عنوان الموضوع : تغيرات الحمل الطبيعية -الجمل و الولادة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
تغيرات الحمل الطبيعية
قلوب الحوامل تؤدي دوراً حيوياً هاماً
إن الحمل والولادة من أجمل الأحداث التي يعيشها الأفراد منا ذكوراً واناثا، فما من زوجين الا وقد داعبت مخيلتهم تلك الأحلام الجميلة عن حمل مريح بلا متاعب، وولادة ميسرة دونما مشاكل، وذرية سليمة معافاة من العاهات او الأمراض، من هنا كان الاهتمام بسلامة هذه الدورة الطبيعية في التناسل من الأهمية بمكان بغية الوصول الى حمل وولادة لا تترك اية آثار مؤذية على الأم وعلى الوليد، إذ لا يخفي العبء النفسي العائلي والاجتماعي والتربوي وحتى الاقتصادي لولا سمح الله اصاب الأم أو الوليد أذى نتيجة للحمل أو الولادة.
والناظر الى الحمل والولادة يرى أنها عملية حية تشهد التطور في كل لحظة، وقابلة للتأثر الايجابي او السلبي ايضا في كل لحظة بمؤثرات عدة سواء داخلية في جسم المرأة نفسها وذلك على قدر سلامته وكفاءته في اداء دوره في احتضان الجنين حتى يصبح قادرا على الخروج الى الحياة والنمو السليم فيها او مؤثرات خارجية كالغذاء والدواء والجوانب النفسية في الأسرة والعمل ومقدار الواجبات المنزلية والعملية وحتى المتغيرات المناخية، لذا كانت متابعة الحمل لفحص سلامة الحامل بشكل دوري والتأكد من نمو الجنين نموا طبيعيا ومن سلامته واكتماله مما يعتبر من الواجبات المشتركة بين الزوجين من جانب والأطباء والقابلات من جانب آخر والتي لا ينبغي اهمالها بأي حال.
سلامة الجنين
إن سلامة جسم المرأة الحامل قبل الحمل والمحافظة على سلامته اثناء الحمل اساس في ضمان سلامة الجنين وتيسير سبيل ولادته ولا يكون هذا الا بان تكون أجهزة الجسم وعلى رأسها القلب والأوعية الدموية سليمة وقادرة على أداء الدور الحيوي والهام لها تجاه جسم الأم وعملية الحمل ونمو الجنين والمساهمة في اتمام عمليتي المخاض والولادة.
وسنعرض في الحديث حول علاقة الحمل والولادة بالقلب ما يدلل على أهمية هذا العلاقة وسبيل العناية بالأم والجنين في حالة اصابة الأم بأحد أمراض القلب المزمنة والآثار المحتملة على قلب الأم السليم. ولعله ليس من نافلة القول ذكر ان ما سنطرحه المقصود الرئيس منه ايضاح صورة علاقة الحمل بأمراض القلب دون الاستغناء عن مشورة طبيب القلب وطبيب الولادة بصفة مباشرة وألا داعي اطلاقا لانشغال الذهن والتفكير السلبي حولهما من قبل السيدات وخاصة لدى قراءة الأرقام الاحصائية التي استمدت من اهم الأبحاث الطبية العالمية في هذا المجال، فالقراءة المتأنية هي السبيل الوحيد للفهم السليم للمعلومات التي سيتم عرضها بما يثري ثقافتنا الصحية العامة.
وسنبدأ الحديث بعرض التغيرات الطبيعية في جهاز القلب والأوعية الدموية لدى الحامل.
التغيرات الطبيعية لجهاز القلب والأوعية الدموية اثناء الحمل والولادة:
يشهد جهاز القلب والأوعية الدموية مجموعة من التغيرات الوظيفية الطبيعية (الفسيولوجية) تؤدي في نتائجها الى الرفع من كفاءة جسم المرأة الحامل لتحمل العبء الناتج عن حالة الحمل عليها اولا وقدرتها على العناية بالجنين وامداده بالمواد اللازمة لنموه الكامل والسليم ثانيا ورفع كفاءتها الى الذروة في حالتي المخاض والولادة لاتمامها بما يضمن تيسيرها وسلامة الوليد وسلامتها هي ثالثا.
