عنوان الموضوع : لا تجعلي الأمومة تحرمك من صديقاتك وتقودك إلى مشاكل نفسية -الجمل و الولادة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

لا تجعلي الأمومة تحرمك من صديقاتك وتقودك إلى مشاكل نفسية



أخيرا تحقق حلمك بالأمومة، وسعادتك لا تضاهيها سعادة، لأنك تشعرين أن عالمك اكتمل، وأن دورك في الحياة توضح، وأصبح لديك اكتفاء ذاتي، على الأقل من الناحية العاطفية، فأنت مزهوة بنفسك، والمولود يأخذ منك كل وقتك، وتشعرين تجاهه بحب متدفق، وأسرتك سعيدة بسعادتك. وتمر الأسابيع والشهور، والسنوات، وفجأة تلتفتين حوالك، فتلاحظين أنك وحيدة، وأن صديقات الأمس قد انفضضن من حولك. وتتساءلين أين هن؟ ولماذا ابتعدن أو تباعدن؟ صحيح إنك اكتسبت صداقات جديدة، أمهات في نفس وضعك، تعرَفت عليهن حديثا في المستوصف أو في روض الأطفال، وهناك نقاط مشتركة كثيرة بينكن، لكنها كلها تصب في مجال واحد: الأطفال، مرضهم، نموهم، دخولهم المدرسة وغير ذلك من مواضيع الحياة اليومية. وتتذكرين صديقات الأمس وتحنين إلى أحاديثكن الشخصية، وتلك الحميمية، الغير مشروطة ، التي كانت تجمع بينكن، والتي بدأت تفتقدينها في الآونة الأخيرة، نظرا للضغوط النفسية التي تمرين بها، وينتابك شعور بأن عالمك، رغم ما فيه من حب ومشاعر إنسانية رائعة، يفتقد الى تلك العلاقة الحميمة التي كانت تربطك بصديقات الأمس.

لا ينكر أحد أن الصداقة من العلاقات المهمة في حياتنا، ولا يمكن ان نستغني عنها مهما وصلت درجة اكتفائنا العاطفي بعد الحب والزواج والأمومة. اسألي أي أم وسيكون جوابها ان من أهم الأمور التي جعلتها تتجاوز بعض الظروف النفسية والمشاكل الخاصة، وتحافظ على توازنها النفسي، هي حب وتجاوب صديقة متفهمة. إذا كانت خيوط المودة قد تقطعت، أو ضعفت، بينك وبين صديقات الأمس، فلا تفكري انهن الوحيدات اللواتي يمكنك ان تقضي معهن وقتا ممتعا، واربطي علاقات جديدة أو اعملي على تقوية صداقاتك الحالية. كما لا تلومي نفسك أو تلومي صديقات الأمس على هذا التباعد، فمن تفهمت وضعك منهن، قد تمنعها ظروفها، التي حتما تختلف عن ظروفك، أن تعطيك ما تحتاجين إليه من دعم، خاصة وأنك أنت أيضا قد لا تكونين قادرة على إعطائها نوع الصداقة التي تنتظرها منك، فالمسألة أولا وأخيرا مسألة أخذ وعطاء، ومشاعر متبادلة بنفس القدر وبنفس المستوى. ويؤكد بعض الخبراء أن مسؤولية ابتعادكما أو تباعدكما قد تقع عليكما معا. فالأم الوالدة حديثا، في خضم حماسها وسعادتها بنفسها، تبدأ تدور في فلك واحد، هو طفلها، الذي يصبح كل شيء في حياتها، فهي تجد في كل ما يفعله ويقوم به متعة كبيرة وإنجازا عظيما، وينسيها زهوها وفخرها أن صديقتها أيضا تحتاج منها إلى بعض الاهتمام. بل هي تتضايق، ويذهب بها فكرها بعيدا، إذا لا حظت أن صديقتها بدأت تتململ من الضيق أو الضجر. أما بالنسبة للصديقة، خاصة إذا كانت غير متزوجة، أو لم ينعم عليها الله بمشاعر الأمومة، فقد يكون تجاوبها في البداية إيجابيا، وتسعد لسعادة صديقتها، لكنها سرعان ما تبدأ تشعر بأنها أصبحت مهمشة، وأن صديقتها تنتظر منها الكثير: فهي مطالبة بأن تكون مستمعة جيدة، وأن تتحمل شقاوة طفل صديقتها من دون أن يظهر عليها أي تبرم او ضيق، فضلا عن أن اللغة المشتركة بينهما أصبحت غريبة وغير واضحة، ويبدأ ينتابها شعور بأنها محط انتقاد وأن كل ما تقوم به، في نظر صديقتها، لا يرقى إلى شيء. وتدريجيا تتحول زيارات الصداقة إلى زيارة واجب ثقيلة ومتباعدة وقابلة للانقطاع، لأنها تفتقد إلى لغة واحدة تجمع بينهما، أو اهتمامات مشتركة، وهذان عنصران مهمان في إنجاح الصداقة.

