عنوان الموضوع : مشكلة وحل منققولة للإفادة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
مشكلة وحل منققولة للإفادة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا فتاة أبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عاماً، تعرفت على خطيبي من 6 أشهر وكأني كنت في حلم جميل فكل منا يحب الآخر حباً شديداً بسبب ما كان يتميز به عن غيره فبعيدا عن حبي الشديد له فإن أي فتاة تتمنى أن ترتبط بشاب مثله فهو اجتماعي ممتاز ووسيم جدا وشاعري وكذلك جعلني أوافق عليه عندما تقدم لي. المشكلة بدأت أنى لا أستطيع أبداً أن أتخيل حياتي بدونه وأخاف كثيراً من مجرد فكرة فسخ الخطبة لأنه فعلاً لا يعوض ولكن المشكلة أنه شخص غيور متحكم قيادي، يريد أن يكون هو المسيطر على كل صغيرة وكبيرة، وعلى أصغر أفكاري فقد تنازلت كثيراً وأصبحت أقنع نفسي بأنه هو دائما على حق لكن بالرغم من ذلك أشعر بضيق وتساؤل كبير إلى أي حد سوف أتنازل وهو لديه قواعد ثابتة وغير قابلة حتى للنقاش، فهو ماهر بالتقليل من شأني وانتقادي في أتفه الأشياء حتى بالنسبة لمظهري مع العلم أني أتمتع بقدر كبير جداً من الجمال وهذا أكثر ما جذبه لي على حد قوله. وأنا بطبعي لا أحب الانتقاد أبداً ماذا أفعل؟ فهو يجيد تعنيفي كطفلة مخطئة وأنه أدرى بمصلحتي وأنه من واجبي الالتزام بما يقول وكيفما يقوله مع العلم أنه يكبرني بعام واحد فقط، مما أدى إلى إرهاقي فعلاً، وكان السبب ببكائي كثيراً فلقد نجح بتشكيكي بنفسي .. وهذا الجانب من شخصيته يؤذيني ويتركني حائرة أبحث عن جواب يريحني، وأوقات كثيرة يصبح حنوناً مازحاً يستلطفني ويجذبني برقة كلامه وغزله، ولكن سرعان ما ينقلب كل شيء رأساً على عقب ويصرخ علي إذا أخطأت من وجهة نظره فهل بذلك أكون ضيعت حقي عنده وعندما أعتذر منه فهل سيستمر بجرحي ويتهمني أنني السبب بإصابته بالضغط أرجو نصحي وتوجيهي إلى الخطوات الصحيحة؟ فقد حاولت بكل أسلوب وطلبت منه أن يقبلني كما أنا ولكنه رفض كلامي تماما لأنه يرى أنه بإمكانه إصلاحي وتغييري.
الاجابة :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
تؤرقك ـ حسب قولك ـ مشكلتان اثنتان، الأولى عدم قدرتك على الحياة بدون خطيبك، وقد بهرك جماله ووسامته.. والثانية أنك غير قادرة على التكيف معه، إذ هو المسيطر المتحكم المستبد بآرائه وأفكاره، غير عابئ بمشاعرك واختياراتك، مما جعلك تعانين الإرهاق والحيرة والشك في ذاتك رغم رقته ولينه أحياناً، ظناً منه أنك لا تزالين تحتاجين إلى تقويم ما اعوج من سلوكياتك، لذا ظلّ يمارس عليك انتقاداته مقللاً من شأنك، مستنقصاً شخصيتك رغم تمتعك بقدر كبير من الجمال..
الأخت الوفية ريم ـ لا تزال ذاكرتك تحتفظ بأسرار الوهلة الأولى من التعرف إلى خطيبك ـ منذ ستة أشهر خلت ـ وقد غابت عنك في هذه اللحظات الأولى من التعارف جوانب أساسية ذات أولوية في الاختيار والبناء والتأسيس لخطوبة ناجحة مباركة يباركها الله ورسوله والملائكة، لتكون فترتها ـ طالت أو قصرت ـ خالية من كل ما يعكر صفوها ويهددها بالقطع والإبطال. والأمر كلّ الأمر أنك جعلت الجمال والوسامة (وهذا من المفترض أن يكون لدى النساء قبل الرجال) المعيار الوحيد الذي اعتمدته في تقييمك لخطيبك واختياره شريكاً لك، وقد أغفلت فعلاً ما هو أساسي ـ في تقديري ـ دينه وخلقه..
