عنوان الموضوع : من يمسح الدمعه ؟؟.. مجابة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

من يمسح الدمعه ؟؟..



من يمسح الدمعة ؟؟




كل يوم في مثل هذا الوقت يتواجد هنا ..

حيث راحة البال بعد كثافة العمل واسترخاء منعش بعد ضغوط الحياة ..

يحتسي قهوته السوداء المرة بتأني .. وما بين كل رشفة وأخرى يسرح بعيداً ..
بعيداً

إليها حيث تقطن فوق غمام أحلامه .. بعيناها المستديرة السوداء ..

وأوداجها الوردية .. وشعرها الخفيف الكستنائي ..

(وجدان) .. هي بطلة أحلامه وسارقة نومه من على وسادته ..

وسره الأزلي القديم الذي حفظه بين جدران قلبه العاشق

يرشف رشفة ثانية من قهوته ..

ويقطع جوه الهادئ رنين جواله .. بتضجر يدخل يده في جيبه ..

أففففف .. ينظر إلى شاشة الجوال ..







روح الكون .. !! أمي ..

-ألو .. أهلاً حبيبتي

- بصوت يدافع أنافسة ألو سامي .. أ آآآآ .. أ .. خ خالتكـ ...

- خالتي .. !! ماذا بها ؟؟

- حادث ..

يسمع صوت أنين ثم بكاء وشهقات حزينة

أحس بنبضة قوية مؤلمة في جوفه .. شهق ثم قال بتكلف ح ا د ث .. !!

- ماتوا كلهم يا سامي إلا أحلام

- لم تهد أ نبضات قلبه من الخبر الأول حتى يصعقه الخبر الثاني

متى أأأ أقصد كيف .. متى صار .. !! .. لا إجابة سوى بكاء أمه العجوز التي قاربت الثمانين ..
ثم قطع الخط ..

وجم في مكانة يحاول استعادة ما قيل قبل قليل ..

حادث .. !! ماتوا كلهم .. !! .. بقيت أحلام ... هاله الخبر وأفجعه جداً ..

ارتعش جسده وزادت سرعة ضربات قلبه

خفض رأسه ثم أسنده على يده فوق الطاولة التي تحمل فنجانه

رأسه ثقيل لا يكاد يحمله .. و وخزات تناوبه بقلبه .. يرن في أذنه صدى شهقات أمه ..

اغرورقت عيناه .. وفاضت .. ثم سالت دموعه حارة .. قام مسرعاً من مكانه ..

هائم على وجهه لا يدري أين يتجه .. صوت الجوال يرن .. أخرجه من جيبه ..

نظر إلى الشاشة بأسى ..( روح الكون) .. لكن هذه المرة لم يردّ ..

خاف أن يصفع صفعات أخرى فتركه يرن ويرن حتى توقف ..







توجه نحو غرفته في السكن ..وترك قهوته لم يشربها ..

تركها باردة كبرودة غربته وبعده عن وطنه وأهله وعن أمه ..

حيث هي في أبعد بقعة عنه .. ولكنها في أقرب موطنٍ من قلبه ..

تمدد على سريره وتلحف ببردته الجو بارد هنا جداً .. على عكس أوطانه

أخذه فكره لخالته .. أخت أمه .. وأمه الثانية ..تذكر تقاطيع وجهها ..

تشبه تقاطيع أمه كثيراً .. تذكرها وهي تلاعبه وتمازحه .. تذكر هداياها له ..
أيام طفولته ولعبه مع أحلام ..

أحلام .. آآآهـ تلك الفتاة التي تتغندر دلالاً ..لم تسمع كلمة (لا )

من والديها على عكس والديه .. ربوه بقسوة ليغدو رجلاً

كان يحمل في قلبه كرهاً عظيماً لأحلام لأنه يغار منها كثيراً

ومن دلال والديها لها ويتمنى مكانها .. توقف برهة ثم قال بأسى

: "دارت الأيام يا سامي وصارت أحلام تتمنى مكانكـ كما تمنيت مكانها

".. زفر بألم ثم بكى .. بكى بحرقة أذابت جليد قلبه القاسي

زاد بكاؤه ونحيبه .. فهو لا يدري أ على غربته وبعده عن أمه

يبكي أم على خالته التي رحلت بأفجع رحيل ..

أو على أحلام التي غدت يتيمة كل شيء في الحياة ..

انخرط في نوبة من البكاء حتى أخذه النوم ..

رأى في منامه حبيبته وجدان تلبس فستان أبيض أنيق

وقد أسدلت شعرها الحريري على كتفيها ..

سحره منضرها واستولى على كل عقله وفكره وقف يتأمل ملامحها وجهها

كأنه فلقة من قمر ابتسمت برقة متناهية .. ثم قالت : حبيبي سامي أنا لست لكـ ..

وغابت .. قام من نومه فزع خائف .. أمسكـ رأسه بشده .. وصرخ ..

