عنوان الموضوع : توجيهات حضارية من الشريعة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
توجيهات حضارية
بسم الله الرحمن الرحيم
من دروس الحياة : (توجيهات حضارية)
إنشاء الأستاذ : عبد الحميد رميته
الشباب هو سن الحيوية والنشاط,أما سن الرجولة والشيخوخة فهو سن الحكمة التي نادرا ما تتوفر لشاب مهما جد واجتهد في طلب والعلم والحكمة إلا أن يكون نبيا أو رسولا.ومن هنا فإنه من الخطأ بمكان أن تجد الإنسان يقلق (وقد يحصل له اكتآب يطول أو يقصر) إذا بدأ يتقدم في العمر.إن بناء الإنسان الفكري والنفسي والعاطفي و...لا يكتمل إلا بمرور الشخص بالشباب والرجولة والشيخوخةفطرة الله التي فطر الناس عليها)...(لا تبديل لخلق الله)...(ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا ).
لذا فالشرع والعقل والمنطق :كل ذلك يقتضي أن يكمل الشاب الشيخ ,وأن يكمل الشيخ الشاب بدون أن يمن أحدهما على الآخر ,لأن مصلحة الأسرة والشارع والمجتمع والدولة لن تكتمل إلا بهذا التعامل والتكامل.
ثم أقول بأنه مهما تعلم الإنسان من بطون الكتب والمجلات والجرائد ومن الإذاعة والتلفزيون والكمبيوتر والفيديو,ومن المحاضرات والدروس والندوات,ومن أفواه الذين يخالطهم بإرادة منه وبدون إرادة,فإن هناك مسائل كثيرة وكثيرة جدا ,مهمة ومهمة جدا ,نافعة ونافعة جدا لا يتعلمها إلا من الحياة.وقد تعلمك الحياة في حادثة معينة وفي لحظة واحدة ما لا يمكن أن تتعلمه من خلال مئات المحاضرات.والذي نتعلمه من الحياة دوما نافع سواء كان سارا أو محزنا,مضحكا أو مبكيا,إذن فالقراءة أو السماع ليست دوما مادية,بل القراءة الأنفع والأمتع والأشهى هي القراءة المعنوية لا من الكتب ولا من التلفزيون بل من صفحات الحياة الطويلة والعريضة.
ثم أقول بأن الذي يمكن أن يتعلم من الحياة ليس كل كبير يسمع ويبصر,وإنما هو صاحب البصيرة,وكم في الحياة من مبصر لا يفهم ولا يعقل لأنه أعمى البصيرة وكم فيها من أعمى أعطاه الله العلم والحكمة وآتاه البصيرة المتفتحة الواعية التي بها يرى مالا تراه عينه ولا أعين الكثير من الناس ويسمع ما لا تسمع أذنه ولا آذن الكثير من الناس.
وأخيرا أقول بأن الحياة إذا كانت قد علمتني أثناء دراستي الابتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعية القليل,فإنها علمتني منذ بدأت التدريس (لمادة العلوم الفيزيائية بثانوية) عام 1978 م وحتى الآن الكثير الكثير الذي لا تتسع لكتابته –بدون أية مبالغة –مجلدات.
وفيما يلي البعض (وهو غيض من فيض) مما علمتني الحياة إياه من تجاربي ومن تجارب البعض من الناس:
1-لا تقلق إذا لم يكشف لك أحد أصدقائك عن سر من أسراره التي لا تعنيك,لأن هذه ليست هي العلامة التي تدل دلالة قطعية على أنه لا يحبك أو لا يثق فيك,لأن عدم تعرفك على ما لا يهمك من أسرار الغير مهما كانوا قريبين منك أحسن لك من تعرفك على ذلك :
*لأنك قد تسمع سرا وتجد صعوبة كبيرة في حفظه وكتمانه.
*لأن من تدخل فيما لا يعنيه لقي ما لا يرضيه.
*لأن لكل شخص أسراره الخالصة به التي يمكن أن لا يحب كشفها حتى لأقرب الناس إليـه .هذه سنة من سنن الحياة ولا علاقة لذلك بالمحبة والثقة أو عدمها.
2-التخلق غير الخلق ,وأكثر المتخلقين إنما يلبسون هذا الثوب مصانعة للناس أو خوفا منهم أو طمعا فيهم,والخُلق الحقيقي هو العفوي الذي يصدر أول ما يصدر ابتغاء وجه الله.
3-لا يسمى الكريم كريما حتى تستوي عنده صدقة السر والعلانية,وحتى يصدق في أفعاله صدقه في أقواله,وحتى يعف في حالة الأمن كما يعف في حالة الخوف,وحتى يكون رأيه في نفسه أقل من رأي الناس فيه.
4-يجب أن يكون أدب النفس أساس أدب الجوارح وأن يكون أدب الجوارح تابعا له وأثرا من آثاره.لذا فإن الجهد الأكبر في التربية يجب أن يكون منصبا أولا على القلب ثم ثانيا على الجوارح فإذا سلم القلب سلمت الجوارح تلقائيا بإذن الله.ومن هنا أتعجب كثيرا ممن يسمع فلانا يتكلم الكلام البذيء والفاحش ويسب ويشتم ويكفر و...ثم يقول عنه بأن قلبه سليم.إن هذا مستحيل لأن اللسان يصدر عن القلب,"والمرء –كما جاء في الأثر -بأصغريه لسانه وقلبه" .
5- حسبك من السعادة في الدنيا ضمير نقي ونفس هادئة وقلب شريف,وأن تعمل بيدك فترى بعينك ثمرات أعمالك الطيبة (المعنوية قيل المادية),أما الدنيا ومتاعها فهي عرض زائل واعلم أنما عندكم ينفذ وما عند الله باق) .
6- إذا ما انتقدك شخص فلا تبتئس :
*لأنه إما أن يكون صادقا فقد أرشدك إلى عيبك.
*وإما أن يكون كاذبا,فكن متأكدا أن الأكاذيب ليس في استطاعتها أن تبقى زمنا طويلا على وجه الأرض.ومع ذلك فالناقد لابد له من أدب يلتزم به,وإلا فالحرج واللوم والعتاب عليه لا على من انتقده.
7-السبب في شقاء الإنسان أنه دائما يزهد في سعادة يومه ويلهو عنها بما يتطلع إليه من سعادة غده,فإذا جاء غده اعتقد أن أمسه خير من يومه,فهو لا ينفك شقيا في حاضره وماضيه.إذا كان لا بد لك أن تفكر في مستقبلك وأن تخطط له , فافعل ذلك وأنت تعيش حاضرك وتسعد به وترتاح إليه.
8-أكثر الناس يعيشون في نفوس الناس أكثر مما يعيشون في نفوس أنفسهم,أي أنهم لا يتحركون ولا يسكنون ولا يأخذون ولا يدعون إلا لأن الناس هكذا يريدون.فأية قيمة- بالله عليكم – لحياة امرئ لا عمل له فيها إلا معالجة نفسه على الرضى مما لا يرضى به الناس أبدا ,لأن "رضا الناس غاية لا تدرك".وحتى لو كانت تدرك ما أتفهها إلى جانب رضا الله أولا ثم راحة الضمير ثانيا.
9-إن أبيت إلا أن تأخذ لنفسك حظـها من لذائد العيش فاعلم أنه ما من لذة يتمتع بها الإنسان في حياته إلا ويشوبها الكدر,أو يعقبها الألم,إلا لذة البر والإحسان اللذين تطلب يا مؤمن من ورائهما وجه الله والجنة,إن هذه اللذة هي وحدها الخالصة.
10-لا تقامر أحدا جدا ولا هزلا , فإن هزل القمار يجر إلى جده ,ولا تصاحبوا المقامرين بأي حال من الأحوال فإنهم لا يرضون عنكم حتى تتبعوا ملتهم فإن فعلتم خسرتم مالكم وشرفكم وعزتكم وكرامتكم من حيث لا تجدون من رحمة القلوب ورأفتها ما يعوض عليكم خسارتكم.
11-لم تكن شهوة الشراب (شرب الخمر) مركبة في الإنسان كبقية الشهوات فيعذر الشخص– ولو نسبيا –في الانقياد إليها كما يعذر في الانقياد إلى غيرها من الشهوات الغريزية مثل الزنا ومقدماته.إنه لا سلطان للخمر على الإنسان إلا بعد أن يتناول الكأس الأولى بعد أن يخـونه ويكذب عليه ويخدعه خلانه وعشراؤه.ومن هنا قال البعض من العلماء بأن عقوبة شارب الخمر في الآخرة أكبر من عقوبات جرائم أخرى كالزنا للسبب المذكور سابقا,أي لأن الجرائم الأخرى محببة للنفس أصلا ويبذل المرء جهدا أكبر من أجل الابتعاد عنها على خلاف الخمر.وإذا كان شرب الخمر مستقبحا من الرجل فهو أكثر استقباحا من المرأة والعياذ بالله.
