عنوان الموضوع : تفسير سورة الروم -اسلاميات
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
تفسير سورة الروم
تفسير سورة الروم
بسم الله الرحمن الرحيم
الآيات 1 ـ 7
( الم * غلبت الروم * فى أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون * فى بضع سنين ، لله الأمر من قبل ومن بعد ، ويومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله ، ينصر من يشاء ، وهو العزيز الرحيم * وعد الله ، لايخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون * يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون )
الم : الحروف فى بداية السورة كما أوضحنا من قبل
هذه الآيات نزلت عندما غلب سابورملك الفرس على بلاد الشام والروم ثم غلبه هرقل ملك الروم وحاصره فى القسطنتينية وعادت لهرقل الدولة
غلبت الروم * فى أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون * فى بضع سنين ، لله الأمر من قبل ومن بعد ، ويومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله ، ينصر من يشاء ، وهو العزيز الرحيم : كان المشركون يحبون أن تتغلب فارس على الروم لأنهم كانوا يعبدون الأوثان مثلهم
وكان المسلمون يحبون أن تغلب الروم لأنهم أهل كتاب ورسالة
فذكر ذلك لأبى بكر وذكره لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " أما إنهم سيغلبون "
يقصد غلبة الروم
فذكر أبو بكر ذلك لهم فقالوا : اجعل بيننا وبينك أجلا ، فإن ظهرنا ( أى غلبت فارس ) كان لنا كذا وكذا ، وإن ظهرتم كان لكم كذا وكذا
فجعل أجلا خمس سنين فلم يظهروا
فذكر ذلك أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " ألا جعلتها إلى دون العشر "
ثم غلبت الروم بعد ذلك .. ونزلت الآية لتؤكد غلبة الروم بالرغم من قهر الفرس لهم .
لله الأمر من قبل ومن بعد ، ويومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله ، ينصر من يشاء ، وهو العزيز الرحيم :
فالروم من سلالة العيص بن اسحاق بن إبراهيم أخ يعقوب عليهم السلام جميعا ، ويقال لهم بنو الأصفر
والأمر كله بيد الله من قبل ذلك ومن بعده ، ويخبر الله بفرحة المؤمنين بانتصار الروم على الفرس
والله عزيزقو ى الجانب لا يقهر ، رحيم بعباده المؤمنين .
وعد الله ، لايخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون : وهذا خبر حق نخبرك به يا محمد عن مابين الفرس والروم لا يخلف وهو وعد الله بنصر المؤمنين على الكفار
ولكن كثير من الناس لا يعلمون حكم الله وأفعاله مع عباده .
وأكثر الناس يعلمون ما يظهر لهم فى الدنيا فقط ولا يعلمون عن الآخرة غافلين عما ينفعهم فيها .
الآيات 8 ـ 10
( أولم يتفكروا فى أنفسهم ، ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى ، وإن كثيرا من الناس بلقائ ربهم لكافرون * أولم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ، كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها وجاءتهم رسلهم بالبينات ، فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون * ثم كان عاقبة الذين أساؤا السوأى أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزئون )
يجب على الناس أن يتفكروا ويتأملوا فى خلق السموات والأرض وما بينهما وفى خلق أنفسهم ليعلموا أن الله هو الخالق ويتعرفوا على قدرته
لقد خلقهم الله بالحق وليس باطلا وعبثا
وهذا الخلق يستمر لوقت محدد وهو يوم القيامة
ولكن كثير من الناس لا يتفكرون فيكفرون قدرة الله تعالى
( يكفر تعنى يغطى وينكر )
ألم يروا ويسمعوا عن الأمم التى سبقتهم كيف أن الله دمرهم بسبب كفرهم بالرغم من أنهم كانوا أشد قوة وأكثر حضارة وتمكن من الأرض ولكن عندما جاءتهم الرسل بالآيات والمعجزات من الله فكذبوهم فدمر الله عليهم
ولم يظلمهم الله ولكن ظلموا أنفسهم بسبب عنادهم
وكان عاقبتهم السوء بما كذبوا وفعلوا السوء
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
الآيات 11 ـ 16
( الله يبدأ الخلق ثم يعيده ثم إليه ترجعون * ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون * ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء وكانوا بشركائهم كافرين * ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون * فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم فى روضة يحبرون * وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك فى العذاب محضرون )
الله كما بدأ الخلق فهو قادر على أن يعيده ويوم القيامة يرجع الناس إلى الله ليحاسبهم على أعمالهم .
