عنوان الموضوع : تأويل قوله تعالى مجابة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
تأويل قوله تعالى
تأويل قوله تعالى ( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن )
قال أبو جعفر : يعني تعالى ذكره بذلك : نساؤكم لباس لكم وأنتم لباس لهن .
فإن قال قائل : وكيف يكون نساؤنا لباسا لنا ، ونحن لهن لباسا و" اللباس " إنما هو ما لبس؟
قيل : لذلك وجهان من المعاني :
أحدهما : أن يكون كل واحد منهما جعل لصاحبه لباسا ، لتجردهما عند النوم ، واجتماعهما في ثوب واحد ، وانضمام جسد كل واحد منهما لصاحبه [ ص: 490 ] بمنزلة ما يلبسه على جسده من ثيابه ، فقيل لكل واحد منهما : هو " لباس " لصاحبه ، كما قال نابغة بني جعدة :
إذا ما الضجيع ثنى عطفها تداعت ، فكانت عليه لباسا
ويروى : " تثنت " فكنى عن اجتماعهما متجردين في فراش واحد ب " اللباس " ، كما يكنى ب " الثياب " عن جسد الإنسان ، كما قالت ليلى وهي تصف إبلا ركبها قوم :
رموها بأثواب خفاف ، فلا ترى
لها شبها إلا النعام المنفرا
يعني : رموها بأنفسهم فركبوها . وكما قال الهذلي تبرأ من دم القتيل ووتره
وقد علقت دم القتيل إزارها [ ص: 491 ]
يعني ب "إزارها" ، نفسها . وبذلك كان الربيع يقول :
2929 - حدثني المثني قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا عبد الرحمن بن سعيد قال : حدثنا أبو جعفر عن الربيع : " هن لباس لكم وأنتم لباس لهن " ، يقول : هن لحاف لكم وأنتم لحاف لهن . .
والوجه الآخر : أن يكون جعل كل واحد منهما لصاحبه " لباسا " ، لأنه سكن له ، كما قال جل ثناؤه : ( جعل لكم الليل لباسا ) [ سورة الفرقان : 47 ] ، يعني بذلك سكنا تسكنون فيه . وكذلك زوجة الرجل سكنه يسكن إليها ، كما قال تعالى ذكره : ( وجعل منها زوجها ليسكن إليها ) [ سورة الأعراف : 189 ] [ ص: 492 ] فيكون كل واحد منهما " لباسا " لصاحبه ، بمعنى سكونه إليه . وبذلك كان مجاهد وغيره يقولون في ذلك .
وقد يقال لما ستر الشيء وواراه عن أبصار الناظرين إليه : " هو لباسه ، وغشاؤه " ، فجائز أن يكون قيل : " هن لباس لكم وأنتم لباس لهن " ، بمعنى : أن كل واحد منكم ستر لصاحبه - فيما يكون بينكم من الجماع - عن أبصار سائر الناس .
وكان مجاهد وغيره يقولون في ذلك بما : -
2930 - حدثنا به المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد : " هن لباس لكم وأنتم لباس لهن " ، يقول : سكن لهن .
2931 - حدثنا بشر بن معاذ قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد عن قتادة : " هن لباس لكم وأنتم لباس لهن " ، قال قتادة : هن سكن لكم ، وأنتم سكن لهن .
2932 - حدثني موسى بن هارون قال : حدثنا عمرو بن حماد قال : حدثنا أسباط عن السدي : " هن لباس لكم " يقول : سكن لكم " وأنتم لباس لهن " ، يقول : سكن لهن .
2933 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال عبد الرحمن بن زيد في قوله : " هن لباس لكم وأنتم لباس لهن " ، قال : المواقعة .
2934 - حدثني أحمد بن إسحاق الأهوازي قال : حدثنا أبو أحمد قال : حدثنا إبراهيم عن يزيد عن عمرو بن دينار عن ابن عباس قوله : " هن لباس لكم وأنتم لباس لهن " قال : هن سكن لكم وأنتم سكن لهن .
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
جزاك الله خيرا
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________