عنوان الموضوع : بعض عقوبات المعاصي - الشريعة الاسلامية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
بعض عقوبات المعاصي
بعض عقوبات المعاصي
الختم على القلب
فمنها : الختم على القلوب والأسماع ، والغشاوة على الأبصار ، والأقفال على القلوب ، وجعل الأكنة عليها والرين عليها والطبع وتقليب الأفئدة والأبصار ، والحيلولة بين المرء وقلبه ، وإغفال القلب عن ذكر الرب ، وإنساء الإنسان نفسه ، وترك إرادة الله تطهير القلب ، وجعل الصدر ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء ، وصرف القلوب عن الحق ، وزيادتها مرضا على مرضها ، وإركاسها وإنكاسها بحيث تبقى منكوسة
ومنها : التثبيط عن الطاعة ، والإقعاد عنها .
ومنها : جعل القلب أصم لا يسمع الحق ، أبكم لا ينطق به ، أعمى لا يراه ، فتصير النسبة بين القلب وبين الحق الذي لا ينفعه غيره ، كالنسبة بين أذن الأصم والأصوات ، وعين الأعمى والألوان ، ولسان الأخرس والكلام ، وبهذا يعلم أن العمى والصمم والبكم للقلب بالذات : الحقيقة ، وللجوارح بالعرض والتبعية فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور [ سورة الحج : 46 ] .
[ ص: 118 ] وليس المراد نفي العمى الحسي عن البصر ، كيف وقد قال تعالى : ليس على الأعمى حرج [ سورة النور : 61 ] .
وقال : عبس وتولى أن جاءه الأعمى [ سورة عبس : 1 - 2 ] .
وإنما المراد العمى التام في الحقيقة : عمى القلب ، حتى إن عمى البصر بالنسبة إليه كلا عمى
والمقصود أن من عقوبات المعاصي جعل القلب أعمى أصم أبكم .
خسف القلب
ومنها : الخسف بالقلب كما يخسف بالمكان وما فيه ، فيخسف به إلى أسفل السافلين وصاحبه لا يشعر ، وعلامة الخسف به أنه لا يزال جوالا حول السفليات والقاذورات والرذائل ، كما أن القلب الذي رفعه الله وقربه إليه لا يزال جوالا حول العرش .
ومنها : البعد عن البر والخير ومعالي الأمور والأعمال والأقوال والأخلاق .
قال بعض السلف : إن هذه القلوب جوالة ، فمنها ما يجول حول العرش ، ومنها ما يجول حول الحش .
مسخ القلب
ومنها : مسخ القلب ، فيمسخ كما تمسخ الصورة ، فيصير القلب على قلب الحيوان الذي شابهه في أخلاقه وأعماله وطبيعته ، فمن القلوب ما يمسخ على قلب خنزير لشدة شبه صاحبه به ، ومنها ما يمسخ على قلب كلب أو حمار أو حية أو عقرب وغير ذلك ، وهذا تأويل سفيان بن عيينة في قوله تعالى : وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم [ سورة الأنعام : 38 ] .
قال : منهم من يكون على أخلاق السباع العادية ، ومنهم من يكون على أخلاق [ ص: 119 ] الكلاب وأخلاق الخنازير وأخلاق الحمير ، ومنهم من يتطوس في ثيابه كما يتطوس الطاووس في ريشه ، ومنهم من يكون بليدا كالحمار ، ومنهم من يؤثر على نفسه كالديك ، ومنهم من يألف ويؤلف كالحمام ، ومنهم الحقود كالجمل ، ومنهم الذي هو خير كله كالغنم ، ومنهم أشباه الثعالب التي تروغ كروغانها ، وقد شبه الله تعالى أهل الجحيم والغي بالحمر تارة ، وبالكلب تارة ، وبالأنعام تارة ، وتقوى هذه المشابهة باطنا حتى تظهر في الصورة الظاهرة ظهورا خفيا ، يراه المتفرسون ، وتظهر في الأعمال ظهورا يراه كل أحد ، ولا يزال يقوى حتى تستشنع الصورة ، فتنقلب له الصورة بإذن الله ، وهو المسخ التام ، فيقلب الله سبحانه وتعالى الصورة الظاهرة على صورة ذلك الحيوان ، كما فعل باليهود وأشباههم ، ويفعل بقوم من هذه الأمة يمسخهم قردة وخنازير .
