عنوان الموضوع : كيف نتعامل مع الشخص المغرور مجابة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

كيف نتعامل مع الشخص المغرور



بسم الله الرحمن الرحيم

اثرت هذا الموضوع الغرور لتعميم الفائدة بنشرها بالمنتدى .
مع تمنياتي للجميع بالفائدة وحفظنا الله وإياكم من الكبر والغرور ورزقنا التواضع وحسن الخلق


كيف نتعامل مع الشخص المغرور والذي يرى في نفسه ان هذا الغرور هوه ثقه بالنفس (او ثقه زائده عن اللزوم) لدرجة انه لا يرد ولا يتقبل اي كلام تقوله له او نصيحه ويحب استغلال الاخرين وفي النهايه تكون انت دائما على خطا وهو دائما على صواب ؟؟؟ ولكن يستمع لك ويحاورك في حاله واحده فقط اذا كانت له مصلحه عندك.
وشكرا..

مرحباً بك مجدداً ابنتي الفاضلة..
وأشكرك على سؤالك والذي هو فعلاً يبعث على الحيرة خاصة عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الآخر ويصطدم بهذا السلوك المحير في بعض الأحوال خاصة عندما يكون مع الأشخاص الذين يجمع بيننا وبينهم علاقة ما عمل كان أو دراسة أو جوار .

فهذا الشخص للأسف فقد وقع فريسة للأنا والاستعلاء على أقرانه ، وهي مصيدة شيطانية ترمي بشباكها على من ضعفت نفسه ولم تسعفه قدراته وثقته بنفسه أن يتجاوزها إلى التعافي .

وهنا يكون المحك والاختبار الحقيقي لسلوكياتنا وممارساتنا مع الآخر ، والسؤال يكون بصيغة أشمل من الذي طرحتيه بأن نقول .. كيف نتعامل مع صاحب هذا السلوك ، وكيف نساعده على تعديل مثل هذا السلوك ؟ .

وقبل أن نجيب عن السؤال لا بد من أن نقي أنفسنا ابتداءً من الوقوع فريسة لمثل هذه الآفات بالتحصن ضدها وضمان عدم العدوى لأننا لسنا بمنئً عنها ، وقد تصيبنا لا قدر الله مثلما أصابت غيرنا ، وقد تصيب الملتزم قبل المفرط تحت ما يسمى " غرور التدين " أو " غرور التميز " أو غيرها من الملكات والمواهب التي نملكها وتغيرنا بأن نحوم حول الحمى فنوشك أن نقع فيها أعاذنا الله وإياكم .

أما وأن الله قد عافانا منها فلنحمد الله ، ونسأله السلامة منها . ، ولنحذر من أن تصيبنا هذه الآفة متخفية تحت أستار وعباءات يصعب رصدها . وهذا موضوع كبير ينبغي لمن أراد التحصن ضدها أن يقرأ في كتب الرقائق مثل " إحياء علوم الدين " ربع المهلكات ، وكتاب " آفات على الطريق " للدكتور / سيد نوح ، وغيرها من الكتب التي تناولت هذه الصفة بتوسع حتى يتقي شرها . ولكن لا يمنع من نشير إشارات لطيفة حول هذا الموضوع حتى يكون لنا جرس إنذار وصيحة نذير .

فلو نظرتَ إلى المغرور جيِّداً لرأيت أ نّه يعيش حبّين مزدوجين : حبّاً لنفسه وحبّاً للظهور ، أي أنّ المغرور يعيش حالة أنانية طاغية ، وحالة ملحّة من البحث عن الإطراء والثناء والمديح . وفي الوقت نفسه ، تراه يقدِّم لنفسه عن نفسه تصورات وهمية فيها شيء من التهويل ، فمثلاً يناجي نفسه بأ نّه طالما حاز على إعجاب البعض ، ولديه بعض المميزات والمؤهلات الشخصية التي لا يتصف بها غيره ، فإنّه يعد نفسه فريد عصره وآوانه .

