أكرمنى الله بأداء العمرة منذ فترة قريبة، وأديت مناسكها من طواف ودعاء وصلاة خلف مقام ابراهيم وقلبى متعلق بالله
وعندما بدأت فى السعى بين الصفا والمروة بدأ التعب والإجهاد يتملكنى وعنما وصلت
للشوط الثالث كنت أسير بمعاناة كبيرة وفى كل شوط أقف فترة لأستريح ثم أواصل
السير من جديد بمشقة وصعوبة
وفجأة توقفت وتنبهت......
إننى أسير على أرض ممهدة بأفضل أنواع الرخام والصعود والهبوط من الجبلين ميسر
ومسهل لأقصى درجة ممكنة وأسير فى طريق مظلل يحمينى من حرارة الشمس وتحيط
بنا المرواح من كل جانب لترطب لنا الجو ويتوفر لى الماء العذب المبارك البارد فى كل مكان
وأسيربأمان واطمئنان كاملين " جزاهم الله خيرا هؤلاء القائمين على خدمة الحرم "
وحولى آلاف البشر يعمرون المكان
يا إلهى.... أى معاناة هذه التى أشعر بها ؟؟!!!
وأين هو تعبى هذا أمام ما شعرت به السيدة هاجر!!!!!!!
وتأملت كيف كان حال السيدة هاجر فى نفس هذا المكان........
كانت تسير على الرمال الساخنة وفوقها الشمس الحارقة وتصعد الجبلين وتهبط منهما على
الصخور والأحجار المجهدة وكان المكان موحش لا زرع فيه ولا ماء ولا بشر...
وفوق كل هذا معها وليدها الذى يكاد ينفطر من البكاء عطشا وجوعا
ألم تشعر بلحظة ندم على موافقتها لزوجها سيدنا ابراهيم على تركها فى هذا المكان ؟؟!!!!
ألم تشعر بالخوف على وليدها أن تفقده ؟؟؟!!!!!!!
لا......بل كانت بمنتهى الثبات والإيمان واليقين بالله بأن الله لن يضيعهما
ولم تجلس بجانب وليدها عاجزة صامتة متواكلة بل توكلت على الله الواحد الأحد وقامت
بالسعى بين الجبلين لعلها تجد ما يسد جوع الصغير وعطشه أو ترى أى من البشر فى هذا المكان القاحل
فرزقها الله من حيث لا تحتسب وفجر لها ماء زمزم المبارك فارتوت به هى ووليدها
أين أنا من هذه السيدة العظيمة لكى أشكو من التعب والإجهاد؟؟؟!!!
وتابعت السعى بحماس ونشاط كبيرين
وهدانى ربى لدعاء وضعه على لسانى أثلج صدرى وأشرح صدرى ووجدت نفسى أدعو ربى به مرارا وتكرارا ........
" اللهم اجعل وليدى وفلذة كبدى فى رعاية الملائكة ورعاية السيدة خديجة والسيدة هاجر
واجعله لى زخرا وفرطا واجمعنى معه ومعهما فى جنة الفردوس الأعلى"
وتنبهت لحظة !!!!! -تم الرد
<< شكرا على رفع معنوياتها
رد مع اقتباس