ويوم القيامة ييأس المجرمون ويفتضحون .
ولم تشفع لهم الآلهة التى عبدوها من دون الله ، وكفروا بهم وخانوهم عند احتياجهم لهم .
ويوم القيامة يتفرق الناس فرقة لا بعدها اجتماع
أما المؤمنون فهم يتنعمون فى الجنة .
و الكافرون فى أسفل سافلين فى النار .
الآيات 17 ـ 19
( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون * وله الحمد فى السموات والأرض وعشيا وحين تظهرون * يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى ويحى الأرض بعد موتها ، وكذلك تخرجون )
يرشد الله عباده لضرورة تسبيحه وتحميده فى كل الأوقات فى الصباح والمساء وفى العشية ووقت الظهيرة وتعاقب ذلك وفى كل الأماكن فى السموات أو فى الأرض فيسبح نفسه تعالى ليعلم عباده
فالله جدير بهذا التحميد والتسبيح لأنه يولد الأحياء من الميت ويخرج الميت من الحى ، كمثل إخراج الدجاجة من البيض وتنتج البيض من الدجاجة ، ويخرج النبات من الحب ويخرج الحب من النبات ، ويخلق الإنسان الحى من نطفة ، ويخرج المؤمن من الكافر والكافر من أب مؤمن (وهذا معنى الحى من الميت ـ والميت من الحى )
والله قادر على إحياء الأرض الجدباء ويخرج منها النبات والماء ، وهذه هى طريقة إحياءه للموتى يوم القيامة .
الآيات 20 ، 21
( ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون * ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة ، إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون )
ومن الدلائل التى تدل على عظمة الله وقدرته أن خلق الإنسان من تراب بلله بالماء فصار طينا وجف فأصبح صلصالا ثم نفخ فيه الروح التى خلقها وبعد ذلك جعل التناسل من الماء المهين ليكون نطفة وعلقة ومضغة ثم عظاما ولحما ثم ينفخ فيه الروح وبالتناسل يكثر البشر وينتشرون فى الأرض .
وكذلك من آيات عظمة الله وقدرته أن خلق من جنس البشر الإناث لتكون أزواجا للرجال يأنسوا لهن ولم يجعل الإناث من جنس آخر ولكن جاء الإئتناس لأنهم من نفس النوع وجعل بين الرجل والمرأة مودة وهى المحبة لها ورحمة وهى الرأفة بها .
وهذا كله من قدرة الله وآياته لو تدبرها أصحاب العقول لاستدلوا على عظمته .
__________________________________________________ __________
الآيات 22 ، 23
( ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم ، إن فى ذلك لآيات للعالمين * ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله ، إن فى ذلك لآيات لقوم يسمعون )
وكذلك من الدلائل على قدرة الله وعظمته خلق السموات والأرض
واختلاف ألسنة العرب واختلاف اللغات واختلاف الألوان مع تشابه الخلق فى وجود العينين والفم والحاجبان والأنف
وهذا دلائل للناس
ومن آياته أيضا خاصية النوم الذى تحصل معه الراحة وتجديد النشاط وذهاب التعب بسبب السعى فى النهار
وهذا دليل لمن يعى ويفهم ويسمع .
الآيات 24 ، 25
( ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء مآء فيحى به الأرض بعد موتها ، إن فى ذلك لآيات لقوم يعقلون * ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ، ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون )
ومما يدل على عظمة الله البرق
مرة تخشونه من إزعاجه وصواعقه الضارة ، ومرة تستبشرون به وبما يأت بعده من مطر الذى هو أساس الحياة
فينزل المطر الذى يحى الأرض الجدباء وينبت الزرع
وهذه آيات لمن كان لديه عقل ليتدبر ويعى .
