عنوان الموضوع : تفسير سورة الصافات في الاسلام
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
تفسير سورة الصافات
تفسير سورة الصافات
بسم الله الرحمن الرحيمالآيات 1 ـ 5
(وَالصَّافَّاتِ صَفًّا * فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا * فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا * إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ * ربُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ)
يقسم الله بعرض لصفوف من الملائكة مختلفة الوظائف وقدرته فى خلقهم بأن من خلق هو الله الواحد الذى خلق السموات والأرض وما بينهما وما فيهن وأنه هو الذى خلق المشارق والمغارب بسبب دوران الأرض حول الشمس
وهذا من الإعجاز العلمى فى القرآن يثبت حركة الأرض حول الشمس فتتكون مشارق على كل بلد تشرق عليه الشمس وتتكون مغارب على كل بلد تغرب من عليه الشمس بسبب الدوران حول المحور
وقيل تفسيرات أخرى فى معنى الزاجرات : أنها ما زجر الله عنه فى القرآن
التاليات : الملائكة تتلوا القرآن من عند الله للناس
الآيات 6 ـ 10
(إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ * وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ * لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإِ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ *دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ *إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ )
يخبر سبحانه وتعالى عن قدرته فى أنه زين السماء الدنيا بالكواكب والنجوم والأقمار تضئ لأهل الأرض وحفظها من الشياطين المتمردة ( مارد ) التى كانت تصعد لتتسمع إلى القلم وهو يكتب الأقدار وينقلون الخبر لأوليائهم من الكهنة ولكى لا يصلوا إلى السموات العلا والملائكة ( الملأ الأعلى ) فجعل فيها الشهب التى يقذف بها الشياطين فتحرقهم من كل جانب من السماء
ويرجمون ويمنعون ( دحورا ) ولهم فى الآخرة العذاب الموجع ( واصب )
ومن خطف الخبر وحاول الهرب يتبعه الشهاب ليحرقه .
الآيات 11 ـ 19
(فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَم مَّنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّن طِينٍ لّازِبٍ *بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ *وَإِذَا ذُكِّرُوا لا يَذْكُرُونَ *وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ *وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ *أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ *أَوَآبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ *قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ * فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ )
اسأل يا محمد هؤلاءالمكذبون من أشد خلقا السموات والأرض والملائكة والشياطين أم خلقهم هم ، الذين خلقتهم من الطين اللزج الذى يتماسك ببعضه ؟
وإذا كان كذلك فلم ينكرون البعث ؟
أنت يا محمد تعجب من أمرهم وإنكارهم وهم يسخرون مما تقول
ويصرون على عدم التصديق
وكلما رأوا دلائل على صحة ذلك يستهزئون
ويقولون إن هذا سحر واضح
ويتعجبون هل بعد أن نموت وتتفرق أجزائنا نحن وآبائنا يعيدنا الله مرة ثانية ؟
قل لهم نعم يعيدكم وأنتم عندئذ حقيرون تحت قدرة الله وعظمته
فما هى إلا دعوة واحدة من الله فتصحون وتخرجون وتأتون من فوركم إلى الله عز وجل تنظرون أهوال القيامة .
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
الآيات 20 ـ 26
(وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ *هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ *احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ *مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ *وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ *مَا لَكُمْ لا تَنَاصَرُونَ *بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ )
ويوم القيامة يجد الكفار الخوف والحسرة ويقولون هذا يوم القيامة يا ويلنا
فتقول لهم الملائكة إنه يوم القيامة الذى كذبتم به
فيأمر الله الملائكة بأن يجمعوا الكفار وأمثالهم وما عبدوا فى الدنيا ويلقونهم فى نار الجحيم
( أزواجهم ) : أمثالهم
( قفوهم ) : احبسوهم وأوقفوهم حتى يسألون عما فعلوا
ويقال لهم ماذا حدث كيف لا تتناصرون كما زعمتم ؟
إنهم اليوم منقادون لله ولا يحيدون عن أمره
1. الآيات 27 ـ 37
(وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ *قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ *قَالُوا بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ *وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ *فحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ *فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ *فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ *إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ *إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ *وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ *بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ )
ويوم القيامة يقبل الكافرون على بعضهم ويتسآءلون ويتعاتبون ويلقى اللوم بعضهم على بعض
يقول الضعفاء لساداتهم الذين قادوهم فى الدنيا للكفر ، أنتم الذين أشرتم علينا بذلك
فيقول ساداتهم لا بل أنتم كنتم غير مؤمنين
ولم يكن لنا عليكم من سطوة وإجبار لهذا الشرك منكم ، إنكم كنتم خارجين عن الحد
لقد حكم الله علينا ونحن مثلكم فى العذاب
إذا كنا أغويناكم فنحن أيضا مثلكم فى الغواية
وهم يوم القيامة حينئذ مشتركون فى العذاب
وهكذا يكون حال المجرمين يوم القيامة من العذاب
فهم يستحقونه لأنهم كانوا إذا قيل لهم قولوا لا إله إلا الله يتكبرون ويكذبون
ويقولون لا يحق لنا أن نترك آلهتنا ونسير خلف شاعر مجنون ـــ يقصدون محمد صلى الله عليه وسلم
لا إنه ليس بشاعر ولا مجنون ولكنه رسول الله حقا وجاء بالحق كما جاء المرسلون من قبله .