وهنا يجب التفريق بين مسألتين : (الثقة بالنفس) و (الغرور) .
فالثقة بالنفس ، أو ما يسمّى أحياناً بالاعتدادَ بالنفس تتأتّى من عوامل عدّة ، أهمّها : تكرار النجاح ، والقدرة على تجاوز الصعوبات والمواقف المحرجة ، والحكمة في التعامل ، وتوطين النفس على تقبّل النتائج مهما كانت ، وهذا شيء إيجابي .أمّا الغرور فشعور بالعظمة وتوهّم الكمال ، أي أنّ الفرق بين الثقة بالنفس وبين الغرور هو أنّ الأولى تقدير للامكانات المتوافرة ، أمّا الغرور ففقدان أو إساءة لهذا التقدير . وقد تزداد الثقة بالنفس للدرجة التي يرى صاحبها ـ في نفسه ـ القدرة على كلّ شيء ، فتنقلب إلى غرور .

فالفتاة الجميلة التي تقف قبالة المرآة وتلقي على شعرها ووجهها وجسدها نظرات الإعجاب البالغ والافتتان بمحاسنها ، ترى أنّها لا يعوزها شيء وأنّها الأجمل بين بنات جنسها ، وهذا الرضا عن النفس أو الشكل دليل الفتنة التي تشغل تلك الفتاة عن التفكير بالكمالات أو الفضائل التي يجب أن تتحلّى بها لتوازن بين جمال الشكل وجمال الروح ، ولذا قيل : «الراضي عن نفسه مفتون» كما قيل أيضاً : «الإعجاب يمنع من الإزدياد» .

إنّ شعورنا بالرضا عن إنجازاتنا وتفوّقنا مبرر إلى حدٍّ ما ، لكن شعورنا بالانتفاخ فلا مبرر له ، هو أشبه بالهواء الذي يدور داخل بالون ، أو بالورم الذي قد يحسبه البعض سمنة العافية وما هو بالعافية ، وفي ذلك يقول الشاعر :

أُعيذها نظرات منكَ صادقةً***أن تحسبَ الشحمَ فيمن شحمُه ورمُ

القيم الثلاث :
لا بدّ لنا ـ من أجل أن نكون موضوعيين في تقويماتنا ـ من أن نقدّر كلّ شيء تقديراً طبيعياً بلا مغالاة أو مبالغة أو تضخيم ، وبلا إجحاف أو غمط أو تقزيم . وهذا يستدعي النظر إلى القيم الثلاث التالية بعين الحقيقة والواقع ، وهي :

1 ـ اعرف قدر نفسك .
2 ـ اعرف ثمن ملكاتك .
3 ـ اعرف قيمة الدنيا .

فإذا عرفت قدر نفسك بلا تهويل ، وثمّنت ملكاتك بلا زيادة ، وعرفت قيمة الدنيا ـ كما هي ـ لا كما تصورها بعض الأفلام والروايات على أنّها جنّة الخلد والمُلك الذي لا يبلى ، فإنّك تكون قد وضعت قدمك على الطريق الصحيح لاجتناب الغرور وتفادي حالات التكبّر والتعالي .

بعد أن عرفنا قيمة أنفسنا ، وقيمة ملكاتنا ، وقيمة الدنيا ، دعونا نطرح بين يدي كلّ مَنْ يستشعر الغرور والتكبّر ، الأمور التالية لغرض التأمّل :

1 ـ لو أفقدني الله سبحانه وتعالى ـ وهو مالكي ومالك ما أملك ـ كلّ ما لديَّ من صحّة وقوّة ومال وجمال .. هل كنتُ أستطيع إرجاعه إلاّ بحول منه وقوّة ؟!

