عنوان الموضوع : النية أساس الأعمال وبها صلاحها ... -اسلاميات
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
النية أساس الأعمال وبها صلاحها ...
النية أساس الأعمال وبها صلاحها ...
( بسم الله الرحمن الرحيم)
قال تعالى في وصف النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
( يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً ) ( الحشر 8 )
وقــال صلــى الله عليــه وسلــــم : " إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى " (1)
فأخبر أن صلاح الأعمال وفسادها بالنيات ،
وأنـــه يحصــل للعبد من الثمرات والنتائج بحسب نيته .
ومعلوم أن جميع العبادات لا تصح إلا بالنية ،
بأن ينوي ذلك لعمل ، ويميز بين العادة والعبادات ، وبين مراتب العبادات .
ثم لابد - مع ذلك - أن يكون القصد منها والغرض : وجه الله وثوابه ، وينبغي للعبد في العبادات أن :
يكون له فيها نية مطلقة عامة ، ونية خاصة مقيدة .
فأما النية العامة : فإنه يعقد بقلبه عزما جازما لا تردد فيه ,
أن جميع ما عمله من الأعمال الاعتقادية والبدنية والمالية والقولية ،
والمركبة من ذلك :
مقصــود بهـــا : وجــه الله ، والتقرب إليه ، وطلب رضاه ،
واحتساب ثوابه ، والقيام بما فرضه ، وأحبه الله لعبده .
وأنه عبد مطلق ، يتصرف تصرف العبد المملوك .
فهــذه النية العامة التــي تأتي عـلـــى عقائد الدين وأخلاقه ،
وأعماله الظاهرة والباطنة , ينبغي أن يجددها فـــي قلبه كـل
وقــت وحين لتقوى وتتم ، ويكمل الله للعبد مــا نقــص مــن
عملــه ، ومــا أخـل بــه وأغفله من حقوق العبادات ، لعــل
الله تعــالى يجزيه على تلك النية الشاملة للدقيق والجليل
من عمله أجرا وثوابا .
ثــم بعــد تحقيق هذا الأصل الكبير الذي هو أساس الأعمال ،
ينبغي للعبد أن يتعبد لله بإخلاص في كل جزء مــن أعماله ،
فيستحضر بقلبه أن يعمله لله ، متقربا به إليه ، راجيا ثوابه
مــن الله وحــده ، لــم يحمله علــى ذلك العـمــل غرض مــن
الأغراض، سوى قصد وجه الله وثوابه ، ويسأل ربه تعالى
أن يحقق له الإخلاص في كل ما يأتي وما يذر ، وأن يقوي
إيمانه ، ويخلصه من الشوائب المنقصة .
وبهــذه النية الصادقة ، يجعـــل الله البركة في أعمال العبد ؛
ويكون اليسير منها أفضل من الكثير، من عمل من خلا قلبه
من هذه النية .
ثــــم إذا عرضت له العوارض المنقصات ، كالرياء ، وإرادة
تعظيم الخلق ، فليبادر بالتوبة إلـــى الله ، ويصرف قلبه عن
هذه العوارض المنقصة لحال العبد، التي لا تغني عنه شيئا،
ولا تنفعه نفعا عاجلا ولا آجلا .
ثــــم إذا حقق النية في العبادات ، فليغتنم النية في المباحات
والعادات ، فليجعلها بالنية الصالحة عبادة ، أو قريبة منها .
وذلك بأمرين :
أحــدهما : أن ينوي أن كل مباح يشتغل به ، من أكل وشرب
وكسوة ونوم وراحة وتوابعها ، يقصـد بـــه الاستعانة علــى
طاعة الله، والقيام بواجب النفس والأهل والعائلة والمماليك،
ويقـــول : اللهم ما رزقتني مما أحب ، مــن عافيــة ، وطعام
وشــراب ولبـــاس ومسكــن وراحة بدن وقلب وسعة رزق :
فاجعل ذلك خيرا لي ، ومعونة لي على مـــا تحبه وترضاه ،
واجعل سعيي في تحصيل القوت وتوابعه أداء للأمر ، وقياما
بالواجب ، واعترافا بفضلك ومنتك علــي ، فإنـــي أعلــم أن
الفضل فضلك ، والخير خيرك ، وليــس لي حول ولا قوة ،
ولا اقتدار على شيء من منافعي ودفع مضاري إلا بك .