12- قال بعض العلماء:"لا أستطيع أن أتصور الإنسان إنسانا حتى أراه محسنا لأني لا أعتمد فصلا صحيحا بين الإنسان والحيوان إلا الإحسان.ومنه فالإنسان الأناني الظالم ليس له من الإنسانية إلا الشكل".
13-عندما أقول لبعض الناس:" صدق من قال : ما أسعدك يا فاعل الخير.."يقول بعضهم تلميحا أو تصريحا:" هذا مثل أكل عليه الدهر وشرب" فأقول:" أبدا ...والله إنه كان كامل الصحة والمناسبة ومازال حيا يرزق وسيبقى بإذن الله مادامت الدنيا قائمة".
14-أسعد الناس في هذه الحياة من إذا أتـتـه النعمة تنكر لها ونظر إليها نظرة المستريب بها,وترقب في كل ساعة زوالها وفنائها,فإن بقيت في يده فذاك ,وإلا فقد أعد العدة لفراقها.لولا السرور في ساعة الولادة ما كان الحزن عند الموت,ولولا الوثوق بدوام الغنى ما كان الجزع من الفقر,ولولا الفرحة عند التلاق ما كانت قرحة الفراق,وصدق سيدنا عيسى عليه السلام حينما قال:"عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم يطمئن قلبه إليها".
15-ليس من صواب الرأي أن يجعل الإنسان حال عيشه ميزانا يزن به أخلاقه,فمن اتسع عيشه اطمأن إليها وإن ضاق أساء الظن بها,فكم رأينا بين الفاضلين أشقياء وبين الضالين المضلين كثيرا من ذوي النعمة والثراء.يجب أن نعلم أن الدنيا - مادة – يعطيها الله لمن يحب كما أخبر رسول الله- صلى الله عليه وسلم– ولمن لا يحب. أما الآخرة – سعادة وطمأنينة وراحة – فلا يعطيها الله إلا لمن يحب.
16- إن الإنصاف يقتضي منك أن تنقد صديقك فيما لا يعجبك وأن تحمد من عدوك ما أعجبك,وإن قال عنك الناس بأنك :" لست كيسا ولا فطنا",وبهذا وحده لن تكون مغاليا في حب صديق ولا في بغض عدو.وعلينا أن نتذكر قول ربنالا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا , إعدلوا هو أقرب للتقوى) .
17- إن صديقك الذي يبتسم لك في كل الأحوال ليس ممن يوثق بصداقته لأنه لا يصلح أن يكون مرآتك.وهو إما جاهل أو متهور في ميوله وأهوائه,وإما منافق ومخادع,ولذلك صدق من قال:" استبقاك من عاتبك وزهد فيك من استهان بشأنك".ولذلك علينا أن نفرح بمن ينصحنا ويصارحنا بعيوبنا أكثر مما نفرح بمن يمدحنا حتى ولو جاءتنا النصيحة والصراحة بطريقة غير مؤدبة في بعض الأحيان أو صدرت من صاحبها بنية سيئة.
18-كذب اللسان من فضول كذب القلب,ونادرا ما تجد إنسانا سليم القلب لكنه يكذب.فلا تأمن إذن الكاذب على ود ولا تثق منه بعهد,واهرب من وجهه الهرب كله.وأخوف ما يجب أن تخاف منه من خلطائك :الرجل الكاذب.
19- التواضع هو الأدب,والكبر هو سوء الأدب.وكثيرا ما يحسب الناس المتذلل المتملق الدنيء متواضعا,ويسمون الرجل إذا ارتفع بنفسه عن الدنايا وعرف حقيقة منـزلته من المجتمع الإنساني متكبرا,وفي هذا من الخطأ ما فيه.
20- ينبغي للعاقل – وهذا واجب شرعا – أن لا يحكم بما يبدو له من استرحام الباكي المتظلم وتشكيه وكثرة تلونه وتقلبه وبكائه,وكما يقول المثل الذي مفاده أنه:" إذا جاءك متظلم يشكوا شخصا ويدعي أنه فقأ له عينا فلا تحكم له بدون أن تسمع من الآخر فقد يكون الآخر مفقوء العينين معا".ومهما بدت لك الحقيقة واضحة جلية من خلال السماع من طرف واحد فاعلم أنك يمكن أن تكون واهما.وليس شرطا أن يكون الطرف الأول دوما كاذبا فقد يكون مخطئا فقط.وليس شرطا أن يكون الطرف الأول دوما سيئ النية,فقد تكون نيته حسنة.إنك لن تعرف– في كل الأحوال– الحقيقة كاملة غير منقوصة إلا من خلال السماع من الطرفين.
21-عليك أن تكتم سر كل من وثق بك وأن تفي لجميع من ائتمنك.كما عليك أن لا تفشي لأحد من إخوانك ولا من غيرهم من سرك ما يمكنك طيه بوجه من الوجوه,وإن كان أقرب الناس إليك.ولا تأتمن أحدا على شيء من أمرك تشفق عليه أن ينتشر إلا عند الضرورة,والضرورة تقدر بقدرها.
22- قال القائل:" لأن أبيت نائما وأصبح نادما أحب إلي من أن أبيت قائما وأصبح معجبا".فليحذر المؤمن ذلك, وليعلم أن الله يرضى عن تواضع عبده– ولو مع قلة العبادة– الذي يدل على تمام عبوديته له ,ولا يرضى عن كثرة الطاعة إذا كانت متلبسة بالكبر الذي هو من صفات إبليس والعياذ بالله.
23- قال الشافعي رضي الله عنه :" وددت إذا ناظرت أحدا أن يظهر الله الحق على يده,ووددت أن الخلق تعلموا هذا العلم على أن لا ينسب إلي منه حرف واحد,ووددت أن كل علم يعلمه الناس أؤجر عليه ولا يحمدوني قط.ما ناظرت أحدا على الغلبة".
24- قيل :"من كثر نومه فلا يطمع في رقة قلبه ومن كثر أكله فلا يطمع في قيام الليل,ومن اختار صحبة ظالم فلا يطمع في استقامة الدين,ومن كانت الغيبة والكذب دأبه فلا يطمع أن يخرج من الدنيا مع الإيمان والعياذ بالله,ومن كثـر اختلاطه بالناس فلا يطمع في حلاوة العبادة".
25-قال عبد صالح"كن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول,إني ندمت على الكلام مرارا ولم أندم على الصمت مرة واحدة".والحديث هنا عام لأن الكلام:- قد يكون حراما في موضع كالغيبة والنميمة والسخرية والاستهزاء والكلام الفاحش ومدح الظلمة والفساق والفجار ...وقد يكون من أوجب الواجبات في موضع آخر كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و ...وقد يكون لغوا لا فائدة منه والابتعاد عنه أو التقليل منه أولى,وقد يكون بالحلال:هو جائز أو مستحب إلا أن يبالغ المسلم في ذلك.
26-حاول في تعاملك مع الناس أن لا تثق بهم أو بأحد منهم الثقة المطلقة,لأنه لا أحد منهم معصوم مادام ليس نبيا ولا رسولا,وحاول أن تتمنى الخير منهم وتتوقع منهم الشر,حتى إذا جاءك الشر من أحدهم كانت الصدمة عليك أخف.
27- "إياك وعزة الغضب,فإنها تفضي بك إلى ذلت الاعتذار".نعم إن الاعتراف بالخطأ فضيلة,والاعتذار عن الخطأ خير من التمادي فيه,ولكن الأحسن من كل ذلك هو تحكمنا في أنفسنا عند الغضب.ولنذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلمليس الشديد بالصرعة,إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب).
28-قيل:" أول العلم الصمت,والثاني الاستماع,والثالث الحفظ,والرابع العمل به,والخامس نشره".
29- قيل : انقسمت كلمة (لا إله إلا الله ) بين الظالم والمظلوم فمع الظالم ( لا إله ) ومع المظلوم ( إلا الله ).والله قد يتساهل مع من قصر في حقوقه هو سبحانه,لكنه يتشدد عادة مع من ظلم واستبد وطغى وتكبر وتجبر.ومن سنة الله في خلقه أن الظالم يعاقبه الله غالبا في الدنيا قبل عذاب الآخرة بطريقة أو بأخرى,ماديا أو معنويا (ولا يظلم ربك أحدا).