كابوس أقض مضجعه .. حاول التركيز واستعادة أحداث حلمه

وجدان بأحلى منظر .. تقول ..

ماذا قالت ... ؟؟ تقول : أنا لست لكـ .. لا لا لا قالت : أنا لكـ ..

صرخ مجدداً آآآهـ لا أدري ماذا قالت .. يشعر باضطراب شديد في كلامه

وتخيلاته لا يدري ما لذي أصباه .. فجأة يقطع جوه المتوتر صوت جواله ..

رفعه ونظر بالشاشة .. ( روح الكون ) .. تنهد ثم بقسوة ضغط زر الرد ..








- ألو .. نعم أمي

- ألو سامي .. آه أفجعتني يا بنيّ كاد قلبي أن يتوقف .. اتصلتُ مرتان ولم

ترد عليّ .. أين أنت .. !!

- لا داعي للقلق أمي أنا بخير .. كنت نائم .. ماذا كنت تردين

- أردت أن أفاتحكـ بموضوع خاص وحساس .. يتعلق في حياتكـ المستقبلية

تأفف وابتسم .. قاطعها قائلاً: أمي فاتحتيني بهذا الموضوع

مرات ومرات وكل مرة تخرجي بنفس النتيجة .. لن أتزوج إلا بعد التخرج .. و

قاطعته هي الأخرى قائلة بتأني : بنيّ هذه المرة ستكون مختلفة وربما ستتألم من طلبي ..

شعر بشيء يكمن خلف هذه العبارات .. تسأل بتعجب .. أتألم .. !!

- أمي ما الجديد وما المؤلم

- بنيّ أدري بأنكـ تحلم بعروستكـ أح .. أأ وجدان ولكن يا بني ّ ..

سكتت برهة ثم قالت : لا أدري ما أقول

ازدادت ضربات قلبه أكثر وأحس برغبة جامحة لمعرفة السر الكامن ..

قال بانفعال : أمي وضحي كلامكـ .. ما الحاصل ما القصة لكن ماذا !!

- لكن .. أحلام الآن صارت يتيمة .. و .. و بلا عائل ..
وربما سيتأخر خاطبوها

أو يستهينون بها كونها يتيمة الوالدين .. أخاف أن يتزوجها من يأكل حقها

ولا تجد من يسترده لها .. قالت ذلك وهي تدافع عبراتها

لم يفهم المقصود من الكلام فقال : لكن ما دخل ذلك بموضوع زواجي من وجدان

- أأأ .. أقصد .. يعني .. .. أتمنى أن .. ما رأيكـ لو تتزوج أحلام .. !!

بصعوبة أخرجت هذه العبارة .. لكنها لم تسمع رد .. أما هو فضل واجماً ..

كل شيء فيه متخبط .. أخرسه طلب أمه عن الكلام .. ماجة وعامت برأسه

صورة حبيبته وجدان .. الذي رسمها بأحلامه ولونها بحبه ووده وأمنياته ..

سهرها ليالي .. وكتب بها أحلى وأطهر غزل .. كل شيء مر عليه سريعاً ..

نادته بهدوء .. سامي .. أين أنت .. !! لم يجب .. نادت بصوت أعلى
سامي ..

قال بعناء :.. نعم ..

- سامي أين ذهبت بني ّ

- أمي اتركيني أفكر .. أنا متعب جداً

- كما تريد .. !! فكر جيداً بني ّ .. وداعاً

- أمي لحظة ..

- ماذا يا سامي .. !!

- أمي .. أنا .. أنا .. أحب وجدان .. و لا أريد سواها شريكة لحياتي ..

- حبيبي أنت مهما تكون جاهلاً لعبة هذه الحياة ..

حبيبي دارت بي الأيام وصقلتني وعلمتني ولا زلت أجهل

عشت قبلك الحب وعرفته كما عرفت نفسي ..

يا بنيّ الحب ليس حلم حلمته أو أمنية تمنيتها أو متعة تقضيها

الحب حياة يا بنيّ حياة بكل ما تعنيه الكلمة من معاني .. أرجوكـ يا سامي ..

ضع كلامي في عين اعتباركـ .. فكرّ جيداً .. وداعاً

- في أمان الله








أغلق جواله وتمدد على سريره .. سرح بفكره بعيداً .. بعيداً ..

تشكل في خياله وجدان .. كم تخيلها تمازحه وتضاحكه .. وتحتسي معه قهوته

كلما وقعت عينه على فستان تخيله عليها ..

كلما أعجبه خاتم قال في نفسه سأهديه لوجدان .. كل شيء في حياته وجدان ..
كل شيء ..

يشعر بروحها ترافقه في كل مكان خيالها لا يزول وذكرها لا ينسى وأثرها لا يبلى

زفر بألم وعاد يسرح مرة أخرى .. ولكن هذه المرة تذكر أحلام ..