فسبحان الله ! كم من قلب منكوس وصاحبه لا يشعر ؟ وقلب ممسوخ وقلب مخسوف به ؟ وكم من مفتون بثناء الناس عليه ومغرور بستر الله عليه ؟ ومستدرج بنعم الله عليه ؟ وكل هذه عقوبات وإهانات ويظن الجاهل أنها كرامة .
ومنها : مكر الله بالماكر ، ومخادعته للمخادع ، واستهزاؤه بالمستهزئ ، وإزاغته للقلب الزائغ عن الحق .
نكس القلب
ومنها : نكس القلب حتى يرى الباطل حقا والحق باطلا ، والمعروف منكرا والمنكر معروفا ، ويفسد ويرى أنه يصلح ، ويصد عن سبيل الله وهو يرى أنه يدعو إليها ، ويشتري الضلالة بالهدى ، وهو يرى أنه على الهدى ، ويتبع هواه وهو يزعم أنه مطيع لمولاه ؟ وكل هذا من عقوبات الذنوب الجارية على القلب .
حجب القلب عن الرب
ومنها : حجاب القلب عن الرب في الدنيا ، والحجاب الأكبر يوم القيامة ، كما قال تعالى : كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون [ سورة المطففين : 14 - 15 ] .
فمنعتهم الذنوب أن يقطعوا المسافة بينهم وبين قلوبهم ، فيصلوا إليها فيروا ما يصلحها ويزكيها ، وما يفسدها ويشقيها ، وأن يقطعوا المسافة بين قلوبهم وبين ربهم ، فتصل القلوب إليه فتفوز بقربه وكرامته ، وتقر به عينا وتطيب به نفسا ، بل كانت الذنوب حجابا بينهم وبين ربهم وخالقهم .
سلامة القلب
ولا تتم له سلامته مطلقا حتى يسلم من خمسة أشياء : من شرك يناقض التوحيد ، وبدعة تخالف السنة ، وشهوة تخالف الأمر ، وغفلة تناقض الذكر ، وهوى يناقض التجريد والإخلاص .
وهذه الخمسة حجب عن الله ، وتحت كل واحد منها أنواع كثيرة ، تتضمن أفرادا لا تنحصر .
الصراط المستقيم
ولذلك اشتدت حاجة العبد بل ضرورته ، إلى أن يسأل الله أن يهديه الصراط المستقيم ، فليس شيء أحوج منه إلى هذه الدعوة ، وليس شيء أنفع له منها .
فإن الصراط المستقيم يتضمن : علوما ، وإرادة ، وأعمالا ، وتروكا ظاهرة وباطنة تجري عليه كل وقت ، فتفاصيل الصراط المستقيم قد يعلمها العبد وقد لا يعلمها ، وقد يكون ما لا يعلمه أكثر مما يعلمه ، وما يعلمه قد يقدر عليه ، وقد لا يقدر عليه ، وهو الصراط المستقيم وإن عجز عنه ، وما يقدر عليه قد تريده نفسه وقد لا تريده كسلا وتهاونا ، أو لقيام مانع وغير ذلك ، وما تريده قد يفعله وقد لا يفعله ، وما يفعله قد يقوم فيه بشروط الإخلاص وقد لا يقوم ، وما يقوم فيه بشروط الإخلاص قد يقوم فيه بكمال المتابعة وقد لا يقوم ، وما يقوم فيه بالمتابعة قد يثبت عليه وقد يصرف قلبه عنه ، وهذا كله واقع سار في الخلق ، فمستقل ومستكثر .
فانظر إلى الآخرة كأنها رأي عين ، وتأمل حكمة الله سبحانه في الدارين ، تعلم حينئذ علما يقينا لا شك فيه : أن الدنيا مزرعة الآخرة وعنوانها وأنموذجها ، وأن منازل الناس فيها من السعادة والشقاوة على حسب منازلهم في هذه الدار في الإيمان والعمل الصالح وضدهما ، وبالله التوفيق .
فمن أعظم عقوبات الذنوب - الخروج عن الصراط المستقيم في الدنيا والآخرة
منقول للفائده
استغفر الله واتوب اليه
استغفر الله العظيم
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
جزااااااك الله الجنه
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
شكرا لمروركم وجزاكم الله خيرا
__________________________________________________ __________
شكرا لمروركم
أستغفر الله العظيم
أستغفر الله واتوب اليه