30- إن الشعوب الأوروبية كما يقول الشيخ محمد الغزالي – رحمه الله – لا تنتشر فيها معاصي القلوب كالغيرة والحسد وسوء الظن والكبر والحقد و...بقدر ما تنتشر فيها معاصي الجوارح مثل الزنا والسرقة وشرب الخمر والكذب و...ومعاصي القلوب أخطر من معاصي الجوارح,كما أن سهولة التخلص من الثانية أعظم من سهولة التخلص من الأولى,فلننـتبه!.
31- إن الله يمهل ولا يهمل,حتى إذا فاض الإناء فضح وآلم,وهذا ما أشار إليه عمر ابن الخطاب رضي الله عنه عندما استغاثت به امرأة قائلة:" يا أمير المؤمنين ابني سرق,وهذه أول مرة",فقال لها:"كذبت إن الله لا يفضح لأول مرة".نعم إن الله يستر كثيرا حتى إذا توقح العبد وتبجح جره سوء أدبه إلى مصيره.وناذرا ما يفتضح أمرُ شخص أمام الناس بمجرد ارتكابه للمخالفة للمرة الأولى.
32-عامل الناس بالحسنى وأنت في طريق الصعود,لأنك سوف تقابلهم وأنت في طريقك إلى تحت.أما إذا ظننت أن الدنيا تثبت لك على حال واحدة فأنت واهم.وإذا ظننت أن الحياة تبقى تضحك لك باستمرار فأنت مخدوع,وإذا ظننت أن الحال الطيبة تدوم لك إلى مالا نهاية فأنت مخطئ ولم تعرف بعد حقيقة الدنيا"الدنية".
33-من أركان العظمة أن يجعل الرجل مآربه من الدنيا في أضيق نطاق مستطاع وأن يجعل تعلقه بالآخرة أكبر بكثير من تعلقه بالدنيا.إن هذا الرجل يعيي عدوه بذلك الاستعفاف أو الاستغناء.
34-قال الشيخ الغزالي رحمه الله:"تربية اللحية من سنن الفطرة,وتربية النفس من أركان الإيمان,ماذا على المرء لو أحسن الشكل والموضوع".أما إذا لم يستطع الجمع فالاهتمام بتربية النفس أولى.ومن المضحكات المبكيات معا أن ترى شابا يهتم إلى حد المبالغة بكيفية وضع اليدين على الصدر عند القبض في الصلاة مثلا ثم تراه عاقا لوالديه.إن مثل هذا ليس بعيدا عمن زنى وعزل ماءه عمن زنى بها,فلما سئل:"لماذا العزل ؟!"قال:"سمعت أن العزل مكروه !".
35-قيل:"إن الأجرب عندما يرتدي ثوبا غاليا جميلا قد يستر علته حينا,لكن ذلك لا يشفي سقامه.وهكذا نرى الذين يؤدون مراسيم العبادات ولا يهذبون أنفسهم".ما أكثر ما تجد في الحياة من يعرف عن نفسه بأنه ساقط هابط– أكرمكم الله – عند الله وعند الناس,ومع ذلك تجده يفرح عندما يذكره أحد الناس المتملقيـن أو الجاهلين بخير.(إما لأنهم مازالوا لا يعرفونه أو لأنهم يطمعون فيه أو يخافون منه).يجب أن نعلم أن المستقيم ستظهر حقيقته وسيحبه الناس ولو بعد حيـن,وأن المنحرف سيظهر انحرافه وسيبغضه الناس ولو بعد حين.كما يجب أن نعلم أن رضا الله ليس أبدا مرتبطا بالمشهور أو المغمور,فقد يرضى الله عن شخص لا يعرفه أحد ما دام مؤمنا وصالحا,وقد يبغض الله شخصا تسمع به الدنيا كلها لأنه عاص وجاحد لفضل الله عليه.
36- قال عبد الله ابن مسعود:" لا يقلدن أحدكم دينه رجلا(حيا),فإن آمن آمن,وإن كفر كفر.وإن كنتم لابد مقتدين فاقتدوا بالميت فإن الحي لا تؤمن معه الفتنة".
37-قيل:"من جاءك بالحق فاقبل منه وإن كان بعيدا بغيضا,ومن جاءك بالباطل فاردد عليه وإن كان حبيبا قريبا".لأن الحق يبقى حقا مهما كانت الفم التي خرج منها ومهما كانت نية القائل وكانت جنسيته,وكذلك أمر الباطل.
38- وقيل :"أُطلب قلبك في ثلاث مواطن:عند سماع القرآن,وفي مجالس الذكر,وفي أوقات الخلوة,فإن لم تجده في هذه المواطن فسل الله أن يمن عليك بقلب,فإنه لا قلب لك".
39- قال ابن تيمية رحمه الله :"أركان الكفر(التي يمكن أن تؤدي إلى الكفر) أربعة:الكبر والحسد والغضب والشهوة".
فالكبر يمنع صاحبه الانقياد,والحسد يمنعه قبول النصيحة وبذلها,والغضب يمنعه العدل,والشهوة تمنعه التفرغ للعبادة.فمن فتح هذه الأربعة على نفسه يكون قد فتح أبواب الشرور كلها على نفسه إن عاجلا أو آجلا.
40-إن الرجل هو الذي يأتي بالمال وليس بالعكس,وإن ضاع المال فإنه من المحتمل أن يستعيذ الرجل مركزه المالي. ولكن إن ضاع الرجل فمن سيأتي عندئذ بالمال؟!.ولذلك أمرنا - شرعا – أن نطلب قضاء الحاجات بعزة النفس وأن لا نذل أنفسنا أبدا من أجل المال.
41-السعيد من أنِست نفسه بالفضائل والطاعات,والشقي من نفرت نفسه منها,وليس هاهنا إلا صون الله وحفظه. ولذلك يستحب للمؤمن أن يدعوا دوما:"اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا,وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين".
42-من أساء إلى أهله وجيرانه وأقاربه فهو أسقطهم ومن كافأ من أساء إليه منهم وقابل السيئة بمثلها فهو مثلهم (وإن جاز شرعا أن يرد على السيئة بمثلها),ومن لم يكافئهم بإساءتهم وقابل السيئة بالحسنة فهو سيدهم وخيرهم وأفضلهم. ولقد نصحتُ ومازلت أنصحُ نفسي ثم الناس كل الناس– رجالا ونساء كبارا وصغارا-:
*بأن نفعل الخير فيمن فعل بنا ومعنا الشر.
*بأن نفعل الخير فيمن يدو بأنه لا يستحق منا خيرا.
*بأن نفعل الخير فيمن لم يصنع معنا خيرا.صحيح أن هذا صعب وصعب جدا ,لكن صحيح كذلك أن في هذا السلوك الخير الكثير عند الله يوم القيامة ثم الراحة الكبيرة عند الشخص في الدنيا,ثم محبة الناس له ولو جاءت بعد حين.
43-أنظر في المال والصحة والجمال والديار والسيارات واللباس والفراش والغطاء...وغير ذلك من متاع الدنيا , إلى من هو دونك.وانظر في الدين والأدب والأخلاق والأمانة والعلم والفضائل و... إلى من هو فوقك.إذا فعلت ذلك عشت سعيدا هنيء البال مرتاح الضمير بإذن الله.
44-أول من يزهد في الغادر من غدر الغادرُ من أجله,وأول من يمقت شاهد الزور من شهد له,وأول من تهون الزانية عنده وفي عينـيه الذي زنى بها,فاعتبروا يا أولي الألباب.
45- لا تجب عن كلام نُـقِل إليك عن قائل حتى توقن أنه قاله بالفعل.
46- ثق بالمتدين وإن كان على غير دينك ولا تثق بالمستخف بالدين والأنبياء والله وإن أظهر أن على دينك.والقاعدة العامة تقول بأن المنافق جعله الله في الدرك الأسفل من النار في الآخرة,وبالمثل فإن المنافق– كالذي يظهر أنه على دينك وهو في حقيقة الأمر مستخف به وبأهله– هو أخبث الناس في الدنيا وأقلهم أمنا وأمانا.