تقول شذى، وهي محامية غير متزوجة: «كانت تربطني بأحلام صداقة متينة تعود إلى أيام الطفولة، فقد كانت بيننا تجارب عديدة، بحيث كنت اعرف عنها كل شيء، وهي كذلك. كانت لكل واحدة منا شخصيتها، فبينما كنت أنا مستقلة وطموحة، كان كل طموح أحلام ان تتزوج وأن تنجب، لكن ذلك لم يقف عائقا في وجه صداقاتنا التي كنت أظن أنها متينة، ولا يمكن أن تتأثر بأي شيء. وعندما كبرنا حققت كل واحدة منا حلمها. أنا أصبحت محامية ناجحة، وهي تزوجت. بعد الزواج، تفهمت ابتعاد صديقتي عني، لأني كنت أفهم أن لزوجها عليها حقا، وأنها يجب ان تعطيه الأولوية، ثم أنجبت وبدأت أتردد عليها كثيرا في الأسابيع الأولى، لأساعدها في أمور البيت، خاصة أن ولادتها كانت قيصرية، لكن لم أشعر أنها كانت تقدر جهودي، ثم بدأ حديثنا يقتصر على شؤون البيت والمولود الجديد وتجربة الولادة. لم أمانع في البداية لأني اعتقدت أن الأمر طبيعي، لكني بدأت أشعر تدريجيا أن احاديثنا لا تخرج عن هذا الإطار، وإن حاولت تغيير الموضوع إلى بعض الأمور التي كانت تهمنا من قبل وكنا نضحك عليها، كانت ترد ببعض التعالي، بقولها إن هناك أمورا أهم من تلك السخافات في الحياة. ولم يقتصر الأمر على هذا، فقد بدأت كلما زرتها أشعر بأنني موضع انتقاد، وأن طموحي واهتماماتي أصبحت مأخذا علي، وأنها غير راضية عن أسلوب حياتي وطريقة تفكيري، حتى مشاكلي أصبحت بالنسبة لها تافهة وسخيفة. شعرت في البداية بالغضب ثم السخط عليها، لذلك ارتأيت ان يقتصر سؤالي عنها وعن طفلها على الهاتف. ومع الوقت حتى الاتصالات انقطعت، لأني كنت دائما أنا المبادرة، ولم أجد أي تجاوب منها متعللة بأن طفلها يأخذ كل وقتها. وبعد ثلاث سنوات فوجئت بها تتصل بي، تسأل عني وتدعوني لزيارتها. في الحقيقة، شعرت بنفس مشاعر الغضب التي كانت تنتابني في زياراتي الأخيرة لها، وقررت ألا أزورها، لأني أعتقد أن صداقتنا تصدعت بسبب أنانيتها، ولا يمكن أن تعود إلى سابق عهدها بإشارة منها».

