليّ أكبر من عمره الزّمنيّ. فنجده قويّ الذاكرة، محبا للاستطلاع ويقظا وسريع الاستجابة، إضافة إلى أنّ لديه قدرة فائقة على الملاحظة والاستدلال والتّعميم وفهم المعاني والتّفكير بمنطقية. أما عن التسلية، فنجده ميّالا إلى الألعاب التي تتطلب تفكيراً عميقاً ومجهوداً ذهنياً، كما أنّ لديه ميلا إلى ألعاب التفكيك والتركيب، واختراع وسائل لعب جديدة لألعاب قديمة ومعروفة لديه. يثابر ولا يستسلم بسهولة أثناء أداء المهمة. وفوق هذا كلّه نجده يميل إلى المغامرة، ولديه درجة عالية من حبّ الفضول.
تجده يستخدم كلمات كثيرة، ويُركّب جملاً طويلة ومعقّدة. يتحدّث مع نفسه متلاعباً بالأصوات ومعاني الكلمات، كما يتميز بطلاقة لغويّة وتعابير أعلى من مستوى عمره، بحيث يمكنه التعبير عن نفسه بشكل جيّد وواضح. يتعلّم القراءة مبكّراً، وقد يتقن القراءة في عمر 3 إلى 4 سنوات. وإذا ما تم الاهتمام بهذا الجانب فسيمتلك مخزوناً كبيراً من الكلمات والعبارات حول عدد من الموضوعات، يفوق فيها من هم في مثل عمره.
خصائص نفسية واجتماعية:
أكّدت الكثير من الدّراسات أنّ الطّفل الموهوب أكثر حساسية من غيره، ورغم ذلك فإنّه أكثر شعبيّة من الطفل العاديّ، ولديه قدرة أكبر على تكوين علاقات اجتماعية مع الغير، ويتفوّق على الأطفال العاديين في سرعة تكيّفه مع البيئة. وبمقارنة الطفل الموهوب بغيره من العاديين نجده يتميز بالخصائص التالية:
•له صفات شخصية سامية (أكثر دماثة، مطيع مع استقلالية، أكثر انسجامًا مع الآخرين).
•يتميز بقدرة عالية على نقد الذات. – يميل لاتخاذ دور القائد في الجماعة ( قيادي).
•يميل إلى تكوين علاقات صداقة مع أقران أكبر منه سنًا بسنتين أو ثلاث على الأكثر، لأنّهم يتساوون معه في العمر العقلي.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
خصائص على مستوى تطور الأداء الحركي:
إنّ مستوى النّمو الجسميّ والصّحة العامّة للموهوبين يفوق المستوى العادي؛ فالطفل الموهوب -وفي سن مبكرة- يتحكّم بحركاته بشكل جيّد ومتناسق، كما يتحكّم بمسك الأدوات الصغيرة كالمقص والأقلام بسهولة، ويمكنه المشي والتسلّق والركض بصورة متوازنة، ويستخدم حواسّه بشكل جيد، وأحياناً بشكل لافت، إضافة إلى أنّه يمتاز بنشاط وحيوية.
وديمومة هذه الخصائص السلوكية عند الموهوب ليست ضرورية؛ فقد يطرأ عليها تغيّر تبعاً للنّظام التّعليميّ، وطبيعة التّنشئة، والمؤثرات البيئية المختلفة.
وما كلّ تلك الخصائص والسّمات التي ذكرتها إلاّ علامات يرسلها الله عزّ وجلّ إلى كلّ أب وأم، يأتمنهم من خلالها على تلك الوديعة اللطيفة بين يديهما، وسيسألهما عنها.
أيها الوالدان، إنّ ابنكما لديه مواهب كبيرة، عليكما أن تكتشفاها، ولا تعاملا طفلكما من وجهة نظركما أنتما، فمواهبكما وقدراتكما وإمكاناتكما تختلف عن إمكاناته، وكما يقال: “إنّ لكلّ قفلٍ مفتاحاً، ولكلّ عقل ما يثير اهتمامه”.
منقول
__________________________________________________ __________
طرح هادف
وفعلا الاسرة هي الاساس في اكتشاف وتنمية موهبة الطفل
بوركتي
ويعطيكي الف عافية
__________________________________________________ __________
شكرا لطرحك عزيزتي
__________________________________________________ __________
يقع علي الاسره عاتق اكتشاف مواهب الطفل و تنميتها حبيبتي و في موضوعك نصائح رائعه لاكتشاف الطفل و مواهبه
مجهود رائع يا حبيبتي و طرح هام جدا
جزاك الله الخير كله و في انتظار المزيد من مواضيعك الرائعه
__________________________________________________ __________
بارك الله فيكي