47- قال بعضهم :" لم أر لإبليس أصيد ولا أقبح ولا أحمق من كلمتين ألقاهما على ألسنة دعاته:- أحدهما اعتذار من أساء فقط لأن فلانا أساء قبله– والثانية استسهال الإنسان أن يسيء اليوم لا لشيء إلى لأنه أساء بالأمس".
48- الإهمال والتكاسل والتهاون ولو لساعة واحدة قد يؤدي إلى إفساد نتيجة الرياضة والجد والاجتهاد الذي ربما دام سنة كاملة,فلننتبه إلى ذلك.
49- سوء الظن ليس دوما عيبا.إنه لا يكون عيبا إلا إذا أدى بصاحبه إلى ما لا يحل في الديانة أو يقبح في المعاملة وإلا فهو حزم,والحزم فضيلة.
50- لقد أبلغ في ذمك من مدحك بما ليس فيك لأنه نبه على نقصك,فلا تفرح إذن لمن فعل معك ذلك.وأبلغ في مدحك من ذمك بما ليس فيك لأنه نبه على فضلك وزاد بإذن الله من حسناتك فلا تحزن إذن لذلك.والمرأة معنية بهذه النصيحة اكثر من الرجل لأن المرأة تعشق المديح وتبالغ في الخوف والحزن من ذمها ولو بما ليس فيها.
51-افرح إذا كان فيك ما تستحق به المدح,سواء مدحت به أم لم تمدح.واحزن إذا كان فيك ما تستحق به الذم سواء ذممت به أم لم تذم.
52- الناس في بعض أخلاقهم على مراتب:
*فطائفة تمدح في الوجه وتذم في الغياب وهم أهل النفاق,وهذا خلق فاش ومنتشر في الناس غالب عليهم للأسف الشديد.
*وطائفة تذم في المشهد والمغيب في نفس الوقت,وهم أهل السلاطة والوقاحة من العيابين.
*وطائفة تمدح في الوجه والمغيب في نفس الوقت وهم أهل السخف.
*وطائفة تمسك في المشهد وتذم في المغيب وهم العيابون والمبرؤون من النفاق والوقاحة.
*وأما أهل الفضل فيمسكون عن المدح والذم في المشاهدة ويثنون بالخير في المغيب,أو على الأقل يمسكون عن الذم.
*وأما أهل السلامة فيمسكون عن المدح وعن الذم في المشهد والمغيب.ومن كل أهل هذه الصفات قد شاهدنا وبلونا وسنبقى نشاهد ونبلوا كما قال بعض العلماء.
53-صدق من قال:" إن العاقل في الدنيا متعب ومستريح.فأما تعبه ففيما يرى من انتشار الباطل وغلبة دولته وبما يحال بينه وبين إظهار الحق.أما راحته فمن كل ما يهتم به سائر الناس من فضول الدنيا ومتاعها الزائل".
54-لكل واحد من الناس طبائعه الحسنة والسيئة.أما الطبائع السيئة فينصح بالتخلي عنها أو الحد منها على الأقل,فإذا عمل بالنصيحة فبها ونعمت وإلا فلا حرج ما لم يكن ذلك محرما.أما إذا كان من الطبائع السيئة معصية فلابد أن يتخلى عنها صاحبها إن عاجلا أو آجلا وإلا فهو آثم ملوم.
55-أشد الناس استعظاما للعيوب بلسانه هو أشدهم استسهالا لها بفعله.ولكن هذا ليس صحيحا في كل الأحوال,ولا أقول كذلك بأنه صحيح في أغلب الأحوال.ولكنني بأقول أنه صحيح وواقع في كثير من الأحيان.وهذا الكلام ينطبق على المتدينين كما ينطبق على غيرهم.وعلى سبيل المثال فإن المتدينين المتعصبين تجدهم في الكثير من الأحيان يشددون بالقول على أنفسهم وعلى الناس في مسائل تساهل العلماء فيها,وفي المقابل:
-نجدهم متساهلين في التطبيق مع أنفسهم في نفس المسائل,كمن ينادي ويشدد المناداة بحرمة التصوير غير المجسم الذي ذهب أغلب الفقهاء إلى جوازه,ثم قد تجده يتفرج خفية عن الناس من خلال التلفزيون على عورات النساء الأجنبيات وعلى الأفلام الجنسية الفاضحة والساقطة ...
-كما نجدهم متساهلين في التطبيق مع أنفسهم في مسائل أخرى كمن يتشدد مع من تشدد من العلماء في تحريم السماع إلى الموسيقى-مهما كانت هادئة وبعيدة عن الكلام الذي لا يليق-الذي قال كثير من العلماء بجوازه,ثم تجده مثلا يلعب القمار والميسر مرة في السر ومرة في العلانية!!.
56- ليس بأخيك من احتجت إلى مداراته,وليس بصاحبك من تحفظت منه,وليس بصديقك من تكلفت له.
57-الفلسفة الحقيقية لا تدرس وإن جامعتها الحياة وأن أستاذها الزمن.وعين الفلسفة وحقيقتها هو تفهمنا للحياة كما هي ورضانا بالنصيب الضئيل منها دون تبرم أو تشكي وعملنا الدؤوب من أجل أن يكون غدنا أحسن من يومنا. ونتأسف كثيرا لبعض الناس المثقفين ثقافة عالية والحاملين لشهادات دراسية عليا والمختصين في فروع علمية مختلفة سواء كانت"الفلسفة" أو غيرها,الذين لا يكادون يفهمون شيئا من الحياة وكأن الزمن لم يعلمهم شيئا,ويصبح مستواه الثقافي وشهادته العلمية عندئذ حجـة عليه لا له لأن المثقف أو المتعلم إذا لم يعرف نفسه والحياة والكون المحيط به فهو لم يعلم ولم يتعلم شيئا حتى لو زعم أنه أعلم أهل الأرض.
58-الحقيقة جوهرة ثمينة يجب أن تبرز وأما النفس وشهواتها وأهواؤها فشيء تافه,ولا يحق لهذه النفس أن تقف حجرة عثرة في طريق الحقيقة.ومهما حاول بعض الناس- حكاما ومحكومين- أن يخفوا الحقيقة أو وجها من وجوهها عن بعض الناس أو عن كل الناس فلن يستطيعوا مهما أوتوا من قوة ومن سلطان ومن علم,ومهما تعاونت معهم شياطين الإنس والجن.إن الحقيقة سيظهرها الله حتما وسيكشف عن الوجه الكالح لمن أرادوا إخفائها إن عاجلا أو آجلا,بطريقة أو بأخرى."والتاريخ لا يرحم"كما يقولون فاعتبروا يا أولي الأبصار.
59-العامية قبل كل شيء هي لغة الجهل وليست بلغة الثقافة ولا لغة الغنى واليسار كما يقول البعض من أعداء اللغة العربية الفصحى الذين يخافون أن يكشفوا عن هذا العداء أمام الناس خوفا من الفضيحة والانتقام.لذا فإننا إذا عطفنا على العامية فإننا نعطف على الجهل ونستبقيه ونستزيده.ونحن لا ولن نـخفف من وطأة الفقر ذرة واحدة بتغليب عبارات الجهالة على العبارات التي تصاغ بها آراء المتعلمين والمهذبين.إنما علاج مشكلة الفقراء والبسطاء من الناس أن يرفع مستوى تفكيرهم وتعليمهم وتهذيبهم أولا,ثم يرتفع بشكل تلقائي وعفوي بإذن الله مستواهم المعيشي والاقتصادي.
60- يجب أن نفرق بين اللغة الفصحى التي "يفهمها كل العرب" واللغة الصعبة التي لا تفهمها إلا الأقلية,إذ ليس كل فصيح صعبا ولا كل عامي ركيك سهلا على سامعيه.وكذلك يجب أن نذكر أن العظات إنما تتلقى بالخشوع والتوقير ,ولا يتم ذلك كما ينبغي إلا بالحديث باللغة الفصحى مهما كانت بسيطة.وإذا اعتذر البعض من دعاة العامية من الإعلاميين أو السياسيين عن محاولاتهم لنشرها بالقوة أو بالطرق السلمية بأن :"الجمهور عايز كذه"كما يقول إخواننا المصريون,فإنهم واهمون أو كاذبون:
*لأن أغلبية الجمهور في الجزائر أو في بقية بلدان العالم العربي الإسلامي يريدون الفصحى حتى ولو لم يفهموها تماما في البداية,إنهم يريدونها لأنها تجمع كل العرب ولأنها لغة القرآن,ولأنها لغة أهل الجنة.