فيتقرب إلى ربه بالاستعانة بالله في ذلك وبالاعتراف بنعمه ،
ويقصـد القيام بالواجب ، وباحتساب الأجر والثواب ، حتـــى
يتحقق بمعنى قوله صلى الله عليه وسلم " إنك لن تنفق نفقة
تبتغي بها وجه الله ، إلا أجرت عليها ، حتى مــا تجعــــل في
فيِّ امرأتك " (2) وقوله صلى الله عليـه وسلـــم " الساعي
على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله " وأحسبه
قال " وكالصائم لا يفطر وكالقائم لا يفتر " (3)
ثـم مع هذه النية العامة التي تحيط بجميع مباحاته وعاداته ،
فليستحضر عنـد كــل جـــزء مــن أجزاء عاداته تلك المقاصد
الجليلة ، ليكون قلبه على الدوام ملتفتا إلى ربه، منيبا إليه ،
متعبدا ، ويكـــون اشتغاله بذلك الجزء مــن عاداته مصحوبا
بحسن القصد ، ليتم له الأجر ، وتحصل له المعونة من
الله ، وينزل الله له البركة ، ويكون مباركا أينما كان .
وليجاهد نفسه على ذلك ، فـإنـه لا يـــزال يمرنها حتى تألف
الخير وترغب : فــإذا ذهــــب إلى دكانه ، نوى مباشرة البيع
والشراء المباح ، وقصد الصدق والنصح في بيعه وشرائه ،
وفعل ما يسهل عليه من محاباة وإحسان إلــى مـن يعامله ،
وتجنب الغش بكل أنواعه ، ونـوى بذلك كـلــه قوام نفســه
وعائلته ، ومن له حق عليه ، وسأل ربه أن يبارك له في
معاملته .
وكذلك إذا باشر حرثه، أو صناعته، أو مهنته التي يتعاطاها،
فليستصحب النية الصادقة، وليستعن ربه في حركاته كلها ،
ويرج رزقه وبركته ، فإن الرجاء وانتظار الفضل من الله
من أجل عبادات القلب .
وأكبر الأسباب للبركة هذه النية الصادقة ، والصدق ،
والتوكل على الله .
وليعلــم العبــــد أن الله مسبب الأسباب وميسرها ، فإياك أن
تعجب بنفسك وحذقك وذكائك ، فـــإن هذا هو الهلاك ،
وإنما الكمال : أن تخضع لربك وتكون مفتقرا إليه ، مضطرا إليه
على الدوام .
ثم إنه لابد أن تكون الأمور على ما تحب تارة، وعلى ما تكره
أخرى، فإذا جاءتك على ما تحب ، فأكثر من حمد الله والثناء
عليه ، وشكره ، لتبقى لك النعم وتنمو وتزداد .
وإذا أتتك على ما تكره ، فوظيفتك الصبر والتسليم والرضا
بقضاء الله وتدبيره ، لتكون غانما في الحالتين في يسرك وعسرك .
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
جزاكـ الله خيرا وباركـ فيكـ ونفع بكـ
وجعله فى ميزان حسناتكـ
فى انتظار جديدكـ المميز
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
بارك الله فيك ..جزاك الله خير
__________________________________________________ __________
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المشتاقة لرؤية ربها
جزاكـ الله خيرا وباركـ فيكـ ونفع بكـ
وجعله فى ميزان حسناتكـ
فى انتظار جديدكـ المميز
طاب مرورك العطر وردك الطيب
وجزاك الله جنات عالية
قطوفها دانية
ورزقك سعادة الدارين
__________________________________________________ __________
واياك ان شاء الله
تواجدك سرني وردك اسعدني
ربي يسعدك ويبارك فيك