ويلاحظ انها ضمن حسابات دقيقة يتكيف بها الجسم وخاصة القلب خلال كل تلك المرحلة الحساسة من حياة الأم بما سيتم عرضه:
1- كمية دم الأم تبدأ في الزيادة بتأثير هرموني من بداية الشهر الثاني للحمل بنسبة مضطردة وذلك حتى منتصف مدة الحمل، وبعدها تستمر في الزيادة لكن بوتيرة اقل، ما يؤدي في نهاية الحمل الى اضافة تتجاوز النصف عما كان عليه قبل الحمل، فكمية دم المرأة قبل الحمل هي حوالي 5لترات، تصبح ما بين 7- 8لترات مع نهاية فترة الحمل، وتكون الزيادة اعلى لدى الحوامل اللائي سبق لهن الحمل مرات عديدة من قبل، وكذلك اللائي حملهن به أكثر من جنين وتجب هنا ملاحظة ان الزيادة غالبها زيادة في سائل البلازما ذلك السائل الذي تسبح فيه خلايا الدم، مما يقلل من نسبة الدم الحمراء به ويؤدي الى ما يعرف (بفقر الدم اثناء الحمل) والذي يوجب تناول حبوب الحديد للتغلب على آثاره.
2- يزيد القلب في كمية الدم الذي يضخه في الدقيقة الواحدة بنسبة تتجاوز 50% ويبلغ الذروة في هذا مع نهاية الشهر السادس من الحمل نتيجة لزيادة كمية ما يضخه في النبضة الواحدة، وبعد الشهر السادس لا يبقى في مقدوره زيادة كمية الضخ لكل نبضة فيعوض عنه بزيادة عدد النبضات في الدقيقة الأمر الذي يؤدي الى استمرار زيادة كمية ضخ الدم في الدقيقة، والسبب وراء عدم قدرته على ضخ كمية أكبر لكل نبضة في المراحل الاخيرة من الحمل هو التناقص في كمية الدم الوارد الى القلب بفعل ضغط الرحم المتضخم والجنين النامي فيه على أوردة البطن الكبيرة والتي تعيد الدم الى القلب فينشأ لدى بعض الحوامل دوالي - تمدد في الأوردة - في اسفل البطن والساقين كما يلاحظن شيئا من الانتفاخ في القدمين، وتصل الزيادة في نبضات القلب في الثلث الأخير من الحمل ما بين عشرة الى عشرين نبضة في الدقيقة فوق ما كانت عليه قبل ذلك.
3- يبدأ ضغط الدم بالانخفاض التدريجي من بداية الحمل الى أن يصل الى أقوى مستوى له في منتصف الحمل ثم يبدأ بعدها بالارتفاع التدريجي ايضا حتى يصل الى معدله الطبيعي بحلول وقت الولادة.
وتلعب هنا عدة عوامل في نشوء هذه الحالة، فهرمونات الحمل والحرارة المنبعثة من الجنين نتيجة عمليات البناء العضوي فيه اثناء نموه - التي تكون على أشدها في النصف الأول من الحمل - وكذلك انتفاخ الرحم وتمدد أوعيته الدموية - ذات القدرة العالية على استيعاب الدم - كلها عوامل تسهم في نشوء تغيرات ضغط الدم الطبيعية اثناء الحمل، ومما تجدر الاشارة اليه ان حوالي 11% من السيدات الحوامل يصبن بانخفاض ضغط الدم وهبوط معدل النبض حال الاستلقاء على الظهر لمدة طويلة، مما يؤدي الى احساس بالضعف والغثيان والدوخة وربما الاغماء نتيجة لضغط الرحم والجنين على أوردة البطن الكبيرة مما يقلل الدم الوارد الى القلب وبالتالي الدم الصادر الى الدماغ وغيره من أجزاء الجسم الهامة، وغالبا ما تزول هذه الاعراض ويتحسن الضغط والنبض اذا ما استلقت الحامل على أحد جانبيها.
4- تشهد الولادة الطبيعية نتيجة للتوتر الناجم عن القلق والألم والانقباضات المتتابعة للرحم بعض التغيرات الخاصة بها ففي مرحلتي المخاض والولادة تزداد الحاجة الى الأكسجين بما يفوق الثلاث اضعاف مقارنة بالحال قبل الولادة وذلك تلبية لاحتياجات الأم والجنين في هذه المرحلة التي يزيد فيها الجهد البدني والنفسي على كليهما، مما يملي على القلب زيادة ضخمة للدم المحمل بالأكسجين وأفضل ما يكون الحال هنا أن تستلقي الحامل على جنبها قدر المستطاع أطول فترة ممكنة، كما ويزيد ضغط الدم مع كل انقباضة للرحم حال الطلق لأسباب عدة، وينبغي ملاحظة أن هذه التغيرات تتأثر بنوع التخدير المستخدم اثناء الولادة كالابرة التي توضع في الظهر وغيرها، وكما تتأثر بنوع الأدوية المستخدمة لتخفيف الآلام اثنائه.