*ومع ذلك حتى لو أراد الجمهور العامية,فالواجب علينا أن نرفعه إلى الأعلى لا أن ننـزل نحن إليه.
61-قال القائل:قيل لي:"استر ما ستر الله عليك"وأنا أقول أن هذا القول لا ينطبق على حالي لأنه جاء في مجال من اقترف ما يغضب الله,وما أراني حاولت أن أغضب الله عامدا,إني أريد أن يكون كل إنسان عرفني أو قرأ عني على بينة من حقيقتي,فلا يـبـخسني حقي ولا يعطيني من القيمة أكثر مما أستحق,فذلك أضمن للثقة وترسيخ التعاون.وهذه النصيحة أنصح أن يَعمل بها مع الناس كل من يحس أن الناس أعطوه من القيمة أكثر مما يستحق أو يحس في نفسه نوعا من الكبر أو من الإعجاب بالنفس,فيذكر عندئذ لبعض الناس جزءا مما يعرفه هو فقط عن نفسه مما لا يكون معصية أو حراما حتى يصغر من جديد في نفسه وينظر إليها على حقيقتها.
62-إذا أردت أن تشيع خبرا بين الناس وبسرعة البرق,فقل لمن تهمس له بذلك الخبر أن يحفظه وأن لا يذيعه,خاصة إذا كان امرأة لأن المرأة والسر خطان يكادان يكونان متوازيين لا يلتقيان أبدا.
63- قيل :خمسة مواضع يجب السكوت فيها,والكلام وقتها ضرب من الحماقة وسوء التصرف:
الأول : عندما ينطق العلماء وأصحاب الإختصاص .
الثاني : عندما يغضب الشخص غضبا عارما.
الثالث : عندما ينصح الأب ولده أو ينتقده أو..
الرابع : عندما تحدث مشكلة مفاجئة غير متوقعة...والمطلوب التفكير في الحل.
الخامس : عندما يرى المرء مشهدا غريبا قليل الحدوث,والمطلوب تركيز المشاهدة هنا لأنه حكمة وتـمـعن.
64-من فوائد حرمان العبد من بعض نعم الله :
- تواضع العبد مع غيره من الناس .
- تواضع العبد لله .
- معرفة العبد لقيمة النعمة المحروم منها .
- سعي العبد لاكتساب ما حرم منه من جديد بالطرق الشرعية الممكنة .
- استفادة العبد من نعم أخرى في مقابل حرمانه من نعمة من النعم.
65- قال أحد الصالحين :" يا ابن آدم لم تحسد أخاك فإن كان الذي أعطاه لكرامته عليك فلم تحسد من أكرمه الله ,وإن كان غير ذلك فلم تحسد من مصيره النار" .
66- إن قليلا من البحث يؤدي إلى الإلحاد أو الشك أو التردد ,ولكن الكثير من البحث يرد الملحد إلى الله ويزيل الشك والتردد . وبالمناسبة أقول بان الجهل في بعض الأحيان أحسن من نصف العلم ,والشواهد على ذلك كثيرة جدا يمكن أن نذكر منها حالة البعض من الشباب المتدين الذي يقرأ عددا محدودا من الكتب الدينية لعلماء معينين ثم يأتيك فينكر عليك فعل كذا أو فعل كذا ,فإذا أخبرته بأنك تقول بما قال به الكثير من العلماء , قال بكل بساطة ساخرا ومستهزئا :" إنهم يخرفون إنهم ضالون ومنحرفون إنهم جاهلون ...".ماذا يمكن أن نقول عن مثل هذا الشاب ؟.أهو متعلم ؟! لا والله لا يمكن لمتعلم أن يسيء الأدب مع العلماء بهذا الشكل.
67- من آداب الضيف أن لا يسال صاحب المنزل عن شيء من داره سوى القبلة وموضع قضاء الحاجة,وأن لا يتطلع إلى ناحية الحريم والنساء.
68- لو اشتريت شيئا من السوق وقال لك صاحبه قبل الشراء:"ذقه وأنت في حل" فلا تأكل منه,لأن إذنه بالأكل هو من أجل الشراء (والاحتمال كبير جدا في أن لا يسمح لك بالأكل لو يتأكد 100 % بأنك لن تشتري منه) ,فربما لا يقع بينكما الشراء فيكون ذلك الأكل شبهة.والمطلوب من المؤمن شرعا أن يتقي الشبهات ما استطاع.
69- إذا كنت تدفع ابنتك للعمل من أجل أنها يجب أن تفيد وتستفيد ,فهذا منطق سليم,وأما إذا كنت تدفعها للعمل من أجل أن تساعدك وتساعد نفسها على كسب القوت فقط,فكن على حذر من أمرها – إذا كنت تخاف الله – لأن هذا قد يجعلها تدفع أشياء كثيرة (ربما كانت منها الشرف ) من أجل هذا الكسب.وساعتها ستمقت هذا القوت الذي أتت لك به وتمقت في نفس الوقت اليوم الذي كلفتها فيه وعولت عليها.
70- عجبا من أب يعاقب ابنته لأنه وجدها بصحبة شاب أجنبي عنها , ويفخر في المقابل بابنه كلما رآه بصحبة فتاة أجنبية عنه غير التي رآه معها سابقا...لماذا هذه الأنانية يا قوم ؟…لماذا هذه الأنانية يا رجال ؟...إن الله حرم الزنا على الرجال وعلى النساء بنفس الدرجةوالزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة )...ثم إن الإيمان الكامل يقتضي منا أن نحب لبنات الناس من العفة والشرف والكرامة والأدب والأخلاق والدين مثلما نحب لبناتنا.
71- الصبر على النوم أقل من الصبر عن الطعام.لذا فالواجب علينا أن نأخذ دوما نصيبنا الكافي من النوم بدون إسراف سواء من أجل تعمير الدنيا أو من أجل عبادة الله .
72- بمقدار ما ينسى الإنسان الله يقترب من الشيطان والعكس صحيح ,أي أننا نادرا ما نجد إنسانا تقيا محسنا مجاهدا لإبليس ذاكرا الله يتكبر.إن التكبر كله شر,لكن أعظم التكبر هو التكبر على الله بشكل أو بآخر.ومن مظاهر التكبر على الله :
- شخص يقول بأن القرآن من عند محمد صلى الله عليه وسلم وليس من عند الله .
- شخص يقول بأن محمد صلى الله عليه وسلم عبقري وليس رسولا ولا نبيا .
- شخص يقول بأن الله غير موجود والعياذ بالله .
- شخص تقول له:"قال الله" أو"قال الرسول"فيقول لك "قلت أنا".
- شخص تقول له :"قال العلماء"فيقول لك "قلت أنا".
73- أعظم لذة مادية وحسية على وجه الأرض - على الأقل بالنسبة للرجل – هي :" لذة الجماع"كما يقول الكثير من العلماء المسلمين ومن الأطباء ومن علماء النفس.لكن الذي لا شك فيه عند أي مؤمن أن اللذائد الروحية مثل الصلاة والذكر والدعاء وقراءة و...أعظم وأفضل بكثير من لذائد الدنيا المادية كلها.
74- عدو الإنسان الأول في الحياة هو الهم وهدفه الأول في الحياة هو القضاء على هذا العدو.ولا شيء يحقق هذا الهدف إلا الانحياز إلى ما من شأنه أن يرضي الله عنا بالأقوال وبالأفعال,وأن يقوي صلتنا به سبحانه وتعالى.وإذا ذهب امرؤ يطلب طرد الهم بغير ذلك كان كمن يصرخ في واد أو ينفخ في رماد.
75- التمسك بالحق والثبات عليه هو الفضيلة الكبرى,وما أتفه الإنسان الذي لا مبدأ له في الحياة والذي يعيش دوما مع القوي مهما كان مجردا عن أي حق,وعلى الضد منه ما أعظم الذي يعيش دائما مع الحق مهما كان ولو كان مجردا من أية قوة . شتان شتان بين هذا وذاك.
76- قال بن حزم رحمه الله:"ينبغي للحكيم أن يصون جسمه بماله,ونفسه بجسمه,وعرضه بنفسه ,ودينه بعرضه,ولا يصون بدينه شيئا أصلا".
77-وقال كذلك :"من قرر أنه يسلم من شر الناس وعيبهم فهو مجنون ومن حقق النظر وراض نفسه على السكون إلى الحقائق إن آلمته في أول صدمة,كان اغتباطه (فرحه) بذم الناس إياه أشد وأكثر من اغتباطه بمدحهم إياه".