كان يكرهها بل يبغضها والآن أصبحت شيء عادي جداً .. لا يحمل لها أية مشاعر ,,

ولا تشكل شيء بالنسبة له .. سوى أنها أبنت خالته .. كلمات أمه ترن في أذنه

" حبيبي أنت مهما تكون جاهلاً لعبة هذه الحياة .."

حقاً .. أنا جاهل وقليل خبره .. ولكن كيف أنتزع حب عاش في قلبي سنوات طوال ..

كنت ولا زلت وسأضل أحب وجدان ولا أريد سواها ..

تذكر مرة أخرى ".. يا بنيّ الحب ليس حلم حلمته أو أمنية تمنيتها

أو متعة تقضيها الحب حياة "

صدقاً .. ولكن لم يخلق بقلبي حب لأحلام ..

أحلام .. !! آآهـ كيف ستكون زوجتي وأنا لا أحبها .. تذكر يتمها .. وضعفها ..

تخيلها مع زوج لا يعرف الرحمة .. يضربها ويقسو عليها .. أخذته الرحمة ..

لكن كان مقدار الرحمة أقل من مقدار حبه لوجدان ..

صداع يكاد يفجر رأسه .. و أرق .. وهم .. وألم .. يتخبط بين أحلامه بوجدان

ورحمته لأحلام .. وصدى كلمات أمه ترن في أذنه

يشعر بضيق شديد في أنفاسه وخفقان بقلبه ..

قام من سريره .. وتوجه نحو المغسلة .. سكب الماء على يديه ..

آآهـ الماء بارد .. سما بسم الله وبدأ يتوضأ .. غسل وجهه بماء بارد

وأدفأ الماء دموعه الساخنة .. انتهى من وضوئه .. فرش سجادته وكبر ..

أحس بعبرة تخنقه .. كل شيء متلخبط فيه

سجد .. ولم يتمالكـ عبراته .. بكى بحرقة شهق وشهق .. ثم قال بتوجع ..

" ربي أنت تعلم أني سأتركـ حبيبتي وجدان لكـ ..

ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه "

ثم بكى وانخرط بنحيبه ..

انتهى من صلاته وسلم .. أخذ الجوال .. واتصل على أمه ..









- ألو .. أمي

- أهلاً حبيبي

- أمي قررت أن أتزوج أحلام

شهقت أمه بقوة ثم قالت: الحمد لله .. آآآهـ يا سامي لا أصدق .. أنت محق .. !!

- أنا محق يا أمي .. قالها وهو يكتم ألمه

- بكت من شدة الفرح .. ثم قالت .. والله هذا أعظم بر وجدته منكـ بحياتي ..
ولن أجد مثله .. أسأل الله أن يزرع في قلبك حبها وأن يسعدك ويبارك لكـ

- آمين .. آمين

- بعد إذنكـ .. سأبلغها

- في أمان الله

ومرت الأيام تلو الأيام .. وسامي يدافع أحلامه بحبيبته وجدان

ويحاول أن ينساها أو يتناساها .. وهي تتعرض له في نومه وصحوته في حله وترحاله ..
في كل شيء ..

دخل ذات ظهيرة غرفته بعد عناء الجامعة .. وألقى بجسده المنهكـ على سريره ..

تذكر وجدان .. لكنه هذه المرة لم يتمالكـ دموعه

بكى .. وبكى ,, فجأة يسمع صوت طرقات على الباب ..

قام من سريره مسرعاً وآثار دموع على خده .. فتح الباب

فوجد فتاة ملتحفه بعباءة .. تخيلها وجدان سمعت صوت بكائه فجاءت تنقذه ..

دخلت الفتاة الغرفة .. وأغلقت الباب خلفها .. وهو واجم في مكانه ..

أزالت الغطاء عن وجهها ..

عينان عسليتان .. وحاجبان رقيقان ..

وجه أبيض مستدير وأوداج وردية شعر أسود كالح السواد

حريري كثيف بعضه مسدول على كتفيها وبعضه الآخر خلف ظهرها ..

ابتسمت وهي تنظر للدموع فوق خديه ثم قالت :

جئت أمسح من فوق خدكـ الدمعة ..

أما هو فشعر بهدوء في نبضاته وسكون في روحه .. وسحر وفتنة في عينيه ..
حب دافئ ..

اقتربت منه .. مدت يدها صوب خده وبرقة مسحة الدمعة ..

ابتسم سامي بخجل شديد ثم قال:

أحلام .. كنت دائماً أتساءل ..

من فوق خدي من يمسح الدمعة ؟؟
_______________
منقووووووول لعيونكم


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


مشكوره على الموضوع


__________________________________________________ __________

مشكوره على الموضوع
مشكووره اختي ع المرور الطيب


__________________________________________________ __________

يسلمووووووووو


__________________________________________________ __________

مشكورة على القصة


__________________________________________________ __________