__________________________________________________ __________
الآيات 38 ـ 49
(إِنَّكُمْ لَذَائِقُوا الْعَذَابِ الأَلِيمِ *وَمَا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ *إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ *أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ *فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ *فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ *عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ *يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ *بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ *لا فِيهَا غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ *وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ *كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ )
إنكم أيها المشركون ستذوقون العذاب المؤلم بسبب ما فعلتم
ولكن عباد الله الذين أخلصوا العبادة لله لهم الجنة ( رزق معلوم )
يكرمون فيها بكل الطرق المختلفة المتنوعة ( فواكه )
ينظرون إلى بعضهم البعض على سرر متكئين
ويمر عليهم ولدان بكئوس من خمر لذيذ طعمها طيب ولونها طيب تختلف عن خمر الدنيا
( لا غول ) غير متعبة للبطن
و ( عنها ينزفون ) لا تذهب عقولهم
وعندهم الزوجات ( قاصرات الطرف ) عيونهم قاصرة عن النظر لغيرهم عفيفات
توصف جمالهن بأنهن كالبيض المحفوظ عن اللمس كاللؤلؤ .
الآيات 50 ـ 61
(فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ *يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ *أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ *قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ *فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ *قالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ *وَلَوْلا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ *أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ *إِلاَّ مَوْتَتَنَا الأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ *إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ )
وهنا يخبر الله عز وجل عن تساؤلات أهل الجنة
فيسألون عن أحوالهم وما كانوا عليه فى الدنيا وهم يتسامرون على سررهم يحكون
يقول أحدهم لقد كان لى شيطان ( أو قيل القرين السيئ من الإنس ) يوسوس لى ويقول أنت تصدق ما يقوله محمد هل بعد أن نموت ونصير ترابا وعظاما نعود ثانية للحياة ونحاسب على أعمالنا ؟
( مدينون ) : محاسبون
هل رأيتم إنه هذا الكافر أصبح الآن فى وسط الجحيم بتكذيبه وينظرون فيجدونه فى النار
( قال تالله إن كدت لتردين ) : فبيول المؤمن للكافر والله لقد كدت أن تهلكنى معك لو أطعتك
ولولا فضل الله علىّ لكنت من المحضرين معك فى العذاب
ثم يقول فرحا : لسنا بميتين ثانية ولن نعذب ثانية والله لقد فزنا بالجنة فوزا عظيما
ثم يقول أهل الجنة : لمثل هذا النعيم حق أن يعمل من أراد خيرا من أهل الدنيا
__________________________________________________ __________
الآيات 62 ـ 70
( أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ *إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ *إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ *طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ *فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ *ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ * ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإِلَى الْجَحِيمِ * إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ * فَهُمْ عَلَى آثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ )
يقول الله تعالى حال المؤمنين هذا أفضل أم حال الكفار الذين هم فى الجحيم يأكلون من شجر الزقوم التى تنبت من أصل الجحيم
وهى فتنة للناس فمنهم من يصدق بها ومنهم من يكذب ويقولون كيف أن شجر ينبت فى النار ألم تأكله النيران
وهذه الشجرة طلعها ( عضو الذكورة فى النبات ) شكله مثل رؤوس الشياطين بشع المنظر
إنهم سيأكلون منها ويملؤن بطونهم بسوء طعمها وسوء ريحها
ثم يشربون عليها مزجا من الحميم وهو الصديد والزيت المغلى الذى يسيل أمعاءهم
ثم بعد نعيمهم فى الدنيا يرجعون إلى هذا الجحيم والعذاب
هذا نتيجة أنهم اتبعوا آباءهم فى الضلال وجروا على طريقتهم
الآيات 71 ـ 74
(وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الأَوَّلِينَ *وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِم مُّنذِرِينَ *فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ *إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ )
لقد ضل كثيرا من الأمم السابقة بنفس هذه الطريقة
وقد أرسلنا فغيهم النبيين والرسل
ولكن دمر الله المكذبين ونجى الرسل ومن اتبعوهم ممن أخلصوا العبادة لله .