78-الغضب المحمود بين:
-إفراط فيه مذموم يجر صاحبه إلى التهور واقتحام الفواحش.
-وتفريط فيه مذموم يجره إلى ضعف الغيرة وخسة النفس في احتمال الذل والضيم في غير محله.
79- قيل :"مكتوب في الإنجيل : من استغفر لمن ظلمه فقد هزم الشيطان". والشرع وإن كان يجيز لنا أن لا نسمح لمن ظلمنا وأن نطالب بحقنا منه في الدنيا فإن لم نأخذه يكون من حقنا أن نطالب به في الآخرة,فإن الشرع حبب إلينا رغم ذلك أن نسمح لظالمنا وأن نعفو عنه دنيا وآخرة . وقد كنت أقول في فترة ماضية (منذ أكثر من 20 سنة ):" اللهم إني أطالب بحقي من عشرات ومئات وآلاف الدعاة ظلموني ظلما مؤكدا 100 % ,أطالب بحقي منهم في الدنيا أو في الآخرة كما أطالب بحقي من كثير من الناس ظلموني خلال حياتي الماضية"(أقارب وجيران وأصدقاء وأشخاص في مجال التعليم و...) لكنني والحمد لله– أصبحت أقول من بضع سنوات,وأنا أعي تماما ما أقول:" اللهم يا رب إنني أشهدك شهادة حق بأنني سمحت وعفوت عن كل من اعتدى علي كبيرا أو صغيرا,رجلا أو امرأة,بقول أو بفعل في الماضي القريب أو البعيد".ولا أستثني من ذلك إلا رجالا من السلطة بدا لي بأنهم أرادوا إيذاء الدين بإيذائي في السجن مرتين ( مرة فيما بين 81 و ماي 84 ,والمرة الثانية فيما بين أكتوبر 85 و جانفي 86 م) فهؤلاء لن أسمح لهم إلا إذا هداهم الله وتابوا مما فعلوا ولو بينهم وبين ربهم سبحانه وتعالى.
80-منشأ جميع أنواع الحسد المذموم : حب الدنيا ,فإن الدنيا هي التي تضيق على المتزاحمين ,أما الآخرة فلا ضيق فيها .
81- قال رجل لعمر بن عبد العزيز:إنه كان يقال:" إن استطعت أن تكون عالما فكن عالما,فإن لم تستطع فكن متعلما,فإن لم تستطع فأحبهم,فإن لم تستطع فلا تبغضهم" ,فقال عمر:"سبحان الله لقد جعل الله لنا مخرجا".
82- خير الإخوان والأعوان أقلهم مداهنة في النصيحة,وخير الأعمال أحمدها عاقبة,وخير النساء الموافقة لبعلها أو (زوجها) ,وخير الثناء أو (المدح)ما كان على أفواه الأخيار,وخير الأخلاق أعونها على البر والخوف من الله .
83- صحبة الأشرار منهي عنها شرعا وعرفا لعدة أسباب منها:
- أن المصاحب يمكن جدا أن يتأثر التأثر السيئ بمن يصاحب.
- أن هذه الصحبة ربما أورثت أصحابها سوء الظن بالأخيار.
84-قيل في أشياء بأنه ليس لها ثبات ولا بقاء:
*ظل الغمامة في الصيف . *خلة ومصاحبة الأشرار. *البناء على غير أساس.
*النبأ والخبر الكاذب. *المال الكثير.
85-يقال :أربعة أشياء لا يستقل قليلها (لأن هذا القليل قد يكون وحده مدمرا ) :
-النار لأن شرارة بسيطة يمكن أن تحرق مدينة بكاملها.
-المرض لأن صاحبه إذا تهاون في علاجه قد يصبح أخطر.وقد يكون العلاج اليوم ممكنا ثم يصبح غدا غير ممكن.والتكاسل في العلاج قد يؤدي إلى الموت.
-والعدو لأن الاستهانة بقليله قد يؤدي إلى عدم الاستعداد الكافي له ومن ثم إلى الهزيمة في النهاية.
-وأخيرا الدين الذي كان النبي صلى الله عيه وسلم يستعيذ بالله من غلبته فإياك والدين ثم إياك والدين إلا إن اضطررت إلى ذلك
86- قال العلماء : إذا دخل قلب الصديق من صديقه ريبة,فليأخذ بالحزم في التحفظ منه,وليتفقد ذلك في نظرته وحركاته وسكناتـه.فإذا كان ما يظـن حقا فقد ظفر بالسلامة,فإن كان باطلا ظفر بالحزم ولم يضره ذلك بشيء .
87-العالم هو الوارث الحقيقي للرسول صلى الله عليه وسلم,وعليه هو بدوره أن يورث العلم لغيره. ومن كمال اقتداء العالم بالرسول هو أن لا يخلف الدنيا كما لم يخلفها الرسول صلى الله عليه وسلم.وإذا خلف العالم دنيا لا يجوز أن يكون اكتسابه لها على حساب دينه أو تربية أولاده أو …
88- التنظيم قامت عليه السماوات والأرض ,وهو اقتصاد في الوقت والجهد والمال وفي مجهود الأعصاب.كن إذن دائما منظما في حياتك تعش مرتاح البال وتنل رضى الله قبل ذلك بإذن الله .
89- الذين يتعلقون باللغات الأجنبية ينزعون (يميلون) إلى أهلها كثيرا (ولا أقول دائما) بطبيعة هذا التعلق ."وليس في العالم –ـ كما قال بعض العلماء ـ أمة عزيزة الجانب تقدم لغة غيرها على لغة نفسها".
90- قيل ثلاثة أرواح لا تصلح روح الإنسان إلى بها :
* روح الطبيعة في جمالها . *روح المعبد في طهارته. *روح القبر في موعظته.
91- قال الرافعي في كتابه العظيم"وحي القلم" :"كن جاهلا أحيانا,ولكن مثل الجهل الذي يصنع لوجه الطفل بشاشة دائمة ,وهذا الجهل هو أكبر علامة للشعور الدقيق المرهف,ولولاه لهلك الأنبياء والعلماء والشعراء غما وكمدا.إن الروح الكبيرة هي في حقيقتها الطفل الملائكي".
92- يجب أن يحكم العقل والمنطق جميع أقوالنا لأن الله ما فضلنا على الحيوان إلا بالعقل,لكن للأسف الشديد نحن نلاحظ أن الكثير من الناس أبعد ما يكونون في حياتهم عن مقتضيات عقولهم مهما كانوا مثقفين.ولا أبالغ إذا قلت بأن المجلدات الكبيرة لا تكفي لتسجيل الأمثلة التي لا تعد ولا تحصى على ذلك.وهذه أمثلة بسيطة يقاس عليها غيرها :
- التلميذ الذي لا يؤدي واجبه في الكثير من الأحيان بدون أي عذر , ثم في مرة من المرات يسأله المعلم:" لماذا لم تؤد واجبك ؟",فيجيب :" لأنني كنت مريضا بالأمس".
-أو المرأة التي تقول لك بأنها مريضة جدا وأن الطبيب لم ينفعها,فتسألها:"ما بك ؟" ,فتقول : لقد أخبرني الطالب الفلاني
( سواء كان دجالا أو ساحرا ) بأن زوجها متزوج بامرأة ثانية (طبعا بدون أن يقدم لها أي دليل على ما يقول لأن ليس له دليل ).
-والأستاذ الدكتور الذي يقول لك بأن "بوضياف" (الرئيس الجزائري السابق) رحمه الله قتله شخص واحد متدين اسمه"بو معرافي"فتقول له:"من أين لك ذلك ؟".فيخبرك بأن التلفزيون هو الذي قال ذلك.
قولوا لي بالله عليكم أيها العقال:أين العقل والمنطق عند ذلك التلميذ وعند هذه المرأة وعند هذا الأستاذ ؟!...
93- من المتناقضات في عالم الناس أن الإنسان يهتم في الكثير من الأحيان بالنتائج التي تكفل الله بها,ويهمل بذلك الجهد الكافي من أجل تقديم الأسباب المطلوبة منه أصلا.
94-يا ليت الناس يتعلمون من أطباء أو من كتب كتبها الأطباء لا من جهلة يكذبون على الناس من أجل أن تروج سلعتهم .ومن ضمن ما يجب أن يتعلمه الناس: القواعد الصحية في التغذية,وكذلك الفوائد الأساسية في كل غذاء من الأغذية المشهورة كوقاية من الأمراض أو كتقوية للبدن أو كعلاج لكثير من الأمراض التي تعالج بالغذاء أكثر مـما تعالج بالدواء,وكذا المبادئ الأساسية في طب الأعشاب.