حالات كثيرة ومشابهة، استنتج الخبراء منها أنه إذا كنت غير حساسة ومتفهمة لظروف الآخرين، فمن الأضمن لك ربط علاقات صداقة مع نساء في مثل ظروفك، أي أمهات في مثل سنك، على أن تعملي على تقوية أواصرها. وثقي أنها تستحق منك أي جهد ستبذلينه لأنها ستساعدك كثيرا على تحطيم ذلك الجدار الفاصل الذي بنيته بينك وبين العالم الخارجي عن دون قصد. تقول أمينة وهي أم لطفلة في الرابعة من العمر: «أدين بالكثير لصديقتي أم علاء، التي قابلتها بعد شهرين من ولادة طفلتي، في مستوصف الأطفال الذي كنت أتردد عليه، وعن طريقها تعرفت الى صديقات غيرها، وبدأنا نتبادل الأفكار، والكتب الخاصة بتربية الطفل. وأصبحت صداقتنا متينة لحد أنني أترك طفلتي معها لساعات وأنا مطمئنة. وهذه الساعات التي كنت أقضيها لوحدي، كنت أقوم فيها بعدة أمور لا أستطيع القيام بها وطفلتي معي، وكانت من أمتع اللحظات، لأنني كنت أشحذ فيها طاقتي الجسدية والنفسية، وعندما ترجع طفلتي، كنت أستطيع أن أوليها انتباها أكبر لأنني أكون مرتاحة نفسيا وجسديا». وبالفعل، فرأي علم النفس، أن الصديقات لهن تأثير السحر على الصحة النفسية، ومن تتمتع بصداقات قوية تتميز عادة بتوازن عاطفي، بالإضافة إلى علاقات اجتماعية تدفعها إلى النجاح، وهو ما يعطيها إحساسا بالسعادة والاكتفاء. وجودك مع صديقات يعني انك تضحكين وتستمتعين بتجاربهن وبنصائحهن ومساعداتهن عندما تقعين في أي أزمة، أو عندما تهملين نفسك. فكري في عدد المرات التي شجعتك صديقة على زيارة طبيب لأنك تبدين شاحبة، أو الانتباه إلى مظهرك الذي اصبح موضة قديمة، أو أعطتك وصفة للعناية بشعرك وغير ذلك من الأمور البسيطة جدا، لكنها مؤثرة في الوقت ذاته.

لا تستهيني بتأثير نصيحة من هذا النوع، على سعادتك وعلاقتك الأسرية، فمجرد كلمة مشجعة أو حركة يد دافئة ومشجعة من صديقة وهي تواسيك عندما تتعرضين لمشكلة، أو تعبر لك عن فرحتها بنجاح طفلك في المدرسة أو اجتيازه وعكة صحية، لها مفعول السحر. وثقي أن العزلة لا تؤثر على الحالة النفسية فحسب، بل تؤدي أيضا إلى مشاكل صحية منها الأرق وعدم القدرة على التركيز، حسب قول الدكتور جون ساشيوبو، من جامعة شيكاغو، لا سيما إذا عرفنا أن المرأة، بوجه الخصوص، تحتاج وتعتمد على الصداقة فطريا. فعندما تجد نفسها في موقف صعب، مثلا، تتوجه إلى صديقة أو صديقات للتنفيس عن همومها. وهذه الحقيقة التي أكدها علم النفس، تعني أمرا واحدا وهو أن تخرجي من قلعتك الحصينة، وتتصلي بصديقاتك، على أن تكوني لهن الصديقة المخلصة والمستمعة الجيدة، حتى يبادلنك بالمثل، لأن الصداقة كأي علاقة اخرى، هي أخذ وعطاء وتحتاج إلى رعاية وحب حتى تنمو وتقوى.

:7_asmilie


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


يعطيك العافيه اختي ايما على الموضوع الرائع

تحياتي لك


__________________________________________________ __________

تالين أنجديني أرجوكي هىء هىء بلادونا دخلتني السجن وأنا جديدة ولا أحد يعرفني


__________________________________________________ __________

ايما موضوعك جميل ومهم ويعطيكي الف عافية


__________________________________________________ __________

موضوع فى غاية الرووووووووووووووووووعة

و يمس قضية مهمة فى حياة كل ام

مشكورة حبيبتى


__________________________________________________ __________

مشكورة ايماوتقبلى مرورى