5- تكون هناك زيادة مؤقتة في كمية الدم الوارد الى القلب مباشرة بعد الولادة نتيجة لعاملين رئيسيين الأول: زوال ضغط الرحم والجنين على أوردة البطن الكبيرة كما تقدم والثاني: تحول كميات الدم من الرحم - نتيجة لانقباضه بعد الولادة - إلى داخل جسم المرأة، فهذه الزيادة تضيف عبئا مؤقوتا على القلب بما يستدعي مزيدا من المراقبة لحالة القلب لدى الأم اثناء فترة ما بعد الولادة مباشرة وخاصة لمن لديهن مرض في القلب.
6- تعود كل هذه التغيرات والتي حصلت أثناء الولادة تدريجيا الى حالها ما قبل الولادة بأوقات متفاوتة فالنبض يعود في خلال ساعة وضغط الدم وكمية ضخ القلب للدم تعود في خلال اربع وعشرين ساعة إلى الحال قبل الولادة.
7- يحتاج جهاز القلب والأوعية الدموية الى فترة تتراوح ما بين ثلاثة الى ستة اشهر بعد الولادة للعودة الى طبيعته قبل الحمل، وزوال كل المتغيرات التي حصلت اثناء، لكن بعضها وخاصة ارتفاع ضغط الدم المصاحب للحمل، وتضخم القلب وضعفه الناتج عن الحمل، وتدهور حالة القلب لدى بعض المصابات بأمراض مزمنة في القلب كلها قد لا تزول ويبقى اثرها مؤثرا على حياة الأم المستقبلية بما سيأتي الحديث عنه.
8- هناك تغيرات طبيعية يلخصها الأطباء تحصل في تخطيط القلب بالنسبة للحامل تؤدي الى اشتباهها ببعض امراض شرايين القلب.. كما يلاحظ من تصوير القلب بالأشعة الصوتية زيادة في حجم حجرات القلب وتوسع في صماماته بما يؤدي الى درجات بسيطة من الارتجاع، كلها طبيعية، غالبها يزول بعد الولادة، وننبه عليها هنا حتى لا تجزع أو تقلق بعض الحوامل اذا ما رصدها الطبيب المعالج وطالب استشارة طبيب القلب حولها كما سيأتي ايضاحه.
التقويم الطبي لجهاز القلب والأوعية الدموية للحوامل:
يتم النظر من قبل طبيب القلب إلى فئتين منفصلتين من الحوامل:
- الفئة الاولى: الحوامل اللائي لديهن أمراض مزمنة في القلب أو الأوعية الدموية سابقة للحمل. وهي فئة من الحوامل تحتاج إلى عناية خاصة يجب أن تبدأ قبل الحمل وذلك بأن تراجع المرأة الراغبة في الحمل - والتي لديها مرض مزمن في القلب أو الأوعية الدموية - طبيب القلب لأخذ المشورة حول مناسبة الحمل لوضعها الصحي ابتداءً، وهنا يتم تقويم حالتها عموماً ودرجة المرض المصابة به خصوصاً وتجري الفحوصات والأشعات والاختبارات اللازمة بما يسهم في اعطاء الرأي الطبي السليم، إذ بعض الحالات لا ينصح فيها بالحمل على الاطلاق وبعضها بتحفظ يحتاج طبيب القلب إلى ايضاحه للزوجين ويترك الخيار لهما، وبعض الحالات قد تستدعي تدخلاً جراحياً قبل الحمل وبعضها يستدعي تغيراً في بعض الأدوية الضارة بالجنين. وتوجد في كثير من المراكز الطبية لدينا عيادة خاصة بمرضى القلب الحوامل يكون فيها طبيب الولادة وطبيب القلب معاً تتم خلالها المتابعة المنتظمة للحمل ولحالة القلب بما يضمن سلامة قلب الأم وسلامة الجنين، ويقرر خلالها موعد وطريقة الولادة المناسبة ويجاب على الاستفسارات من قبل الحامل أو زوجها.