95- الله طلب منا أن نقول التي هي أحسن ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.إن في ذلك الأجر من الله ثم الأثر الطيب في نفس من تحدثه.أنظر إلى المرأة التي تقول لزوجها:"أسأل الله أن يحييني لأخدمك بعد أن تموت كما خدمتك يا زوجي وأنت حي ..." والأخرى التي تقول له:" أسأل الله أن يميتك قبل أن أموت أنا".إن المعنى واحد في الكلمتين,لكن الأولى قالت التي هي أحسن ,وأما الثانية فقالت ما هو سيئ .
96- لو كان ما لا ندركه بالحواس غير موجود لكنا جميعا مجانين لأننا لا نرى ولا نسمع ولا...عقولنا.
97- قلل من لوم الناس ما استطعت:
-لأنك قد تلومهم على شيء أنت تفعله.
-ولأنك قد تنشغل بهم وتنسى نفسك.
– ولأنك إذا فعلت ذلك قد تجد نفسك مع الوقت وقد انقلب كل أصدقائك أعداء .
-ولأنك ...
98- الناس يحبون فطرة المديح والظهور,فحاول أن تشبع عندهم هذه الرغبة بعيدا بطبيعة الحال عن المداهنة ومع مراعاة الصدق,وبشرط أن لا يؤدي ذلك منك إلى إعجاب الطرف الآخر بنفسه.
99-السعادة الحقيقية لن تحصل عليها بخدمتك لنفسك – ماديا –,بل لن تحصل عليها إلا بخدمتك لغيرك والإحسان إليهم.
100- "ناد الناس بأسمائهم تكسب مودتهم".وليجرب الأستاذ مثلا وليناد تلميذا باسمه وليناد تلميذا آخر ب"تعال أنت" وليلاحظ الفرق الواضح بين سرور الأول ولا مبالاة الثاني أو استيائه.
101- حاول أن تتحدث فيما يحب الآخر أن تتحدث معه فيه بدون أن توقع نفسك في الحرام,وليجرب الزوج مثلا مع زوجته وليتحدث معها بين الحين والآخر في المواضيع التي تتحدث النساء عنها عادةمال ,زينة,جمال ,لباس ,فراش ,غطاء ,أثاث ,دور ,سيارات ,زواج ,طلاق ,عطور ,غناء ,رقص ,أولاد ,زيارات ,أخبار الناس ...),ولينظر إلى الأثر الطيب الذي يتركه ذلك واضحا على وجهها وكذا على سلوكها بعد ذلك معه.
102-ما أحوج الإنسان إلى لحظات يقضيها بين الحين والحين في أحضان الطبيعة بعيدا عن ضجيج القرية أو المدينة.إن في ذلك من الفوائد ما فيه.
103-حاول أن تفعل خيرا بالفعل,فإن لم تستطع فبالقول,فإن لم تستطع فبالفرح بفعل من فعل الخير ,فإن لم تستطع فبالحزن على عدم القدرة على فعل الخير.
104-يجب أن يكون شعارنا في الحياة :"نأكل لنعيش لكننا نعيش لنعبد الله " . أما من يعيش ليأكل فقط فهو حيوان".
105- اعلم يا ابن آدم أن قيمتك في قلبك وعلمك لا في مالك وجيبك حتى ولو قال بعض الناس خلاف هذا.ولا تنظر إلى من هو أكبر منك إلا من هو أكثر منك طاعة لله.لقد سمعت في يوم من الأيام من شخص أعرفه (مثقف ثقاة عالية ) سمعته يقول:"لقد جلست بالأمس في وليمة عرس مع غنيين فأحسست أنني بجانبهما لا أساوي شيئا".سبحان الله...هل هذا مثقف أم جاهل ؟…
106- من مظاهر شقاء الغنـي أنه يظن الناس يحبونه لماله فقط,ولولا ماله ما أحبوه,أما الفقير فإنه يعرف بأن الناس إذا أحبوه فلخصاله الطيبة ليس إلا.وما أبعد الفرق بين حال هذا وحال ذلك !...
107- اعرف نفسك أولا قبل أن تحاول معرفة غيرك خاصة بالخلوة معها ومحاسبتها.وما أكثر الناس الذين ماتوا وقد جاوزوا الستين أو السبعين ولم يعرفوا أنفسهم.
108- بقدر تقدم الإنسان في السن بقدر زيادة تعلقـه بماضيه,فلا تلومـن إذن الشيخ الكبير إذا سمعته يكثر من الحديث عن الماضي القريب والبعيد بمناسبة وبدون مناسبة.
109- الكثير مما نظن أنه واقع بالفعل في هذه الدنيا هو ليس واقعا في الحقيقة , وإنما هو تصورات خاطئة للإنسان عن هذا الواقع .
110- الغاية الحقيقية هي التي ليس لها بعد وليس بعدها شيء ,ألا وهي الجنة.فمن كان عاملا فليعمل لها أولا وقبل كل شيء .والغريب أنه ما من شهوة من شهوات الدنيا وما من لذة من لذات الدنيا إلا وهي ناقصة و مشوبة بما لا يسر,وكأن الله جعلها كذلك من أجل أن يتعلق الإنسان المؤمن بالشهوات التامة واللذات الخالصة التي لا تكون إلا في الجنة,نسأل الله أن نكون من أهلها.
111- الله يبتلي بالخير وبالشر ,والصبر على الابتلاء بالخير أصعب من الصبر على الابتلاء بالشر والصابرون من الفقراء من الأغنياء ,ولا علاقة لما يعطي الإنسان من الدنيا أو ما يحرم منه باكرام الله له أو إهانته له,ذلك لأنالدنيا يعطيها الله لمن يحب ولمن لا يحب ,أما الآخرة فلا يعطيها الله إلا لمن يحب) كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم .
112- يمكننا التخلص من صديق بكلمة واحدة,لكن ربما لم تكف ألف كلمة وكلمة من أجل اكتسابه,فلننتبه...
113- تعاملُ الناس مع الدين فيه في كثير من الأحيان من التقصير والإهمال والكذب والتحايل و…ما فيه.ومن هنا تجد أن بعض الناس يسألون عن حكم الإسلام ما دام الحكم المتوقع موافقا للهوى والنفس والشيطان ,أما في الحالة الأخرى تجد أن الشخص يتهرب من حكم الدين!!!.
114-من أسباب التقدم المادي في الغرب أن الفتى إذا بلغ وأصبح قادرا على الشغل أصبح لا حق له على أبيه وهذا الذي يقول به الإسلام على الأقل نظريا.هذا نظريا أما واقع المسلمين فهو شيء آخر لأن العادة جرت عندنا أن الأب يفكر في أن يبحث عن شغل لابنه وعن دار وزوجة وعن ...وهذا كما يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله سبب أساسي في اضمحلال الشباب وفي التدهور الاقتصادي عند المسلمين اليوم.ثم يستدرك الشيخ منبها إلى أن غلطة الغرب الكبيرة في هذه المسألة أنه سوى بين الولد والبنت,وهذا لا يجوز عندنا في الإسلام.إن واجب الرجل عندنا في الإسلام –اتجاه المرأة-دائم: الأب أولا ثم الأخ ثانيا (في غياب الأب أو عجزه ) ثم الزوج ثالثا ثم الإبن رابعا وأخيرا.مع ملاحظة أن الإبن يسأل أباه إذا بلغ عن ماله : (من أين أتى به ؟),أما البنت فليست مسؤولة عن مال الأب : من أين أتى به ؟ ).
115- من سيئات التفاوت الكبير بين الأغنياء والفقراء : أن الفقراء يبحثون عن طعام لبطونهم أما الأغنياء فهم يبحثون عن بطون لطعامهم للأسف الشديد.
116- من أهم ما يجب أن يراعى من الصفات في العالم الذي نرجع إليه في أمور الدين لنستفتيه ثلاث صفات :
الأولى والثانية : العلم الواسع ,والورع والتقوى ,وأمرهما بديهي.
أما الثالثة: فالاعتدال والتوسط بلا تحلل من أحكام الدين ولا تعصب وتشدد.
117-أصعب مريض هو الذي لا يعترف بأنه مريض,وبصفة عامة أصعب مشكل هو المشكل الذي لا يسلم صاحبه بأنه مشكل.
