ضاقت بك الدنيا وتغلقت عليك الأبواب , أنتهت منك الحلول ورُميت الى غلبه العجز وقلق الحيره
ويأس الحياه خاب ظنك وتوقفت آمالك ووجدت نفسك بين ظلمه الظلم , ونورالرجاء , وترقب النجاه
خذلك الناصحون وتركك الأقربون , وأصبحت وحيداً تتنتظر نصرا أو فرجاً قريبا ..
هذه الخاطره موجهه اليك ..
قال تعالى "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا " الشرح آيه 5-6
وقال تعالى "وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ "
الشورى 28
و قال تعالى "سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا " الطلاق آيه 7
مهما ضاقت بك السُبل , أو أشتد عليك الأبتلاء فإنما هي علامه قرب الفرج والعون من الله .. فإن الله
عزوجل لم يخلق عسراً إلا وخلق معه اليسر وكلما زاد الأذى كلما أيقنت بأن النهايه أوشكت قريبه و
أن الله قد أذن بقرب اليسر ومعه الفرح والسرور .. ففي روايه لأبن مسعود موقوفا بلفظ " لو كان
العسر في جحر ضب لتبعه اليسر حتى يستخرجه لن يغلب عسر يسرين "
قد يصل الشعور بالحزن والوهن إلى أقصاه وعندها يدخل الشيطان من باب اليأس و الاستسلام .. لكن
لا والله , على المؤمن بوجود الله وقدرته ألا يستسلم وإلا كيف له أن يهون على نفسه عندما يشتد به
البلاء وما رجاءه إلا قرب انفراجه ويسره بعد عسره , واحتساب أجره عند المولى.
دع المقادير تمشي في أزمتها **** ولا تبيتن إلا خالي البال
ما بين طرفه عين وأنتباهتها **** يغير الله من حال الى حال
أيها المنكوب .. يامن تأمل في النصر و تنتظر النجاه .. لا تركن الى مخلوق مثلك وترجوا عونه لك ,
ويكفيك أن ترفع رجاءك الى خالقك وحده .. وإليكم هذه القصه المؤثره والجميله أحببت مشاركتكم بها
لما تحمله من عظمه رحمه الله و تفريجه عن كرب عبده من حيث لا يدري ولا يحتسب ..
" يروى أن سلطان صقليه أرق ( فارقه النوم ) ذات ليله ومنع النوم , فأرسل إلى قائد البحر وقال له :
أرسل الآن مركباً إلى أفريقيه يأتوني بأخبارها . فعمد القائد إلى مقدم مركب وأرسله فلما أصبحوا إذا
بالمركب في موضعه كأنه لم يبرح !, فقال السلطان لقائد البحر: أليس قد فعلت ما أمرتك ؟ , قال : نعم
قد امتثلت أمرك , وأرسلت مركباً فرجع بعد ساعه , وسيحدثك مقدم المركب . فأمر به وجاء المقدم
ومعه رجل فقال له السلطان : ما منعك أن تذهب حيث أمرت ؟ قال :ذهبت بالمركب , فبينما أنا في
جوف الليل , والرجال يجدفون إذا بصوت يقول :" يا الله , يا غياث المستغيثين " يكررها مراراً , فلما
أستقر صوته في أسماعنا ناديناه مراراً : لبيك لبيك , وهو ينادي :" يا الله يا غياث المستغيثين " , فجدفنا
بالمركب نحو الصوت فلقينا هذا الرجل غريقاً في آخر رمق من الحياه فطلعنا به المركب وسألناه عن
حاله , فقال : كنا مقلعين من أفريقيه فغرقت سفيتنا منذ أيام وأشرفتُ على الموت , وما زلتُ أصيح
حتى أتاني الغوث من ناحيتكم , فسبحان من أسهر سلطاناً وأرقه في قصره لغريق في البحر حتى
أستخرجه من تلك الظلمات الثلاث : ظلمه الليل , وظلمه البحر , وظلمه الوحده , فسبحانه لا إله غيره
ولا معبود سواه " ..
الحق أنه لا تعليق لدي أكثر على هذه القصه إلا أنها تأتي على القلب المفزوع والموجوع فتضع عليه
بلسما من الرجاء في رحمه الله ونصره وسرعه تفريجه عن المنكوبين والمظلومين واليائسين ..