ـ فهل سألت عن التزامه ومحافظته على صلاته؟
ـ هل راقبت مواقفه وسلوكياته من خلال معاملاته؟
ـ هل بلغك ما يطمئنك عن برّه بأسرته وحسن علاقته بجواره وأحبابه؟
ـ هل حصلت لديك قناعة بحسن طباعه واعتدال مزاجه؟
خصوصاً أنك في هذه الحال التي ذكرت (قولك: لكن سرعان ما ينقلب كل شيء رأساً على عقب ويصرخ عليّ إذا أخطأت من وجهة نظره)..
ويستوجب المقام أيتها السائلة الوفية أن أذكرك بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" وتبين هنا أنّ الدين والخلق هما من الثوابت، وما عداهما معرض للتغير والزوال والاندثار كالمال والجمال والجاه.. لنفترض أن رجلاً يمتلك سمات الجمال غير أنه متكبر مؤذ سليط اللسان لاذع الكلام، هل تقدر امرأة ذات كرامة على العيش معه، وهو على هذه الحال من سوء الخلق؟!
ويستحضرني في هذا الاتجاه قول أحد الشعراء:
إنْ أخو الحسن أضحى فعله سمجاً رأيت صورته من أقبح الصور
وهبه كالشمس في حسن ألم ترنا نفرّ منها إذا مالت إلى الضرر
إنّ الخطوبة ـ أيتها الأخت الفاضلة ـ قد حصلت ـ وقد سبق السيف العذل ـ إذ قضي الأمر بما لا يمكن استدراكه، خصوصاً أنّ العواطف والمشاعر قد فعلت فعلها فيكما معاً وقد ترسخت روابط الوجد والمحبة بينكما، فلا يمكن بجرة قلم الشطب عليها وإنهاؤها، غير أنه بالإمكان ـ أكثر مما كان وقبل فوات الأوان ـ تدارك أمر العلاقة بينكما ـ بينك وبين خطيبك المحترم ـ وتحسينها والسير بها في الاتجاه السليم، والبحث في أسباب توترها للاستفادة من الأخطاء التي كانت سبباً في تأججها وخروجها عن مسارها القويم، وستظل كذلك إن لم تتعهديها أنت بالمراجعة والتشخيص والتعديل،و التي أيضاً ربما تكونين أنت طرفاً فيها وسبباً مباشراً في حدوثها، لا سيما أنك أصبحت عرضة لانتقاداته المتكررة ـ إذ لا يمكن أبداً أن يكون هناك انتقاد من فراغ أو ردّ فعل على فعل لم يحدث. (قولك: يصرخ عليّ إذا أخطأت.. عندما أعتذر منه هل سيستمر في جرحي.. يتهمني أنني السبب في إصابته بالضغط)..
وإنني أشكر لك حرصك على تحسين العلاقة الانفعالية التي تجمع بينكما ـ والتي لا تزال في بداية طريقها ـ وأثني عليك لقولك: أرجو نصحي وتوجيهي إلى الخطوات الصحيحة، أدعوك في ذات الحين إلى إتباع الآتي:
ـ حثه على الالتزام بدين الله وشرعه والمحافظة على الصلوات في أوقاتها.
ـ تذكيره بضرورة تدبر ما يتعلق بعلاقة الرجل بالمرأة من خلال ما ورد بالقرآن والسنة.
ـ الدعاء له بظهر الغيب هداية وسلامة وسلوكاً.
ـ فتح أفق واسع لحوار مجدٍ وبناء ـ دون ملل أو كلل ـ تتبادلان من خلاله بقلب مفتوح ليّن وصدر منشرح وجهات النظر حول ما يخصّكما معاً، وحول ما يمكن أن يطوّر ويحسن علاقتكما ويعززها ويحقق التوافق بينكما.
ـ استشارته فيما يستعصي عليك فهمه أو فعله أو اتخاذ قرار في شأنه.
ـ التنازل عن بعض ما تعتبرينه من مبادئك من قبيل التعالي ورفض بعض آرائه وانتقاداته.
ـ تجنّب إثارته أو معارضته أو مجادلته في مواضيع ـ هو أدرى بها منك ـ لا سيما أنك عليمة بطبعه ومزاجه وأهوائه وما يمكن أن يثيره من ردود أفعال تصدر منك.
ـ العمل على احتوائه ـ في حدود المشروع ـ عن طريق التجمّل والتودد بالكلمة الطيبة الصادقة اللافتة، علّها تكون أداة لامتصاص غضبه وتخليصه من بعض العُقَدِ والمركبات السلبية كالسيطرة وحب الانتقاد.
ـ معاملته بالحسنى على قاعدة التقارب العلمي والثقافي الذي يجمع بينكما دون ترفع أو تعال.
ـ ألف الله بينكما وجمع بينكما في خير
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________