- الفئة الثانية: الحوامل اللائي يشكين من أعراض أو لاحظ طبيب الأسرة والمجتمع أو طبيب النساء والولادة متغيرات يشتبه في كون مصدرها أمراض في القلب. وهذه الفئة كثيرة ذلك أن الحمل بذاته تصاحبه أعراض طبيعية كالاعياء وضيق التنفس والخفقان والتعب السريع من المجهود البدني وحتى الاغماء، وهي في نفس الوقت أعراض لبعض أمراض القلب، ليس هذا فحسب بل هناك اختلافات في تخطيط القلب وتصوير القلب بالأشعة الصوتية واضطرابات في نبضات القلب وأصوات حادثة لدى سماع القلب بسماعة الطبيب كلها وغيرها قد تكون طبيعية وقد تكون مرضية بما يستدعي استشارة طبيب القلب لاعطاء تشخيص دقيق عن حالة القلب والتفريق بين ما هو طبيعي وما هو مرضي من ناحية الأعراض المشكو منها أو الاختلافات التي لوحظت في الفحص السريري أو الفحوصات. وبالرغم من أن الكثيرين منهن يثبت الفحص سلامة قلبهن، بيد أن العناية بهذه الفئة تبقى على درجة عالية من الأهمية وينبغي الاهتمام بها إذ أن كثيراً من مرضى القلب يتم اكتشاف مرضهم بمحض الصدفة وبدون أي شكوى سابقة. وعلى طبيب القلب حينها تطمين الحامل إذا كان القلب سليماً، وبدء العناية وترتيب برنامج للمتابعة إذا ما وجد مرض في القلب بما يحمي الحامل والجنين.
وتجدر الاشارة إلى أن فحوصات القلب عموماً آمنة على الأم الحامل وعلى الجنين. فتخطيط القلب، ورصد نبضات القلب لمدة 24ساعة أو ما يسمى بجهاز الهولتر، والأشعة الصوتية للقلب عبر الجلد أو بالمنظار عبر المريء كلها آمنة، وحتى أشعة الصدر السينية وقسطرة القلب ممكنة إذا ما أجريت بعد الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل وروعي فيها التقليل من كمية الأشعة وتمت حماية الجنين بوضع غطاء واقٍ من الأشعة حول بطن المرأة الحامل. أما اختبار الجهد للقلب فإنه يحتاج إلى ضوابط كثيرة في اجرائه، والأولى ان لا يجري إلا حال الضرورة التي يقررها طبيب القلب وطبيب الولادة معاً.
الولادة الطبيعية أم الولادة بالعملية القيصيرية؟..
- الولادة الطبيعية هي الأصل، وهي التي ينصح بها بشكل عام للحوامل وحتى اللائي لديهن اصابة مزمنة بالقلب أو الأوعية الدموية، إلا في حالات قليلة وقليلة جداً، كمن يجيئها المخاض وهي تتناول حبوب الورافرين التي تمنع تخثر الدم وحالات الشرخ في الشريان الأبهر أو توسع جذر الشريان الأبهر في "متلازمة مارفان". كما لا يضطر إلى الولادة المبكرة إلا في حالات قليلة أيضاً.
كل هذا مع تيسر المخاض والولادة، أما في حالة طول أمد الولادة أو تعسرها مما يؤدي إلى اجهاد قلب الأم أو نشوء اضطرابات في النبضات أو حالات ضيق الصمامات، فقد يساهم الاسراع بالولادة الطبيعية بالطرق المتبعة لدى أطباء التوليد في مزيد من الراحة والسلام للأم وللجنين معاً.
كما أن العناية بآلام الولادة بواسطة طبيب التخدير شيء ذو ضرورة إذ بعض وسائل التخدير كالابرة في الظهر تساعد كثيراً في التقليل من بعض التغيرات الطبيعية في جهاز القلب والأوعية الدموية بما يريح القلب والصمامات ولذلك ينصح بها في كثير من الأحيان. ونؤكد هنا على أهمية تعاون الحامل وزوجها مع قرارات أطباء الولادة وأطباء القلب حال نصيحتهم بما يساهم في تأمين سلامة الأم وسلامة الجنين.
ا
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
أشكرك على هذا الموضوع الجميل
__________________________________________________ __________
ألف شكر حبيبتي على الموضوع
طرح مهم ومفيد
بارك الله فيك
يقيم
__________________________________________________ __________
مشكورة حبيبتي موضوع مهم
__________________________________________________ __________
يعطيكي العافية
__________________________________________________ __________
موضوووع رائع وجدا مهم جزاك الله خير
والله يهون علينا جمييييييييييييع