118- قيل :" الإغضاء عن السفيه يزيد صاحبه رفعة",وقيل كذلك :" الإعراض عن الجاهل أحسن جواب له".فإذا فرضنا أن شخصا قال لك -بعد أن قدمت له نصيحة ما- ما لا يصلح أن يُقال,فلـم تقلق وتغضب وتثور ؟!.إنه أثبت بذلك عيبه هو لا عيبك أنت .إنه زاد من حسناتك عند الله ,كما زاد هو من سيئاته.إنه هبط بقيمته عند من يسمعه إلى الحضيض , أما قيمتك فلن تُنقص منها تلك الكلمات شيئا,بل إن قيمتك يرفعها الله غالبا عند الناس كلما تحملت الأذى وقابلت السيئة بالحسنة واحتسبت أجرك عند الله.
119-لا شيء بعد الإيمان والعقل مثل العلم والثقافة والمعرفة التي أساسها طلب وجه الله ,أما التي اكتسبها الإنسان طلبا للدنيا ومتاعها الزائل فليست هي المقصودة بحديثي هنا في هذه المسالة . أقول هذا حتى ولو قال الكثير من الناس بأن المال هو الذي يأتـي في الأهمية مباشرة بعد العقل والإيمان…إن الذين يعطون المال فوق ما يستحقه من الأهمية قوم –مهما كانوا كثيرين في هذا العصر– غطت الشهوة على عقولهم وقلوبهم , فوقع الخلل عندئذ في الميزان والمقياس الذي بواسطته يعرفون علامات السعادة الحقيقية والراحة الحقيقية والهناء الحقيقي.
120-من فوائد الحب العظمى أنك بقدر ما تعطي لمن تحب بقدر ما تأخذ منه , وقد تأخذ أكثر بإذن الله هذا بدون أن تقصد الأخذ من بعد العطاء,بل بشرط ألا تقصد من العطاء إلا وجه الله .
121- الحياة الدنيا هي الفرصة الوحيدة للخلود في الجـنـة في الآخرة بالعمل الصالح في الدنيا.ومنه فليس في الدنيا متسع للهو والعبث إلا أن يكون اللهو مباحا ومن أجل الترويح عن النفس وتجديد الإيمان وتقوية المرء لنفسه على عبادة الله.
122-قال مالك بن دينار رحمه الله :" نظرتُ إلى كل إثم فلم أجده إلا من حب المال,فمن ألقي عنه حب المال فقد استراح". وسبحان الله حتى ولو كان المال هو نقطة ضعف المرأة بالدرجة الأولى فإنه يبقى مع ذلك من أعظم الشهوات المسيطرة على الإنسان – كل الإنسان – خاصة في هذا الزمان .وكم من خصومة وقعت وكم من عرض هُـتك وكم من عداوة حصلت وكم …بسبب المال.وانظر على سبيل المثال إلى كثير من المتدينين العالمين بالدين والقائمين بقوة على الدعوة إليه,كيف أن الواحد منهم انقلب على عاقبيه وتنكر للشعارات التي كان يرفعها بمجرد أن بدأت الأموال تتدفق إلى جيبه,وأصبح سببا في نفور الناس من الدين لا سببا في إقبالهم عليه,نسأل الله السلامة و" إنا لله و إنا إليه راجعون".
123- سئل أحد الصالحين:"هل يحسن بالشيخ أن يتعلم ؟ " فقال :"إن كان يحسن به أن يعيش فإنه يحسن به أن يتعلم".لذا ما أحوجنا جميعا إلى أن نتعلم وأن نطلب العلم ولو في أمريكا,وأن نطلبه من المهد إلى اللحد,وليكن شعارنا دوما قوله تعالى :"قل رب زدني علما ).علينا أن نطلب العلم بوسائله المختلفة وفي مجالاته المتعددة خاصة منها :
- العلم الديني الذي هو فرض عين .
- العلم بمجال التخصص إن كان المرء متخصصا.
- العلم ولو بسيط بالأساس في كل جانب من جوانب الثقافة العامة النافعة.
124-قال بعضهم:"إذا كان صدري ضيقا فماذا ينفعني وسع العالم كله ؟".ويقول الناس عندنا في الجزائر:" الضيق في القلب والوسع في القلب".وهذا صحيح ,لذا على الإنسان أن يعمل من أجل تحقيق الراحة لقلبه أولا بتقوية الصلة بالله وبفعل الخير مع الناس وباستقامة المرء مع نفسه,وسيكون بذلك سعيدا كل السعادة بإذن الله حتى ولو كانت الدنيا كلها حوله سوداء.والعكس صحيح,أي يمكن أن يكون المرء مع نفسه وفي قلبه شقيا والدنيا كلها من حوله بياض في بياض.والمطلوب من كل واحد منا أن يدخل السعادة على نفسه لا أن ينتظر من الناس أن يدخلوها عليه.
125-"رب ضارة نافعة"كما يقولون,ومنه فالبلاء الذي يصيب الإنسان في ماله أو عرضه أو بدنه يمكن أن يسلطه الله على عبده من أجل أن يبغضه في الدنيا حتى يسهل عليه انتقاله منها إلى الدار الآخرة.لكن المتنعم فوق اللزوم في الدنيا يجد –غالبا-صعوبة كبيرة في الخروج منها إلى الدار الآخرة.
126- لا أحد أكثر عمى من الذي لا يريد أن يرى,والناس - كما قال بعض العلماء – أربعة أصناف,آخرهم رجل لا يعرف ولا يدري أنه لا يعرف,وهو أصعب الأربعة ومصيبة المصائب... فإذا دخلت في مناقشة مع شخص تعرف مسبقا بأنه ليس مستعدا لأن يأخذ منك شيئا مهما كان مخطئا أو كان على باطل,فالأفضل لك أن لا تدخل معه أصلا في مناقشة,لأنك ستضيع معه الوقت بدون أية فائدة.وهذا نوع من الجدال نهينا شرعا عن الدخول فيه مع الناس.
127-إن النظرة السائدة عند بعض الناس للفروع الأدبية أو للعلوم الإنسانية هي أن الفائدة منها قليلة –إذ في هذه النظرة من التخلف ما فيها.إن الإنسان يهتم بالشعر وبالرسم وبالبيانو وباللوحات والأزهار وبالنزهة في السوق أو على الشاطئ و...أكثر في بعض الأحيان أو في الكثير من الأحيان من اهتمامه بالبناءين والعمال والخياطين والحكام والقضاة وغيرهم وبشراء الحاجات الضرورية من السوق و...رغم أنها ليست مكاسب مادية,إلا أنها لذة لها قيمتها ,والإنسان من طبعه يهتم بها اهتماما بالغا.
128-يجب على الإنسان أن يعرف أن تقيده بقيود الدين هو الحرية الحقيقية,وأن انسلاخه منها واتباعه لشهواته وأهوائه هو عين الذل والعبودية المهينة.وصدق من قال:"إن العاقل يفعل ما ينبغي وأما الحيوان فيفعل ما يشتهي".اللهم اجعلنا عقلاء.
129- صاحب البصيرة النافذة والوعي الكبير هو الذي يتعرف على الحقيقة قبل ظهورها أو قبل وضوحها,طبعا بناء على مقدمات علمية ومنطقية –لا بناء على الدجل والشعوذة والكهانة –,وأما الذي لا يعرفها إلا حين تظهر واضحة لكل العيان ,بل حتى صاحب النصف عين يراها,فعندئذ أي فضل يكون لمن رأى وأبصر ؟!… طبعا ليس له أي فضل إلا أن يكون فضلا مثل فضل طفل الثلاث سنوات التي تعشى بالحمص مع أفراد عائلته,فلما انتهوا من العشاء مباشرة قال لأبيه فجأة وبصوت مرتفع:"أبي ! أبي ! لقد عرفت بماذا تعشينا اليوم.لقد تناولنا في عشائنا اليوم الحمص.أليس كذلك يا أبي..".
130- من أراد الإنصاف فليتوهم نفسه مكان خصمه,فإنه يلوح له نفس تعسفه في الحين إذا تعسف.
131- قيل:أعدل الشهود على الصدق هو وجهه لظهور الإسترابة عليه إن وقع في كذبة واحدة – مهما كانت صغيرة أو بيضاء كما يقولون– أو هم بها.
132- ما أقبح أن ننتقد الغير على ما نفعله نحن.إننا نكون عندئذ كالجمل لا يرى إلا سنام غيره."كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون".صدق الله العظيم.
ولا إله إلا الله , محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
![]()
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________