وأيضا من قدرات الخالق هذه السموات والأرض الثابتة بأمره تعالى ، ثم إذا كانت القيامة تتبدل الأرض غير الأرض والسموات غير السموات وتخرج الأموات من قبورها أحياء بأمر من الله عز وجل ودعوته .
الآيات 26 ، 27
( وله من فى السموات والأرض ، كلٌ له قانتون * وهو الذى يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه ، وله المثل الأعلى فى السموات والأرض ، وهو العزيز الحكيم )
والله يملك جميع المخلوقات فى السموات وفى الأرض كلهم عبيده خاضعون خاشعون لخ سبحانه .
وهو الذى بدأ الخلق وأسهل عليه إعادته .
وله المثل الأعلى فى السموات والأرض : ليس كمثله شئ فى الأرض ولا فى السماء ولا إله إلا هو .
وهو العزيز القوى الذى لا يقهر الحكيم فى أقواله وأفعاله .
الآيات 28 ، 29
( ضرب لكم مثلا من أنفسكم،هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء فى ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم ، كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون * بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم ، فمن يهدى من أضل الله وما لهم من ناصرين )
ضرب لكم مثلا من أنفسكم: هذا مثل ضربه لكم الله منكم أيها المشركين العابدين غيره معه وجاعلين له شركاء
هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء : هل يريد أحد منكم أن يكون عبده شريك له فى ماله ويكون هو وعبده فى هذا المال شركاء على السواء ؟
تخافونهم كخيفتكم أنفسكم : تخافون أن يقاسموكم أموالكم
كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون : وهكذا نوضح لكم الأمور لمن كان له عقل يتفهم
بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم : ولكن الظالمين المكذبين يتبعون أهواءهم فيما يعبدون بغير علم
فمن يهدى من أضل الله وما لهم من ناصرين : ولكن لا أحد يهدىمن كتب له الله الضلالة ولا مجير لهم من عذاب الله .
__________________________________________________ __________
الآيات 30 ـ 32
( فأقم وجهك للدين حنيفا ، فطرت الله التى فطر الناس عليها ، لا تبديل لخلق الله ، ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون * منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين * من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا ، كل حزب بما لديهم فرحون )
يقول الله تعالى :
فأقم وجهك للدين حنيفا : فاجعل هدفك هو الإستمرار على الدين الذى شرعه الله على ملة إبراهيم التى هداك لها الله
فطرت الله التى فطر الناس عليها : وقد فطر الله الخلق عليها وهى معرفته وتوحيده
لا تبديل لخلق الله : فلا تغيروا ما فطركم الله عليه
ذلك الدين القيم : فهذا هو الدين السليم على الطريق المستقيم
ولكن أكثر الناس لا يعلمون : وكثير من الناس لا يعرفونه ولهذا هم عنه معرضون
منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين : التزموا بهذا الدين وارجعوا إلى الله وخافوه وأطيعوا الله بالصلاة ولا تشركوا فى عبادته أحد ووحدوه فى العبادة
من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا : ولا تكونوا من المشركين الذين تفرقوا فى دينهم وكانوا أحزابا
كل حزب بما لديهم فرحون : كل فرقة تظن أنها على الحق
وقد تفرقت الأمة إلى ثلاث وسبعون شعبة كلها فى النار إلا أهل الكتاب والسنة كما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم
الآيات 33 ـ 37
( وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون * ليكفروا بما آتيناهم ، فتمتعوا فسوف تعلمون * أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون * وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها ، وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون * أولم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ، إن فى ذلك لآيات لقوم يؤمنون )
وهذا حال الناس إذا كانوا فى ضرر واضطرار فإنهم يدعون الله وحده لا شريك معه وإذا أنعم عليهم فإنهم يجعلون معه شركاء ويعبدون ويطيعون غيره
ليكفروا بما آتيناهم ، فتمتعوا فسوف تعلمون : تكفرون بالقرآن وبالرسل وما جاء معهم ، هذا يمتعكم ، إذن تمتعوا فسوف تلقون العقاب والعذاب
أم أنزلنا عليهم سلطانا فهو يتكلم بما كانوا به يشركون : فهلأنزلنا لكم حجة تنطق بما زعمتم من شرك بالله ؟ ... وهذا استفهام للتهكم مما يقول المشركون
وإذا أذقنا الناس رحمة فرحوا بها ، وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون : وينكر الله على الناس ما يفعلونه ، فهم إذا أصابتهم سراء فرحوا بها وتفاخروا على غيرهم ، وإذا أصابته ضراء يئس من أن يخرج منها أو تتبدل بخير . أولم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر : فالله هو المتصرف فى عباده بحكمته وعلمه وعدله فيوسع على قوم ويضيق على آخرين لحكمته .