2 ـ حينما بذلتُ جهدي وسعيتُ سعيي ، على أي الأمور اعتمدت ؟ أليس على الأدوات التي منحني الله إيّاها كالعقل واليد والعين والسمع والفم والقدم ، والتوفيق إلى ما يقصرُ عنه جهدي وسعيي وكفاحي ؟ فهل يكون موقفي موقف الزهو والانتفاخ ، وكلُّ ما بي من نعمة هو من الله ، أم أنّ موقفي أجدر بالشكر والثناء على المُنعِم ؟

3 ـ مهما كنت حائزاً على الملكات والفضائل .. هناك دائماً مَنْ هو أكثر منِّي :جمالاً ، ثراءً، قوة ، علماً، جاهاً .عبادة ... إلخ .
4 ـ دعني أنظر إلى الناس كيف ينظرون إلى المغرورين ؟ .. دعني أتأمّل في مصير كلّ مغرور ومغرورة لأرى كيف أنّ :

ـ الناس يمقتون وينفرون من المغرور .
ـ الناس ينظرون نظرة دونية احتقارية للمغرور ، أي كما تُدين تدان ، ومَنْ رفع نفسه وُضع .
ـ المغرور يعيش منعزلاً لوحده وفي برجه العاجي .
ـ المغرور لا يستطيع أن يعيش أو يتجانس إلاّ مع ضعاف النفوس المهزوزين المهزومين ، وهو لا يقدر على التعايش مع مغرور مثله .
ـ المغرور يطالب بأكثر من حقّه ، ولذلك فإنّه يفسد استحقاقه .

5 ـ الغرور درجة عالية من الإعجاب بالنفس والانبهار بالملكات والمواهب ، وبالتالي فإذا كنتُ مغروراً فإنّي أنظر إلى نفسي نظرة إكبار وإجلال ، مما لا يتيح لي أن أتبيّن النقائص والمساوئ التي تنتابها ، فالغرور مانع من الزيادة في بناء الشخصية وفي عطائها .

6 ـ الغرور يبدأ خطوة أولى صغيرة .. إعجاباً بشيء بسيط .. ثمّ يتطوّر إلى الإعجاب بأكثر من شيء .. ثمّ ينمو ويتدرج ليصبح إعجاباً بكلّ شيء ، وإذا هو الغرور والخيلاء والاستعلاء والتكبّر . فلو لم أقف عند الخطوة الأولى لأُراجع نفسي فأنا مقبلٌ على الثانية ، وإذا تجاهلتُ الأمر فأنا واقع في الثالثة لا محالة .
بعد التفكير والتأمّل في النقاط الست المارّة الذكر ، يمكن أن نبحث عن طرق علاج أخرى لظاهرة الغرور والتكبّر بين الشبان والفتيات.

نعود إلى صاحب هذه الصفة ونلقي بعض الضوء على إمكانية التعامل مع مثل هذه الشخصية ، فالذي يظهر من سلوكها إنها تتسم بالغرور أو الاعتزاز الشديد بالنفس أو نوع من الكبرياء والتعالي على البشر فلا بد أن ننظر إليها ابتداءً نظرة المشفق عليها الرؤوف بها ، لأنها في حال مرض وتحتاج من يأخذ بيديها . فأنصح بأن نتخذ معها الخطوات الآتية :

1- احسن الظن بها ، فقد تكون طبيعتها الشخصية توحي بذلك وتضادف معها بعض التصرفات غير الحميدة ، فالنفس الإنسانية أكثر تعقيداً من إمكانية تفسير تصرفاتها بدقة ، ومن ثم يصعب على صاحبها التغيير بسهولة ، فهي في أمس الحاجة إلى دعم من رفاقها ومع من حولها لتجاوز هذا السلوك السيء .

2- كلما سنحت الفرصة خاصة في المناسبات المؤسفة والحزينة التي تمر بها ذكريها بسيرة العظماء المتواضعين .. كيف كانوا على الرغم من سعة علمهم وعظمة أعمالهم وجلالة قدرهم وخدماتهم للانسانية ، إلاّ أ نّهم كانوا لا يعيشون حالة الورم في شخصياتهم ، بل تراهم كلّما ازدادوا علماً تواضعوا لله وللناس أكثر .. هكذا هم الأنبياء .. وهكذا هم العلماء .. وهكذا هم سادات أقوامهم ، ولم يكن تواضعهم الجمّ ليقلّلهم أو يصغّرهم في أعين الناس ، أو ينتقص من مكانتهم . بل بالعكس كان يزيد في حبّ الناس واحترامهم لهم ، وتقديرهم والثناء على تواضعهم .

