عنوان الموضوع : البينة على من ادعى - الشريعة الاسلامية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

البينة على من ادعى






بسم الله الرحمن الرحيم


البينة على من ادعى

عن ابن عباس ـ رضى الله تعالى عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لو يعطي الناس بدعواهم لادعى رجال أموال قوم ودماءهم ، لكن البينة على المدعي واليمين على من أنكر" حديث حسن ، رواه البيهقي وغيره هكذا . وبعضه في الصحيحين .

دروس وعبر من كلام سيد البشر
ـ
الاجتماعية : ـ

تدور الأحكام الشرعية كلها على حظ الكليات الست : المال ، الدين ، الروح ، العقل ، النسل ، العرض.
ويولي الإسلام عناية كبرى بالعرض ـ بالخصوص ـ حيث شرع الكثير من الأحكام الفقهية التي تضمن للمرء شرفه وتصون عرضه انطلاقا من مبدأ التكريم الذي حظى به الإنسان دون بقية المخلوقات الأخرى . قال تعالى : { ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا } [ الإسراء : 70] .
والإسلام يتحدى جميع الفلسفات والنظم الاجتماعية أن ترعى حرمة الإنسان كإنسان كما يحترمها هو ! .
ومهما أجهد المحللون الاجتماعيون أنفسهم ، ما استطاعوا الوصول إلى ما حققه الإسلام سبيلا ؛ لأن جهدهم قاصر ، واجتهاداتهم يجانبها الصواب في كثير من الأحيان ، ولا زال الإنسان في الغرب كالآلة تقاس كرامته بقدر إنتاجه ، أو بما يملك في حين أننا نجد ديننا يوجب هذه الحدود :

1ـ حد الرجم والجلد : في حق الزاني بحالتيه المحصن وغير المحصن صونا للأعراض وحفظا للأنساب .

2ـ حد القذف : فالذي يتهم محصنة غافلة ، أو عفيفا طاهرا بهذه الريبة ـ تهمة الزنا ـ يعتبر متعد على الكرامة والشرف ، وبموجبه يجلد صاحبه تأديبا له وتعزيرا وتبرئة للمعتدى عليه .

3ـ حرمة الغيبة والبهتان والإفك : ـ في الإسلام ـ تضع سدا منيعا لشخصية كل مسلم .
وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث : "البينة على من ادعى " يعتبر المدعي في موقف ضعف فلا يجوز له أن يتحامل على من ادعى عليه وليس للقاضي بأي حال من الأحوال أن يسقط من كرامته أو يوجهه اللوم له أو يوبخه .
وما دام موقف المدعي كذلك اشترط الرسول الكريم صلى الله عليه وسم أن يعزر دعواه ببينة ساطعة وحجة واضحة ؛ بل والأبعد من هذا فإن لإمامنا في هذا قولا طريفا ورأيا حكيما ، قال مالك : إنما تجب اليمين على المنكر إذا كان بين المتداعيين نوع مخالطة خوفا من أن يتبذل السفهاء على الرؤساء بطلب أيمانهم . وعنده : ولو ادعى على رجل أنه غصبه أو سرق منه ولم يكن المدعي عليه متهما بذلك لم يستحلف المدعي عليه . بل عنده أن المدعي عليه إن كان من أهل الفضل أو ممن لا يشار إليه بذلك أدب المدعي.

إن مؤهلات الدعوة إلى الإسلام لا تقف عند الفقه في الشريعة والبلاغة في العربية ، والفصاحة في اللسان ، بل تتطلب ذكاء وفطنة لا أقول : ألمعية ؛ لأنه ـ أي الداعية ـ يخاطب أناسا ويدعو فئات تتفاوت ثقافاتهم وتتفاوت مستوياتهم الفكرية ، وربما اعترضته خصومات وخلافات ، فلا يدري بم يحكم إلا إذا كان عالما بالشريعة الإسلامية ، ولا لمن يحكم إلا إذا كان حكيما في طرحه لاستفساراته ، وذكيا في متابعاته وملاحظاته ولله در ابن فرحون الذي أفاض القول في هذا في كتابه (تبصرة الحكام ) .
وللعبرة أسوق هذا المثال الذي جاء في الحلية في ترجمة عكرمة قال : كانت القضاة في زمن بني إسرائيل ثلاثة فمات أحدهم فولى مكانه غيره ، ثم قضوا ما شاء الله أن يقضوا ، ثم بعث الله تعالى لهم ملكا يمتحنهم فوجد رجلا يسقي بقرة على ماء وخلفها عجلة ، فدعاها وهو راكب فرسا فتبعتها العجلة فتخاصما ، فقالا : بيننا القاضي فجاءا إلى القاضي الأول ، فدفع إليه الملك درة كانت معه وقال له : احكم بأن العجلة لي ، وقال : بماذا أحكم ؟ قال : ارسل الفرس والبقرة والعجلة ؛ فإن تبعت الفرس فهي لي ، فأرسلها فتبعت الفرس فحكم له بها .
وأتى إلى القاضي الثاني فحكم له كذلك وأخذ درة ، وأما القاضي الثالث فدفع له الملك درة وقال له : احكم بها ، فقال : إني حائض ! فقال الملك : سبحان الله أيحيض الذكر ؟ ! فقال القاضي سبحان الله أتلد الفرس بقرة ؟ ! وحكم بها لصالحه .

تطبيق
ـ
1ـ بعض من أغناهم الله سبحانه أغواهم الشيطان ، فسخروا ما يملكون وما يتمتعون من سمعة وجاه للادعاء على الذين لا حول لهم ولا قوة ظلما وعدوانا واستكبارا في الأرض ، قال تعالى : { تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علنا في الأرض ولا فسادا } [ القصص : 83] واستعانوا في تلفيق دعاويهم وتحقيق مآربهم بمن يمتهنون المحاماه استرزاقا أولئك الذين يتفننون في حبك العبارات وسبكها ليجعلوا الباطل حقا ، والحق باطلا ، ولا يكونون مع الحق ، وهذا الذي يفترض فيهم بل الكثير الكثير منهم يدور مع الدينار حيث دار ، ولله در القائل :
ما لقومي اليوم قد جاروا 00 وعلى الدينار داروا
وله صلوا وصاموا 00 وله حجوا وزاروا
لو رأوه فوق الثريا 00 ولهم ريش لطاروا
2ـ إننا نرى أناسا اتخذوا الله عرضة لأيمانهم ولا ذمة لهم ولا دين ؛ تراه من أول الراكعين الساجدين بالمساجد الصوامين القوامين ، ولكن إذا ما اعترضه يمين وترتب عليه قسم ليأخذ متاعا من الدنيا لا يتورع أبدا في أن يحلف عشرات المرات غير مبال بغضب الله والعياذ بالله . جاء في الصحيحين عن الأشعث بن قيس قال : كان بيني وبين رجل خصومة في بئر فاختصمنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " شاهداك أو يمينه" قلت : إذا يحلف ولا يبالي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حلف على يمين يستحق بها مالا هو فيها فاجر لقى الله وهو عليه غضبان " فأنزل الله تصديق ذلك ، ثم قرأ هذه الآية : { إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم } [ آل عمران :77] .


موقع هدي الاسلام



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================




__________________________________________________ __________

جزاااك الله خير
وجعله في ميزاان حسنااتك


__________________________________________________ __________

المشتاقة
الفتاة البريئة

اسعدني مروركم حبيباتي
اسعدكم الرحمن دائما



__________________________________________________ __________

بارك الله فيك
وجزاك الجنة


__________________________________________________ __________

جزاك الله خيرا