وهذه آيات الله للمؤمنين .
__________________________________________________ __________
الآيات 38 ـ 40
( فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ، ذلك خير للذين يريدون وجه الله ، وأولئك هم المفلحون * وما آتيتم من ربا ليربوا فى أموال الناس فلا يربوا عند الله ، وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون * الله الذى خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم ، هل من شركائكم من يفعل من ذالكم من شئ ، سبحانه وتعالى عما يشركون )
حق الأقرباء صلة وبر ، والمسكين هو الذى لا مال له لينفق أو ماله لا يكفيه ، وابن السبيل هو المسافر الذى يحتاج نفقة تعينه على سفره ، ويأمر الله بإعطائهم وذلك حق لهم على الميسر ماله ، والنفقة عليهم واجب على من خاف الله وأراد أن ينظر إليه يوم القيامة ، وهم المفلحون فى الدنيا والآخرة .
ولكن من أعطى ليرد عليه أكثر مما أعطى فهذا هو الربا فلا ثواب له عند الله حتى ولو كان بصفة الهدية فلا ثواب عليه .
( مثال ذلك نجده وخاصة فى بلاد الأرياف ، يعطى الشخص فى المناسبات ويرجى أن يرد له وأكثر منه عند ظروف مشابهة لمن أعطى تحت اسم نقوط )
وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون : ولكن يضاعف الله الثواب لمن تزكى وأعطى وتصدق ولو بشق تمرة عن طيب نفس .
فالله هو الخالق وهو الذى رزق الناس المال واللباس والأملاك والمكاسب من بعد أن خلق الإنسان عاريا من بطن أمه لا مال ولا ملبس ولا علم ولا سمع ولا بصر .
وهو سبحانه يميت الإنسان ثم يحييه يوم القيامة ليحاسبه على أفعاله
يا أيها المشركون هل شركاءكم يفعلون ذلك ؟ ... وهذا للتوبيخ .
فسبحان الله تنزه وتقدست أسماؤه عن أن يكون له شريك .
الآيات 41 ، 42
( ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس ليذيقهم بعض الذى عملوا لعلهم يرجعون * قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل ، كان أكثرهم مشركين )
فسد البر بانقطاع المطر ونقص الزروع وفسد البحر وما به من دواب وجزائر
بسبب ذنوب الناس ومعاصيهم ، وهذا النقص فى الخيرات إبتلاء من الله للناس ومجازاة على ما فعلوا ، لعلهم يرجعون عن المعاصى
قل لهم يا محمد انظروا ما أصاب الأقوام من قبلكم بسبب كفرهم وعنادهم وكان منهم الكثيرين مشركين .
الآيات 43 ـ 45
( فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتى يوم لا مرد له من الله ، يومئذ يصدعون * من كفر فعليه كفره ، ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون * ليجزى الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله ، إنه لا يحب الكافرين )
استقيموا أيها الناس على الطريق المستقيم من قبل أن يأت يوم القيامة الذى لا مرد له حيث يتفرق الناس ( يصدعون ) فريق فى الجنة وفريق فى السعير .