الآيات 75 ـ 82
(وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ *وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ *وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ *وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ *سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ *إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ *إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ *ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ )
ولما قال الحق أن هناك أمم سابقة ضلوا فأخذهم العذاب ، بدأ يعرض بعضا منهم :
هذا نوح عليه السلام وجد التكذيب والأذى من قومه 950 سنة ، فنادى ربه
يقول أنى مغلوب فانتصر لدينك وللمؤمنين ، ونعم المجيبون هو الله
نجاه الله وأهله معه من الضيق والكرب ودمر الخلق جميعا وأبقى أهل نوح الذين آمنوا معه
وأصبح ذرية نوح هى الناس جميعا الباقية
( تركنا عليه فى الآخرين ) : أصبح الثناء والحديث الحسن بين الآخرين من الناس لنوح وذريته
وهذا هو الثناء الحسن على نوح ( سلام من ربه ) بين الأمم كلها إلى يوم القيامة
وهذا هو الجزاء لمن أحسن وآمن وعمل صالحا
فهو عبد الله المؤمن
وأغرق الله الكفار جميعا ولم يبق أحد منهم
__________________________________________________ __________
الآيات 83 ـ 87
( وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ *إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ *إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ *أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ * فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ )
ومن أهل دين وسنة نوح كان إبراهيم
لقى الله بقلبه السليم من الشرك على كلمة التوحيد
ينكر على أبيه وقومه عبادة الأصنام
يقول لهم ماذا تعبدون من دون الله هل تريدون باطلا غير الله؟
ما ظنكم أن الله فاعل بكم وأنتم تعبدون غيره ؟
الآيات 88 ـ 98
( فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ *فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ *فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ *فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلا تَأْكُلُونَ *مَا لَكُمْ لا تَنطِقُونَ *فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ *فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ *قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ *وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ * قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ * فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَسْفَلِينَ )
وتوضح الآيات فى القرآن الكريم أن إبراهيم عليه السلام فكر وتدبر بالفطرة على أن للكون خالق مدبر
نهى قومه عن عبادة الأصنام ، ولكن أباه رفض أن يعقل
وعظ أهل بابل وكسر أصنامهم ، ووعظ أهل حران وراجعهم عن عبادة الكواكب
ماذا فعل بالأصنام ..؟كان لهم عيد يخرجون للإحتفال به خارج البلاد
طلب آزار من ابنه إبراهيم الخروج معه ،
فتعلل إبراهيم وقال أنه مريض ( سقيم )
تركه آزار وعمد إبراهيم إلى الأصنام التى كانوا قد وضعوا أمامها الطعام والشراب وأخذ يوبخهم أنهم لا يأكلون ولا يشربون ، لماذا لا تتكلمون ؟
وأخذ القدوم وصار يضرب أعناقها ويكسرها وترك الكبير منها وعلق فى رقبته القدوم
عاد القوم ورأوا ما كان عليه من حال الأصنام وسألوا إبراهيم
فقال إنه كبيرهم فاسألوه .... وكيف تعبدون ما لا ينطقون وتتركون عبادة الله الذى خلقكم وخلقهم ؟
ففكروا لحظة فوجدوا أنهم مخطئون فى زعمهم أنهم آلهة
ولكن الكبر والعتو عاد لنفوسهم وأمروا بمعاقبة إبراهيم
__________________________________________________ __________
كيف عاقبوه ...؟
جمعوا الحطب وأوقدوه فى حفرة كبيرة حتى أن المرأة إذا مرضت تنذر إذا عوفيت أن تحمل الحطب
لتوقد به حريق إبراهيم وذلك لمدة كبيرة من الزمن ، حتى تأججت
ثم وضعوا إبراهيم فى كفة منجنيق ( مثل كفة الميزان ) صنعها رجل من الأكراد يسمى هزن
( وهو أول من صنع المجانيق ـ آلات حربية ـ فخسف الله به الأرض )
كتفوا إبراهيم وهو يقول " لا إله إلا أنت سبحانك لك الحمد ولك الملك لا شريك لك "
وعندما ألقوا به فى النار قال : " حسبنا الله ونعم الوكيل "
قال محمد صلى الله عليه وسلم :" لما ألقى إبراهيم فى النار قال : اللهم ‘نك فى السماء واحد وأنا فى الأرض واحد أعبدك "
ظهر جبريل لإبراهيم يعرض له المساعدة ، وعرض له ملك المطر العون ،
ولكن الله كان أسرع منهم إجابة فقال : ( يا نار كونى بردا وسلاما على إبراهيم )
وعاش أربعين يوما لا يشعر بحر النار وفى روضة خضراء لا تمسه النار
ونصره الله عليهم