3- مرري على آذانها كلما سنحت الفرصة ، ويفضل بطريقة غير مباشرة بالآيات والنصوص والحكم والمواعظ والقصص الذامّة للغرور والمغرورين . فنصيحة لقمان لابنه في التواضع ، هي لكلّ الشبان والفتيات وليست لابن لقمان وحده : (ولا تصعّر خدّك للناس ولا تمشِ في الأرض مرحاً ) ، استدرجيها إلى حلقة علم ، واختاري بعض الآيات التي توصي بالتواضع ولين الجانب والتبسط ، واذكري في ثنايا خطابك تواضع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم رغم أ نّه أشرف الخلق وسيِّد الأنبياء ، مدرسة نتعلّم فيها كيف نكون من المتواضعين .

4- والله تعالى يقول للمغرور ، اعرف حدودك وقف عندها ، فإنّك لن تتجاوز قدرك مهما فعلت (لا تمشِ في الأرض مرحاً فإنّك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا ) ، وتذكّر العاقبة : (أليس في جهنّم مثوى للمتكبّرين ) .

5- من منطلق حديث رسولنا الكريم " انصر أخاك ظالماً كان أو مظلوماً " عليك بعدم مجاراتها والإعجاب بهذا السلوك القميء بإظهار التبرم وعدم الرضا .

6- كوني أنت قدوة لها ، وبادريها بالسلام والتحية ، وحاولي أن تركزي على السلوك الإيجابي بها ، ولا تتحدثي كثيراً عن سلوكها السلبي إلا عرضاً ، وبتخطيط مسبق وصيغة معدة .

7- احذري من الهجوم المزدوج ، والوقوع في شراك العجب بالنفس والتميز عنها بأنك لست مغرورة أو متكبرة أو أو ...

8- لا تتناوليها أنت وصديقاتك في غيابها بالحديث عن هذا السلوك من قريب أو بعيد ، فقط إذا ذكر تعاونوا سوياً على مساعدتها برسم خطة لدعمها ومساندتها .

9- لا تنسي استخدام السلاح الفعال في انقضاء الأمور وانفراج الهموم .. ادع لها في ظهر الغياب بتضرع وإخلاص بأن ينقي الله قلبها من هذا الداء . وأن يجري على يديك ما فيه خيرها .

أخيراً جميل منا أن نعلم إن كل ما يدار من حولنا من أحداث وابتلاءات هو لحكمة لا يعلمها إلا الله ، ورسالة من الله يجب على كل منا أن يتلقاها بذكاء وبفطنة ويدرك الدور والمسئولية التي ألقيت عليه حال وصول تلك الرسالة له ...... تعاملي مع هذه القضية واجعليها مشروعك الإصلاحي أو رسالتك التي تتبنيها ، واحشدي لها كل طاقاتك الإبداعية ، وأكثري من الإطلاع والقراءة في هذا الباب حتى تتكون لديك قاعدة ثقافية عريضة تستطيعي من خلالها التعامل بحكمة وعلم مع هذه الحالة .


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


موضووع جميل وراق لي طررحك جيدا وماذكرتيه أختي من نقااط أعطت مفهووما شاملا لطريقة التعاامل مع من يتصفوون بهذه الصفه

وماأريد قوله هو أن التربيه داخل المنزل هي أساس كل شئ فالوالداان ومن يحيطوون بالطفل المسؤلوون بالدرجه الأولى عن تربيته وتجنب تسرب الصفات السئيه لداخل شخصيته ..


__________________________________________________ __________

مشكوووووووووووووووورة على مرورك الطيب


__________________________________________________ __________

مشكوووووووووره
موضوع راااااااائع


__________________________________________________ __________



__________________________________________________ __________

بالتوفيييييييييييق