ومن كفر بالله ورسله ويوم القيامة فسوف يجازى على كفره ومن آمن وعمل صالحا يجازيهم الله بالحسنات فضلا منه ويرحمهم والحسنة بعشر أمثالها ويزيد لمن يشاء إلى سبعمائة ضعف
والله لا يحب الكافرين .
__________________________________________________ __________
الآيات 46 ـ 47
( ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجرى الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون * ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا ، وكان حقا علينا نصر المؤمنين )
ومن نعم الله على عباده أن يرسل الرياح لتبشر بمجئ المطر الذى يحى الأرض بعد موتها وينبت الزروع لينعم الله من فضله على الناس وليجرى السفن للتجارة والمعيشة والتنقل بين الأقطار
فاشكروا الله على فضله ونعمه الظاهرة والباطنة التى لا تحصى .
ويهون الله على رسوله صلى الله عليه وسلم فيقول له : لقد أرسلنا إلى الأمم رسل كما أرسلناك ولما كفروا دمرنا الظالمين ونجينا المؤمنين ونصرناهم .
الآيات 48 ـ 51
( الله الذى يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه فى السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله ، فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون * وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين * فانظر إلى آثار رحمت الله كيف يحى الأرض بعد موتها ، إن ذلك لمحى الموتى ، وهو على كل شئ قدير* ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا لظلوا من بعده يكفرون )
يوضح الله كيف يخلق السحاب فيقول :
الله الذى يرسل الرياح فتثير سحابا : يرسل الله الرياح التى تساعد على البخر من البحار مع الحرارة
فيبسطه فى السماء كيف يشاء : فيكثر وينمو وينتشر فى السماء ويوزعه كما يشاء الله
ويجعله كسفا : ويجعله متراكما
فترى الودق يخرج من خلاله : ثم ينزل المطر من بين السحب الكثيفة
فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون : يفرح به الناس عندما ينزل لحاجتهم إليه
وإن كانوا من قبل أن ينزل عليهم من قبله لمبلسين : وقد كانوا من قبل نزوله قانطين يائسين من نزوله وقد كانوا يحتاجونه .
فانظر إلى آثار رحمت الله كيف يحى الأرض بعد موتها : فانظرللمطر إن فيه رحمة من الله لعباده
إن ذلك لمحى الموتى ، وهو على كل شئ قدير : هكذا يحى الله الموتى وهو قادر على كل شئ
ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا لظلوا من بعده يكفرون : ولو أرسل الله ريحا يابسة على الزروع التى زرعوها فهى تصفر وتشرع فى الفساد إختبارا لهم فإن الناس تجحد فضل الله ويكفرون بما قدم لهم من نعم .
الآيات 52 ـ 53
( فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين * وما أنت بهادى العمى عن ضلالتهم ، إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون )
فكما أنك لا يمكن أن تسمع الصم أو الموتى الدعاء كذلك هؤلاء المشركين مثلهم كمثل الأصم أو الميت الذى لايسمع ويفرون منك لا يهتدون .
وإنك لا تستطيع أن تهدى العميان وتردهم عن ضلالتهم فالكافرون كالعميان
أما المؤمنون فهم خاضعون مطيعون فأولئك يسمعون ويتبعون الحق
الآية 54
( الله الذى خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة ، يخلق ما يشاء ، وهو العليم القدير )
خلق الله الإنسان من تراب ثم من نطفة ثم من علقة بجدار الرحم ثم من مضغة من اللحم بقدر ما يمضغ من الطعام ثم جعله عظاما وكساه لحما وفصله أجهزة وأعضاء وجعله خلق متكامل
ثم خرج ضعيفا لا حول له ولا قوة من بطن أمه
ثم شد عوده وتدرج فى الخلق صغيرا ثم حدثا ثم مراهقا ثم شابا وجعله قويا من بعد ضعفه ، ثم يبدأ فى الضعف مرة أخرى والهذلان بالكهوله ثم يصير شيخا ويهرم وهذا هو الضعف من بعد قوة
والله يتصرف فى عباده كيف يشاء
وهو أعلم بهم وقادر لا يقهر جانبه .